أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - تونس و بداية العدوى














المزيد.....

تونس و بداية العدوى


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 08:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كان لأحداث تونس الأخيرة وقع عميق لدى كل المواطنين في العالم العربي ، خصوصا أنها جعلت رئيس الجمهورية التونسية ينزل من عليائه و يستمع لمطالب المتظاهرين ، و بدل أن يروض الحاكم بالقوة الشارع ها نحن نرى الشارع التونسي يروض حاكمه المستبد . و هذا التغيير في الواقع التونسي مؤشر لبداية صحوة عربية عارمة ستحل لعنتها على باقي الحكام و ستشمل كل الدول العربية . لأن المواطن العربي استوعب ، بل تأكد ، أن عرش حاكمه عرش من زجاج .

المميز في الحالة التونسية أنها جاءت تتمة لسلسة من الأحداث التي اكتسحت بعض بلدان المغرب العربي ، لعدة أسباب من بينها : ارتفاع الأسعار ، الفساد الإداري و المالي ، الفقر ، البطالة ، الاستبداد و السلطوية المطلقة. و بينما لم تنجح مظاهرات " سيدي إفني " بالمغرب و الجزائر العاصمة بالجزائر في إرغام السلطة على تفهم مطالبها ، نجح الشارع التونسي في الحصول على مطالب لم تكن متوقعة حتى لأشد المتفائلين . و هذا لا يعني بأن المظاهرات في المغرب و الجزائر لم تؤتي أكلها ، على العكس ، فقد كانت بمثابة الشرارة التي انتظرها الجميع ليتحرك ، بما في ذلك الشارع التونسي .

السؤال الملح في هذه الظرفية هو : كيف نجع التونسيون في استخلاص حقوقهم بينما فشل الآخرون ؟

يبدو الجواب واضحا في الإصرار الذي واجه به التونسيون العنف الذي قابلت به السلطة مطالبهم ، فالتونسيون لم يتفرقوا أو يتوقفوا عندما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في وجوههم وسقط الضحايا ، و لم يهربوا حين نزل الجيش إليهم ، و لم يخافوا حين طلع إليهم رئيسهم بن علي متوعدا كل من يتظاهر منهم بالويلات . صحيح أن عدد الضحايا في صفوف المتظاهرين قد فاق الخمسين حسب أحد المنظمات الحقوقية الدولية ، لكن الأكيد أن الملايين الباقية من الشعب التونسي قد استردت كرامتها و ربحت جولة ، بل معركتها مع السلطة .

وهذه الشحنة التي غمر بها الشارع التونسي كافة مكونات الشارع العربي ، كانت قوية لتحمل رسائل جادة لكافة الحكام العرب خصوصا في المغرب و الجزائر ، لأنهما أقرب من حيث الجغرافيا و التكوين الاجتماعي و الفكري للشعب التونسي . و عليه فقد بات أكيدا أن الملك المغربي محمد السادس و الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، يراجعان نفسيهما مخافة الوقوع في المطب نفسه الذي وقع فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .

يبدو أن الأوان قد حان ليفهم الحاكم العربي أن الموت كالحياة بالنسبة للمواطن الذي قهره الاستبداد و الفقر ، و أن معادلة الترهيب و التجويع تساوي الطاعة لم تعد ممكنة مع تفاقم الهوة و الكره . و إذا كان التونسيون قد أرغموا بن علي ، رغم غطرسته و تكبره ،على النزول من برجه العاجي لسماع مطالبهم و السهر على تنفيذها ، فإن المغاربة و التونسيين و الليبيين و المصريين و السعوديين و كل المنتمين لربوع الوطن العربي ، لهم ذات القدرة على تركيع من يشاؤون ، رئيس جمهوية كان أم ملك .



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعضلة
- أوراق من هاوية الماضي ( الجزء الأول )
- الطفولة على الهامش
- صوت مفلس
- الشاعر السويسري برينو ميرسي و رحلة اكتشاف الآخر
- لحسن لفرساوي : سريالية اللون و الحرف
- شاعرية الماغوط و القارئ
- محمود درويش , الشاعر الحاضر فينا
- المالكي و ديمقراطية الفؤوس
- هلوسات في حضرة الشهود
- قاض بمحكمة نواحي مراكش , يغتر بنفسه
- مريم
- هي و الليل
- التعبير عن الرأي: بين التعتيم و التنوير
- ثيمة النضال في ديوان أبابيل الصمت للشاعرة المغربية زليخة موس ...
- إنفلوانزا الخنازير : الكابوس الذي يفزع المغاربة
- حسنا , سأكون كما تحبون
- أمريكا و المالكي و مقهى الحشيش
- إيران : النهضة التي تحاول الأغلبية إخمادها
- بين النارنج و النخيل


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - تونس و بداية العدوى