أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - اسلمة ام تعريب العراق














المزيد.....

اسلمة ام تعريب العراق


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 15:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد ظهرت أصوات تدعوا الى اسلمة العراق وعدم الرجوع عن هذا الاختيار.

اطلاق دعوات من أشخاص لا يتمتعون بشعبية او بنظرة استراتيجية اومعرفة حقيقية لوضع العراق ومن الذين تبوءوا مناصب عالية وفشلوا وطردوا منها قبل إتمام دورتهم الوظيفية هي دعوة لاستمرار العنف والعنصرية في العراق.

لو نظرنا الى المكونات بعض الأحزاب الإسلامية في العراق فنرى بسهولة سلوكها العنصري القومي الغالب على السلوك الديني السمح، فلا أريد ان أعيد سرد الوقائع العنصرية لبعض من مثل الإسلام السياسي في العراق تغلبت عليه الموجة العنصرية تحت إغراء بعض ممثلي قوى إسلامية منافسة بوعود في إعادة انتخابه في موقعه، فأدت عنصريته الى نبذه من قبل قيادات سياسية في العراق فخسر المنصب وخسر مكون كبير وأصيل من العراقيين وآخر يمثل قيادة في حزب اسلامي كبير يركزعلى حصول قوميته على منصب سياسي سيادي اكثر من التركيزعلى مبادئ الأسلام المساوية للأعراق والقوميات.
فان القوى الإسلامية السنية في العراق لا يختلفون في السعي في أن تكون رئاسة الجمهورية لعربي, فأين الإسلام من مسعاهم فذاك الطارق الهاشمي من قادة الحزب الإسلامي دعا علنا أن تكون رئاسة العراق عربية وسعى للحصول عليها, وغيره من القيادات الإسلامية لا يخجلون من المطالبة بعروبة الرئاسة الجمهورية في العراق، ان الإسلام ليست عروبة استعلائية بل يساوي بين الجميع فمن خطبة الرسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) "يا أيها الناس ألا ‏ ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى”. أن رئاسة الجمهورية العراقية منصب لا يقدم حلا لمشكلة كركوك ولا اية قضية الكوردستانية عالقة ولكنها مظهر من مظاهر وجود الكورد في الجغرافية السياسية للعراق ووجاهة شخصية ليس من السهل التخلي عنها.

فلو نعيد المشاهد التاريخية للحكومات الإسلامية فنرى أن عصر هارون الرشيد من العصور الذهبية في التاريخ الإسلامي حيث وصلت العلوم والثقافة والفنون الى أوجها فأهدى هارون الرشيد الإمبراطور شارلمان ساعة مائية دقيقة التركيب وكانت تلك الساعة من احدث الاكتشافات والإبداعات العالم في ذاك الزمان. أن درجة الرقي والتقدم التي وصلت إليها تلك الدولة الإسلامية في عهد هارون الرشيد كانت موازية في الدرجة الى درجة تسامحها وتقبلها لحرية الإنسان فلو نأخذ إحدى القصص المروية عن ابي نواس وهارون الرشيد لنذكر تجار الدين والظلام بالمسلمين الأوائل:
خلال تجوال هارون الرشيد متخفيا في أسواق بغداد شاهد أبي نواس، وفي يده كأس من الخمر.
فسأله : ماذا في يدك يا أبى نواس (فعرفه ابى نواس)
فأجاب : كأس لبن يأمير المؤمنين .
فقال هارون الرشيد: هل اللبن أحمر اللون.
فقال : احمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فضحك هارون الرشيد وتركه ماضيا في تجواله.

كان لهارون الرشيد وزراء كبار ومساعدين وقضاة من غير العرب ومن غير المسلمين وكان للعدل والمساواة والامان بين المذاهب والأديان المختلفة صفة بارزة لعصره.

فماذا نتوقع من اسلمة العراق الآن، تقاسم المغانم والغنائم وفرض الاستعلاء القومي العربي على العراق وتشريد المكونات الأصيلة من العراق كما هو واقع الحال مسيحيو العراق ومصر وهم مكونان أصيلان اقدم من العرب العراق ومصر، او يرتشي موظف حكومي الذي يدعي التدين كذبا وبهتانا ليجمع مصاريف العمرة ويهرب وزير ملتح بالمليارات من البطاقة التموينية لفقراء العراق.

انا مسلم ومؤمن بالله عز وجل ولكني لا أؤمن بتجار الدين والفقهاء الجهلة الذين لا مهنة او تجارة لهم سوى أن يعتلوا المنابر او المناصب ويتاجروا بالدين ويسمموا عقول البسطاء بأكاذيبهم وخرافاتهم او يتخذون من الدين وسيلة للحصول على السلطة والحظوة. احترم العالم الفاضل سماحة آية الله العظمى السيستاني لأنه الصمام الأمان في تهدئة الأوضاع ومنع الصراع الطائفي في العراق وزاهد في حياته وفي إمكانه ان يترف ولكنه اكبر من الترف والمظاهر الدنيوية والسطوة الكاذبة المؤقتة، والسؤال كم سيستاني موجود في عالمنا الإسلامي.

فهناك شٌلل من الذين يدعون نفسهم بالمسلمين يباركون بعضهم البعض عندما يسمعون بعملية إرهابية يقتل فيها الأطفال والأبرياء وكأنهم قدموا خدمة للإنسانية في نشر الرعب والخوف وثقافة العنف.

ان أسلمة وتعريب السودان مهدت الطريق الى انفصال الجنوب فهل ستؤدي اسلمة وتعريب العراق الى انفصال كوردستان العراق لتحمي المكونات العراقية الأصيلة الباقية من المسيحيين والصابئة وكل المكونات المهددة من قبل العروبين الإسلاميين.

أن معرفة الأهداف وعدم معالجتها او التهيؤ لإحباطها لا تجهض هذه المحاولات وانما يتطلب تكوين جبهة عريضة لا قومية ولا عنصرية ولا مذهبية بل عراقية (لا عراقية العلاوي والبعثيين) من أحرار العراق لتقف ضد أسلمة وتعريب العراق وفقا لمعادلتهم (السعودية + ايران) وتقسم على اثنين اي القواسم المشتركة للسعودية وايران، توقعوا معي ناتج القاسم المشترك بين السعودية وايران سيكون "ولاية المطوعين" ونسدل ستارا ظلاميا على بغداد الرشيد وعلى كل المكونات الأصيلة في العراق ونصدرالإرهاب بدل النفط واختراعات علمائنا ونهدي السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقنابل اللاصقة والمسدسات الكاتمة الى ملوك العالم ليتخلصوا من المعارضة او ليفرضوا شروطهم في المشاركة في الحكم على الآخرين او يقضوا على المكونات الأصيلة في بلدانهم.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريدون تجار الدين والأنبياء الكذبة من المسيحيين
- حق تقرير المصير والأصوات المعارضة
- المسدسات الكاتمة في بغداد والفساد الإداري
- الخمر حرام والربا حلال في بغداد
- هل هناك البديل عن الإحصاء السكاني العام
- تركيا ألغت إحصاء السكاني في العراق
- انا والحوار المتمدن
- التعداد السكاني وكركوك والأراضي المستقطعة والمستوطنات الإسرا ...
- هل نعيش أيامنا ام نعيش في الوقت الضائع
- النظام والجرائم الصغرى والكبرى
- هل هناك من يرغب في السلام في العراق
- أحلامنا ماتت منذ انقلاب ٨ شباط 1963
- كركوك والأراضي المستقطعة والدكتور عصام الجلبي/ وزير النفط ال ...
- كي لا يتحول العراق الى النموذج النيجيري
- تكونت الدولة العراقية بتخطيط استعماري ندفع ثمنه الآن
- القيادة السياسية العراقية القادمة
- دعوة لإعادة الانتخابات في العراق
- المشهد والرؤية في العراق
- الكل يحب الدخول الجنة ولكن لا أحد يحب ان يموت
- لا يستحق المالكي ولا علاوي رئاسة الوزراء


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - اسلمة ام تعريب العراق