ميلاد بلا أجراس

غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 10:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

كنائس الموصل حزينة، فقد أوقدت شموعها هذا العام بلا مصلين، ولم تقرع الأجراس إذانا بعيد الميلاد المجيد، ميلاد سيدنا المسيح، رمز السلام والمحبة.
سنة حزينة انتهت ليس على المسيحيين وحدهم، بل على جميع الأقليات لتزايد شعورهم بالتلاشي في أرضهم التاريخية، العراق.
لقد نزح المسيحيون من الموصل للاقضية والنواحي الآمنة في الأطراف، نتيجة الحملة الشعواء ضدهم، انه قدر اسود ينبأ بان الأقليات ستتلاشى وينتهي أمرها في العراق، رغما عن دعوات الساسة لهم بالبقاء وأنهم سيوفرون لهم الأمن!
ثمة خلل ناشئ في البنية الاجتماعية العراقية، حيث هناك قوى تدفع باتجاه إنهاء التواجد المختلط للمكونات العراقية، هذا الاختلاط الذي استمر لعقود طويلة. وان تحقق هذا المشروع فانه سيقود بالتأكيد إلى أوضاع تكون فيه الأقليات الخاسر الأكبر، أو الخاسر الوحيد.
خلت المدينة من العوائل المسيحية، ولا يتجاوز عددهم بضعة عوائل أصرت على البقاء رغما عن التهديد المستمر لهم بالقتل، حيث وقع العديد منهم ضحية مجاميع متطرفة.
هذا العيد مليء بالخوف والشعور بعدم الأمان، فالانتقال إلى الاقضية والنواحي الأمانة الواقعة في أطراف الموصل يعد خيارا صعبا، ويزيد من مآسي هذه العوائل التي تفقد مصالحها الاقتصادية، نعم هناك مساعدات من العديد من الجهات، وهناك قوى سياسية تعمل على التقليل من حجم الكارثة، وخاصة الكردية، لكن هذا لا يحل المشاكل التي ترافق الانتقال إلى هذه الاقضية.
يدرك المسيحيون وغيرهم من الأقليات أنهم وقعوا ضحية الأحداث في العراق، هذه الأحداث التي تدفعهم إلى الهجرة وترك وطنهم التاريخي، فالإحصائيات تؤكد تزايد عدد المهاجرين إلى الدول الغربية التي فتحت أبوابها لاستقبالهم، وتبقى هذه الدول مصيرا مجهولا لهذه العوائل.
لقد اختلطت الأوراق بين متطرف وأجندة سياسية تلعب بورقة الأقليات دون رحمة، ودون إدراك الأثر النفسي والاقتصادي الذي يثقل كاهل الأقليات التي كانت تعاني أصلا من التمييز على مستوى الدولة والمجتمع.

#غسان_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات