أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس الواغيش - كاري حنكو....














المزيد.....

كاري حنكو....


إدريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


عادة ما يقولون أن القرآن الكريم حمال أوجه ، لما يحمله من معان مختلفة أو حتى متناقضة أحيانا ، وهو تناقض تفرضه طبيعة الأشياء ، كما تبدو في ظاهرها ، كأن الله غفور رحيم / الله شديد العقاب ، الجنة / النار....، ولا يجمع فيما بينها إلا من أعطاه الله فهما عميقا وعلما عليما. لكن هناك (حمال أوجه) من نوع آخر ، يعيش بين ظهرانينا ، يقتات من لحمنا ودمنا وفتات موائد أسياده. يحمل فوق أكتافه رأسها واحدا لا تحكمه ملامح محددة أو هندسة ، لكن بأوجه وأقنعة متعددة. هل لأن العيش أصبح صعبا مما اضطر معه الكثيرون ومنهم (كاري حنكو هذا وأمثاله) لأن يحملوا وجها في الظاهر وأخرى بمقاسات مختلفة لوضعيات وحاجيات أخرى في السر أحيانا والعلن في أخرى؟. هل أصبح عليه لزاما علينا نحن أيضا أن نعيش بوجوهنا الواحدة ، ونحمل معنا أقنعة متعددة نستعملها للضرورة ، قصد الاستمرار في الحياة وإلا انقطعت عنا سبلها ، ولو اقتضى الحال كرائها من مثل هؤلاء ؟. أم نعيش بالوجه الذي خلقنا به الله وعرفنا البشر به ، نكاية فيهم إلى يوم تقوم قيامتنا أو إلى أن تسقط الأقنعة ؟؟. (كاري حنكو) أو أي (حنك) تراه يضحك في الشارع لهذا ويبكي لذاك ، وقد يشاطره الملح وقليلا من الأحزان والأسى لو تعلق الأمر بتعزية أو نكبة عابرة من نكبات الدنيا ، عينه على الحياة وأخرى على مركز توزيع النعم والثروات وأصحاب النفوذ ، يده على جيبه لا على قلبه. هذا المخلوق الغريب / الدخيل على عاداتنا وأخلاقنا وقيمنا ، مستعد للإجهاز على كل شيء جميل في مخزوننا الثقافي من عزة وكبرياء ، جراد آ دمي متنقل يلتهم القيم والخلاق وما تبقى من نبل في إنسانيتنا. يستعطف هذا ويبكي أمام ذاك ، يعرف من يقصد من أصحاب الجاه والثروات ، وكيف يستعطف غرائزهم وعواطفهم ، هم الذين لا عاطفة لهم على أحد إلا لمصالحهم. يستعمل القناع المناسب في اللحظة المناسبة ، لا يهمه إن نهره أحد أو بصق في وجهه آخر، لأن بإمكانه استبدال الوجه المترب بآخر أكثر نظارة ولمعانا وإشراقا مزيفا. إن لم تستطع أن تفاتح أحدا في طلب قرض أو حاجة فاقصده ، لا ليقرضك طبعا وإنما ليفاتح من ارتأيت فيه خيرا من عباد الله الصالحين ، مقابل عمولة أو أشياء قد لا تعرفها أنت إلا وقد فاتك الأوان. وإذا استحييت أن تفعل شيئا يخل بالقانون الخاص أو العام ، لأن ضميرك لا زال ينبض بالحياء ، فهو يدوس على كل شيء ويستطيع فعل أي شيء إلا احترام نفسه. ذقناه أكثر نضارة واحمرارا على الدوام ، مادام يستعمل شفرة الحلاقة لمرة واحدة ، ثم يرميها بعد ذلك في الزبالة كما يرمي شرفه. يبتسم طيلة الوقت للجميع ولا يعبس في وجه أحد إلا عند الاقتضاء ، كأن يغتن فرصة أو يقضي حاجة له عنده تتطلب المسكنة والدروشة أو الاستعطاف. وجهه مطلوب لكل الزبائن ، كأن يقضي ساعة بالمقهى لتمضية الوقت مع أحد الأعيان أو المرور بالشارع العام لمن يجد رفيقا أو مصاحبة في الطواف على بعض الإدارات لقضاء مصلحة. لا يتوانى عن المدح والمديح في حضور سيد من أسياده ، ممن نهبوا البلاد وسلبوا العباد ، مستغلين نفوذهم ومناصبهم ، جرموا في حق الوطن والمواطنين ، ولا يستحقون إلا السب والشتم واللعينة ، ويتعدى الأمر ذلك إلى خصومه ، ثم يبدأ بعد ذلك في خطاب مخالف تماما ، ليفتح ملفات الظاهر والمستور في غيابهم.
شعاره الدائم (لا تفوت الفرصة)، قد يعادي الصديق ويصادق العدو ، لضرورة عابرة لن تكون إلا مصلحة خاصة ، يمسي تقدميا ويصبح أصوليا متطرفا.
كل ما أخشاه هو أن يصبح كل واحد منا متسلحا بأقنعته ، حتى يكاد التمييز بعد ذلك يصبح مستحيلا بين الصادق والمنافق. أنظر إلى شبابنا وشاباتنا في شوارعنا ، فلا أكاد أميز بين الغني والفقير فيهم ، فهل أصبحنا إلى هذا الحد عبيدا للمظاهر الخادعة ؟ . هل ينطبق علينا المثل القائل : " ادهن شفايفك بالسمن ، وتعذى بالتبن..". هل نكثر من الأقنعة وندهن (شفايفنا) بالسمن البلدي حتى الإشباع ، ولو كان الغذاء تبنا ، إلى أن تسقط الأقنعة ، ويظهر كل منا عار إلا من حقيقته ؟. إذاك فقط لن ينفع قناع آخر مهما كان براقا ، ولن يكون يومها (كاري حنكو) ولا نحن معه محتاجين إلى (لحناك) أو أقنعة أخرى ، بقدر ما نكون محتاجين إلى ذاتيتنا وشخصياتنا وكفاءاتنا ، وسيكون يومها..... من لا كفاءة له لا مكان له.



#إدريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : التبع
- قصة قصيرة : التشظي
- شعر : سفر في ليل إفريقي
- النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تعقد الملتقى الوطني السنوي لتق ...
- شعر: هناك....
- شعر : لم يعد للعصافير شدو... بعد رحيلك
- الشاعر محمد بودويك... في حوار مع إدريس الواغيش (2/2)
- (ألق المدافن) مجموعة قصصية لرشيد شباري تتألق في مدينة سيدي ق ...
- الرعوية في شعر عز الدين المناصرة


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس الواغيش - كاري حنكو....