أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - ثقافتنا العربية بين عدائية التراث ومتطلبات العصر















المزيد.....

ثقافتنا العربية بين عدائية التراث ومتطلبات العصر


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 15:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول النص الديني "وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب.أنظروا لا ترتاعو. ﻷنه لا بد ان تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى ﻷنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن" متى 24:6−7

كلام منطقي وواقعي. العنف سمة العلاقات البشرية حتى قبل التاريخ المدون. عصر الإنسان الأول، عصر الصيادين ولاقطي القوت والانتقام الفردي. القرى البشرية الأولى دانت لها رقاب لكنها اضمحلت لأن قرى أخرى أقوى سيطرت عليها وشتتها وبُنيت على أثارها المادية والروحية. لكن أسباب الصراع لم تكن حتما من منطلقات عقائدية بل فقط اقتصادية وسلطوية صرفة.
التاريخ البشري لم يخل من حروب طاحنة في سبيل ضمان البقاء و اغتصاب أسباب الاستمرار ممن يحتكرها. العنف كان دوما صناعة بشرية بامتياز وقد كانت الجماعات البشرية بعد الصراع والانتصار تقدم القرابين للآلهة التي نصرتها كما تقدم القرابين ﻷرواح الموتى سواء من الأشقاء أو الأعداء للتقرب اليها او مهادنتها خشية انتقامها.
منطقة الهلال الخصيب كانت ساحة صراع متواصل بين القوى العظمى المسيطرة والتي تتداول التحكم على المدن والدول الأضعف حسب تنامي قوتها و تمكنها من العتاد العسكري الكافي.
من أكبر الحروب التي يذكرها التاريخ الحرب التي قام بها اسكندر المقدوني الذي قاد جيوشه من بلاده للسيطرة على الشرق الأوسط حتى إمبراطورية فارس حيث قام بتدمير الإمبراطورية الفارسية وقام ببناء إمبراطورية يونانية في سائر أنحاء الشرق المعروف أنذاك. مع انه لا علاقة له بالأديان الإبراهيمية إلا انه تسلل للنص المقدس وتحول إلى شخصية دينية مميزة يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
الحروب الميدية بين الإغريق والفرس و الحروب بين بيزنطة وفارس والحروب البونيقية بين روما وقرطاج وحروب روما لاستعمار العالم القديم كانت بلا شك متوحشة طمست فيها القوى العظمى هوية الشعوب التي استعمرتها وسلبتها ثرواتها لكن كما سلبتها ثرواتها المادية أخذت عنها آلهتها و رموزها الروحية : عشتار الرافيدية إكتست بحلل بديعة الالوان و الصور مع تنقلها المستمر من حضارة ﻷخرى ومن شعب ﻷخر. أخذ الرومان بدورهم آلهة الفراعنة وعبدوها كما عبدها المقدونيون في العصر البطلمي.
الأسر الفرعونية لم تشذ عن القاعدة والصراع و الحروب كانت سمة لا مناص منها في كل فترات تاريخ الأسرات الحاكمة لأسباب سياسية واقتصادية لكن لا يذكر التاريخ قيام حرب واحدة على أسس دينية رغم أن العقائد كانت تختلف باختلاف الأقاليم كرع وأمون وبتاح وحورس وأتون ومنتو وست.

أيضا، كل الحضارات الرافدية المؤثرة بعمق في النص المقدس الابراهيمي نشأتها كانت على أنقاض حضارات سابقة لها أخذت عنها قوانينها و بعضا من معالم حياتها الروحية و رموزها وتعابيرها العقائدية. فبدراسة تاريخ النظم القانونية نلاحظ أن مدونة حمورابي الذي وصف نفسه بخليل الآلهة لا سليلها كالملوك السابقين له ويُعتبر هذا الوصف خطوة هامة نحو تجريد صورة الإله، نجد أن هذه المدونة هي أولا تتويج لفكر "تشريعي" بشري. يقول أ.د. أسامة عبدالرحمن النور" مع هذه السلسلة من القوانين المبكرة، كما هو الحال مع معظم الأشياء فى بابل، نجد أنفسنا نتعامل مع نهايات الأشياء أكثر من التعامل مع بداياتها. لم يكن تشريع حمورابى هو الأقدم. يشكل تشريع حمورابى تطويراً لاحقاً للقوانين السومرية القديمة وتشريعاً لها، وهى التى أثرت تأثيراً قوياً على سن القوانين البابلية. كانت إجراءات حمورابى القانونية أكثر ترتيباً مقارنة بمجموعة الإجراءات القانونية السومرية حيث تتجلى فيها نزعة المشرع الى توحيد مجموعة القوانين ذات الصلة من حيث محتواها." وعلى عكس ما يقول المؤمنون من أن حمورابي اخذ شرائعه وصفة الخلة عن أبراهام أو إبرام العبراني فهي تتويج لخبرات بشرية بدأت مع اور نمو الذي أصدر مدونته المعروفة والأقدم إلى حد الآن المكتوبة باللغة السومرية حيث تم العمل بها في الفترة ما بين ( 2111 ـ 2103 ق. م )يعني قبل قرون من دخول إبراهيم المفترض، تاريخيا لساحة الأحداث الروحية.
ومدونة حمورابي هي تتويج لفكر روحي/ديني تناقلته الأجيال عبر ألاف السنوات كإرث مقدس تراكمي لأنه لم تكن هناك أبدا، تاريخيا قطيعة بين معتقد مدينة و أخرى أو حقبة تاريخية وأخرى.
بالرغم من ان العقائد كانت تتخالف بتخالف المدن والحضارات إلا أن مجمل "رأي الباحثين ينفي عن مدونة حمورابي صفة القانون الديني، فهي تكاد تكون خالية من الأحكام الدينية ولا تخلط بين الجزاء المدني والجزاء الديني في أكثر الحالات ." دكتور صوفي حسن أبو طالب
هذا النفي يدل على أن التعصب الديني بالمنطقة هو وليد ديانات التوحيد الإبراهيمية التي تتغنى بامتلاك الحقائق المطلقة والقطعية. هذا التعصب الديني الذي بلغ في عصرنا الراهن ، عصر التقدم التكنولوجي والعلمي على كل الأصعدة مدى مهولا وصل بنا كشعوب عربية إلى حد فقد الإنسان كل القيم الإنسانية.
مع أن في التكوين صورة الإله العبراني يهوه ليست واضحة المعالم حيث هناك عشرات الأدلة على التعدد والعبادات المحلية ﻷهل المنطقة إلا أن ملامح دين جديد بدأت تظهر في الساحة السياسية للهلال الخصيب. دين عدواني ومسيس عن جدارة. غاياته تبرر كل وسائله مهما كانت بشاعتها. دين يدعي امتلاك الحقائق المطلقة ويدعى الانتصار ﻷله لا يرضيه إلا الدم المراق والإبادات العرقية فهو "رب الجنود".
هذه العدائية التي يحويها النص الذي يدعي القداسة والتي تسربت للنصوص اللاحقة التي أخذت عنه المبادئ الأساسية جعلت من المشروع الديني السياسي الإبراهيمي تسلط وجور وجعلت من أصحابه مجرمين ضد الإنسانية. نجد في سفر التثنية "متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت إليها لتملكها وطرد شعوبا كثيرة من أمامك: الحيثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحوريين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فانك تحرمهم. لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم." هذه الوحشية التي قدمت ولعقود موقف اليهود من الكنعانيين في قصة لعن نوح لأبنه كنعان وجعله عبدا لأخوته وموقفهم من المصريين في قصة الضربات العشر والحدود الاسلامية كحد الردة والمواقف العدائية من الآخرين الذين لا ينتمون لذات الدين على انها قرار رباني سمح وشرعي فقدت مع العصر الذي نعيشه كل قداسة وأضحت صورة بشعة لأله سادي وعنصري بامتياز مصمم على مقاس نفسيات الأنبياء المؤسسين للفكرة أو الأحبار ورجال الدين الذين دونوا خلاصة التجربة الروحية حسب ما يعتمل في لا شعورهم الجمعي من قهر ونبذ وإقصاء وكبر وتعال ورغبة في السيطرة والتسلط وسعي لإثبات وجود.
يتوسع النص الدين التوراتي في الدعوات للإبادات الجماعية كقوله :
"فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل وكل ملوكها. لم يُبق شاردا، بل حرم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل. يشوع 10: 40"
"هكذا تفعلون بهم: تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار. تثنية 7: 1-5
(انجيل لوقا)(Lk-19-27)
(اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي
الحياة الفكرية والسياسية المعاصرة شذبت عدوانية اليهودية التي ارتدت اقنعة وتوارت خجلا امام العلمانية لكن ماهو تأثيرها على عدوانية الاسلام؟؟
حافظ الاسلام على فطرته العدائية والادلة أكثر من ان تحصى يتصدرها الابادات الفعلية جسديا او طمس حضارة الاقليات في مجتمعاتنا العربية. سور ك:
سورة محمد آية "4
" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم"
محمد : "35فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ."
المائدة 33.
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ) [ النساء : 144 ] وقال [ تعالى ] ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ إن الله لا يهدي القوم الظالمين ] ) [ المائدة : 51 ] .
قال نبي الاسلام- :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .
أخرجه أبو داود في سننه (2/10 2) والروياني في مسنده (ج 25/134/2) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه ، ورجاله ثقات كلهم غير أبي عبد السلام هذا فهو مجهول ، لكنه لم يتفرد به بل توبع -كما يأتي- فالحديث صحيح .
هذا غيض من فيض من النصوص التي تنفي الحياة وتمجد الموت وتبيح القتل وتمنحه قداسة. فإن كانت قد وجدت مساحة للتطبيق في عصر البدو والهمجية هل يمكن إسقاطها على واقعنا المعاصر وتطبيقها بل الأمل في بناء دولة على أسس دينية إسلامية يطبق فيها القرآن والحديث بكل وحشيتهما وعنفهما اللامحدود؟؟؟
هذا الميراث الدموي جعل ثقافتنا العربية تراجعية نظرا لتقديسنا وتمسكنا بشرائع تجاوزت الأطر الجيوتاريخية التي نشأت فيها في كل جزئيات حياتنا .حتى أنه أضحى مخزونا لاوعيا يجرم الانفتاح على الأخر وبالتالي يتولد الإحباط لدى كل من يشعر بالميل الإنساني لاحترام المختلفين عقائديا كونه قد فكر بعمل إجرامي يحاسبه عليه الإله و من ذلك الاتهام بالتطبيع مع الكفار في عقليتنا العربية الإسلامية
الدول العلمانية التي تخلصت من سطوة الأديان و عدوانيتها تمكنت من القفز إلى مستويات أخرى للوعي الجمعي و احترام الفرد و إنسانية الإنسان لكننا كعرب لازلنا نراوح مكاننا. نجتر هزائم الماضي و نبكي حاضراً مسلوباً و مستقبلاً لن ننعم فيه بالهدوء والسلام مع موجات توريث الحكم و الاستبداد بمسمى طاعة أولي الأمر والجرائم ضد كرامة الإنسان وإنسانيته التي يقوم بها إرهابيون ضد إخوانهم من أبناء الوطن من المسيحيين و الأقليات المهشمة والمغيبة سياسيا وفكريا لأنهم آخر، كافر أباح النص الديني دمه وعرضه. وما حدث من تفجيرات في العراق بين الأشقاء الأعداء أو ما حدث من قتل وتهجير في حق المسيحيين واليهود السكان الأصليون للبلاد وما حدث ليلة راس السنة الجديدة بالإسكندرية بمصر عار على جبيننا لا سبيل إلى محوه بالإضافة إلى محاكمة المثقفين من طرف معممين جَهَلة لم يطَّلعوا يوماً بحياتهم على أكثر من بضع كتب صفراء اهترأت أوراقها مقارنة بالكشوفات العلمية و التكنولوجية الراهنة و التي لازالت تتقدم بخطىً حثيثة ، نحن كعرب أبعد ما يكون على مواكبتها و مسايرتها وحلم بناء الدولة الدينية الذي يغذيه الوهابيون الجدد ومن يدعمهم في حكومات الدول العربية كل هذه العوامل جعلتنا كشعوب عربية نعيش فصاما حادا بين ما نحتفظ به في أعماق ثقافتنا و عاداتنا من عدائية وتقييم سلبي للآخر وحلم في بناء دولة العدالة والمساواة.
الفرد الذي تُظهِر ملحمة جلجامش قيمته و تميزه بفصله عن فكرة المجموعة و النظر إليه كوحدة أو نواة لا يمتلك أية خصوصية لا فكرية و لا روحية في مجتمعاتنا العربية في القرن الواحد و العشرين . ننطر اليه كجزء من القطيع و نعامله كجزء من القطيع . القطيع الذي يُقاد دون أية قدرة او أي حق في تقرير المصير و الاختيار الحر. الانسان العربي أضحى في المنظومة الفكرية التراجعية الجديدة التي تسير حياتنا و تحكمنا إما جزء من كل لا حياة له خارج القطيع أو الآخر الملعون والمنفي خارج حدود العشيرة ونواميسها المقدسة. الآخر المختلف عن الأنا. هذه الأنا الجمعية التي تعتبر نفسها مركز الكون في مقابل دونية الطرف المقابل .
الدعوات للاعتذار على جرائم الماضي كالتي قام بها امثال الد. عودة مهاوش الدعجة للبابا بنيدكت للاعتذار عن الحروب الصليبية كبادرة حسن نية هي هراء لا معنى له و ان اتخذ اطار المصالحة بين الاديان و التقريب بين الشعوب لان الاخطاء والجرائم قام بها الكل على امتداد التاريخ كل حسب تنامي سلطته السياسية و سيطرته على الرقاب. لكن الفضيع هو جرائم الحاضر. بدل اجترار الماضي و البحث في من عليه ان يعتذر و ان يصلح أخطاء الاجيال السابقة علينا النظر الى الامام و ذلك بترك حلم بناء الدولة الدينية الى الابد لانها لم تُبنى يوماً حتى في ما يسمى بالعصر الذهبي للمسلمين على اسس دينية بل اقتصادية و سياسية مصلحية صرفة ، و التوجه الى بناء المحتمع على أساس قيم التسامح والاعتدال وضرورة احترام الاخر وضمان حرية العقيدة للجميع دون التعرض للثوابت الانسانية و ازاحة جميع التأويلات المشرعنة لاضطهاد الاخر او تدميره داخل الدين نفسه كما حدث مع فتاوى بن عثيمين و غيره من الاصوليين المرضى الساديين الذين يجدون ايما متعة في قتل و تعذيب الأبرياء بدعوى مخالفة النصوص . فهذه النصوص التي تتدعي القداسة هي بالحقيقة نصوص إنشائية تحتمل الف تفسير و تفسير و يحتج انصارها بدعوى انه يلزمها كهنوت مختص لشرح ما تحويه من رمز ثم يختلف هذا الكهنوت على المعنى و ينقسم الاشقاء على انفسهم و يتحولون الى اعداء يُبيح احدهم دم الاخر بدعوى القدرة الخاصة جدا للرجوع الى الحق و التمسك بالعقيدة و امتلاك روح الجهاد الحقة في النفس و الدعم الالهي المقدس
يكفينا حروبا عقائدية لأن العقيدة و الثقة المطلقة في أن النص المقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تملئ الجماعة بروح التضحية باسم إعلاء شأن الدين فيكون الضحايا ابرياء وتكون القطيعة أكبر لان الحياة تضحى بدون معنى وتاريخنا المعاصر مشحون بأمثال هذه المجازر التي قتلت الاخضر و اليابس بأسم الله. علينا أن نتجاوز مرحلة تجريم الاخر باسم العقيدة لأن عدم اعتراف المسيحية بالاسلام هو امر طبيعي مماثل لعدم اعتراف اليهودية بالمسيحية و أنكار الاسلام لسلامة النصوص القديمة من التحريف ايضا امر طبيعي من منطلق ان التجديد مرفوض في صلب العقيدة الدينية و ان المصلح الديني او السياسي الذي استغل النص القديم لبناء مجده يجد نفسه مضطرا لصنع قطيعة مع ما سبقة لاضفاء الشرعية على فكره باعتباره تجديداً و باعتباره يمتلك الحقائق الكاملة على عكس الاخر المتخلف فكريا و تشريعيا. من هنا يتأتى استغلال الدين لاغراض سياسية فيتحول المنظر المؤسس الى قائد عسكري يفرض تربية دينية صارمة و قواعد تفرض على الكل مما جعل الاطفال في عصرنا يسمعون عكس ما يقرؤون مما رسخ ثقافة التوتر فينا والانقسام و العنف في مجتمعاتنا السليبة الروح و الشخصية..



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن أوهام القداسة : المسيحية. المبحث 5 الجزء 1
- أباء مقدسون أم بحث عن أصالة (المبحث4 )
- العشيرة المُصطفاة و وهم القداسة : المبحث 3
- المبحث 2 : الله: خالق قدسي او مخلوق ميكافيلي
- حضارات الديانات الابراهيمية بين العقيدة و السياسة (جزء1)
- دين الإنسان البدائي و سيوف التوحيد الإبراهيمي
- أحلام رهن الاعتقال/ خيبة الاله
- أحلام رهن الاعتقال : هكذا رأيت الإله
- القطيع العربي : كرة القدم نموذجا
- أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق
- القطيع العربي و ثور الدالية
- أحلام رهن الأعتقال / الإله يتعثّر بجلبابه
- شفير الهاوية [الجزء 3 و الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 3 الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 2]
- شفير الهاوية [الجزء 1 ]
- ضحايا [ الجزء 6 ] 
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 3]
- ضحايا [ الجزء 5]
- ضحايا [ الجزء 4 ]


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - ثقافتنا العربية بين عدائية التراث ومتطلبات العصر