أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن شحاتة - الحفاظ على الدولة مقدم على إصلاحها














المزيد.....

الحفاظ على الدولة مقدم على إصلاحها


محسن شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى تقوم دولة العدل والحرية في مصر يجب أولا أن تكون هناك دولة. و عندما يتهدد وجود الدولة نفسها فإن الحفاظ عليها و حمايتها يصبح واجبا يتضاءل إلى جواره أي واجب آخر.

عندما لا يوجد أمان لا توجد دولة
إن أساس وجود الدولة - أي دولة - هو مدى قدرتها على توفير الأمن الشخصي لمواطنيها في تعاملاتهم اليومية. و عندما يتفكك طائفيا مجتمع كالمجتمع المصري بتداخلاته الشديدة بين مسلميه و مسيحييه فإن أي فرد من أفراد هذا المجتمع لا يمكن أن يحس بأمانه الشخصي. و في هذه الحالة فإنه لا حديث ممكن عن الحرية أو العدالة أو دولة القانون أو الدولة المدنية

مصر حالة خاصة
ربما يقول البعض إن الإرهاب يهدد كل دول العالم خاصة المتقدم منها و ليس مصر وحدها فلماذا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل؟!. لقد تعرضت للإرهاب دول مثل الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و أسبانيا و روسيا و غيرهم فما تفككت تلك الدول بل ربما إزدادت صلابة مجتمعاتها و تأكد تصميم مواطنيها على ممارسة حياتهم اليومية بصورة عادية مع زيادة يقظتهم حكومات و شعوبا في تعقب الارهابيين و إدخالهم الى جحورهم.

هذا صحيح ....لكن الإرهاب الذي تتعرض له مصر له وجه طائفي واضح. أضف إلى ذلك أن مناعة المجتمع المصري قد تم إضعافها بشكل خطير. و مسئولية إضعاف تلك المناعة يشترك في تحملها النظام و المعارضة و الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي و الأمية الثقافية لأغلب شعبها.

لقبطي مختنق طائفياً
إن (الإختناق) الطائفي الذي يحس به القبطي المصري في الشارع و الكنيسة و العمل و حتي في بيته و مكبرات الصوت تنقله قسراً إلى المسجد لسماع خطبة تسفه من معتقداته و تتهمه بالكفر, تجعل من أي عملية إرهابية تتم باسم الإسلام تستهدفه بالذات دون بقية أبناء وطنه المسلمين, تحولاً نوعياً لعملية (الاختناق) الى مرحلة (الخنق الكامل) و لا يكون أمام هذا المواطن القبطي إلا المقاومة بكل أساليبها الصحيحة أو غير الصحيحة.

في مناخ كهذا, يمكن ان تكون عملية ارهابية كالتي وقعت في كنيسة القديسين بالاسكندرية – خاصة إذا تكررت – كعود الثقاب الذي يشعل نار الفتنة الطائفية بين ابناء مصر المسيحيين والمسلمين - في سلسلة من الأفعال و ردود الأفعال - لن ينجو من حريقها أحد. أضف إلى ذلك ضعف النظام الحاكم في مصر و تراجع قدراته الأمنية والأخطر تراجع قدراته السياسية و تآكل شرعيته مما يجعله غير قادر على إرسال أي رسالة سياسية ذات مصداقية قادرة على إحتواء الشباب القبطي إلا عن طريق الإعتماد على سلطة الكنيسة الروحية على هؤلاء الشباب, و هذا بدوره يكرًس وضعا مغلوطا يتمثل في تمثيل الكنيسة السياسي للمصريين المسيحيين.

ما أريد التأكيد عليه هو أن الدولة المصرية مهددة في اهم مقوماتها و هو توفير متطلبات الأمان الشخصي لمواطنيها وبدون هذه الدولة فلا سياسة ولا اقتصاد و لا ثقافة و لا حياة محتملة.

ظرف إستثنائي يتطلب موقفاً إستثنائيا
تحت هذا الظرف الإستثنائي الخطير الذي تمر به دولتنا يصبح الحفاظ على الدولة نفسها – مهما كان نظام الحكم في هذه الدولة مستبدا او عديم الكفاءة - مقدماً على محاولة إصلاحها.

إن محاربة الإرهاب الطائفي يتطلب إعطاء نظام حسني مبارك الفرصة كاملة لكي يفعًل ما تبقى له من قوى أمنية و سياسية دون أن ينشغل بصراع سياسي داخلي مع قوى المجتمع. هذا يتطلب الإصطفاف خلف النظام - على كراهيتنا له - في معركته مع الإرهاب حتي تتوفر له اكبر فرصة ممكنة لهزيمة الإرهابيين الذين إن تمكنوا من تهديد دولتنا فسوف يضيع أمل أجيال كثيرة في إمكانية الحياة في دولة حرة و عادلة.

هذا لا يعني أبدا إعفاء حسني مبارك و حكومته من المسئولية عن ما نحن فيه اليوم ولكنه يعني توفير الظروف الملائمة لهذا النظام كي تكون له الكلمة العليا في الشارع أمنيا و سياسيا في هذه الفترة الحرجة. و بعد أن نجتاز هذا الظرف الإستثنائي يكون لكل حادث حديث.



#محسن_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ إلى معالي النائب العام المصري
- الرئيس الأبكم
- الرئيس مبارك يضيع وقته و وقتنا
- هل الاقباط الليبراليون مستعدون لدفع الثمن ؟
- أيمن نور و الزعيم عندما يصبح عبئاً
- أقباط مصر: تكلموا و نحن نستمع
- من الكواكبي إلى الشعراوي...سيراً إلى الوراء
- المنطق في شروط البرادعي


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن شحاتة - الحفاظ على الدولة مقدم على إصلاحها