أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - اريحا الفلسطينية وشجرة النسب العروبية؟















المزيد.....

اريحا الفلسطينية وشجرة النسب العروبية؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 16:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


اريحا الفلسطينية وشجرة النسب العروبية؟
هل السلطة انجاز وطني فلسطيني؟
ليس من الغريب ان تكشف سلوكيات صغيرة او كلمات عفوية عن تناقض الاتجاه الايدولوجي الحقيقي في السلوك الانساني وتعارضه مع السلوك الارادي المعرفي, وليس غريبا ان يدلل ذلك على تناقض ذو معاني خطيرة ايضا, فالانسان في النهاية لا يستطيع تركيز انتباهه السلوكي في القول والممارسة بصورة عالية ودائمة في ان واحد, فلا بد لنباهته ان تتراخى وتستريح الى العفوية.
إن ما ساشير اليه هنا من سلوك اجتماعي فلسطيني قد يبدو بسيطا, وقد يفسره البعض في انه محاولة انسانية لاستكمال معرفي, غير ان ذلك سيكون تفسير تبريري لسلوك معانيه خطيرة, فهو سلوك يطرح المعنى الحقيقي لعلاقة المواطنة بالوطن وبالتالي الهدف الحقيقي لجهد المقاومة الفلسطينية المبذول للتحرر من الاحتلال, والايمان والقناعة بالتحرر. فهل تاتي هذه المقاومة بمعنى حق استعادة حرية الوطن والمواطنة او معنى استعادة حق المواطنة من اجل الاعتياش فيه فحسب. اما الاخطر من ذلك فهو ايديولجية تعريف الذات الذي يحمله هذا السلوك والذي بموجبه تتحدد مضامين المواطنة نفسها؟
فبعد ايام سيجري الاحتفال باريحا عشرة الاف عام. والذي يشير الى قدم الحضور الانساني تاريخيا في فلسطين, وقدم انطلاق مسار التطور الحضاري الانساني الخاص فيها, بل وعلى درجة من التطور الحضاري لم يكن يوجد ما يضاهيها عالميا, وبهذه المناسبة سيجري افتتاح متحف اريحا, الذي من المفترض ان يشارك بمناسبته ميدفيديف رئيس دولة روسيا احد اقطاب القوة العالمية,
ان الشعار والمتحف والمناسبة والمشاركة معا, تشكل واقعة ثقافية سياسية سيجري الاهتمام بها عالميا, وستحمل اعلاميا الى الراي العام العالمي برهانا ودليلا تاريخيا وسياسيا على ان وجودنا الفلسطيني اقدم تاريخيا من مرحلة الصراعات العرقية الدينية الانسانية, اي ان فلسطين في عراقتها وفلسطينيتها ارقى من ان تكون يهودية او مسيحية او مسلمة.
لقد حرصت السلطة الفلسطينية على تحويل عراقة تاريخ اريحا الى انجاز وطني له فاعليته السياسية في تثبيت مبدئية الحقوق القومية الفلسطينية, وجعلت منها عاملا من عوامل الصراع الثقافي السياسي مع الادعاءات الصهيونية على الصعيد العالمي, وهو ايضا انجاز سياحي سيستمر في اداء هذه المهمة الثقافية السياسية الى جانب انه سيشكل احد مصادر الدخل القومي الفلسطيني الدائم.
وقد ادركت ايضا اسرائيل خطورة هذا الانجاز الوطني الفلسطيني, لذلك نجد ان وزارة الخارجية الاسرائيلية وموظفيها افتعلت ازمة داخلية بها والقت بنتائجها على زيارة الرئيس الروسي في محاولة لعرقلة اشتراكه بهذه المناسبة تحت ادعاء ان موظفي الخارجية الاسرائيلية هددوا بمقاطعة وعدم التحضير بروتوكوليا لزيارته, مما جعله يتخذ قرار الغاء زيارته لاسرائيل, دون ان يتضح بعد انه سيلغي زيارته للاراضي الفلسطينية او لا؟ الامر الذي يكشف مقدار الارتقاء الايدولوجي للوعي السياسي الصهيوني ومنهاجيته البرنامجية في محاربة وعرقلة تجسيد المؤشر الوطني القومي الفلسطيني.
في مقابل هذا الوعي البرنامجي السياسي الصهيوني, نجد على مواقع النت وشبكته العنكبوتية, حملة اجتماعية فلسطينية عارمة من اجل البحث والتقصي المعلوماتي المتعلق بالاصول والانساب العرقية لانسان المجتمع الفلسطيني من قبائل وعشائر وحمائل وعائلات, تسعى محمومة بنشاط ساخن لاثبات اصولا لها _غير فلسطينية_, بهدف حمل امتياز عراقتها العروبية وعلى وجه الخصوص بتقاطعها مع الديانة الاسلامية, لنكتشف في اخر الامر ان _ جميع _ العائلات الفلسطينية, لا تنتمي فقط الى العروبة والاسلام بشكل عام, بل وتحديدا الى سبط رسول الله محمد(ص) وصحابته, وهي حملة عامة تخيلت معها ان حتى العائلات المسيحية الفلسطينية قد تعود في اصولها لهذا الاساس.
فبحسب هذه الحملة والمفهوم كانت فلسطين خالية اذن, اي ارض بلا شعب, وان _ الفتح _ الاسلامي كالفتح الصهيوني هو الذي عمرها, وان الوجود التاريخي العميق للحضارة الفلسطينية هو وهم غير ذي قيمة ولا اعتبار.
ان المؤشر الايدولوجي الناتج عن هذا السلوك بعلاقته بالواقع الفلسطيني الراهن, يؤكد وجود اتجاه حركة اجتماعية نفسية فلسطينية تبتعد عن النضال من اجل التحرر الفلسطيني وإن كانت لا تبتعد عن حق العيش بها, وان الاصل في المواطنة الفلسطينية هو في ان تكون مواطنة عربية اسلامية اكثر منها قومية فلسطينية, فهذه الاخيرة تستدعي مستويات اعلى من النضال والرقابة لسياسية عليه. وهي كما هو واضح تجعل من عروبية المواطنة الفلسطينية واسلاميتها تهيئة نفسية تعطيه حق _ المواطنة _ في اي مكان من _الوطن العربي_ الوهمي, و تخف وزن واجبية النضال من اجل تحرير فلسطين بان تستمر في اعتبارها اساسا مهمة عربية وليس خصوصية فلسطينية.
ان تجلي هذا الاتجاه الايدولوجي بصورة سلبية في السلوك السياسي الفلسطيني يجد تعبيره في تحجيم قضية اللاجئين الفلسطينيين بحدود _ حق المواطنة الاجتماعي_ واسقاط حق المواطنة السياسي_ كما تؤطرها مقولة حق العودة المجرد سياسيا من حق تقرير المصير, وهو للاسف المفهوم السائد والمسيطر لدى كل القوة السياسية الفلسطينية الرسمية والفصائلية ومنظماتها الاهلية وحركتها النقابية والحقوقية,
كما انه يتجلى ايضا في السلوك الاجتماعي السلبي, القائم على العلاقة المعيشية بين المواطنة والوطن, والذي ينتهي الى عملية تفريغ اجتماعي للوطن لا يحد منها فعليا سوى قوانين السيادة القومية للدول المحيطة بفلسطين, ومحاولتها منع تفريغ فلسطين.
ان ضغط البرنامج وحالة العدوان الاقتصادية والامنية الصهيونية على الوضع المعيشي للمجتمع الفلسطيني وإن كانت في اساسها هدف منهاجي صهيوني إلا انها لا تخلوا ايضا من عملية توظيف للضعف الايدولوجي الفلسطيني بخصوص مفهوم المواطنة, وفي هذا المجال تحديدا تتقاطع ايجابيا مع المحاولة الصهيونية المقولة العرقية _ القومية العربية_ وخصوصيتها الثقافية _ الدينية الاسلامية _ فتزيدان في ضعف المحتوى الايدولوجي لوطنية المواطنة الفلسطينية فتمنحه حق الهجرة الى اصله القبيل العشائري العربي الاسلامي في اطار ثقافي يظنه البعض حضاريا حين يسميه _ العمق العربي الاسلامي_ ويفرض له سياسيا حق التدخل في القرار الوطني الفلسطيني, في نفس الوقت الذي يجرد به من حق وامكانية توظيف اراضي الوطان العربي الاسلامي ليمارس منه حق المقاومة ضد اسرائيل والى درجة يبدون معها ضده همة عسكرية لا يبدونها ابدا ضد اسرائيل
ان ما سبق يكشف ايضا احد اسباب هذه المعاداة الشرسة التي يبديها عفوية الفكر الاجتماعي الفلسطيني المسيطر عليه من قبل الفكر السياسي القومي العربي الاسلامي لاستقلالية منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ويطالبان بحلهما, فالفكر القومي العربي الاسلامي ليس سوى بقايا ثقافية استعمارية تكره وتعادي الرمز الوطني الفلسطيني وتخدم ايدولوجيا ثقافة استسلام الذات وهزيمتها, خاصة حين تبدأ من قبول مقولة ان فلسطين ارض وقف عرقي وديني.
لقد بات من واجب المواطنة الوطنية الفلسطينية رقابة وهزيمة العدو الايدولوجي والثقافي في ذاتها الحضارية كتمهيد لتوظيف علمي وسليم لاشكال واساليب ونهج مقاومة تحرير صحيحة.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة ليست في امريكا اللاتينية فقط:
- اميركا دولة ليست مزدوجة المعايير:
- اهديكم عاما جديدا فاهدوني وطن
- الدحلان_ حدوثة فلسطينية:
- الاقلام وثقافة المقاومة:
- اقتراح للرئيس الفلسطيني:
- عملية ( الرصاص المصبوب 2 ) بدأت. والسؤال هو لماذا وكيف؟
- حملة حرف _ د _ وصراعنا الثقافي مع الصهيونية _ الانحراف_ المو ...
- نقول للاخوة العراقيين مبروك.... ولكن؛
- السلطة تفتح جبهة عالمية مغلقة ضد اسرائيل والولايات المتحدة و ...
- هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مد ...
- جديد الصراع حول القضية الفلسطينية؛
- بيان المنظمة وقرار المحكمة الفلسطينية العليا والمفاوضات؛
- الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلا ...
- ملاحظات على مقال ( الدولة الفلسطينية افاق ومهمات )
- تماسكوا على الروح الهجومي:
- القييادة الفلسطينية... ما خاب من استشار:
- تحصيل اعتراف من البرازيل بالدولة الفلسطينية انجاز سياسي سليم ...
- ماذا يحدث في الساحة الخلفية الفلسطينية؟ اعلمونا:
- وجهة نظر في ورقة نقاش حركة اليسار الاجتماعي الاردني:


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - اريحا الفلسطينية وشجرة النسب العروبية؟