أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تاج السر عثمان - قبل ساعات من الاستفتاء














المزيد.....

قبل ساعات من الاستفتاء


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 16:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تبقت حوالي 48 ساعة من الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان وسط مخاوف نظام الانقاذ من انفصال الجنوب، ورغم ادعاءات قادة المؤتمر الوطني بان الانفصال المرتقب لن يؤثر علي نظام حكمهم في الشمال، الا أن الواقع يكذب تلك الادعاءات، اذ أنه قبل أربعة أيام من تاريخ الاستفتاء علي تقرير المصير، وفي خطوة استباقية أعلنت الحكومة زيادات في أسعار المحروقات والسكر والرسوم الجمركية..الخ، لمواجهة آثار انفصال الجنوب وخروج 70% من واردات نفط الجنوب، مما يعني المزيد من معاناة شعب السودان فوق المعاناة الموجودة من جراء تصاعد ارتفاع الاسعار وخفض قيمة الجنية السوداني، مما يؤشر الي أن شعب السودان سوف يواجه ظروفا عصيبة بعد الانفصال، والتي بدأت تظهر آثارها، اذ ليس للجكومة التي ينخرها الفساد من طريق سوي المزيد من الضرائب والزيادات في أسعار السلع الأساسية لمواجهة نفقات الأمن وجهاز الدولة المتضخم، ولكن هذا الطريق مسدود اذا سرعان مايؤدي الي تزايد السخط الجماهيري كما يحدث الآن في الجزائر وتونس...الخ، وحتما سوف تنفجر الاوضاع، وتخرج الجماهير للشارع، اذ ليس لها ماتخسره سوي قيودها ومعاناتها.
لقد اضاع المؤتمر الوطني فرصة تاريخية للحفاظ علي وحدة البلاد بعد توقيع اتفاقية نيفاشا، بعدم الالتزام بتحقيق جوهر الاتفاقية الذي يتلخص في: التحول الديمقراطي و التنمية وتحسين الاوضاع المعيشية ، واقامة انتخابات حرة نزيهة تحت اشراف لجنة انتخابات محايدة تنتج عنها حكومة ذات قاعدة عريضة تشرف علي الاستفتاء علي تقرير المصير وتحقيق دولة المواطنة، مما يجعل خيار الوحدة هو الراجح في النهاية، ولكن الامور سارت عكس ذلك الشئ الذي جعل خطر الانفصال ماثلا والذي له تداعياته علي المستويين الداخلي والاقليمي.
وبالتالي يتحمل المؤتمر الوطني المسؤولية في تمزيق وحدة السودان، اضافة للخلل في الاتفاقية التي استبعدت القوي السياسية الأخري وهمشت شعب السودان، بحصرها في شريكين كانت تجربتهما مريرة طيلة الخمس سنوات الماضية.
ويجري الاستفتاء وسط مخاوف من تجدد الحرب مرة اخري وخاصة ان قضايا مهمة قبل الاستفتاء لم يتم حلها مثل: ابيي، وترسيم الحدود ، والجنسية والمواطنة والبترول ومياه النيل، وحقوق قبائل التماس في الرعي داخل الجنوب...الخ.
وفي حالة الانفصال يجب ان يتم بعمل جماهيري دؤوب اسقاط نظام المؤتمر الوطني الذي فرّط في وحدة البلاد، والذي اصبح قادته يتباكون علي دولة لم يحافظوا علي وحدتها، باسم الدين وهم ابعد الناس عنه بعد ان اتضح فسادهم ونهبهم لثروات البلاد وافقار شعب السودان وتبعيتهم المذلة لأمريكا وقهرهم للمواطنين، وتفريطهم في تراب الوطن. ولأن استمرار هذا النظام في الحكم يعني المزيد من القهر، وتجويع المواطنين، وتحويل السودان الي مرتع للارهاب باسم الشريعة والدين، وتفتيت وحدة الوطن، فهناك شبح انفصال دارفور وجبال النوبا والنيل الأزرق والشرق ..الخ، بسبب عوامل القهر والتهميش نفسها التي جعلت الجنوبيين مواطنين من الدرجة الثانية والتي قادت لانفصالهم، وان بقاء هذا النظام في سدة الحكم في الشمال يعني المزيد من الافقار لشعب السودان والمزيد من معاناته.
وبالتالي، يجب أن يذهب هذا النظام لتحل محلة حكومة قومية لفترة انتقالية تكون من مهامها: عقد المؤتمر القومي الدستوري الذي يقرر شكل الحكم في البلاد ، ويفتح الطريق للحل الشامل والعادل لقضية دارفور ، والعمل علي اعادة توحيد البلاد في حالة الانفصال، وتحقيق التنمية وتحسين الاوضاع المعيشية، وقيام الدولة المدنية الديمقراطية الذي يتساوي فيها الجميع غض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الثقافة. وهذا هو الطريق للمحافظة علي وحدة ومنعة وسيادة البلاد.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكري الاستقلال ونذر تفكك السودان.
- انفصال الجنوب و(صندوق بندورا)
- طريق السودان للخروج من الأزمة الوطنية العامة.
- تاج السر عثمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ...
- جلد الفتاة من علامات نهاية النظام.
- مخاطر انفصال جنوب السودان
- الاستفتاء وتفاقم أزمة الصراع بين الشريكين.
- بداية التسجيل للاستفتاء ومخاطر الانفصال.
- الاستفتاء وضرورة الحل من الداخل.
- المتغيرات في مواقف الحركة الشعبية: كيف ولماذا؟
- الوحدة أو الانفصال قسرا: يقودان لنفق مظلم
- تقرير المصير وتداعياته
- السودان علي شفا الهاوية: تقرير المصير والوحدة الوطنية( عرض و ...
- خيار الانفصال: هل هو المخرج؟
- في الذكري الثانية لرحيل عالم الآثار البروفيسور أسامة عبد الر ...
- حول السياسة الأمريكية لمواجهة نتائج استفتاء جنوب السودان.
- أضواء علي تجربة الاسلام السياسي في السودان.
- حول مفهوم الاسلام السياسي
- الدولة المدنية الديمقراطية ضمان لوحدة السودان
- من يتحمل مسئولية الانفصال؟


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تاج السر عثمان - قبل ساعات من الاستفتاء