أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟














المزيد.....

هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت وأنا في زيارة لمدينة أربيل, عاصمة إقليم كردستان العراق, مقالاً منشوراً على صفحات موقع "صوت العراق" تحت عنوان "نعم, نقد مسعود البارزاني خط أحمر وأكثر...", للصحفي الكردي "صبحي ساله ي". استغربت من هذا العنوان الغريب. وأصبحت أكثر استغراباً من تلك المبررات التي أوردها الكاتب, إذ إنها لا تجسد, كما أرى, وعياً بالمسؤولية التي يحملها الصحفي أو الإعلامي عموماً إزاء حرية الرأي والحق في ممارسة النقد, كما إنها لا تعبر عن وجهة نظر فكرية وسياسية واجتماعية ناضجة ولا يمكن قبولها بأي حال, إذ ليس هناك أي إنسان في هذا العالم المترامي الأطراف غير معرض للنقد والمساءلة, وبلادنا لا يمكن أن تختلف عن بقية دول العالم في هذا المجال.
ممارسة النقد لكبار المسؤولين بشكل خاص, وللدكتاتور الفرد بشكل أخص, كان ولا يزال هو المحرم في الدول الشمولية المستبدة, ومنها كان النظام البعثي الصدامي المقبور. ففي مثل هذه النظم الشمولية تعمد أجهزة الأمن والمحيطين بالطغاة إلى كم أفواه الناس وخياطة فم الإنسان بخيوط يصعب تفكيكها, ويقيد بقيود يصعب تكسيرها من أجل منعه من الحديث أو الكتابة والنشر.
ولهذا لا بد من تأكيد حقيقة إن جميع المسؤولين في العراق أبتداءً من السادة رئيس الجمهورية ومروراً برئيس الوزراء العراقي ورئيس الإقليم ورئيس وزراء الإقليم وبرئيسي مجلسي النواب في بغداد وأربيل وانتهاءً ببقية المسؤولين دون استثناء هم معرضون للنقد حين يرتكبون أخطاءً سياسية. ومن لا يتحمل النقد يفترض فيه أن لا يحتل موقعاً يرتبط بالشأن العام. هذه هي القاعدة العامة في النظم المدنية والديمقراطية.
إن المقال الذي كتبه "السيد صبحي ساله ي" هو ليس مدحاً للسيد مسعود البارزاني, بل هو من حيث لا يعلم إساءة له إذ وضعه أمامنا باعتباره منزهاً من كل خطأ محتمل, وهو أمر غير مقبول في أي بلد من البلدان, إذ لا وجود لإنسان منزه. ومثل هذا الطرح من جانب الكاتب فيه محاولة لكم الأفواه ومنع ممارسة النقد, إذ حين يبدأ النظام السياسي في الإقليم بمنع النقد وجعله خطاً أحمراً بالنسبة إلى رئيس الإقليم سينتقل تدريجاً إلى بقية المسؤولين بالتدريج, وبالتالي يحرم المواطن من ممارسة حقه في النقد. عندها يشكل هذا النهج تجاوزاً صارخاً على حقوق الإنسان وعلى الدستورين الكردستاني والعراقي.
إن مثل هذا الطرح يعتبر إهانة للمواطنات والمواطنين وكأنهم من طينة أخرى لا يحق لهم ممارسة النقد إزاء إنسان من طينة أخرى, في حين أنه إنسان مثلي ومثلك, وشعب كردستان العراق هو الذي انتخبه لهذا المنصب ومن حقه أن يصوت له أو لغيره.
إن مثل هذا الطرح لا ينسجم مع أسس المجتمع المدني الذي يفترض أن يبنى في إقليم كردستان, ونشر مثل هذا المقال على الصعيد الداخلي والخارجي سوف يثير تساؤلات عادلة عن طبيعة الوضع في كردستان وسيطرح تساؤلاً عن مدى علم السيد رئيس الإقليم بمثل هذه الكتابات التي تحاول تمجيد الفرد وخلق هالة قدسية حوله ونشر عبادة الفرد التي لا يمكن أن تتناغم مع العصر الحديث ومع التحولات الجارية في العالم.
لا أدري إن كان السيد مسعود البارزاني قد اطلع على هذا المقال أم لا. إذ أن نشر مثل هذه الكتابات مخلة بالديمقراطية وحرية الرأي وحقوق المواطنة والمواطن في ممارسة النقد. إن صحفياً حزبياً مثل السيد صبحي صالحي ينشر مقالاً من هذا النوع ويصل إلى أجهزة الإعلام في جميع أنحاء العالم ويقرأ من كثرة من الناس, سيقنع هؤلاء القراء جميعاً بواقع مصادرة الحرية والديمقراطية في إقليم كردستان.
إن معارفي وتجاربي الشخصية تشير إلى إنه كلما ازدادت معارف الإنسان وخبراته الشخصية ومعايشته للبشر واحتلاله موقع المسؤولية الأولى يزداد تواضعه وينمو حرصه على سماع وجهات نظر الآخرين والاستنارة بها والاستفادة منها والترحيب بالنقد الذي ينير درب المسؤولين ولا يضيق ذرعاً بها ولا يسمح لمثل هذه المقالات التي تجسد قمة التملق بالنشر أو سحبها حين يسمع بنشرها.
كم أتمنى على هذا الصحفي أن يعتذر لكل من قرأ المقال ولكل الصحفيين الذين يتمتعون بحس سليم إزاء قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
9/1/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟
- [قووا تنظيم الحركة الديمقراطية في العراق], ليكن شعار قوى الت ...
- لا خشية من المؤمنين الصادقين الصالحين, بل الخشية كل الخشية م ...
- هل هذا يجري حقاً في إقليم كردستان العراق؟
- الحكومة الاتحادية الجديدة في العراق وأزمتها التي ستتفاقم!
- متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة ...
- الاختلاف في فهم معاني استشهاد الحسين بين الموروث الشعبي والف ...
- ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!
- مثقفو إقليم كردستان العراق وموقفهم النبيل إزاء الحملة الجائر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس قائمة التحالف الكردستاني في إقلي ...
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة, عادت والعود أقبح!!
- ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر! ...
- هل يمكن الجمع بين احترام الكرامة والضمير والترحم على نظام ال ...
- بدء نشاط قوى التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية
- تصريحات مهمة للأستاذ حميد مجيد موسى في الموقف من التيار الدي ...
- رسالة تحية مفتوحة إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي ال ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟