أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت














المزيد.....

هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت
يوجه للمسرح العراقي
ليس سهلا لمن يحيا في موطني تجاوز الصعاب والإحساس بالصحة والأمان وكل ما يحيطنا هو حصار ودمار منظم ومبرمج لإزالة الحضارة والثقافة والمعرفة والحكمة من وعن العراقيين، سنوات مريرة مازال طعم حنظلها يرافقنا في حلنا وترحالنا وما تلاها كان فيه من الفرح الممزوج بالسم الزعاف ، حتى بتنا نتساءل ونشم أخبار من عرفناهم عن قرب آملين ببقائهم أحياء رغم غربان الموت التي أنشبت أظفارها في كل ركن وزاوية في موطني الحبيب .
لم يكن المسرح بعيدا عن حافة الدمار التي شملت كل شيء ، لكنها لم تستطع أن تُُطفئ الجذوة المستعرة في كل شيء من أرض الرافدين الحبيبة ، لتحيا من جديد .
العراق بلد الأساطير القديمة وصاحب الملاحم الخالدة أصبح أسطورة هذا الزمان بصبره وقدرته على نفض جراحه والوقوف ثانية ، رغم عشعشة غربان الشر وإحاطتهم له من جهاته الأربع، ، وكأنه كتب على العراقيين أن يتحملوا كل الأوزار والذنوب ، فما أن تبدو عليه أبسط ملامح العافية حتى ينبري من يتصدى له محاولا كسر شوكته ولوي ذراعه وكرامته وهذا ما عشناه في أعقاب كل تغيير حصل في العراق، وما نقرأه في كتب التاريخ ، مما يشير إلى ديمومة حالة الصراع بين العراق ومحيطه الخارجي ولأسباب عديدة أهمها المطامع السياسية والاقتصادية ، إن حب الهيمنة على مصير العراق والعراقيين ليس جديدا ، ولكن أن يصل إلى المرافق الفنية في حياة العراقيين ومحاولة إزاحتهم تحت أي اعتبار أو سبب فهو مؤلم غاية الألم وموجع أقصى الوجع.
كان المسرح العراقي ومازال يحمل خاصيته الأصيلة المستمدة من التاريخ والموروث والأدب المحلي والعربي والعالمي ، ولم يكن المسرح العراقي بعيدا عما يستجد على المسارح العربية والعالمية من متغيرات وتحديثات شهدناها في معظم ما شاهدناه في المسرح العراقي أو ما عرض منه في الخارج . ولكن بالرغم كل التحديات والتأثيرات بقيت المدرسة العراقية في المسرح لها طابعها المميز التي لاتستطيع نكرانه كل المدارس المسرحية في الوطن العربي .
وبالرغم من محاولة تسييس الفن عامة والمسرح خاصة إلا أن المسرح والمسرحيين العراقيين بقوا في معظم الأوقات خارج لعبة التسييس ، بل الأمر والأدهى من هذا أن الكثير من الفنانين الذين لم يُجيدوا لعبة المخاتلة وعبور الموجه قد هاجروا إلى بقاع شتى من بقاع العالم آملين بتحقيق صبوتهم من الفن وبعودة ميمونة إلى الوطن ولكن وللأسف لم تجر الرياح بما تشتهي السفن .
في كل ما نشاهده على شاشات التلفاز من احتفالات واحتفاء بفنانين من كل بقاع العالم إلا الفنانين العراقيين .
نشأ المسرح العراقي في بدايات القرن المنصرم وتطور ليصل ذروته في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، ولكن ما حدث من حروب وانتكاسات عاشها الوطن أثرت على المسرح تأثيرا لايمكن إغفاله وبالرغم من انكسار الناس واهتمامهم بلقمة العيش إلا انه بقي من حاول أن يثبت وجود وبقاء المسرح العراقي . فمازالت بعض الفرق تواصل عطاءها رغم كل محاولات التهميش والسيطرة . ومازالت تقدم مسرحيات جيدة تضاهي في مستواها وتقنياتها مايقدم على المسارح العربية أو قد تتفوق عليها .
بدأ الفن في العراق وبالأخص الفن المسرحي بين فئة المثقفين والمتنورين والثوريين ، أي في أحضان المثقفين الذين يسعون لتغيير وإصلاح المجتمع عن طريق الفن وليس عن طريق من اتخذ الفن مكسبا ماديا وليتحول في فتراته العصيبة إلى اللون التجاري والذي رفضه فنانو العراق المبدعين ولم ينجروا إليه رغم قسوة الظروف .
تناول الفن المسرحي المشاكل الاجتماعية والفكرية التي عانى منها المجتمع العراقي والعربي والعالمي خلال سبعين عاما وأكثر ، من خلال تقديمه لمسرحيات كتبها عراقيون أو استوحوها من مسرحيات ونصوص عالمية أو عربية مدعومة بتراث وتاريخ امتنا ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ( المفتاح ، النخلة والجيران لغائب طعمه فرمان والخرابة ليوسف العاني ونفوس من تعريق المخرج الراحل قاسم محمد والبيك والسائق تعريق صادق الصائغ وإخراج إبراهيم جلال ودائرة الفحم البغدادية المعرقة عن نص دائرة الطباشير القوقازية ، وولاية وبعير المعرقة عن نص الفيل ياملك الزمان لسعد الله ونوس ) والكثير من النصوص التي لاتفي ذكرها عشرات الصفحات .
لم يتشكل المسرح في العراق تبطرا أو لخدمة النخبة بل انبثق من حاجة الناس لمسرح متفاعل معه يطرح همومهم ليجدوا حلولا ومتنفسا لما يعانوه في حياتهم اليومية ، فالفن عموما والمسرح بالتحديد هو المرآة الصادقة لحضارة المجتمع ورقيه ، فالمسرح المتطور الذي يتفاعل مع تطور المجتمع يعكس نجاحه وأصالته . والمسرح العراقي أثبت جدارته على مر السنين بما رفد به للمسرح العربي من مساهمات جادة ومن شخصيات مسرحية قدمت للمسرح العربي الشئ الكثير ، وبالرغم من رحيل البعض إلا أن تأثيرهم ما زال ملئ العين والسمع .
ولم تستطع أي جهة أو ملة أو طائفة احتواء المسرح العراقي خلال مسيرته الطويلة والمريرة. تحية لمن قاوم طوفان الموت والتجهيل وبقي صامدا .
هذا غيض من فيض
فهل يستحق المسرح العراقي الرفض ولخدمة من يتم إقصاؤه من دوره التنويري في الداخل والخارج ! ؟



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام رحل!
- صمت المساء
- لماذا الديمقراطية والعلمانية
- الملف تالف..والحكومة تالفة..والعمر تالف!!
- !!! أسنبقى نرى جدرا كونكريتية ونحمل توابيتنا أم سيزهر الوطن ...
- هل كنا معا
- أنا نادمة ! فدم الضحايا يستنزف أعمارنا
- سأنتخب اتحاد الشعب 363
- من سينهي الخراب له صوتي
- عام جديد
- كل عام وبغدادنا بألف خير
- بين الحرية ومدارج كرة القدم يكمن الوعي
- الإنتخابات و أيام الإسبوع السوداء ! ! !
- إنه أبي
- هموم بيئية
- هموم لا تغسلها برامج ال MBC
- العراق والكويت وطحن العراقيين
- الى ناصر العتيبي وكل من لايتقي الله ويتخذ طريق العقل والحكمة ...
- من أين أبدأ بعد صمت طويل
- رسالة مفتوحة الى السيد نوري المالكي


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت