|
كتاب مازن لطيف - مثقفون عراقيون - بحث أصيل في واقع الثقافة العراقية المعاصرة
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 12:55
المحور:
الادب والفن
في بغداد ، صدر مؤخرا ، عن دار " ميزوبوتاميا " كتاب "مثقفون عراقيون" ، للكاتب والاعلامي مازن لطيف، بغلاف من تصميم الدكتور مصدق حبيب ، وبثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط . للكتاب عنوان داخلي ثان هو " حوارات نخبوية " ، يعبر عن مادة الكتاب التي كانت عبارة عن حوارات صحفية أجراها ونشرها الكاتب في مختلف الصحف والمجلات العراقية ، ولكنه قام بجمعها في كتاب واحد قام بتبويبه الى ستة فصول ، حوى كل فصل من خمسة الى ستة اسماء من المثقفين العراقيين ، عدا الفصل الاخير حوى اسمين فقط ، ومجموع الاسماء الواردة في الكتاب هي ثلاثون اسما ، تغطي مختلف الاختصاصات في الساحة الثقافية، وتضم جمهرة من الاسماء اللامعة التي سطع اسمها في سماء الثقافة العراقية ، وساهمت في رسم افاق حية وعميقة للثقافة العراقية ، منهم سعدي يوسف، فائق بطي ، رشيد الخيون ، ناهدة الرماح، محمود سعيد ، سلام عبود ، أمل بوتر ، عبد الكريم هداد ، عقيل الناصري،عبد الخالق حسين،عزيز الحاج،كمال مظهر،وديع شامخ، محيي الاشيقر، زهير الدجيلي، الشهيد كامل شياع واخرون . عناوين الفصول الستة كانت : " باحثون " ـ خمسة اسماء ـ ، "قصاصون وروائيون " ـ ستة اسماء ـ ، " شعراء " ـ ستة اسماء ـ ، "فنانون" ـ ستة أسماء ـ ، " كتاب وسياسيون " ـ خمسة اسماء ـ والفصل الاخير " مؤرخون " ـ أسمان ـ . من استعراض عناوين الفصول يمكن لنا ان نحدد اهمية المهمة التي اخذها على عاتقه الكاتب مازن لطيف للتوثيق لاراء نخبة بارزة من مثقفي العراق وتسجيل ارائهم ووجهات نظرهم ، ليس في الحياة الثقافية وعالم الأبداع ومفاهيمه ونشاطهم ، بل وفي التطورات الجارية في حركة المجتمع العراقي، خصوصا وان اللقاءات في مجملها اجريت من بعد سقوط النظام الصدامي الديكتاتوري ، ويشير الكاتب في المقدمة المهمة ، التي عكس فيها اراءه بوضوح بأهمية الحوار مع المثقفين ، الى ان (الحوار جهد بشري ابداعي ، وبالتالي فهو حلقة من حلقات المعرفة المتكاملة ، بمعنى انه "ينتظر الاكتمال " والكمال ، ومن ثم فهو جزء مما يمكن دعوته بتأثيث المشهد الكلي للحياة بتناغم العقول عبر اثارة الاختلاف والاتفاق ، والغاية واحدة الا وهي معرفة االحقيقية او الوصول الى مظهر من مظاهرها ) ، وبهذا فأن الكتاب لا يدخل في اطار التوثيق فقط لاراء وافكار المتحدثين ، بل في مجمله يأتي بحثا اصيلا ومهما في واقع الثقافة العراقية المعاصرة ، ويعرف بمفاهيم ومعلومات ذات قيمة تأريخية ومعرفية ، من خلال الاجوبة الدقيقة التي قدمها المثقفون العراقيون الذين تلقوا الاسئلة ، واذا أسلمنا بالقاعدة التي تقول بأن السؤال الضعيف يقود الى جواب اضعف ، فأن الاسئلة الذكية والحيوية والشاملة واللماحة ، التي عكست لنا شخصية الكاتب والإعلامي مازن لطيف محاورا بارعا ، ومثقفا متمرسا في مهمته ومهنته ، وعارفا بتأريخ ونشاط محدثه ، استفزت المتحدثين ، فقادتنا الى التعرف الى اجوبة عميقة في دلالاتها ساهمت في تسليط الضوء على الحقائق سواء في عالم الثقافة وهمومها ، وفي مفاهيمها وافاقها ، وتكشف لنا ما حدده الكاتب في مقدمة الكتاب عند حديثه من ان قدرة المثقف في " تحمل مسؤولياته لا يحددها شئ غير قدرته على النفاذ في الحياة العراقية والمساهمة الجادة في صنع الحياة الحرية "، فالمثقف الحقيقي هنا ليس متفرجا فقط ، ولا مجرد منتج لقيمة جمالية ، بل هو عامل مهم في خلق التغيير الانساني والديمقراطي ، وهذا ما يريد ان يقوله لنا مازن لطيف من خلال مادة كتابه الدسمة . امامنا كتاب لا غنى للقاريء المتابع عن اقتناءه وقراءته للتعرف من خلال صفحاته لا على ما يفكر به مثقفينا العراقيين ، سواء كانوا داخل او خارج الوطن ، بل والاطلاع على هموم الثقافة العراقية الحالية التي سعى الكاتب الى كشفها من خلال اسئلته الذكية ، ومعرفة حجم الخراب الثقافي الذي تركته سياسات النظام الديكتاتوري العفلقي المقبور ، وما اضافة له سياسات الاحتلال وحكومات المحاصصة الطائفية في ظل العنف والاكراه الذي يتلبس لبوس الدين ، وتلمس المهمات الجادة والكبيرة التي تتنظر المثقف العراقي للمساهمة في بناء عراقي ديمقراطي . ومما تجدر الاشارة اليه ، ان الكاتب والاعلامي مازن لطيف ، من المثقفين العراقيين المثابرين ، العاملين والجادين في الساحة الثقافية والإعلامية العراقية ، ومن الذين عرفوا بنشاطهم الثقافي المعارض في ايام النظام الديكاتوري المقبور ، ومن الفاعلين في نشاطات ما عرف باسم " ثقافة الاستنساخ " ، حيث كان من المساهمين في استنساخ وتوزيع الكتب الممنوعة من قبل اجهزة النظام المقبور الامنية ، وهو من مواليد بغداد 1973 ، وناشط في العديد من المنظمات الثقافية وعضو تحرير في مواقع الكترونية فاعلة ، ظهرت كتاباته الصحفية في اغلب الصحف العراقية ، واعد لفترة برامج ثقافية تلفزيونية ، وصدر له "المثقف التابع" 2009 ، "علي الوردي والمشروع العراقي " 2009 بالاشتراك مع الدكتور علي ثويني ، "العراق وحوار البدائل" 2009 حوار فكري مع الدكتور ميثم الجنابي ، وله كتب قيد الاعداد والانجاز .
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على دار الأوبرا الفنلندية في هلسنكي نساء عراقيات في أوبرا عا
...
-
معرض فني عراقي في فنلندا
-
حوار مع الفنان العالمي الشاب خالد
-
لقاء مع حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
...
-
الفنان العراقي ستار الفرطوسي في هلسنكي يرسم لوحاته امام زوار
...
-
الشخصية العراقية في الدراما الامريكية ... المسلسل التلفزيوني
...
-
الشخصية العراقية في الدراما الامريكية ... مسلسل الضياع نموذج
...
-
في فنلندا ... خدمات الانترنيت جزءا من خدمات البنية التحتية ا
...
-
المناضل صبحي جواد البلداوي احد ركاب قطار الموت : كانوا يريدو
...
-
طائرات فنلندية مستأجرة لابعاد عراقيين من أوربا
-
في فنلندا إختيار رئيس وزراء جديد بسبب تهم الفساد
-
أيها المهاجرون في فنلندا : أحذروا الفتنة !
-
سينما الخيال العلمي والأسئلة الأخلاقية المعاصرة!
-
لماذا هذا الاصرار في الابتعاد عن الوطن والمكوث في المنفى ؟
-
مؤتمر الحزب الشيوعي الفنلندي : الرأسمالية سبب البؤس والعنف ف
...
-
هلسنكي : بوابة الشتاء وسحر الليالي البيضاء !
-
حوار مع تاج السر عثمان بابو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي
...
-
دعوة لمناقشة أسئلة مشروعة !
-
الفنلندية صوفي اوكسانين تنال جائزة الادب لعام 2010 في دول ال
...
-
بعض المثقفين ولغة - نحباني للّو - !
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|