أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - الجرذان تغرق السفينة: عن تطهير الشرق من المسيحيين














المزيد.....

الجرذان تغرق السفينة: عن تطهير الشرق من المسيحيين


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 20:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أعد أذكر أين قرأت؛ أو من القائل: كما أن ظهور الجرذان على ظهر السفينة يدل على أنها ستغرق.. فإن هجرة المسيحيين من هذه المنطقة دلالة على غرقها القريب!

اليوم لم تعد المسألة مجرد هجرة للمسيحيين من هذه المنطقة بل تحول الأمر إلى إبادة منظمة يشترك فيها الجميع بمن فيهم مسيحييو المنطقة أنفسهم.

فخلال أكثر من نصف قرن في هذه المنطقة كان الخطاب السائد خطاباً يبث الكراهية، والتطرف الذي كانت صبغته قومية في البداية أكثر منها إسلامبة؛ لأجل انهاض الطاقات لمحاربة قوى الاستعمار.. بدأ ذلك مترافقا مع طلب التحرر والاستقلال.. وإذا كان ذلك يمكن فهمه وحتى تبريره؛ فإن الخطاب استمر بعد ذلك في ظل نشوء «شماعة» إسرائيل.

كانت الكراهية في حينها موجهة لليهود والصهيونية والاستعمار الذي يدعمها. وبقي هذا الخطاب مستمراً حتى تم تهجير آخر يهودي من العالم العربي.

مع بزوغ نجم الوهابية التي تلهت بداية بالالحاد والعلمانية و.. «الاتحاد السوفييتي» وشحن المجاهدين ضده إلى أفغانستان... حتى تم فناءه، ومع انتهاء الحكم العلماني من المنطقة العربية تقريبا.. تم تحويل السعار الخطابي إلى المسيحيين.

فطوال العشرين عاما الماضية ومع انتهاء «المسألة» الأفغانية- السوفييتية «أمريكياً وسعودياً» وارتدادها ضدهما، وقبل؛ وفي ظل محاربة بن لادن وأتباعه الذي تم تسميتهم سعودياً «الفئة الضالة» لم تكن تخلو خطبة في أي مسجد سعودي من تكفير «للنصارى» والتحريض ضدهم وتعداد مايقومون به من مجون وفسوق... اشترك في ذلك الجهتان المتحاربتان «الفئة الضالة» ومحاربوها الرسميون والمتطوعون المتمسكين بالدين القويم وسماحته!.

وانتشرت الكتيبات المجانية التي يوزعها «المطاوعة» بكميات مهولة على المواطنين والمقيمين في السعودية وبكل اللغات؛ ولا يخلو أي كتاب منها من تحريض ضد النصارى ومن والاهم.

وإذا أخذنا بالاعتبار أنه خلال تلك الفترة كان وسطي المقيمين في السعودية أكثر من 5 مليون مقيم سنوياً، يتجددون في الغالب كل عامين فإنه وخلال العشرين عاماً تعرض حوالي 50 مليون حول العالم لهذا الفكر التحريضي! كان للمنطقة العربية وتحديداً مصر [بحكم كونها قدمت كتلة المقيمين الأكبر للسعودية عربياً] نصيبا وافرا منها، إضافة لباكستان وبنغلاديش والهند وإفغانستان واليمن.. والتي هي مراكز انتاج وتصدير التطرف اليوم إضافة للمنبع الأساسي.

وعندما بدأ عصر الفضائيات أصبح الأمر أكثر يسراً وسهولة ونقلت الفضائيات الممولة «وهابياً» أو «إخوانياً» حفلة الكراهية المستمرة ضد اليهود والنصارى، عبر الأثير إلى كل بقاع الأرض. ولأنه لم يعد هناك يهود في تلك الدول فقد تحمل المسيحيون وزر الإثنين معاً.

وصل الأمر إلى الأزهر المعتدل ووصل إلى بعض القوميين المتحولين إسلاماً بل أنه وتحت شماعة «التدخل الخارجي» شارك يساريون سابقون وحاليون في حفلة الكراهية والتحريض.. وشاركت الأنظمة الحاكمة في ذلك، محاولة منها لركوب الموجة الصاعدة واكتساب شرعية تفتقدها. فتم أسلمة المناهج وقوانين الأحوال الشخصية والقضاء، والتعليم والجامعات... كما تم أيضاً أسلمة الإعلام الحكومي، وحتى أجهزة الأمن.. الخ !

كل هؤلاء وأكثر شاركوا في حفلة الكراهية ضد المسيحيين التي بدأت «وهابية» وعمت المنطقة من كل المنافذ. وفي ظل محاربة الدولة السعودية «للفئة الضالة » ودعوتها لحوار الأديان ظل هذا الخطاب مستمراً داخلها حتى اليوم وإن بوتيرة أقل مما سبق؛ ولكن الراية حُملت في كل الأمصار، وممن حملها الإخوان المصريون المعروفون بشطارتهم بترويج أي خطاب فما بالك لو كان خطاب تحريض ضد اليهود والنصارى «الذميين»... الخ

في ظل هذا الوضع وباستثناءات قليلة ظل مسيحيو المنطقة يرددون اسطوانة التآخي الإسلامي- المسيحي والتعايش التاريخي، ويشكروان حكام المنطقة على بث روح التآخي وحرصهم على التعايش.. يرددون ذلك وهم يسمعون صوت الخطباء في المساجد والمنابر والمناهج والإعلام تحرض ضدهم وتكفرهم وتخونهم وتدعوا المسلمين إلى التضييق عليهم في الطريق وعدم مبادئتهم بالسلام...

والآن بعد أن تصاعدت المذبحة بدأ يتساءل المسلمون ببراءة شديدة اللهجة من يقتل المسيحيين في الشرق ويدعو إلى إبادتهم؟



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرذان تغرق السفينة: عن إبادة المسيحيين في الشرق
- صفاقة المسلمين
- أنا سوري للأسف
- لينا الطيبي في «مقسومة على صفر»: الحياة تقبل القسمة على صفر ...
- إنها بلا أمل .. لكنها بلادنا
- هل تمثل «سارية السواس» رمزية جامعة للهوية السورية؟
- ناس وأماكن: ضيوف الذاكرة على شاطئ المتوسط
- رمزية افتتاحية -القبس- في تمثيل الصامتين
- عفواً أوباما: ما كان ينقصنا خطابكم ليستمر البطش بنا..
- الماجدي يخبئ المعنى في الحاشية
- إنه الطيب صالح أيها الثرثارون
- الإخوان المسلمين وتقشير الخرفان‏
- فتاشات حماس تحرق غزة
- عن اعتقال -القرآني- رضا عبد الرحمن علي‏
- المفضلات الإجتماعية ما زالت شبه مجهولة عربيًا
- عن مواقع المعارضة السورية ومطابقتها لوسائل إعلام النظام‏
- والآن ماذا تفعل المعارضة السورية دون برابرة...‏
- أيّها الرئيس السوداني توجه إلى دمشق فوراً
- أبناء الأرامل ل علي العمري: رؤى فادحة تتناسلها القسوة والسخط
- تقرير علني إلى السلطات الأمنية السورية بنفسي


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - الجرذان تغرق السفينة: عن تطهير الشرق من المسيحيين