أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيف الحبيب - في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي














المزيد.....

في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 06:25
المحور: الادب والفن
    


البارحة طل علينا منذر حلمي ,اوقدنا له شمعونا وبعض الحلوى والتمر ,ولحن له الفنان طه حسين بعض من المقاطع الموسيقية تليق برهبة الغياب . تحدث طه رشيد عن الوطن ومنذر حلمي وثنائية عشقهما. خاطبه صديقه وزميله الفنان علي فوزي " اين انت يا منذر؟" مرت عليك اكثر من اربعين ليلة وبرلين موشحة بالسواد , سرد له بعض من ذكرياتهم , ايام بغداد والمسرح, وهمس له اني فرح بهذا الحشد من الاصدقاء , و صلوا من كل مكان لتحيتك الليلة , فاسترح في المقاعد الاولى , التفت اليه صديقه الفنان على رفيق اسف يامنذر لم استطيع انجاز فلم " اغنية التم " لقد تركتني وحيدا ولم تخبرني عن رحيلك , لقد اتفقنا ان ننجز الفلم في اذار المقبل ! لكن اطمئن ساعرض الان الجزء المنجزمنه وسوف اعرضه كاملا في اذار , حمل حميد الخاقاني ذكريات ايام الجيرة وسوزان وسلام وغصة الفراق . في راحة يدي دمعة لاتريد ان تجف , تحكي حبنا لهذا الرجل وحبه لنا .
ارتقى الخشبة في ا واسط الخمسينات من القرن الماضي , فعانقه المسرح وظل عناقهما دائما حتى يوم رحيله , بكاه عراقه وبكيناه نحن . رحل عنا هادئا كما اتي الينا , نقى السريرة , صافي الروح مثل نهران بلاد ه. كان كتاب المعرفة وقاموس الشروح لحركة المسرح العراقي وتاريخها , جذّر فيها فكر واقد وروح العلم , دافع عن قناعاته الفكرية وفكره الذي امن به , وطاف مجبرا , يحمل العمر والتجربة والفكرة على اكتافه, في مدن غريبة وحبيبة, اسس فيها للمسرح العراقي, اراده ان يكون بعيدا عن خواء المعنى واختلاط المفاهيم في استلاب الانسان ( اراده ان يكون مطرزا بالمتعة والمعرفة , بالبحث والتجريب ! لا كما اراده الفرد المستبد ذو الاسماء الحسنى , موطئا للاسفاف والتهريج و و سيلة لتخريب الوعي وافساد ذائقة الجمهور . ماذا عن المسرح الذي تجرأ عليه ذوو العقول الداكنة المعممة بالجهل والصلف). اتحدث عن منذر حلمي الصديق الانسان, اما ما اجترحه في فضاء المسرح فهو محفور في طين العراق . كان الوريد النازف, يتدفق بين بقايا جسدنا المسفوح بين جبال ووديان وانهار العالم . كان الوطن حلمه الدائم في اليقضة والمنام , تحدث عن حزن الوطن ونفسه في الذكرى الثالثة لرحيل الفنان عوني كرومي ....( . لقد ادمن عشق العراق . كان عراقيا حد التخمة . اذ انك لا تستطيع ان تتبين فيه الا هوية العراق الموحد على الضد من اولئك الذين تتصدر أولوياتهم محاولة تبضيع العراق وبعثرته. كالبعض الذى اغراه التكاثر فأساء الى دينه ودنياه . استخدم دينه اداة طيعة لاهوائه ونزواته , فسر ق بيت المال وقتل النفس البريئة وضلل ناسه وحولهم الى قطيع هائم وجمهور غافل , مسلوب الارادة ومنحرف الوعي . او البعض الاخر الذي يستقوي بحليفه, ليفرض ارادته , ويحقق ما يصبو اليه , توافقا او اعتسافا . ناهيك عن اولئك الذين ما دخلوا دولة الاوأ فسدوها . وقد دخلوا العراق , بعد ان فتح لهم حلفاؤهم –قاطعوا الطرق- حدوده على مصراعيها , فعاثوا فيه فسادا وملؤوه جورا وارهابا).
ويقول عن الحضارة (.. وليس هناك من وجهة نظره حضارة خالصة , مكتفية بذاتها .اذ تندغم الحضارات فيما بينها . ترفد احداها الاخرى , وتتراكب طبقاتها , فتكون قواما حضاريا واحدا . فوحدة الحضارة الانسانية تكمن في تنوعها وثرائها . وهي تتدفق بلا توقف ولا نهاية , فالتاريخ لاينتهي , بل يسير ويتجدد بلا انقطاع , مثلما النهر الواحد الذي لا تدخله مرتين , فان مياها جديدة تجري من حولك ابدا ,بحسب هرقليطس ) .
في برلين بذل الجهد في البناء الثقافي لنادي الرافدين واشترك في هيئته الادارية واصبح في عام 1996 رئيسا له, وبدأ الفعل الثقافي في برلين يرتقي الى مستويات اخرى , لولا ضعف الامكانيات , لكنه رفد النادي بالفكرة المجددة والدعم, بمساهمته وحضوره مهرجان ايام الرافدين الثقافية كل عام . كان حضوره يضفى الطمأنينة ويمنح الهيبة لتاريخ الثقافة العراقية , وخطواته في ممرات المهرجان تستدعي بغداد وبيوتها الثقافية ومسارحها , كان عميد المهرجانات الخمس التي حضرها , يجلس لساعات متاخرة معنا اثناء التحضير للمهرجان , لم يتدخل , يوصل فكرته بحنوي اصابعه على اكتافنا وقدحة فكره . في عرس الثقافة العراقية في برلين, كان ابو سلام يسمح لنا باستباحة " قدسية قيلولته" مردادا ( تره بس هل الايام ). كان مرجعا اجتماعيا حكيم الرؤيا , ومرجعا ثقافيا مسالما حد الصمت. قال في كلمة النادي التي القاها في مهرجان ايام الرافدين الثقافية الثالث ( لقد حرص نادينا منذ انطلاقته على الاهتمام بالشأن الثقافي الذي يومن بالتنوع وبتعدد الاراء والاجتهادات , ويحترم المثقف في التعبير وحق الاختلاف , ويرفض بالتالي اى شكل من اشكال الاملاء وسيادة اللون الواحد , ثقافيا فكريا وسياسيا ). وخاطب ضيوف المهرجان , (ونحن في غمرة افتتاح ايامنا هذه , يسرنا والغبطة تملا قلوبنا ان نلتقي باعزائنا ورثة تقاليد الثقافة الوطنية و الديمقراطية العراقية , بصفوة شعبنا الخيرة المعطاءة , بامله المرتجى وكلمته الناصعة , بهامة شعبنا الشامخة وضميره الحي )
كنت مناراة تضيئ لنا الطريق , وتميمة تعمي بصر قطيع ذئاب تعوي , وتحف بنا طوال الطريق . نعلم كم عانيت من" ظلم ذوي القربى ", صمتك ووضوح رؤياك, قادك الى التنبئ بالفجعية ماسكا بعناصرها الاولى . من لنا بعدك مرجعية اجتماعية نلوذ بك من قسوة الغربة وعمى البصائر ؟ الى من نحتكم حين يختلف الندامى , من اين لنا بعدك من مرجعية ثقافية حينما تتعثر المفردة في افواهنا , وتضيق حناجرنا بالعبارة ؟ من يهش عنا غربان الثقافة وادعية التاريخ؟ ياسيدي الحاضر الغائب المسجى في تربة الغربة اسئلة تركتها مفتوحة النهايات . نم قرير العين فانت الحاضر معنا دوما .

لطيف الحبيب / 9.1.2011



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفنة من تراب 3 حينما أسمع ثقافة أتلمس عمامتي
- حفنة من تراب 2 حرائق وادي الرافدين
- حفنة من تراب 1
- لمناسبة ذكرى رحيله الرابعة حوار مع عوني كرومي
- برامج اعادة تاهيل وتربية الاطفال التوحديين
- تاهيل المعوقين.. مدخل الى الاعاقة العقلية
- اضطرابات السلوك عند التلميذ التوحدي
- 3- التاهيل المهني للمعوقين اليافعين .. اليافع التوحدي نموذجا
- 2- التأهيل المدرسي للأطفال المعوقين الطفل ألتوحدي Autistic C ...
- مدخل إلى مفهوم التأهيل المبكر للأطفال المعوقين الطفل التوحدي ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيف الحبيب - في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي