أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مشهورين ... بأي ثَمَن














المزيد.....

مشهورين ... بأي ثَمَن


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 08:23
المحور: كتابات ساخرة
    


كان " بيسكو " يغارُ من شباب القرية الذين يشتهرون ، ويصبحون حديث المجالس ، فهاهو " حمو " الذي قتلَ ذِئبَين ببندقيتهِ ، قرب حقلهِ ، ينال إعجاب النساءِ والبنات ويؤلفون الأساطير عن شجاعتهِ .. وذاك " سرو " الذي نهب " عيشي " وهربَ بها الى مكانٍ مجهول .. حتى " رزفان " المسجون في المدينة بسبب سرقاتهِ ... أو حتى " فيرو " الذي شوهِد في أطراف القرية في وضعية مشبوهة مع حمارتهِ .. كُل هؤلاء ، هُم مَصدر أحاديث أهل القرية برجالها ونساءها وأطفالها .. لايهم ان يكون حديثهم ثناءاً أو إنتقاداً ، مدحاً أو قدحاً ، سُخرية أو إعجاباً ... المُهم انهم معروفون للجميع وهُم شيءٌ ما ... أما هو " بيسكو " فيشعر انه لاشيء .. لا أحد . فَكّرَ " بيسكو " مَلِياً .. بضرورة القيام بعملٍ يجبر الناس على الحديث عنه وحوله .. لكن المُشكلة انه لايُجيد إطلاق النار ولا يملك بندقية بالأصل .. ويخاف ان يسرق أو يسطو على أحد المنازل .. ولا تقبل أي من بنات القرية بالهروب معه ... أخيراً ومضتْ فكرة عبقرية في مخيلتهِ .. فقّررَ الذهاب الى " دفدو " الثرثار .. حيث انه كفيلٌ بأن ينشر " الخبر " في أرجاء القرية ، بل القرى المجاورة أيضاً .. بسرعة البرق ... نعم إنها فكرة هائلة ... سيّدعي انه " تَغّوطَ " في بئر القرية الوحيد .. البئر الذي تشرب منه القرية الماء ! . طبعاً سيصدقُ دفدو الثرثار الأمر .. وسيهرول في كافة ألأنحاء ليُبَلِغ الجميع ... وهذا مايريده بيسكو بالضبط .. وليكن ما يَكُن !. وكانَ لهُ ما أراد .
الكثير من السياسيين العراقيين اليوم .. يشبهون صاحبنا " بيسكو " أعلاه .. فعلى الرغم من إنهم صُمٌ بُكمٌ عُميٌ ، لايفتحون إفواههم إلا للأكلِ والشرب ... فهم مستاؤون من تجاهل الإعلام لهم ، وغير راضين عن التعتيم الجاري عليهم ، ولا مُقتنعين بعدم دعوتهم الى البرامج الحوارية والمنتديات السياسية ولا الامسيات الثقافية والفنية ... هؤلاء السياسيين ، لايستطيعون ان " يحلوا رِجل دجاجة " ويريدون ان يُستَدْعوا ليحلوا مشاكل البلد ! .. يترددُ أحدهم نصف ساعة كُل صباح بين أي القمصان يلبس ، ويحتار بين أي الطُرقِ يسلك ... هؤلاء المترددون المُحتارون دوماً ... يطمحون ان يُشار الى دَورِهم في تقرير مصير الوطن !. هؤلاء الذين رَمَتْهم الصُدَف البليدة ، على طريق السياسة فأصبحوا نواباً في البرلمان ووزراءاً في الحكومة ومُحافظين وأعضاء في مجالس المحافظات ...هؤلاء القميئين ، الضحلي المُستوى ، إنتهازيي الفُرَص ، الطفيليين ... يشتكون من ان " لا أحدَ في القرية " يذكرهم أو يتذكرهم ... بحيث ان العديد منهم يلجأ الى نفس الأسلوب الرخيص الذي إنتهجهُ " بيسكو " ... فقط ليثبتْ انه " شيء يُذكَر " !. لايهمه إذا سّببَ تصرفهُ إرباكاً للناس ، أو كلامهُ البعيد عن المنطق والحق ، ضرراً بالآخرين ، أو إدعاءه الزائف ، قاد الى نتائج كارثية .... المُهم أن يصبح نجماً يتحدث عنه الجميع ولو لفترةٍ قصيرة !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة العدل .. والإحتشام !
- إنتفاضة جماهير الجزائر وتونس
- عَودة -سماحة- الصدر الى أرض الوطن
- غداً ... جنوب سودان مُستَقِل
- تنمية حقيقية .. وليس بنايات شاهقة
- اوبرا تُحاورُ بوش
- مجانية الرعاية الصحية في اقليم كردستان
- كُلْ كُلَ شيء .. إلا اُجرَتي !
- أنا وخالي ذبحنا -21- خروفاً !
- رؤساء وقادة مدى الحياة
- الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
- - شط العرب - خوش فندق !
- رواتب الرؤساء والنواب .. سرقة وفسادٌ مُقَنن
- - بيضات - البعث في صندوق السرداب
- حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟
- مافيات الفساد .. والشرفاء
- أنا وأصدقائي المسيحيين
- أقرباء المسؤولين
- حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
- جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مشهورين ... بأي ثَمَن