أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - ازمة اخلاق ...














المزيد.....

ازمة اخلاق ...


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 00:40
المحور: الادب والفن
    


عادةً لا امارس الكتابة والقراءة في يوم الجمعة الذي لطالما كان يوماً لإعادة ترتيب الاحلام وزرع المزيد من الامل في حديقة التحدي والانتظار .. ولكن هو الاستثناء التي عكسته اسباب كثيرة تدعوني الى تجاوز الى ايي شيء هام في لحظة واحدة ..ومن اهم هذه الاسباب هو انني ومثل كل الناس في مثل هذا الوقت من السنة .. قمت بإعداد ملابسي واغطيتي الشتائية استعداداً لإستقبال فصل الشتاء وامطاره وبرده .. لا برد هذه الغربة الحديدية ..
قمت بتحضير كل شيء .. وضعت غطائي الناعم الثقيل المفضل لدي بجانبي على السرير .. ثم انتظرت في كل ليلة من ليلاي نوفيمبر فلم يأتي الشتاء ولم يسعفني المطر بأيتِ قصيدة وجاء ديسمبر الذي يذكرني للوهلة الاولى برجل الثلج فالرسوم المتحركة وشجرة الميلاد التي كنت اطالب ابي بمثلها في بيتنا الجميل جدا في اخر السنة .. دون ادنى قطرة مطر ..
انتظرت بلا غطاء وحميمية متقلباً في السرير اراثب الغطاء الساكن وفجأة ضحكت .. ضحكت بحرارة ومرارة كممثل مسرحي في فصل مليئٍ في الكزميديا السوداء .. آه .. تذكرتْ .. هذا زمن الاحتباس الاخلاقي وليس الحراري ومن اهم الاسباب التي دعتني الى تجاوز عادة الجمعة هي موسم الحج .. وهنا بالتحديد أحمُدُ الله ان ابي قام بأداء فريضة الحج المقدسة قبل 28 عاماً .. وقت ذاك لم يكن هناك في الغربة الحديدية اسرى قدامى ولا وزارات ومكاتب .. ولكن الذين يقبعون الآن منذ اكثر من 20 و30 عاماً وراء القضبان لم يتبّقى لهم سوى الله وبعض امهاتهم وابائهم .. هم قرابين هذا الوطن قرباننا الاكبر يبتغون بعد كل هذه الخسارات والآلام مرضاة ربهم وأهلهم .. هاهم قد خُذِلوا .. ولم تذهب ام الاسير سامر المحروم الذي يقبع خلق القضبان منذ ربع قرن تقيريباً الى مكة المكرمة والمدينة المنورة .. وآخرين ايضاً مثل سمير النعنيس ابومحمد لأسباب غير معلومة على الارجح .. وفي يوم الجمعة أعتقد ان الام التي تصبر على الم الفقدان وشوقها الى ابنها المحرومة منه منذعقود تستحق ان تكون .. قدّيسة وليست حاجة فقط ..
ثمة سبب اخر يا يوم الجمعة .. أصبر عليّ ففي وطننا .. اقصد فيما يشبه الوطن اصبح لدينا قطاع اقتصادي يتمتع بحرية السوق والتنافس والايدي الخقية ودعهُ يعمل دعهُ يمرّ .. دعني يا يومي من الاهتمام بكً اليوم لأن الحياة حيث اهلي واهلنا لم تعد تطاق في زمن الاصوات الحرّة التي تعكس ذاتها على الثقافة والمجتمع والاخلاق .. إذ هي ازمة اخلاق بالفعل ..عندما لا ندرك حاجتنا من التغيير والتحرر من هذا الوهم والواهن الذي اصبح واقعاً لا فكاك منه سوى بالهدم والصراخ الجماعييْن حيث لا احد يدرك احد فليرحم الله الشهداء والاحبة .. وآخر الاسباب في هذه الورقة على الاقل يا أيها اليوم العزيز هي ان المرأة التي لم أعلم حتى هذه اللحظة هل هي التي هجرتني ام انا الذي هجرتها .. المرأة التي احب .. والتي تمنحني في كل لحظة كلمة وفي كل برد حديدي شعاع دفء .. باتت اماً لطفلٍ جميل لا اعلم ما أسمه ..ولا اعلم ايضا لماذا ارسلت لي صورته بأسلوبها الغامض وللمباشر دوماً .. ولكن لا ضيْر من سُهاد ونباريح وذاكرة للقصيدة القادمة ..
ولآن يا ايها الساكنون الخاوون على هذا الكوكب .. نحن نعيش في عالم يعاني من ازمة اخلاقية ..
نحن جميعاً متواطئون بشكل او بآخر في تعقيد هذه الازمة وفداحتها ..
ما العمل اذاً في زمن الابراج والابنية التي تعتقد انها صلبة الاسس ومتينة البناء ...
ماذا نفعل يا يوم الجمعة ؟ !



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات انسانية معطوبة
- على قيْدِ رفيقة
- سيرة الخراب .. وضرورة الاعتراف
- حزن وفرح ومشهور
- فليكن خراباً جميلاً
- زفرات انسانية معطوبة
- هذا الصباح لي
- حسون سجن جلبوع وبُدْرُس
- المهدُ والتمرّد ...
- ..تاريخ الماضي الجديد..
- وثيقة الوفاق الوطني ...
- هل تعرفين امي يا ام جلعاد .. ؟
- بيان سرمد المنسي ...
- الى رفيقي محمد بركة إبقَ في حيفا
- امي الفلسطينية ...
- يا قدس يا مدينتي اليتيمة
- ماذا تبقى لنا ؟؟؟
- حزب الشعب الفلسطيني التقدم وهول التحديات
- ... أبي الفلسطيني ...
- متى سوف نفرح بانفسنا؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - ازمة اخلاق ...