أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..














المزيد.....

كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 01:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ثلاثة سنين فقط وسارحل.. كم كان الرئيس متفائلا..وكم كانت ثقيلة عليه هذه الكلمات ..فلم تسر الامور كما ارادها..ولم يعد البلد ظريفاً..ولم يعد الشعب ودودا كما كانً..ولم يعد يكفي أن يقول الرئيس للشيء كن فيكون..ولا ان يقول ان الجماهير الزاحفة الى الشوارع ليس الا عصابات ملثمة, ومتآمرين يحركهم الخارج, وعملاء للغرب, حتى تتلاشى من الوجود.. ويطلق عليها الرصاص بعيون دامعة من الغبطة..قد عرفتهم يا سيدي الرئيس..
ثقيلة ومؤلمة على الرئيس ان يعترف بانه لم يكن بذلك السلطان الملهم الذي يتلقى كلمة السماء..بل هو مجرد شخص مضلل محاط ببطانة سيئة ضللته ولم تقل له بان الامور ليست بما يتمنى الرئيس..من جاء بهم ياسيدي..ومن اطلقهم على ارواح ومقدرات وثروات الشعب التونسي البطل سياطا ورصاصا ونهبا وتجويعا وتشريدا في بحار الدنيا وعلى نقاط التفتيش المهينة..
صعب على الرئيس –أي رئيس-ان يجثو على ركبتيه معترفا بالعجز ومطالبا بثلاث فقط من سنوات كانت ممتدة امامه يغرف منها ما يشاء..عسير على الحاكم الذي جاء للسلطة مناديا الا لا حياة للحكم المطلق..ومطلقا الوعود بالحد من احتكار السلطة ..ولينتهي برئاسة خامسة..ان يستوعب ان لا تأتي تهديداته ووعيده بالبرد والسلام على نظامه المسرف في اهلاك الحرث والنسل..وان يرى الحشود الضخمة التي ملت الجوع حد الانتحار..تخرج متحدية القبضة الأمنية الحديدية للنظام ومتمردة على سياط الجلاد ودموية السلطة واداتها القمعية.. اين هم ناخبيك يا سيدي..واين من ابتهل لك بطول البقاء على خزائن الارض ما مد الله لك من الايام ومادام هناك شيء ينبض في حناياك..
قد قال الشعب كلمته..ووقف امام الة النظام المزمجرة والمغطاة بدعم عربي راجف مرتعش وتواطؤ غربي مخجل..مجردا الا من شجاعته واستحضاره لكل عظمة واصالة الانسان العربي التونسي العظيم بصوته الهادر وايمانه بان القيد لا بدان ينكسر..وان دوام هذا الليل ليس قدرا اذا ارادت الشعوب الحية ان تمارس فعل الحياة..لتتحول تونس التي اريد لها ان تكون مثالا للاحباط المغلف بشعارات الحداثة والتنمية الزائفة ..الى ريادة الانعتاق العربي الرافض لسلطة النهب والتكميم والتعتيم واعلاء التحالف المدنس ما بين الفساد والخيانة الوطنية الاقتصادية والسياسية والتأبد على الرقاب من خلال الاستقواء بالغرب على الشعوب المقهورة..تلك السياسة التي لم تجلب لشعب تونس البطل سوى المزيد من الفقر والبطالة والقمع والامتهان وفقدان الكرامة الوطنية. قال الشعب كلمته شجاعةً ونبلاً..وقالها النظام..جبنا وتخاذلا وارتعاشا وحلولا غرائزية لم تجد الا اطلاق الساق والتضحية برأس النظام الفاسد على مذبح الركوع للارادة الشعبية..وان كان الشهيد البطل " محمد بوعزيزي " لم يتحصل الا على جسده الطاهر سلاحا ليحرقه احتجاجاً على التجويع الممنهج للشعب وعلى البطالة والتهميش..فان تضحيته قد اشعلت بركان الغضب الشعبي من خلال الانتفاضة التي تحولت إلى قوة متصاعدة هائلة ، تضاءلت امام جبروتها كل تراث القمع والاسيجة النارية التي احاط النظام نفسه بها من أجهزة بوليسية ومخابراتية متغولة ومنفلتة وشرسة ، ومن خلال الامساك بجميع مفاصل الاقتصاد وادارته من قبل المافيات العائلية الحاكمة تحت غطاء الليبرالية الاقتصادية التي تنظر فقط وبعين عوراء الى اقطاب النظام والشركات الدولية المتواطئة، ومن الاسراف في استرضاء الغرب عن طريق انتحال صفة المحارب الجسور على الارهاب ..
لقد فتحت انتفاضة الشعب التونسي البطل كوة في ظلام الخنوع العربي يبدو انها مرشحة للاتساع لتكون بحجم وعظمة الامل الذي يتفاعل في صدور الشعوب العربية التي ملت الاذلال والخضوع والإفقار والتهميش ..وان التعتيم الذي تفرضه اجهزة الاعلام الرسمية على النور الذي اضاء العالم من ارض تونس الخضراء لن يكون كافيا لتكميم الغضب الشعبي الذي برهنت الانتفاضة التونسية الباسلة على نجاعته كسبيل اوحد نحو التغيير والتحرر والانعتاق، فالواقع المؤسف المأزوم يتشابه موضوعيا من المحيط الى الخليج ..واتساع حالة الاحباط الناجمة عن استنفاذ الوسائل المدجنة المتسالمة مع هذه الانظمة التي اسرفت في امتهانها لكرامة الانسان وقامرت بلانهائية السقف المفتوح للنهب والسلب والتركيع والتجويع وعدم الاكتفاء بكل القناطير المقنطرة من مقدرات الشعوب المستلة من افواه الجياع ومن مستقبل بلادهم..قد لا تجد بدا من ترديد صدى المثال التونسي العظيم..على حكامنا ان يتوصلوا-متأخرين- الا ان وقت الاستعباد والارتهان قد ولى مع اول شرارة انطلقت من النار التي عمدت الشهيد العزيز النفس "البوعزيزي" وان الاجراءات الترقيعية والتجميلية لم تعد ذات جدوى..وان المواطن لم يعد مستعدا لتحمل اعباء الادارة المتقادمة المأساوية المتوطنة في البلدان الناطقة بالضاد..وان عليهم ان يلتفتوا الى الانسان ويعيدوا له ما استلبوه من انسانيته وحقه في الحياة الحرة الكريمة..فان الشعب العربي يهتف الان لشعب تونس معليا النداء يا ليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما..ولن يمر وقت طويل حتى تتردد هذه النداءات داخل قصوركم وداخل مخادعكم وغرفكم المغلقة ..ولن ينفع يومها التحجج بانكم قوم لا تعلمون..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الانحدار الى القمة العربية..
- حق تقرير المصير.. الجار الطيب والشريك المخالف
- وجهة نظر متأنية ..في قرار مجلس محافظة بغداد المتعجل..
- السعودية تقصي العراق من كأس الخليج..
- التبرؤ والاعتذار..قبل رفع الاجتثاث..
- لكي لا يجهض الحلم..الى نقابة الصحفيين مع الود
- دعوة حق..لا ندري ماذا يراد بها..
- تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..
- اصوات نحب ان نسمعها
- الى حيث القت رحلها..
- رثاء متأخر لرحيل مبكر جدا..
- كلام ضائع في الهواء..
- سبع وستون دقيقة..بين الانبعاث والاندثار
- سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..
- فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..
- ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - كم كان الرئيس بن علي متفائلاً..