أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - مدينة ،ورجل ،وتراث














المزيد.....

مدينة ،ورجل ،وتراث


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 08:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المدينة هي مدينة هيت العراقية. والرجل هو هيتي أحب المدينة فعشقها وأراد أن يرد لها الجميل، وهو جمع ما يمكن جمعه من تراث هذه المدينة الخالدة. وهيت في التاريخ معروفة منذ زمن السومريين فمنها نقلوا القار بالعسابي لبناء زقورتهم وتبليط شوارع مدنهم. وفيها وأمام الإله (داغان) إله الحبوب صلى سرجون الأكدي حين زارها في سنة 2368 ق.م عندما ضمها الى إمبراطورتيه. وبها مر إبراهيم الخليل في سنة 1850 ق.م في طريقه إلى حران. وهيت هي احدى المدن التي ذكرها حمورابي في مقدمة شريعته وقد وردت باسم (توتول). لا أريد أن اسهب في تاريخ هذه المدينة اكثر من هذا فقد كتب عنها الكثير، ولكني أردت أن ارجع إلى ذلك الزمن وأعود منه الى زمننا الذي نعيشه فنجد ان عمر هذه المدينة يزيد على الخمسة آلاف سنة وربما تكون هيت من اقدم المدن التي مازالت تنبض بالحياة. ومثلما هي طويلة العمر فهي كثيرة الأسماء فقد عرفت عبر سفرها المجيد بأكثر من أربعين إسما اشهرها ما ارتبط بأهم مادة تنتجها هذه المدينة وهو القار (القير).

إن مدينة بهذا التاريخ لابد أن تكون صاحبة تراث خاص بها حفظه الأبناء عن الإباء وسعوا إلى إحيائه والحفاظ عليه ،واذا ما كان الخلف صالحا وحفظ لنا ما حفظ من تراث مدينتنا فان في سلفه من هو صالح في ذلك ،وهذا ما يجده المهتم بتاريخ وتراث هذه المدينة حين يدخل بوابة (متحف الشهيد أحمد عفتان)، المتحف الذي أقامه بجهد فردي الحاج حمدي عفتان الهيتي تخليدا لذكرى شقيقه .لقد جسد لنا هذا الحب بأسمى صورة، وهي الخلود ،فاراد أن يخلد تراث مدينته ويحفظه من خلال تخليد ذكرى أخيه ،وهذا هو الوفاء . لقد بذل من المال الكثير من أجل اقتناء كل ما يخص تراث المدينة، كما خصص بناية خاصة لهذا التراث فضلا عن مشاركته الفاعلة في دعم جمعية هيت للتراث والثقافة.
هذه هي المدينة ، وهذا هو الرجل الطيب، فالمدينة هي هيت والرجل هو الحاج حمدي عفتان الهيتي، وهذا ما كان واجبا عليّ التعريف به قبل أن ندخل معا إلى المتحف الذي اصبح معلما من معالم مدينة هيت، فلا يكاد ضيف يحل على المدينة إلا أن يكون زائرا كريما له .
في متحف الشهيد احمد عفتان يجد الهيتي نفسه وكأنه يعيش سنوات القرن العشرين بأيامها واشهرها. فكل ما فيه يخص ذلك القرن وربما يكون فيه من قطع تراثية تسبق ذلك الزمن .المتحف منظم بشكل ينم عن ذوق رفيع للقائمين عليه بالرغم من ضيق المكان حيث أن العرض مزدحم جدا وأن المواد المعروضة فيه تحتاج إلى أضعاف مساحة المتحف .
في المتحف تجد أدوات طبخ جداتنا وأمهاتنا ( الرحى، والميجنا،والشوبك،والحٍب، والدلو ، والمحمل، والقج ، والقوق)، وفيه تجد أزياء أجدادنا ( البتي ،والصاية، والدشداشة)، وفيه ترى وسائل عيشهم مما كانوا (يخصفونه ) من خوص النخيل فتجد( المَده ،والجلة، والطبك ،والحصير، والسفط، والسلة، والباطية، والجمبيله) ،وغير هذا كثير، وفيه تجد آلات وأدوات الصيد والفلاحة والنجارة والحياكة التي استخدمها الهيتيون، وفيه الكثير من الأواني النحاسية ( القدور، والطشوت، والجرات)،وفي المتحف الكثير من الصور التي تخلد حقبا زمنية لها وقع في نفوس الهيتين فضلا عن صور لشخصيات هيتية بارزة. وبين موجودات المتحف الكثير من النقود العراقية الورقية والمعدنية التي كان الهيتيون يتعاملون بها. في المتحف اكثر مما ذكرت ،فربما فاتني الكثير ولكن ما فيه هو تلك الأصالة الهيتية الرائعة، وتلك النفحة الطيبة ، وذلك الذوق الرفيع والحب الصادق المعبر عن اسمى آيات الوفاء لمدينة عاشت محبة وما زالت وستظل قلبا نابضا بالحب والمودة والسلام



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام وأمنيات
- الأدب والدين وحقوق العراقيين
- الحوار والتمدن
- طالب القرغولي وفرح العراقيين
- مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
- استبرق
- هيت، والنجاح ،ومدني صالح
- لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
- سندس
- قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
- شفق
- إيمان
- ازهار
- الى غزة
- البطاقة الثالثة الى أهل هيت
- مات النصير... ومات السند
- هكذا قال مدني صالح: الغلبة للأقوى ، للأغنى، للأذكى
- الرأي والرأي الآخر واشياء اخرى
- وادي الرافدين ووادي النيل- الأسم والحضارة
- في الأنبار .... للعراق علمان


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - مدينة ،ورجل ،وتراث