أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لو أداة تمني














المزيد.....

لو أداة تمني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 22:18
المحور: كتابات ساخرة
    


لو ليست أداة تمني وحسب,لا, بل هي شماعة يستعملها السياسي والرياضي والثقافي والمهني وكل الفاشلين في أعمالهم وحياتهم اليومية, وبدون كلمة (لو) لا يمكن أن تستمر حياتنا على الاطلاق فهي الملاذ الأخير لنا في نهاية كل يوم عصيب نمرُ به وفي نهاية كل هزيمة نتعرض لها, ,وكنتُ وأنا طفل صغير أقول كلمة لو كثيرا لذلك وروت لي جدتي حكاية مضحكة عن الست (لو) وقالت "اتفقوا ثلاثة أشخاص على أن يحفروا ل(لو) قبرا ويدفنوها به لكي لا يقول الناس كلمة لو, وفي يوم من الأيام اغتالوا (لو) ونفذوا وعدهم ودفنوها في الحفرة التي حفروها لها وبعد أن أنهوا مراسيم الدفن قال الرجل الأول: لو قمنا بتوسعة القبر ثلاثة أقدام , وقال الآخر: لو أن القبر كان في الاتجاه الآخر, وقال الثالث: لو ما قتلناهاش كان أحسن لأننا ما زلنا بحاجة إليها".

فإذا كانت كلمة (واللهِ) في بداية كل جملة عربية فإن كلمة (لو) تأتي في نهاية أي عمل فاشل يقوم به العرب وطبعا غالبا ما نُخفقُ في أعمالنا ونفشل أو في المهام الموكولة إلينا حتى أنا في نهاية كل شهر أقول لأولادي (لو الشهر هذا ما كانش للسوبر ماركت على أبوكوا دين كان أخذتكم على إربد مول للتسوق) فيقولون لي (ماشي للشهر الجاي ) فأقول لهم (صدقوني أنكم عاقلين جدا) طبعا وفي الشهر الذي يليه أقول لهم (لولا فاتورة المياه كان الشهر هذا أخذتكوا على اربد مول للتسوق ) فيقولون (ماشي للشهر الجاي) وفي الشهر القادم أقول لهم (لولا الكمبيوتر خرب وأصلحناه كان أخذتكوا على اربد مول ) فيقولون لي (بعدين معك أنت كل حياتك لو ..لو..لو..أنت ما فيش عندك كلمه ثانيه) فأقول (لو تصبروا على أبوكوا بصير خير).

ومنذ صغري وأنا اسمع المذيع الأردني يقول (لو كان العرب قد قبلوا بالحكم الذاتي سنة...) وقوله (لولا تلقي الأوامر بالانسحاب من الأمم المتحدة كان النتيجة تغيرت) وكل الناس وكل المؤسسات يحفظون كلمة لو عن ظهر قلب .

وكذلك خطيب المسجد دائما ما أسمعه يقول في نهاية حديثه (لو كان الإنسان ) ...حتى أستاذ المدرسة كان يقول لنا في نهاية كل حصة دراسية (لو اليوم كان فيه متسع من الوقت) وكذلك أي محاضره أدخلها أو أي مؤتمر فورا أستمع في نهايته لمدير الجلسة وهو يقول (لو تأخر الحضور قليلا) أو (لو كان هنالك مزيدا من الوقت) , وأهل حارتنا تستطيع أن تستمع لهم وهم يقولون (لو الدنيا أمطرت)أو (لو ما أمطرتش) أو ( وإذا دخلت أي محل سوبر ماركت لتسأله عن فكة مصاري فإن صاحبه فورا يقول لك (والله لو أجيت قبل 5 دقائق) وإذا سألت صاحب الكازية : عندك كاز؟ فسيجيبك بقوله (والله لو أجيت كان لقيت قبل ساعه).

وأقربائي في نهاية الانتخابات الماضية قالوا( بس لو العشيرة الثانيه ما صوتوا مع اللي نجح كان إحنا نجحنا) وفي الانتخابات التي سبقت هذه قالوا(لو كانوا أبناء عشيرتنا أسماؤهم مسجلة لدى دائرة الأحوال المدنية كان النجاح لنا) وفي الانتخابات البلدية قالوا(لو اتفقنا على مرشح واحد كان النجاح لنا) وفي الانتخابات التي سبقت هذه قالوا(لو استمعنا للجماعه الثانيين كان النجاح لنا بس احنا ما رديناش عليهم).

ولاعب كرة القدم الأردني في نهاية المباراة يميل على أذن زميله بفمه وهو يقول (لولا رجلي ابتوجعني كان شُفت شو ساويت فيهم)بس يلله ماشي في المباراة القادمة غير ألعن أخت أختهم , وطبعا زميله يؤيده وهو يقول (والله لولا الإصابة اللي تعرضت لها كان غلبناهم خمسه مقابل لا شيء)بس بفرجيهم في اللقاء القادم .. وفي اللقاء القادم تكون النتيجة أزفت من السابقة وبعد ذلك يميل نفس اللاعب على أذن صديقه وهو يقول (لو الحَكم ما احتسبهاش للفريق الثاني ضربة جزاء كان غلبناهم) ويرد عليه زميله وهو يضرب الكف على أخوه قائلاً( لو بس تأخرت المباراة 1 دقيقة واحدة كان حققت أجمل هدف في حياتي) ولكن الحظ دائما معاهم وإحنا والله ما لينا أي حظ ,ومن ثم يلتفت كل اللاعبين إلى بعضهم البعض مبررين عجزهم بقولهم (آخ..آخ..زرعنا لو بس لو ما صارتش) ومن ثم يأتي لاعب آخر من بعيد يهرول على قدم واحدة ويعرج وهو يشد على شفتيه بأسنانه من شدة الألم مبررا هزيمة الفريق بسبب شد العضل الذي تعرض له أثناء المباراة.

وطبعا الممثل الأردني لا يقل عن اللاعب الرياضي فجميعهم من نفس الشريحة فبعد نهاية المشهد التمثيلي يميل على أذن زميله قائلا له (والله لو السيناريو كان متعوب عليه كان فرجيتك شو راح أعمل بالمسلسل كله)وكذلك زميله يرد عليه بقوله( وأنا لو المخرج رد على اقتراح المنتج كان المسلسل كسّر السوق ) وحين يفترقون يتحسرون على بعضهم البعض بكلمة (شو بدنا انساوي زرعنا لو بس لو ما طلعتش) .

وكذلك العمال الذين يعملون معي في ورش البناء دائما ما يميلون على بعضهم البعض في نهاية الدوام الرسمي وهم يبحثون عن مبررات تبرر تقصيرهم في العمل قائلين (لو كان الحديد والإسمنت موجودات من الصبح؟ كان اشتغلنا كل الأعمده ) ويردون على بعضهم البعض لكي يبرروا فشلهم بقولهم (أي والله لو كان صاحب محل الحديد فعلا استعجل بالحديد كان من الظهر خلصنا وروحنا على دورنا وبيوتنا ) بس بُكره يا (أبو علي) رايح اتشوف شو بدنا انساوي بالشغل , طبعا أنا أهز رأسي وأقول (أوكي) وطبعا ثاني يوم يقولون (لو صاحب البيت استعجل لينا بملء خزان الماء كان من الظهر خلصنا وروحنا ) وأنا طبعا أقول لصاحب المنزل مبرراً تقصير الفريق الذي يعمل معي قائلاً بعد أن آخذ نفسا عميقاً: (لو البلدية ما ما أعطوناش أمر بالتوقف عن البناء كان من الأسبوع الماضي خلصت الورشه كلها), وطبعا صاحب المنزل يقول بكل سخرية (زرعنا لو بس لو ما طلعتش يا أبو علي) فأقول له ملاطفاً وممازحاً (بُكره الشباب من الصبح رايحين يقرطوا الحجارة بأسنانهم) فيرد صاحب المنزل قائلا : على الله..كله على ألله.
نحن نتمنى وغيرنا يعمل.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لو أداة تمني