أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاهر أحمد نصر - بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص والديموقراطية 4















المزيد.....


بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص والديموقراطية 4


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 11:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


4 ـ الياس مرقص والديموقراطية
يمكن القول إنّ حصيلة أفكار الياس مرقص بخصوص الديموقراطية والحرية والاختلاف، تعني بالدرجة الأولى إعادة الاعتبار إلى الإنسان وحقوقه، وإلى المجتمع، والتعامل مع أفراد المجتمع كبشر فاعلين، وليس غنم أو " طرش" .. إن من ينظر إلى أبناء شعبه بهذه النظرة الدونية لا يقلل من شأن المجتمع فحسب بل أول ما يقلل من شأن ذاته كولي أمر للـ"الطرش"، ويرى أن مسألة الديموقراطية يجب أن تبدأ في عالم المعرفة، في العقل، لتنتقل إلى مفاصل المجتمع، وتجده في كل كلمة يقولها أو فكرة يطلقها كأنه يعبر عن وجهة نظر الناس المعنيين في تطور مجتمعاتهم، وبنائها على أسس سليمة قابلة للتطور والرقي والتحضر، لتجد لها موقعاً في ركب الحضارة الإنسانية:
إن أولى مهام الغنوزيولوجيا الإيدولجية العربية أو الايدولوجيا الغنوزيولوجية العربية هي الانتقال من الرمزية والشيئية إلى المفهومية والواقعية. بهذا الانتقال فقط نرى الأشياء. بدونه لا نرى سوى خيلاتنا. وهذا الانتقال هو شرط وركيزة الانتقال من السرمدية والثورانية إلى التاريخ والتقدم.
وشرط انتقالنا من "الجماهير" و"الاستبداد" إلى شعب ودولة. ومن حرية الطائر الحر إلى العقل والحرية. ومن ديموقراطية واهمة جداً إلى دولة حق وديموقراطية..
لاوجود بلا اختلاف، الوجود مقابل الفكر هو الاختلاف مقابل الهوية(فويرباخ)، نسيان ذلك هو المثالية، مأثرة الاسمانية التجريبية والماديانية أنها رفعت لواء الفردي والاختلاف..ص390
الجهاد الأكبر هو الجهاد ضد الذات .. هل هذه الذات هي ذات الفرد أم ذات الجماعة، ذات الفرد والجماعة...ص293
الحرية ليست من الطائر الحر. ولا هي حرية النمر في افتراس اللفريسة ولا حرية الغزال في الهروب... والحرية ليست، ليست فقط الصفة الإنسانية العظيمة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟"، مبدأ الفطرة بالمعنى الصحيح، الفطرة الأخلاقية، الضمير إزاء الدنيا، الوجدان إزاء الوجود والسياسة والبشر والحالات... الحرية بناء تاريخي، ارتقاء، غاية للتاريخ، الحرية مطلق ولا مطلق، مفهوم كوني تاريخي وعابر للتاريخ، مرتبط بالإنسان ومجتمع الإنسان وفكرة الحق والقانون ودولة الحق والقانون. ص885
لنعد إلى الكلمات المنقولة: liberte . قالوا حرية. وجدوها في اللغة العربية. وجدوا حر وحرة وأحرار وحرائر وحرية وحَرّ وحرّر الخ في القاموس اللغوي، في التداول. إنها موجودة. الترجمة صحيحة لا غبار عليها بطبيعة الحال. الفكرة "الحرية" أدركوا أهميتها، راهنيتها، قوتها الضاربة. بل قالوا "حريين" و"حزب الحريين" حيث نقول "حزب الأحرار". ترجمتهم هي الأصح. والمعنى liberal ، نصير الحرية، المنحاز لحزب أو قضية. .... لكنهم رغم حماسهم (فريق أو نفر من الناس قبل 80 عاماً أو أكثر) لم يدرسوا المقولة الفكرية، لم يفحصوا موضوع الحرية، أي أرادوا إزاحة الاستبداد. بل أيضاً ربطوا الحرية بالحق، بالحداثة، بالتقدم، وبالحقيقة، وبالإنسان. هناك مصريون من بناة الجامعة ورواد الجامعة الوطنية.. هناك الكواكبي و"طبائع الاستبداد". العصر متقدم على زمن محمد علي باشا. الاستعمار .. الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها.. العرب متروكون لمصيرهم.. هذا صار وعياً قيادياً عند نفر من الناس ... الحرية بالنسبة لهم عنت الإنسان وعنت الوطن، الأمة، الشعب، عنت الاستقلال والتقدم. أجل بعد ذلك دخلنا في "المسألة الاجتماعية".. في العمالية والاشتراكية والإصلاح الاجتماعي وحقوق العمل والعمال، ودخلنا أكثر في "القومية العربية" والقومية العربية التحررية والثورية والوحدة العربية... ثم دخلنا أكثر في الاشتراكية والاشتراكية العلمية والماركسية اللينينة وقضية فلسطين والثورة الفلسطينية وعالم العواصف الثورية... ولكن لم يضف جديد على مسألة الحرية. بعض الإشارات: حرية اجتماعية، حرية سياسية.. إشارات، شعارات. لا تناول نظري فلسفي تاريخي للمقولة. ص857
لولا الاختلاف لما وجد القانون، لما وجدت السياسة. لولا الاختلاف، لما وجدت العلاقة، العقل ، الاجتماع، الحق، التاريخ، الإنسان.
أن ندرك هذه الحقيقة البدائية أهم من كل علم الاقتصاد وغيره.ص894
البشر ليسوا حبات رمل في صحراء أو في يد خليفة رحيم أو مستبد عادل أو حزب ثوري ودولة بروليتارية. لا فرق في ذلك. خطيئته المشتركة العامة أن البشر حبات رمل "ذرات متشابهة" ويُجمعون في يد، يُعقَلون بسلطة وحبال نقل، وهذا مصطلح تنظيمي شهير. وكأن البشر ليس عندهم أية قدرة ذاتية على التعضي والتنظيم! أساس هذا الموقف الباطل أن البشر حبات رمل، إنهم "متشابهون" إن فروقهم ليست أكبر من فروقات حبات الرمل... إن تجسد الجماعة في رئيسها تثبيت لهذه الكتلة الذرية المذررة، نافية الفردي الحقيقي، حقيقة الفردي وواقعيته، مجتمع الاختلاف، جماعة الاختلاف، متحد الاختلاف، عملية تشارك البشر.
البشر ليسوا حبات رمل، ليسوا سجائر في علب، ليسوا غنماً في حظيرة ولا في مرعى حر مجتمع الناس ليس قطيع غنم ولا سرب طيور محلقاً فوق رؤوسنا في أثير السماء.ص895
بدون الاختلاف لا علاقة. لاعلاقة بين متماثلين...
لولا الاختلاف لما وجدت السياسة. ظهور السياسة = تراجع الحرب. ص896
حين أقول جماعة أفراد، جماعة اختلاف، مجتمع سياسي، فإن ما يحضرني أولاً هو جماعة اثينة، جماعة السياسة والفلسفة والأحزاب، مجتمع التعدد بحكم التعريف...ص479
لايوجد شيئان متماثلان، متساويان في الكون الموجود. كل تفكير لا يبدأ من هذا المبدأ يجهل ما الوجود وما الفكر، ولا يمكن أن يكون معرفة حقيقية..ص479
القانون، الحق، الأعراف والقوانين والحقوق والمواثيق والعهود والعقود والمعاهدات، هذا كله موجود لأن الاختلاف والخلاف وصدام المصالح موجود. والتاريخ تاريخ هذا الوجود.
الإنسان له تاريخ. له وعي، وعي هو وعي تاريخي أو تاريخاني. له حاضر وماض ومستقبل. هكذا الوعي التاريخي، هكذا بذرته، هذا ما يميز الإنسان عن الحيوان، ما يميز الوعي (الضمير والوعي، الضمير والمعرفة) عن الفكر بمعنى واسع، أو من الفكر. ص897
إن التفسير البوليسي للواقع والتاريخ والسياسة، إن تضخيم أعداء الخارج ومناوأته وتطويقه لوطن العمال والفلاحين (الذين يسحقون) إن هذا كله تابع للغنوزيولوجيا السياسية التي نحن بصددها، الغنوزيولوجيا الضمنية القاتلة: إرادوية، مثالية.ص214
الديموقراطية هي صفة وتعيين لفلسفة، لتصور العالم، لنمو تفكير... احذفوا من رؤوسكم كذا وكذا وكذا من الواقع الموجود (ورؤوسكم ناظرة وعاملة فاكر وفاعلة، وخصوصاً متحركة وفاعلة) ثم قولوا ديموقراطية! هذا غير معقول! ... مسألة الأقليات هي "مسألة الأكثريات" مسألة الجميع، مسألة الكل، مسألة كل إنسان، مسألة الديموقراطية.
إننا في زمن كلية القهر(القهر عام) وجدلية القهر: القاهر مقهور، الأكثرية أقلية ، الراشد قاصر، الفحل حريم، ... عراقة مملوكية عثمانية في عصر الامبريالية والصهيونية الحديث جداً. كيف يمكن أن تكون عربياً تريد أمة عربية ووحدة عربية ووطناً عربياً إذا كنت غير متعاطف مع كل إنسان وكل جماعة مظلومة في هذا الوطن؟ أنت تجعل الكل مرادفاً للجميع والجميع مرادفاً لأكثرية ملتبسة جداً (إذا حذفت الأقليات بأنواعها، إذا حذفت المرأة، وإذا حذفت الأولاد فماذا يبقى؟) كلا، الأمة مفهوم واقعي، مقولة منطق، وتاريخ، وليست عداً وعدداً. وإن أطراف الأمة تستحق مبدئياً التثمين والتكريم في تصور عن الواقع أو العالم مع التاريخ قوامه الموصولية أو المعقولية فوق الجوهر وضد الصخرية والتصخر.ص215
مقولة المعارضة، المقابلة – المعارضة، يجب أن تُسَلْطن. الجابري فعل ولم يفعل. أن يقيم المعارضة بوعي جذري ونهائي، بوعي يعي أن المعارضة والهوية شقيقان وتوأمان، أن المعارضة لا علاقة لها بالعنف بالدم!ص225
كان لي أصدقاء كبار معروفون في سورية العربية.. أهمهم في حياتي وفي تكويني هو ياسين الحافظ. سيرتنا المشتركة كانت سيرة تناقض أي جوار، صوتين اثنين .. أكبر صدام بين الشقيقين (هكذا نحن) كان في أوائل السبعينات، على كتاب: عبدالله العروي: العرب والفكر التاريخي(دار الحقيقة) الذي يمثل أول ظهور لفكر المغرب في ساحة المشرق. بالنسبة لي كان هذا الخلاف "حلقة" هامة في حياتي أي في فكري، وأبرزت موقفي الشخصي: 1- إما الوضعانية وإما الديالكتيك. وحده الديالكتيك ينصف العقل الوضعي، او الإيجابي. بل ثمة تراجع في كتاب العروي عن كتابه الأول (الإيديولوجيا العربية المعاصرة) ليس وارداً أن أنفخ وأضخم كلمة العقل أن أختزل الأمور في كلمة لاسيما العقل، ثمة عقل وعقل، هناك ديكارت، وهناك أوغست كونت وهناك هيغل.. كان عندي انطباع أن العروي لم يفهم جيداً لا "جدل الطبيعة" كتاب انجلز ،ولا "تحطيم العقل" كتاب لوكاتش.. ثم قررت ترجمة كتاب لوكاتش والتوغل أكثر في قضايا الفلسفة...2 – إما الليبرالية أو الديموقراطية ، مع الشعب، مع العامة. وحده الموقف الديموقراطي ينصف الموقف الليبرالي ..لا أعتقد أن لينين يمثل الحقيقة المطلقة وأن بليخانوف ومارتوف يمثلان الباطل...ص238
يجب رد الاعتبار لفكرة المجتمع. أولاً: المجتمع نفسه يتشكل، وليس فقط القومية والأمة. الأمة مجتمع لا معنى بل ثمة باطل كبيرفي أن أقول الأمة مقولة حديثة، لكن كأن المجتمع "نفسه" مقولة قديمة محققة... إن المجتمع الإنسان، بخلاف مجتمعات الحيوان( بعض الأنواع الحيوانية المعلومة) هو ابن التاريخ، ناتج تاريخي في الديمومة، في صيغة المضارع. ثانياً: طبقات أو لا طبقات- لا فرق في ذلك- إن مجتمع الناس هو مجتمع زمر اجتماعية، مجتمع فئات اجتماعية تتشكل أو تنحل بلا انقطاع الخ فئات من كيفيات مختلفة، زمر حرة، ناتج تاريخي مع فعل البشر وإرادتهم...ص389
تكلم الأستاذ حافظ الجمالي: روى أن الدكتور نديم البيطار شكا له من الحال: فهو منذ30سنة وبطولها ينادي "الوحدة" لكنهم لا يجيبون. وأجابه الأستاذ الجمالي، أعطاه العلة: من أين يجيبون وكيف مادامت الحرية مفقودة! ص843
الله وحده يا سيدي سبب لا نتيجة.
"فقدان الحرية" يعلِّل بأسباب. السبب والنتيجة وجهان لشيء واحد. كل شيء ذي أهمية هو سبب ونتيجة، منتَج ومنتِج ، مفعول وفاعل، مبتدأ وخبر. والحرية مفهوم، يجب أن تعامل كمفهوم.ص744
في قضية الديموقراطية (كما سواها، لكن خصوصاً في الديموقراطية)، إن المقاضاة، بالنسبة للفكر والمفكرين والملتزمين كما يقال، تبدأ بالفكر والمفكرين والملتزمين، لا بـ"الحكام".ص846
إن الاسم الموصوف "الحرية" حديث جداً في لغتنا المتداولة. "الحرية" وردت في تاج العروس... الحر ضد العبد. الرجل الحر ضد الرجل العبد. ص851 وظلت كلمة حرية، شعب، وطن وغيرها ممنوعة من " قاموسنا"، مجهولة من لساننا حتى وقت قريب. في زمن قريب أو قريب جاءتنا كلمات: hazard, … romantique… loi… revolution…republque, patrie,people,liberte…. نعم وأصرّ على نعم. هذه كلمات فرنسية...ص854
كذلك "ديموقراطية". هنا نقلنا التعبير الأروبي نقلاً democratie وعرفناه تعريفاً صحيحاً أصولياً: حكم الشعب. لم نقل، لم نلحظ أن شعب people غير جمهور foule , masse أو غيرها (جمهور، كتلة) ولم ندرس "حكم" سُلطة.
فكرة مونتسيكو والانكليز :: السلطات الثلاث ( تشريعية، تنفيذية، قضائية أي عدالة) وانفصالها، هذه الفكرة لم تنغرس شعبياً، ظلت نوعاً من غريزة أو حس فطري واندفعنا تحت وطأة الإعصار بعيداً عنها... "تنفيذية وإدارية" فكرة الإدارة اختلطت بمقولة القيادة. يبقى عندنا وفي لغتنا المتداولة مدير التربية مديراً (بالفرنسية directeur : قيادة، اتجاه، توجيه.) والـ administration إدارة هي أيضاً إدارة . "تنفيذية وإدارية" أي السلطة المذكورة، والمتضخمة في بلادنا على حساب أختيها، هي بالفرنسية executif و administrative . لم يقل أحد أنها القيادية القائدة، لم يحترموا التشريعية من صفة قيادة الدولة والمجتمع. الحكومة هي الوزارة. ولكن السلطات الثلاث مجتمعة ليست هي القيادة العليا التي ليس فوقها قيادة، بل توجد قيادة أعلى هي الدستور الملزم للحكومة ورئيس الوزراء ولرئيس الجمهورية أو الملك (بلجيكا، هولندا، بريطانيا...) . الدستور= تكوين، تأسيس، القانون الأساسي ، والجمعية التأسيسية أو المسْتِرة التي هي وضعت الدستور. فكرة إنشاء، وتمأسس ، فكرة "إشكال" (إعطاء شكل) . فكرة مجتمع مؤسسات، لا مجتمع "أشخاص"وعشائر. الشكل واحد للمجتمع، إنه الدولة. "الأشخاص" في الخاص. وهذا الشكل الواحد الكلي الجرد هو الذي يقيم الأشخاص وكل خاص في مجتمع هو، بوعي، مجتمع أو عالم أشخاص وخصوصيات.
لينين استعمل nation عن سويسرة، وامتدح كثيراً ديموقراطية هذه الأمة "تساوي اللغات". لنلاحظ الناطقين بالألمانية في سويسرة 70% من الشعب أو الأمة، وأن الناطقين بالفرنسية والناطقين بالإيطالية في المجلس الفيدرالي أكثر من " حقهم" في التمثيل النسبي المتساوي ، وذلك بموجب الحق والحقوق والقانون والدستور والعرف والإرادة العامة..ليس عندهم 99% ولا 90%
الديموقراطية هي أولاً حقوق الإنسان وحقوق المواطن، المساواة المدنية والسياسية، شرع الدولة والمجتمعات والبلديات، حكم الأكثرية الانتخابية والبرلمانية، (عدم الاعتراف بأكثرية وأقلية خارج فكرة الانتخاب أو عملية اختيار الناس وإرادتهم). بل يمكن أن يحكم حزب لم ينل 50% ولا 40%. يمكن أن يصبح سلفادور الليندي رئيساً للجمهورية بـ 40% من الأصوات. يوجد دستور. الأمة غير مقسومة إلى اثنين. توجد أكثرية مطلقة وأكثرية نسبية. والأمة مقسومة أولاً إلى كذا مليون مواطن مختلفين ومتساوين في الحقوق ولكل منهم صوت واحد ويستطيع أن يصوته أو أن لا يصوته. المجتمع ديموقراطي. خلاف المخالف قيمة إيجابية. الحزب الشيوعي الإيطالي أعلن منذ خمسة عشر أو عشرين سنة أنه لا يريد لايطاليا الاشتراكيةا المقبلة حزباً واحداً ولا إيديولوجية واحدة وأنه لا يريد ولن يريد أن يحكم بمفرده، وأن الماركسية تموت إذا لم يوجد أمامها إيديولوجيات مناقضة.. ص862
لئن تكلمت عن الديموقراطية تحت موضوع الأمة nation فلأن الأمرين مترابطان، ولأن لا أمة بدون ديموقراطية ولا ديموقراطية بدون مجتمع مدني حرّ، بدون حقوق الإنسان أولاً (قبل وفوق حقوق المواطن، المواطن إنسان أولاً ، المواطن مواطن المدينة أو المجتمع أولاً، ثم وبالتالي الدولة والسياسة)، ولأن العالم كله المتقدم يتقدم نحو النموذج فاصلاً مقولة القانون عن العرف والأعراف "والمتعارف عليه" (؟) – قد يكون ثلاثة أرباع الإنكليز والإنكليزات لا يرغبون أو يكرهون أن تتزوج ابنتهم إفريقياً أسود ، لكن القانون والمجتمع والدولة يقولون: قف! والآباء والأمهات يسلمون بذلك، يؤمنون بأن ثمة أمراً واقعاً وأموراً أعلى من كرههم وحبهم وذوقهم-، ولأن الديموقراطية أسا الأمة- الدولة وهي بطبيعة الحال... فوق مشكلة من نوع تعريف الأمة ونظرية الأمة . أحوالنا ، قضية التجزوء القومي إلى أقطار وارتباط ذلك مع الامبريالية وعصرها وسياستها .... فرضت علينا منحى آخر... وكنا محقين في سعينا الفوري إلى وحدة أقطار الأمة وإقامة دولة عربية قومية عند انتهاء الحقبة الاستعمارية المديدة وعلى أساس الحركة الشعبية الجماهيرية التي لا مثيل لها في تاريخنا وفي تواريخ كثيرة غير تاريخنا. لكن يجب قياس الأمور، مراجعة الذات، النظر في داخل الكينونة الاجتماعية، وإعلاء القضية الديموقراطية، وطرح مسألة الوحدة في جميع المستويات.، إقامة التعادل الأمة=المجتمع، وإقامة هذا التعادل تحت سلطة حق الإنسان، الاختلاف، حق الإنسان الفرد، "تحرير المرأة"، الخ. ص863
الحكمة، يقول أحد مشايخ الأرمن، هي العقل والقلق على مستقبل أولادنا.ص211 أنتم تفكرون بدون "القلق".
لننه الخلط ولندرس ولنتفحص المقولات من أولها. سواء مقولاتنا العربية التقليدية أو مقولاتنا المستحدثة المستوردة، سيان، لا فرق! لا توجد مقولة مفتاحية في لوغس العرب الحالي إلا وتستحق النقد الفحص المنهجي، و- في الخطاب السائد- الإدانة.
ولننه الابتزاز! أنا حياتي كلها في أحد أهم جوانبها ردّ الابتزاز.ص212
لا يمكن أن أقبل بأي ثنائي من أي نوع كان يقيم نفسه فوق ثنائي الحق والباطل، الصواب والخطأ، لا في الكبيرة ولا في الصغيرة. لا اليسار ولا اليمين، ولا البروليتاري والبورجوازي، ولا القومي والاستشراقي، ولا العلمي والديني، ولا أي شيء. وحدها الحقيقة ثورية، وحدها الحقيقة أخلاقية، وحدها الحقيقة تبني الأمةالعربية. ومن يريد الابتزاز أنا أكشف جهله ووثنيته: من يكفرني أكفره، بوعي ومنهجية، وحسابنا عند الله ، وفي التاريخ . لاشيء أخطر علينا، لا شيء دمرنا، وقلص فكرنا، كالابتزاز والمزاودة والديماغوجية..ص213
الواقع! الاعتراف بالواقع! شعبنا من هذا "النفي" للطوائف والأقطار والعشائر والقبائل والطبقات الخ، الديموقراطية تعني الاعتراف بهذا الواقع، وإلا فلا أمل بتجاوزه وتغييره... الهدف غير الواقع، والواقع غير الهدف، وكل تفكير سياسي لا يبدأ بإقامة هذا التعارض والتناقض بين "واقع" و "هدف" إنما هو باطل في منطلقه.ص214
لينين حذر الثوريين، إذن حذر ذاته وحزبه، من خطر هذيان الهدف على حساب الواقع، من خطر انسِعار الهدف، أعلن ضرورة معرفة الواقع، أعلن وجوب استكشاف واكتشاف الواقع، كمهمة دائمة، بالحاضر والماضي والمستقبل، أعلن وحدة العمل والمعرفة، العمل والحقيقة، كهدف كمثل أعلى، كاشتراط دائم، لا كمعطى وكمحرز، ودفع، كمبدأ للمعرفة، تعارض الواقع والهدف، إلى حد الإعلان، للفكر وللمعرفة، أن الواقع واقع وأن الهدف لا شيء، عدم، متخطياً في إقامة التعارض برنشتاين نفسه. بالنسبة للينين الهدف هو كل شيء (=حياته، عمله) ، والهدف هو لاشيء (=المعرفة  معرفة الواقع). الخطر الأكبر الذي يتهدد الثوري، أي الرجل الذي انحاز نهائياً إلى مشروع تغيير العالم، هو الإرادوية، الذاتوية، المثالية، الجبرية مع الميكانيكية (ملاعبة الواقع والشعب بـ "القوانين الموضوعية" المزعومة، تحريك المواد) ، الإرادوية – الاقتصادوية- وإن الستالينية معين لا ينضب – انسِعار الهدف، الجموح النبوي "الحديث" و"العلمي" حط الواقع إلى مادة وقانون، مواد وقوانين، إلى ساعة امتلكنا آليتها. ص214
إن نظرية "القائد المنتظر" سببت ضرراً كبيراً. حين جاء ألقينا العبء عليه. وحين لم يجترح المعجزات، حين لم يحقق الفردوس( الفردوس الذي قد لا يكون سوى حكم فريق أو رأي فريق) انقلب بعضنا عليه. ص420
إن الزعم الذي يحمله بعض الناصريين والذي مفاده أن "الأجهزة" كانت هي المسؤولة فهو ليس باطلاً فقط (الأجهزة تتخطى دوماً، لكن الرئيس مسؤول دوماً) بل هو هروب ، هو إخلاء للقضية والمسألة إجلاؤها عن أرض الفكر والعمل حذفها كهدف. وكذلك الزعم الذي مفاده أن الديموقراطية هي نتيجة ناتجة عن الاشتراكية وحكم الطبقة العاملة.. إن الديموقراطية والاشتراكية والحرية والعدالة، مسألة كبيرة في تاريخ البشرية، في راهن العالم، في الفكر الأوروبي الحديث والمعاصر.
كلاهما هدف، كلاهما وسيلة.
لاشيء خدم ويخدم عملية نهب الجماهير كما خدمها ويخدمها تقليص وإزالة الديموقراطية في بلدان عديدة من العالم الثالث. ص444 على المثقف أن يكون منصفاً، وأن ينتقل من الليبرارلية والوضعانية إلى الديموقراطية والديالكتيك.ص445
الهوامش:
الاستشهادات الواردة في النص مأخوذة من كتاب: الياس مرقص ـ نقد العقلانية العربية ـ دار الحصاد - دمشق ـ الطبعة الأولى – 1997
طرطوس ـ شتاء عام 2001 شاهر أحمد نصر
[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً 2/ ...
- بحث في العقل اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً
- أيوجد حقاً عشرة مخربين، فقط؟ ومن هم؟
- من أسباب تقهقر القوى العلمانية والديموقراطية في العالم العرب ...
- الإصلاح الشامل وبناء الدولة على أسس عصرية سليمة مهمة وطنية
- انطباعات أولية حول رواية:-قمر بحر
- النظام السياسي العربي يحطم المعارضة ، وينظر إلى نفسه بمرآتها ...
- احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماته ...
- ابن رشد فرصة العرب الضائعة
- نضال الحركة العمالية العالمية في سبيل الديموقراطية وضرورة تج ...
- ألم يحن الوقت للغة خطاب جديدة بديلة للغة الاعتقال!
- في سبل اغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوح ...
- مسلسل اللامعقول في زمن الصمت
- الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف ...
- أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ ...
- صدى
- هل أصبحت صيغة الحكم من خلال الجبهة وحدها تلعب دوراً معرقلاً ...
- لنفكر بعقل بارد وقلب حار مناقشة موضوعات المؤتمر الـسادس للحز ...
- منطلقات حزب البعث في سورية تحتاج إلى قراءة عصرية للتاريخ(*) ...


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاهر أحمد نصر - بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص والديموقراطية 4