أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمدرس المشعوذ، وأجمل قصيدة غزل.














المزيد.....

يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمدرس المشعوذ، وأجمل قصيدة غزل.


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


يوميات العراق والمنفى -3 –

عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمدرس المشعوذ، وأجمل قصيدة غزل.

تدهورت أوضاع صديقي الشاعر – علي الشباني – تدهورا دراماتيكيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. أصابته الكآبة وشلت كيانه حال خسارته لأخر علاقة من علاقاته النسائية. امرأة أرملة يبدأ أسمها بحرف النون قلبت كيانه رأسا على عقب. امرأة كتب عنها أعمق قصائده الغزلية الأخيرة المكتوبة منتصف تسعينيات القرن العشرين التي سأذيل حكايتي بواحدة منها. امرأة هجرته وهو يدلف عتبة الستين، فجعلته يتأرجح على حافة الجنون، ولم يزل. أشعر بالأسف لأنني فوت فرصة اللقاء بها. ففي زيارتي الأولى للعراق شباط 2004 وجدته متوهجا، متقدا يعتقد بأن سقوط الدكتاتور بالاحتلال سيغير المجتمع العراقي ويحضّره، في وهم يشبه وهم علاقته بالنساء. وقتها انتحى بيّ جانبا في شقة تشرف على نهر المدينة قائلا:
- نون تريد أتشوفك!.
اعتذرت لضيق الوقت.
لا الاحتلال بنى مجتمع عراقي حضاري كان – علي - متحمسا يركض ليل نهار باعتباره رئيس إتحاد أدباء الديوانية، ولا عشيقته الأخيرة الأرملة، التي تركته حالما أنهد جسده وفرغ جيبه. ظل يتصل بيّ إلى الدنمرك يلح كي أعود لأنقذه من هول ما أصابه. زرت الديوانية في الشهر الأول من عام 2009 فوجدته متماسكا، وفي ساحة دائرته المقابلة كراج الديوانية الموحد حدثني طويلا وبحماس عن حماقتنا ونحن نؤمن بالماركسية ونكران وجود الخالق، وسرد لي قصة نجاته الخارقة على يد مدرس أمتهن السحر والعلاج بالقرآن، مفصلا مشهد الجلسة السحرية تلك، كيف قرأ آيات على قدر ماء مغطى بمنشفة، فظهرت في قعر القدر عظام ميت. قال لي ونحن نجوب أرجاء الساحة:
- ومن يومها.. سلام.. صرت أشوف السماء والنجوم والحياة والبشر بشكل آخر. فيه روح ذاك الإيمان اللي فقدناه بقراءتنا لكتب الماركسية والوجودية الملحدة!.
كان يتكلم مشرق القسمات وبيقين عن قدرة منقذه الساحر. لم أكن ملحدا ولا مؤمنا بل أعيش قلقا وجوديا منذ بواكير وعيي. رحت أستمع بحياد، متأملا هذا الانقلاب رأسا على عقب. كان يشعر من انفعالاتي بعدم قناعتي بما يقوله، فيتوقف شاخصا نحوي بعينين مفتوحتين قبل أن يقول:
- ما تصدگ!. لكن لو عشت تجربتي چان صدگت.
وأنتقل ليقص قدرات ذلك المشعوذ ومآثره العجيبة، كيف حلّ عقدة بنت عانس في الثلاثين معيدا لها البهجة وما لبثت أن تزوجت. كان وقتها يحاول أقناع – نون – بالعودة والعيش المشترك فعلاقتهما تشبه الزواج العرفي، ولكنها رفضت وترفض بشدة فكرة عودتها. كان يفضي لي أشواقه، ويستعيد بصوت مسموع لياليها في فنادق المدن المحيطة بالديوانية واصفا طولها وشعرها وعينيها ونومها، كيف كان يظل ساهرا يتأمل غفوتها حتى الصباح:
- سلام أصابع طفلة من ذهب، وخصر مكسور تذوب أصابعي على حريره، سلام والله راح أنجن. ليش عافتني.. ليش؟!.
لم أكن أريد مصارحته بما جمعته من المدينة وعائلته من تفاصيل صغيرة تتعلق به، فهي كبرت وشبعت جنسا ومالا، فتحت مشاريع بالمبالغ التي كانت تحصل عليها منه، بنت مشتملا فخما في حديقة بيتها الكبيرة، كانت تؤمله بأنه مكان شيخوختهما المشتركة هذا الهمس لا ادري مدى صحته، لكنه جائز!.
الطبيب النفسي الذي كان علي يراجعه منذ صدها أخبره؛ أن الأرامل وهن يقتربن من الخمسين، اللواتي لديهن أولاد وبنات، مثل – نون – تخفت الغريزة وتتوجه المشاعر نحو الأولاد ( أخبرني أن بنتها وابنها دخلوا الجامعة ) والعبادة عكس الرجل الشرقي. للقصة بقية، لكن هذه العلاقة رغم نهايتها المأساوية جعلته يكتب قصيدة من أجمل قصائد العامية العراقية التي ستظهر في ديوانه الجديد – هذا التراب المر....حبيبي – سأسرد قصة الديوان لاحقا. دعونا نستمتع بالقصيدة:

طبع الذهب
علي الشباني


مِنْ أوَّل لَيل
طبعَك ينطبع بالذَهَب
وأفركْ بالأيام
تندلَّك بطاري المُطْر
والهَيل.. والهَم... والعَتَب
وشِفت المُطَر بعيونك الوسعه...
مُطَر
وأيامنا الـﮕمره.. ذَهَب
أنتَ من أوَّل مطر نزليت
طَشَّيت بيَّ الهوَه...
طَشَّاني... وألتَمَّيت
يوميه روحي أِتبعثَر بالهوه.. وتِلتَم
وأنتَ يا لملوم...
دلاَّني علَيكْ الطول...
والضِحكه الزغيَره
وﮔمرة الدَم
وأنتَ دليني عليك إشوي،...
مو فايض بروحي الهَم
خل ماي المحبه يسيل...
من طارف الـﮕذله، ويلسَع الدَم
خلَّك حرز فوﮒ الروح
تَمِّن بيك روحي، وكل حزنهه يروح
بَس خلَّك حرز للروح
يوميِّه اتلوَّع بيك روحي، وتحِزَن.. وتفرَح
وتشوفك فرح مضموم... وليمته حبيبي الضَمْ
يمته تفيض يا شَط الفرح، وتهزهز الدَم
وأشِمَّك زين من ريحة الـﮕذله...
لأَخِرْ الشَم
حبيبي كون أشِمَّك شَم
مِنْ ﮔمرة جبينَكْ، وأهبط إردود
وطولك ما تحدَّه... احدود
وحنين الروح ما ينـﮕاش... وأحنه (اثنين)
لا واحد لـﮕـه روحه وصفه واحد
أخذ مِنَّه الدهر حيفه...
ولوه أيامه التَعَب
وتالي من يفرك الليل، يجدح بدمه الذهب
هوه هذا هَم حبيب
هذا من طبع الذهب
كل ما تمطر الأيام... بالهَم... والحزن... والتَعَب
يلهب بين أصابيعي شعر
ويصعد بطولي لهب
وهذا طبعك يالذهب.

1996
الديوانية



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات العراق والمنفى 2- ميم – الداعر واللذة والحرب والتوبة ...
- يوميات العراق - الموت والصدفة والضجيج -
- الصحفيون، والمثقفون والكتاب والفنانون قاطعوا صحافة الأحزاب ا ...
- أخوض بلا
- عن رواية - الحياة لحظة - لسلام إبراهيم _ حوار خالد بيومي – ا ...
- موواويل ودراميات وأبوذيات للشاعر علي الشباني
- حب، خاطر مكسور، وذرة ضائعة
- رسائل حب
- لا معنى للتفاصيل والغمر
- ماذا والجنة
- شاعر عراقي شاب متمرد أسمه – مالك عبدون –
- مع الأكراد والقردة فوق الجبل..!!
- الحياة...لحظة - د.سعود هلال الحربي
- الرواية العراقية المعاصرة والتاريخ
- سلام إبراهيم عن‮ -‬الإرسي‮- ‬والعسكر ...
- الواقع حق والايديولوجيا باطل
- الروائي العراقي سلام إبراهيم: سوف أبقى أنهل من سيرتي الذاتية ...
- الحياة لحظة* رواية سلام إبراهيم.. الرواية الوثيقة..
- بنية الدائرة المغلقة: قراءة في رواية - الحياة.. لحظة - لسلام ...
- حوار مع الروائي العراقي سلام إبراهيم - الشيوعي ليس من معدن خ ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - يوميات العراق والمنفى -3 – عشيقة علي الشباني، والكآبة، والمدرس المشعوذ، وأجمل قصيدة غزل.