أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر الناصري - زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى














المزيد.....

زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 23:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


(أنا فهمتكم وفهمت المجتمع...) هذا ما قاله الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهو يعيش واحدة من أخطر مراحل حياته السياسية على وقع مواجهة حاسمة ودامية مع الشعب التونسي ، يخوضها نظامه بكل أجهزته القمعية ومؤسساته التي تحولت الى اداة لأذلال الشعب التونسي وسحق كرامته . لم يكتف بن علي بثلاثة وعشرين عاما هي فترة حكمه ليتمكن من فهم الشعب التونسي وفهم مطالبه وآماله ولكنه ادعى الفهم والشعور بالمسؤولية بعد أن وجد ان ما يحدث هو مجزرة بحق الشعب الذي فهمه أخيرا صاغرا ومذعورا من ردة الفعل السياسي والأجتماعي المذهل التي أطلقها الشعب التونسي بكل قواه المطالبة بالحرية والمساواة وإتحاداته العمالية الفاعلة من أجل العمل ومحاربة الفساد والحريات السياسية والأعلامية . ردة الفعل هذه ارغمت بن علي لأعلان عدم ترشحه للأنتخابات الرئاسية القادمة في عام 2014 ( لارئاسة مدى الحياة ) وأعلن عن أطلاق الحريات السياسية وحرية التظاهر وحرية الصحافة ووقف كل أشكال الرقابة وتشكيل لجان مستقلة للتحقيق في قضايا الفساد والتحقيق في الاحداث الاخيرة وتحديد الجهات المسؤولة عن أطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين .......

يا للهول يا بن علي او شاوشيسكو تونس كما وصفه احد الكتاب . يا لهذه الصحوة المـتأخرة ويا لهذا الفهم الذي تأخر كثيرا ولم تتوصل اليه الا على أصوات الرصاص الحي التي تزهق أرواح العشرات من التونسيين .

طوال تاريخ الأنظمة الدكتاتورية فأن كل وعودها لاتعدو ان تكون وسيلة للتخلص من سقوط محتم أو لأمتصاص نقمة الأحتجاجات والحركات المطلبية . وليس بخاف على أحد حجم الوعود التي أطلقها نظام القمع والارهاب البعثي في العراق بعد نهاية حرب الخليج الثانية في عام 1991 وأنطلاق الأنتفاضة التي أسقطت 14 محافظة عراقية وطردت السلطة وأجهزتها القمعية منها . فكل من شاهد وأستمع الى خطاب بن علي هذه الليلة سيكتشف مدى الرعب الذي يعيشه كدكتاتور يواجه موتا محتما على يد جموع تنهشها البطالة والفقر وتسحق كرامتها على يد الأجهزة البوليسية المختلفة وتسرق مقدرات بلادها من قبل الرئيس والمقربون منه والحزب الحاكم . لقد تحرك الشعب بعد ان تلمس ان النار التي أحرق بها شاب تونسي نفسه أحتجاجا على البطالة التي يعيشها وتجعله فاقدا لأبسط مقومات الحياة في بلد تمارس سلطته خداعا باسم الحريات الثقافية والأجتماعية ، سوف تحرقه وتحيله الى رماد وتجعله أداة بيد السلطة ورموزها وحزبها الحاكم وأجهزتها البوليسية .

مهما كان خطاب زين العابدين بن علي ومهما كانت الوعود التي حملها ومهما كانت محاولاته للتنصل عن المسؤولية وألقاء اللوم على المسؤولين في حكومته الذي يمدونه بمعلومات خاطئة كما يدعي الا أنه جاء أنتصارا للشعب التونسي بكل قواه الحية والفاعلة التي يتوجب عليها الأنتباه الى أمكانيات السلطة الحاكمة في تونس على المراوغة والخداع من أجل أفراغ الوعود التي أطلقها بن علي من محتواها والتنصل عنها. وأن أطلاق سراح المعتقلين السياسين وفي مقدمتهم المناضل حمه الهمامي واقالة كل رموز الفساد ومحاسبتهم ستكون مطالبا عاجلة وأساسية للشعب التونسي ..فتحية لهذا الشعب وتحية لحمه الهمامي وحزب العمال الشيوعي التونسي وكل القوى المناضلة من أجل الحرية والمساواة في تونس .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدفاع عن العلمانية
- صراع العلمانية والدين وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية ...
- عن مذابحنا و صراع الكراسي وتوازن الأكراد
- الدولة العراقية : أوهام الخطأ ..!
- كلمات في تأبين سردشت عثمان وتأبين حال الصحافة في العراق *
- الموت أختناقا : فضيحة أخرى في عالم المعتقلات والسجون العراقي ...
- جريمة أختطاف وقتل الصحفي سردشت عثمان ومستقبل حرية الصحافة في ...
- في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة
- حتى لا يتحول العراق الى لبنان آخر
- لمصلحةِ مَن يجرى هذا الأستفتاء ؟
- قمة سَرت التي لاتسر
- أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
- إنتخابات العراق... قراءة من الخارج
- عن المخاوف من عودة حزب البعث الى السلطة في العراق..
- مسدسات المالكي
- حرب الرموز
- في الدفاع عن دولة المواطنة - الجزء الثاني
- في الدفاع عن دولة المواطنة -الجزء الأول
- كونونغو ، فصول من ماساة أنسانية
- كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - شاكر الناصري - زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى