أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - مات صدام غدا !















المزيد.....

مات صدام غدا !


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 09:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صدام .. مات : كثر الحديث ، مؤخرا ، عن السجين صدام . فهو يعتني بحديقة نباتات صغيرة ملحقة بزنزانته ، بعد أن خرب الجنائن العراقية المعلقة ، في فضاءات الماضي والحاضر والمستقبل ، في غضون مدة لا تزيد عن خمس وثلاثين سنة عجاف . وهو يقرأ روايات تاريخية زوده بها الصليب الأحمر ، بعد أن تفوق ، بامتياز ، على كل الطغاة ، في صلب كل تواريخ العراق ، على بوابة العوجة . وهو يعتبر كل المعارضين السابقين ، شهداءً وأحياء ، مجرد خونة ، بعد أن خان حتى من خُدعوا به طويلا ، حينما حضهم على الموت من أجله ، فيما تكور في جحره مترقبا لحظة الاصطياد الذليل ، دونما حتى رفع إصبع اعتراض في وجوه صياديه .
كثر الحديث ، عن هادم اللذات ومفرق الجماعات العراقية ، وحتى العربية ، لكن أحدا لم يعلن موته المفاجىء ، الذي حدث غداً ، سوى صحفية بريطانية جريئة !
قبل يومين ، زار نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية العراقيان برهم صالح وفلاح النقيب ، السجين المذكور ، وأكدا بعد الزيارة أنه بصحة جيدة . لكن أحدهما ( النقيب ) نقل عن الآخر ( صالح ) قوله لصدام إن أيامه باتت معدودة .
بعد يوم من المقابلة ، ذكرت أنباء أن صحة صدام متردية .
الصحفية البريطانية " فِكي وِدز " كتبت تقول في " الديلي تلغراف " ، الثلاثاء ، 21 أيلول ( سبتمبر ) الجاري ، ص 20 :
الأخبار اللافتة للنظر ، الواردة من العراق ، تقول إن صدام يتمتع في زنزانة مكيفة ، في أحد قصوره السابقة . حيث يمضي أوقاته في العناية بالحديقة ، وقراءة الكتب حول التاريخ العربي ، وتناول وجبات الجيش الأميركي .
هو يطلب دائما الكعك الأميركي المعروف بالموفين ، وكذلك البسكويت والسيجار !
يقول رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي إن محاكمة صدام ربما سيكون أقصى موعد لها الشهر القادم ، إذ أن الأدلة ضده متراكمة ، وكذلك فقد أعيد العمل بعقوبة الإعدام في العراق .
أمممممم – تزمّ وِدز شفتيها بقوة على الطريقة الإنكليزية التقليدية قبل أن تواصل – قولوا عني أنني متشائمة !
لكنني ، ليست لدي ثقة بأن محاكمة ما ستجري لصدام أساساً . سيكون مفيدا جدا أن يموت قبل الانتخابات الأميركية ، ناهيك عن العراقية . لكنني – وِدز ولست أنا الزيدي – لا أعتقد أن علاوي ( وكذلك بوش وبلير ) سيستطيعون أن يتيحوا لمضاعفات مسرحية هزلية مثل المحاكمة الصورية أن تحدث !
لذلك لن أدهش – هي لن تدهش – عندما أسمع بأن صدام وجد ذات صباح ميتا في زنزانته بسبب تفشي السرطان في جسمه ، أو حدوث أزمة قلبية مفاجئة تجيء في وقتها المناسب .
وهو ما سيترجم سريعا في مصنع الشائعات العراقي ، إلى حقيقة تقول ، بأن الأمر لم يتعدَّ كعكة موفينية أميركية مسمومة !
لذلك فإنني – أنا الآن أنا وليست هي – أعرب عن مخاوفي من أن يخرج العراق والعراقيون ، كعادتهم ، من المولد بلا حمص ، في نهاية المطاف ، غير عارفين بحقيقة وتفاصيل ما جرى ، أساسا ، منذ عام 1963 وحتى اليوم !

رزق الهبل ع المجانين : هكذا يعيش كتاب الأعمدة في الإعلام الرسمي المصري ، وبعض الخاص ، براس قرائهم ، في بلادهم طبعا ، وإلا فأية قيمة ، في العالم العربي وخارجه ، للإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، بكل وسائطه .
ذهلت قبل أيام ، حينما سمعت وشاهدت قناة النيل للأخبار وهي تتحدث عن تحرك السيد مقتدى الصدر في العراق . قالت القناة إن النظام العراقي السابق " قتل والده السيد موسى الصدر في الشارع بداية الثمانينات عقب إصراره على إقامة صلاة الجمعة في مسجد النجف " !
هذه القصة الخبرية الطريفة ، أسوقها لمن ندّد من كتابنا الأفاضل ، بأراجيف جريدة الأهرام عن مكونات الشعب العراقي ، حينما زعمت أن هذا الشعب يتألف من العرب والشيعة والأكراد ، وأن العرب في العراق محاطون بأعداء من مثل الأكراد والشيعة والمعدان !
والمشكلة الأكبر أن دهاقنة الإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، معتادون على الكذب والتزوير والنفاق ، ولا يمكن اعتبارهم مجرد كتاب يستغفلون القارىء لكي يعتاشوا من ريع ما يسوقونه إليه من خزعبلات .
الأمثلة كثيرة ، فماذا أذكر وماذا أؤجل .
الكذاب الأشِر سمير رجب رئيس تحرير " الجمهورية " القاهرية مثلا . هاجم ذات يوم الحكومة العراقية المؤقتة التي شكلها مجلس الحكم السابق ، واصفا أعضاءها بأنهم .. وأنهم .. ثم عاد بعد عدة أشهر ، أي بعد أن أمرت أميركا حكومة مصر بأن تتعاون مع العراق الجديد ، إلى التعبير عن تضامنه مع الحكومة العراقية المؤقتة الحالية في حربها ضد مقتدى الصدر ، طالبا ممن وصفه بـ " زعيم الشيعة " أن يرعوي و لا يحرق البلاد في فتنة طائفية ! مع العلم بأن رئيس الحكومة العراقية وعدداً من أقطابها شيعة ، وقضية الفتنة الطائفية ليست مطروحة في سياق مقتدى الصدر أصلا !
وقبل رجب أو شعبان ، كان هناك العديد من الأمثلة على تهافت الإعلام المصري الرسمي ن وبعض الخاص ، وسذاجته ونفاق رجاله .
فذات يوم ، كما يقول الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه " ضحية يوليو – الوثائق الخاصة للرئيس محمد نجيب – دار الفرسان للنشر – القاهرة – يوليو ( تموز ) 2002 ص 69 – 70 – 71 ) افترى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل على الرئيس المصري الراحل محمد نجيب – بتوجيه من الرئيس الراحل عبد الناصر – مدعيا بالباطل في كتابه " عبد الناصر والعالم " أن نجيب أخذ من المخابرات الأميركية ثلاثة ملايين دولار ، وهي التي بنى بها برج القاهرة . وحينما رفع نجيب دعوى في القضاء ضد هيكل ، في تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1972 ، وأثبت فيها أنه كان معتقلا في المرج في وقت تقديم المبلغ الأميركي حسب زعم هيكل ، إعتذر الأخير في الأهرام علنا تلبية لرغبة نجيب تمهيدا للتنازل عن الدعوى القضائية ، وإن حاول الصحفي اللامع الذي تحلف قناة " الجزيرة " برأسه صباح مساء ، الالتفاف على الأمر في بيان اعتذاره مدعيا أن المبلغ الأميركي وضع تحت تصرف الحكومة الأميركية وليس الرئيس محمد نجيب !
أما المنافق بامتياز وتفوق ، وحيد القرن وأعجوبة الزمان ، مصطفى بكري ، مالىء الدنيا ضجيجا وعجيجا ورذاذا متطايرا ، فيقول عنه الكاتب الصحفي عبد الله إمام في كتابه " حياتي في الصحافة – دار الخيّال / القاهرة – لندن – الطبعة الأولى - سبتمبر ( ايلول ) 2000 – ص 229 ) : عندما اخترت مسؤولا لأحد أقسام جريدة العربي التابعة للحزب الناصري ، جاءني مصطفى بكري ، وقال إنه يعمل في الموساد ! ولقد عجبت بعد ذلك عندما جاءني لتسليم بعض الموضوعات ، وكان يجلس معي مصطفى بكري نفسه ، الذي احتضنه وصافحه بحرارة واشتياق غير عادي !
إن الإعلام المصري الرسمي ، وبعض الخاص ، إعلام إثارات وضجيج وفقاعات ، وليس حقائق ، وأفضل تصوير له ما ذكره عبد الله إمام نفسه ( المصدر – ص 151 ) بخصوص حال الصحافة في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات :
" كان أنور السادات أكثر الناس حديثا عن حرية الصحافة وأكثر الناس غيظا من أي نقد يوجه إلى الحكومة معتبرا _ على حد تعبيره – المشاكل معروفة وبنحل فيها .. " ليه الإثارة بقى " ! كانت حرية الصحافة في ذلك العصر واسعة وبلا حدود في الهجوم على الماضي ، والتبشير برخاء المستقبل ، أما الحاضر فلا داعي للتعرض له " !!
وصحافة مصر وإعلامها الرسمي ، وبعض الخاص ، كذلك الآن أيضا . فهو يصب حممه على الماضي ، ويعد بمستقبل زاهر تصنعه الأشباح في مؤتمرات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، أو في أروقة البنك وصندوق النقد الدوليين ، لا فرق ، ويقفز من فوق عارضة الحاضر المصري المثير للشفقة ، متناولا أية قضية خارجية لا تخصه بالنقد والتحليل المبتسر ، أو القائم على قرائن إما مزعومة من أساسها ، أو غير كافية .
لكن هذا لا ينبغي أن يدفعنا ، ككُتاب عراقيين ينبغي أن نبني قناعات المتلقين ونغير مسار العقول نحو الأحسن ، إلى بيع الأخضر بسعر اليابس .
فثمة ، في مصر ، الكثير مما يمكن التعويل عليه ، لفهم قضية الشعب العراقي . وهنالك ، في الأرض الآمنة ، مما قد لا يحصى من الآراء العذبة – كمياه النيل – التي قيلت وتقال يوميا في حق العراق والعراقيين . إن من قبل رجل الشارع العادي ، أو من قبل الأقلام الطيبة .
راجعوا ، كحد أدنى ، أرشيف الكاتب الحر المغيَّب رضا هلال ( فكّ الله أسره ) لتقفوا على هذه الحقيقة ، ولا يغيبنّ عن بالكم ، أنه كان يشغل منصب نائب رئيس تحرير الأهرام ، هذه المنقودة ذاتها !
وقبل أن يرميني زميل ما بكوني " مصريَّ الهوى " ( وهو شرف أدّعيه و تهمة لا أردّها ) أشير إلى ما قيل ، في غابر الأزمان ،
: ألف صديق .. و لا عدو واحد !



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتور إياد .. كيف تسمعني أجب !
- العراقي .. منفعل ..عصبي .. هائج
- البوابة الشرقية - بلا حارس أجير
- هل هي خاتمة أحزان العراقيين ؟
- ماذا جرى في المجر الكبير ؟ -- التليفزيون البريطاني .. شاهد ...
- حزب البعث العربي الإسراطيني !
- قد لا يعالج السرطان بالدعاء دائما
- التلازم اللاشعوري بين الجلبي وقص الاذن !
- من عشقته .. قتلته ؛ القصة الكاملة
- حكاية تبعث على القشعريرة
- صدى السنين - 3
- هل يفعلها الجلبي ؟
- العراقيات لا يردن حريتهن !
- صدى السنين – 2 قصرت العقول بمقدار طول اللحى !
- ألف مبروك انتصرنا !
- هنيئا لنا هذا الفتح المبين ومريئا…
- مصداقية - أبو ظبي- و شاكر حامد ؛ شهادة دامغة !
- الفرحة التي يبدو أنها لن تتم
- القبائل العربية تطلق رصاصة الرحمة على عروبة العراق !
- الهم الأول : إعادة بناء شخصية العراقي


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - مات صدام غدا !