أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - تطرف














المزيد.....

تطرف


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 23:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كنت وأنا طفل أصاحب صديقا دائم الاستفزاز لى وللعالم المحيط به.. وكنت أنا دائم الاستنفار منه ومن العالم المحيط بى.. وعندما كبرت قليلاً علمت أن مشكلتى هى الأعمق، فالاستفزاز هو انطباع الآخر عن تصرفاتك وهو انطباع نسبى متغير من شخص لآخر طبقا لموقفه منك.. أما الاستنفار فهو موقف موحد منك تجاه كل العالم تكون نتيجته أن يتوحد عالمك المحيط كله ضدك كمتطرف.

الاستنفار هو بداية التطرف ودافعه الأول وليس المبدأ أو العقيدة فى ذاتهم كما يتصور الكثيرون.. فالمتطرف اليسارى مثلاً موقفه ليس ابناً للفكر اليسارى وكذلك المتطرف الإسلامى أو المسيحى، ولكنه ابناً لحالة الاستنفار الشخصية لصحابها.. فهو موقف نفسى فى الأساس فالشخص المُستنفر هو شخص متطرف سواء كان يسارياً أو مسلماً أو مسيحياَ أو أهلاوياً أو زملكاوياً.

وعلاج التطرف يبدأ بعلاج حالة الاستنفار المتفشية فى المجتمع، ولهذا فإن المنطق يلزمنا بألا نركن إلى سبب واحد فى تشخيص الأحداث المؤسفة السابقة باعتبارها وليدة عمل متطرف.

فريق يرجع الأمر إلى تفشى حالة التطرف الدينى.. وكأن هذا الفريق فسر الماء بالماء، فالتطرف الدينى والتطرف الكروى والتطرف السياسى والتطرف العاطفى كلها حالات استنفار مرضية.. فالتطرف الدينى شكل من أشكال التطرف فى المجتمع ولهذا فهو أحد الأسباب باعتباره نوعاً من أنواع التطرف.. وعلاجه لا يكون بالتعامل مع موضوع الدين، وإنما بالتعامل مع شخصية ونفسية المتطرف.

فريق يرجع الأمر إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية التى تدفع بالكثيرين إلى معسكر الفقر وضيق ذات اليد وما يتبعه من ترسيبات حقدية نتيجة الاتساع الشديد فى الفوارق الطبقية ومشاهدها المستفزة، وفقدان الأمل وحتى الخيال فى مستقبل مشرق.. تفسير وارد.

فريق يرى أن الأمر يرجع إلى فقدان الهوية القومية نتيجة انهيار المشروع الوطنى وسيطرة روح التبعية لدول كبرى وتحول الأعداء إلى أصدقاء دون مبرر منطقى.. تفسير وارد.

فريق يرجع الأمر إلى الفساد الذى فرضته أقلية مسيطرة على أغلبية محكومة وانهيار القيم المجتمعية الإيجابية.. واختفاء قيم وذوق الطبقة الوسطى وما استتبعه من انهيار فى الذوق العام فى كافة المجالات الاجتماعية والفنية والأدبية والمعيشية.. تفسير وارد.

فريق يرجع الأمر إلى التدهور الأمنى بسبب اقتصار دور الأمن على حماية الأقلية المسيطرة وتغير دوره القديم والذى كان يعبر عنه شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" وانتشار الفساد فى مؤسساته أسوة بمؤسسات كثيرة.. تفسير وارد.

فريق يرى أن الأمر يرجع فى الأساس إلى تدهور مؤسسة التعليم والثقافة، مما أدى إلى زيادة الأمية وانتشار الجهل العلمى والثقافى.. تفسير وارد.

فريق يرى أن الأمر يعود لمؤامرات خارجية وتخطيطات أجنبية.. تفسير وارد
فى ظل كل التدهورات السابقة وفى دولة شاخت فيها الأسود وغُلت فيها الأشبال.

تفسيرات كلها واردة.. بل أرى أنها كلها صحيحة فبشاعة ما وصل إليه الحال لا يمكن أن يكون نتيجة لمشكلة واحدة.. ولهذا فحل مشكلة الاستنفار النفسى والتطرف لا يكون إلا بحل كل مشكلات الوطن بشكل جاد وعميق وليس بمظاهر مسرحية قشرية كصلاة المسلمين مع المسيحيين أو العكس مثل الرجل الذى يرتدى "جيبة" ليثبت صدق نواياه تجاه فكرة المساواة بين الرجل والمرأة.



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى
- الاشاوس


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - تطرف