أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - لماذا فصلُ الديِن عن الدولة...؟














المزيد.....

لماذا فصلُ الديِن عن الدولة...؟


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" إن مُعتقدي المعنوي يتضمّن جميع الشرائع التي تربط الناس بعضهم ببعض "
المهاتما غاندي
في العام 1633 حمل العالم الإيطالي جاليليو أوراقه، وكل ما يثبت نظريته التي تبنّاها عن العالم البولندي كوبرنيكوس، حول كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس، وأن الأرض ليست مركز النظام الكوني كما يدّعي الكتاب المُقدّس، بل هي الشمس، (وكان كوبرنيكوس قد مات عام 1543 قبل نشر كتابه خوفاً من غضب الكنيسة وعقابها)، وتوجه إلى روما...
ورغم تحذير أصدقاء جاليليو له بعدم الذهاب إلى روما للمثول أمام البابا والكهنة، إلاّ أنّه كان واثقا تماماً من صحّة نظريته وبراهينه، وبأنّه قادِر على إقناع البابا والكنيسة بصحة ما ذهب إليه وإثباته.
مُتجاهِلاً المصير الذي آل إليه العالم الفيزيائي والفيلسوف الإيطالي جوردانو برونو، بحرقهِ حيّاً عام 1600 بتهمة الهرطقة، كما تمّ حرق كتابه في نظريته عن الكون.
رغم كل ما قدّمه جاليليو من إثباتات وبراهين، في نقاشه مع رجال الكنيسة في روما، حول نظريته، فقد تمّ رفضها تماماً، لأنها تعارضت مع ما جاء في الكتاب المقدّس، وكاد جاليليو أن يلحق بصاحبه برونو لولا تراجعه في آخر لحظة ونكرانه لما قاله، وقبل أن يُصبح طعماً للنار كما ملايين الناس الذين أُزهِقت أرواحهم إما بتهم التجديف والهرطقة وإما بسبب التعصّب الطائفي والمذهبي.
ومن سخريات القدر أن تقوم الكنيسة الكاثوليكيّة بالاعتذار من جاليليو والاعتراف بخطئها عام 1983 أي بعد ثلاثة قرونٍ ونصف، ولكن في الوقت الذي ذهبت السلطة من يدها، فأُسقِط فيها.
هذا وقد نال فلاسفة العربِ وعلمائها ومتصوّفيها مصيراً مشابِهاً فيما مضى، بين حرقٍ وقتلٍ وصلبٍ وتعذيبٍ وتهجير، فلم يبقَ إلاّ الفقهاء ورجال المساجِد تناصِرها الغوغاء.
نصلُ إلى نتيجة مفادها، أنّه لا يُمكن لرجل الدين أن يكون سياسيّاً أو زعيم دولة، لأن رجل الدين سيحتكِم إلى كتابه المقدّس، سواء كان مسيحيّاً أو يهوديّاً أو إسلامياً، فالنتيجة واحِدة، نصوصٌ مُطلقة وغير قابلة للجدل أو الأخذ والرد أو الحذف أو التعديل. وهنا يصبح التعصّب المحتوم، الذي ينفي كل ما خالفه ووضعه بدرجة العدو أو الكافر أو العميل، الواجب تصفيته بأمر الدين. فهم يدّعون بأنّهم يحكمون بكتاب الله...!
إذاً كيف ستناقش مع رجل الدين، دستور الدولة أو التشريعات والقوانين، إذا كان كل شيء لديه جاهز منذ مئات السنين في نصوصٍ مُطلقة لا يقبل تغيير كلمة أو حرف فيها، فإما أن تقبلها أو تُهاجِر أو تُسجن أو تعيش كحيوانٍ في زريبة أو تموت.
ليس عبثاً، أن توصّل الأوربيون إلى فصل الدين عن الدولة، لكنّها تجربة ألف عام مريرة ومُدمّرة من حكم رجال الدين والكنيسة، قضت على أكثر من ثلث سكان أوروبا.
ورجل الدين يضع المخالفين له في مقامين اثنين لا ثالث لهما، إما أن تكون معه، أو مع الجحيم.
ولو نظرنا إلى بعض النماذج التي تأخذ بالدين كمنهجٍ في الحكم أو الصراع على السلطة، فماذا نجِد..؟
الحكم في إيران، وضع المعارضين له، وهم من ذات اللون الطائفي، موضع أعداء الثورة، وأنّهم تابعون لجهاتٍ خارجيّة، وهذا يجعلهم في مكانة الأعداء، هكذا بكل بساطة يصبح أكثر من نصف المجتمع الإيراني عُملاء للخارِج وغُرباء عن وطنهم، لمجرّد معارضتهم السلطة أو ولاية الفقيه.
في السودان، أراد البشير ومن قبله الترابي والنميري، تطبيق الشريعة الإسلاميّة على من هم غير مسلمين ولا عرب أيضاً، وعلى قبائل وثنية، وقاتلوهم ككفّار وأعداء.
في لبنان، ناصب حزب الله المناوئين له العداء المُبين واتّهمهم بالعمالة للخارج، هكذا أيضاً بمنتهى البساطة يصبح أكثر من نصف الشعب اللبناني عملاء خارجيين، وغرباء يجوز دحرهم وربما القضاء عليهم.
في الأراضي المحتلّة الفلسطينيّة، عاملت حماس خصومها كأعداء، وليس مجرّد مُختلفين معها في الرأي والرؤيا، وقاتلتهم وعاقبتهم بأشدّ وأبشع مما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وبات الصلح مع إسرائيل أقرب من الصلح مع " فتح "، فكيف لهؤلاء أن يحكموا شعباً..؟!
وهذا ما جرى على أيدي الطالبان في أفغانستان، وما يجري في الصومال، وما كاد يكون في الجزائر، وهذا مآل كلّ الحركات الإسلامية، وهو ذات التفكير والمنهج لجميع الأصوليات الدينية أيّاً يكن دينها ومعتقدها.
جميع هؤلاء يعتبرون أنه يجب أن يحكموا البشر وفقا لما بين أيديهم من كتبٍ مقدّسة، وأن يخضعوهم للإرادة الإلهية بحسب ما يرتأون، لأنهم يعتبرون أنفسهم وسطاء الله على الأرض ومنفّذي شريعته.
لهذا، فما من دولة حديثة قادرة على العيش موحّدة، إلاّ بفصل الدين عن الدولة، ومساواة الجميع تحت سقف المواطنة.

الجولان المحتل / مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلامٌ أحمرُ الظَلفِ والناب
- الديمقراطية المشنوقة
- الشمّاعةُ التي لا تهتَرئ
- - قشورٌ ولُباب -
- أخلاق ما بعدَ الفُراق
- قضاء سوري عابر للحدود والبحار..!
- الحارة وشبّاك -أم محمود-
- وُجُوهٌ مَسلوبة
- حَفنَةُ تنويرٍ وكُثبانُ التكفير
- الموتُ الآخر ل نصر حامد أبو زيد
- الهزيمةُ والعقل المأزوم
- مِحنَة القراءة وفَهم المقروء
- قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ
- سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية
- إرضاع الكبير وصحن الحمّص والجلباب...فماذا بعد؟!
- عشتمْ وعاش الجلاء والاستقلال! / حَكي شوارِعْ
- في البدءِ كان الاستبداد
- -سوريا ألله حاميها-
- - ودَقَ العَيْرُ إلى الماء -


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - لماذا فصلُ الديِن عن الدولة...؟