أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - كتاب الجهل المقدس














المزيد.....

كتاب الجهل المقدس


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 17:11
المحور: المجتمع المدني
    


الإهداء ..

لمحمد نوح .. الفنان والمبدع والفيلسوف
الذي علمنا ومازال يعلمنا كأب لأبنائه الضالين
حيث سفينة نوح التي انقذتنا ومازالت تنقذنا من الطوفان الذي يغرق مصر
من 1952 إلى الآن

كما أن أنصاف الإجابات لا تجلط نزيف الأسئلة
وأنصاف الأغطية لا تواجه الصقيع
وأنصاف القرارات لا تحسم معركة
وأنصاف المعارضين لا يغيروا مصير أمة
وأنصاف الهياكل لا تعكس ولا يتجلى فيها مقدس
كذلك أنصاف المثقفين لا ينيروا عقول .. ولا يهدوا شعوب لشاطيء التقدم والتحضر والرقي

أقلام تكتب حروف متراصة بسذاجة مفرطة
وملفتة لأنظار العميان من القطيع
الذي يأكل دون تمييز .. ويشرب نفس السم كل يوم دون ملل
ويستنشق نفس التلوث .. نفس الزفير دون وعي
مخدر الحواس الخمس .. ومعوقة حواسه السادسة والسابعة والعاشرة
يقرأ ويفهم ما وقر في قلبه قبل القراءة
يقرأ نفسه واسقاطاته الساذجة
يعطي نفسه حق الإدانة .. وحق الحكم على ما يقرأ وعلى من يكتب
يمسك الجاهل ميزان التقييم .. ويعلم بالقلم الأحمر
ويعطي نتائج بكل حماقة الجاهل وحنجوريته
ويقول هذا مؤمن وذاك كافر
هذا مبدع وذاك مدعي
هذا حقيقي وذاك مزيف
يقرأ رواية ليمسك كاتبها متلبس بالفحشاء تارة .. وبالكفر تارة
وبالتقوى وبالأخلاق تارة أخرى
يمسك الشعر كمخبر ليفتش مسام الشاعر ونواياه
ليعرف هل الشاعر يعيش ما يقول
يجسد ما يكتب
يطبق في الواقع تجربته الفيزيائية
الجاهل لا يميز ما بين الكاتب وكتابه
ما بين المبدع وابداعه .. ما بين النحات وتمثاله
والرسام ولوحته
ما بين الخالق ومخلوقاته
الجاهل كل شيء في عينيه واحد أحد
لا يدرك التعدد
لا يفهم سر التناقض
لا يفرق بين البسيط والسطحي
والعميق والمشفر
الجاهل يرى الأرض مسطحة لأنه صدق عينيه
وصدق قدميه التي مازالت تذهب إلى بيته في شبرا منذ سنين
الجاهل لا يغير آرائه ولا أفكاره ..ولا ثوابته الموروثة
لكي لا يفقد أمانه .. سلامه الوهمي الداخلي
لكي لا يصاب بدوار الفكر وفيروس التطور
فيظل الجاهل قرون .. قرون على ثوابته الفولاذية
الكل يتغير إلا هو .. الكل يتطور إلا هو
راسخ كالجبال .. مسمر كوتد الخيمة التي لا يفقه إلا تفاصيلها
وما أدراك بتفاصيل الخيمة
والتفاصيل كما نعرف يسكنها الشيطان
الجاهل جريء مقدام أحمق فارس
يحمل سيفه .. يقطع كل الرقاب دون تمييز
فرقبة داروين كرقبة الفرخة
ورقبة نجيب محفوظ كرقبة خروف الأضحى
يقرأ الشعر كما يقرأ العلم
يرفع الفاعل وينصب المفعول به
يقرأ الرواية كما يقرأ السيرة الذاتية فيرجم الكاتب
الكل في عين الجاهل واحد أحد
يتلعثم إذا قلت له أن كل وحدانية في جوهرها شرك
وكل شرك في جوهره وحدانية
تأتي له بالكوابيس إذا قلت له أن في البدء كان التعدد
وأنه لا يوجد أبيض أو أسود بل يوجد سبع ألوان إلى الآن
وأن الكرة الأرضية تدور حول الشمس
وأنه يوجد ملايين من المجرات
وأننا وكوكبنا وشمسنا ومجرتنا نقطة متواضعة جداً في الكون
وأن ما نحمله من الحقائق أقل بكثير مما نجهل
ولذلك لا مكان للتكبر .. للتخيل أننا مـُلاك الحقيقة
أصحاب مفاتيح الجنة والنار
أي حقيقة وأي مفاتيح ونحن مازلنا نحبو في المعرفة
ونتحسس هدب العلم
وتفاصيل ملامح الكون
أسمع وسوسة الجاهل لأخيه الجاهل
أنه لا يوجد في الإمكان أبدع مما كان
وأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
يقصد المعركة الوهمية التي نحترف فيها الهزيمة
قال الجاهل في قلبه أن الحل ليس في الإنسان ..
أن الحل ليس في العلم
يسمعك الجاهل ليتصيد لك ما يراه خطأ
ينظر إليك ليفتش مسامك .. نواياك
ليصنع منك نميمة فاخرة الصنع
تزين موائد الجهلاء بالليل
يلمس أحلامك ليس ليؤمن بها
بل ليلطخها بالسواد .. أو ببقع حمراء من دمك
كفروا نزار القباني .. ولم يصلوا على كفنه
لأنهم لم يفهموا جملة واحدة من قصائده
فأشعرهم بجهلهم .. بنقصهم .. وبعظمته
فحقدوا عليه حياً .. ولم يقدروا عليه إلا وهو ميتاً
تخيلوا أنهم انتصروا على جثته
وقبله كان طه حسين المبصر
كفره عميان البصيرة
وقربان وضعوا فرج فودة على مذبح الحرية
التي لها ثمن باهظ تستحقه منا
إذا اشتهيناها في أزمنة الجهل
من قرأ منهم نصر حامد أبو زيد
فكان سيعرف أنهم في حاجة للعقل أكثر من المعتزلة
ومن سكن مصر نجيب محفوظ
وأدرك أبجديته المخطوطة على أوراق البردي
ولكن كيف يصدق رحم العاقر البدوي ابن عبقري لم يلده ولن يولد
الجاهل ينفي سيد القمني في وطنه .. ويحرسه
أقصد يحرس مصر منه
ويعطي لخالد منتصر عامود في الظل ليمنع عنه الفراشات
وليجذب إليه خفافيش الليل ليحاربوه
الجاهل وقف قديماً أمام قطار العلم
وبنفس التواتر والعنعنة يقف الآن أمام صاروخ العلم
ويتخيل كعادته أنه سيصمد
التاريخ يقول للجهلاء لا .. لن تصمدوا
دولة القانون تقول للجهلاء لا .. لن تصمدوا
العلم يقول للجهلاء لا .. لن تصمدوا
ولكن الكبرياء معتم .. أصم .. أبكم
لا يفهم .. ولا يستفيد .. ولا يستنتج .. ولا يتطور
الجهل والكبرياء .. وجهي لعملة كل يوم قيمتها الشرائية تتدهور .. تندثر
حتى لو تبجحت وظهرت بمظهر ديناصوري .. ستنقرض
الجهل باطل .. والكبرياء فارغ
واقرأوا التاريخ أيها الأميين
الانتصار للعلم .. وللحرية .. وللإنسان
الذي يعرف أن الإنسان هو القضية .. والإنسان هو الحل



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ؟؟
- ايه البوليكا دي ؟!
- خطاب تنحي الأمة
- النبوءة الأولى ليست كالنبوءة الأخيرة
- علمتني جلجثتي
- صومعة نهايتي
- بذروة كأس لا يشفق
- لماذا أنا علماني؟ ( ملخص بحث )
- ليل اعتدت عليه
- فارس الأحزان
- حكومة بلا شعب .. وشعب بلا حكومة . تبقى أنت أكيد في مصر
- اكتمال نصف كأسي الفارغ
- فخ جنة الكمال
- ممنوعة وجدتها .. وراغبٌ وجدتني
- أطول .. أمة أخرجت للناس !!
- حرف بجوار حرف .. بجوار حرف
- لنختلي ...
- أنا الرئيس القادم ! ايه رأيك في البرانويا دي ؟!
- أضيء ظلمتي بظلمتي
- إصغاء مُحرض


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - كتاب الجهل المقدس