أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - نحن والزمن ،ساكنان لا يلتقيان .















المزيد.....

نحن والزمن ،ساكنان لا يلتقيان .


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 17:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعل الاحتفال بتوديع سنة واستقبال أخرى أحسن فرصة للتذكير بأهمية الوقت في حياة الإنسان .
عندما نودع سنة من هذا الزمن اللامتناهي ،فإننا في الحقيقة نودع سنة من عمرنا الافتراضي في حياة قصيرة وآيلة للفناء والتلاشي ....على الأقل بمقاييس الحياة الدنيوية التي ندعي معرفتها .
فالزمن ،الذي هو مكون أساسي من مكونات الحياة ،مثل المكان ، وثوابت أخرى ...هو لا متناهي ولا محدود ...يبدو غير ذي نهاية حسب إدراكنا البشري المتواضع ولا زالت بداياته موضوع افتراضات لم تحسم بعد.
أما عمر الإنسان /الفرد فإنه بالغ الضآلة أمام سلطة وقت لا نملك عليه أية سلطة حقيقية ، فالموت يتربص بنا هنا والآن ،لينهي "زمننا "الدنيوي بغير إرادة منا ولا نملك لذلك أية حيلة ،إلا انتظار دورنا لنصبح في خبر كان،وجزءا من ماضي ،وحدهم المتفوقون ، يتمكنون من ترك بصماتهم على صخوره الشامخة . هذا إذا لم يتنكر لهم تاريخ قد تتحكم فيه آليات تتجاوز مهارات التميز والتفوق والاختلاف .....
فكم من الموهوبين و خصوصا الموهوبات والعظماء والعظيمات تجاهلهم التاريخ أو تم السطو على منجزاتهم بدون رحمة ليرموا بهم في سوق الاندثار والتلاشي رغما عن مجهوداتهم المميزة تجاه البشرية وهذا موضوع آخر .
...من هنا تبدو القيمة القصوى للوقت في حياة الإنسان .......وبالتالي ضرورة تدبيره بشكل محكم
حرصا على عدم هدره فيما لا ينفع .
يقول المثل "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك "
لكن ،كم منا ،يهتم بهذه المقولة ويعيرها الاهتمام اللازم .
كم منا ينتبه إلى أن الوقت ،لا يقل أهمية عن الرصيد المالي في البنك ، فحسن استثماره يؤدي إلى رفع
المنتجات وتضخيمها وبالتالي تحقيق الأهداف الحياتية بسرعة أكبر وعبرها تحقيق الرفاه والسعادة الفردية منها والجماعية .
للأسف الكبير ، تبدو علاقتنا نحن العرب مع الوقت علاقة غير عقلانية .
نادر منا من يخطط لتدبير رصيده الزمني ،ويصرفه بطريقة رشيدة ....
والمشكل الأكبر فإن تلك الأغلبية ،التي تستهتر بالوقت ،ولا تعيره اهتماما ،تؤثر على السيرورة التفاعلية العامة ،علما بأن الحياة الاجتماعية هي مجموعة تفاعلات .... فإذا تمت هذه التفاعلات
بطريقة مضبوطة ، فإن السيرورة تتم بسلاسة ...وتكون النتيجة تحقيق الأهداف بشكل عام ،
لكن عندما يتم الإخلال بعدد كبير من المهام داخل سلسلة المهام الاجتماعية المترابطة يؤثر ذلك على المسار العام ويحدث الخلل في الأداء.
لنتصور أنفسنا داخل وحدة إنتاجية ،كل منا يقوم بمهمة ما ، من المؤكد بأن طبيعة الأداء تؤثر على الباقي وبالتالي على جودة الأداء ثم المنتوج .
الحياة الاجتماعية لا تختلف كثيرا عن هذا النمط ، لا شك اننا وحدات مترابطة في تفاعلاتها .
مادامت الحياة الاجتماعية مبنية على تبادل الخدمات او التعاون . فلا احد منا بإمكانه القيام بكل ما يحتاجه لنفسه بنفسه ،ولو في ابسط الأمور.
تخيل أن ربة البيت تريد ان تطهو الطعام ،وقنينة الغاز منتهية وعندما تريد شراءها ،تجد انها غير موجودة في الدكان لأن الشركة المنتجة معطلة وبها إضراب او عطل ما ...النتيجة ان عددا من الأسر ستتاثر بهكذا حادث.، ومن ثم فكل عضو يؤثر على الباقي ...
تخيل انك ذهبت لأداء فواتير الكهرباء فوجدت النظام المعلوماتي معطلا ولم تتمكن من الأداء في الوقت الذي حددته لنفسك فتضطر للرجوع ثانية وهذا شأن المئات من الزبناء الذين قد يفرض عليهم تادية ثمن عطب لا علاقة لهم به من وقتهم الشخصي .
تخيل ايضا ان لك غرض إداري ما يبعد عن بيتك ، وسافرت للقيام به لكنك لم تجد الشخص الذي سيوقع وثيقتك لأنه "مسافر" أو في اجتماع" او .... فتضطر للمكوث اياما معطلا برنامجك العادي او الرجوع والسفر مرة اخرى ..المهم هناك ارتباك فرض عليك سببه الخلل البنيوي في إدارات بلدك .ولا ذنب لك فيه لكنك ستؤدي ضريبته أنت والمئات من المواطنين المغلوبين عن امرهم مثلك .
قد يحاول الواحد منا ان يكون إنسانا منظما ويرتب حياته بشكل دقيق لكن تفاعلاته مع الآخرين تحدث له بلبلة ما .
تعاملك مع ناس لا يحترمون الوقت سوف تعطل اداء برنامجك ،
تعاملك مع من لا يفي بوعوده ،سوف تحدث لك خلالا في سير امورك .
استقبال ضيوف جاءوا بدون سابق إعلام ،ستربك برنامجك اليومي . أداؤك لمهمة مرتبطة بمهمة اخرى يقوم بها غيرك سوف تتأثر بطبيعة أداء الشخص الآخر والعكس صحيح .اشتغالك مع ناس قد يغشون في ادائهم المهني سوف يؤثر على سمعتك حتى وإن كنت جديا ومخلصا ....وهكذا دواليك.
من منا لا يتعرض لهكذا امور يوميا ،فتؤثرعلى كيفية تدبيره للوقت ؟ وبالتالي على مردوديته و مزاجه ونقوده وصحته وهلم جرا...
يبدو أننا نحن والوقت عدوان ......وفي أحسن الأحوال خصمان . ولربما كان السبب العميق لذلك اننا نعيش ثقافيا في زمن خارج زمننا ، حيث الأموات يدبرون شؤون الأحياء في أدق تفاصيل حياتهم البسيطة منها والمعقدة.
لم نتعلم احترام الوقت ، فقط لأننا خارجه ولا ندخله ضمن تراتبية اولوياتنا ....نعتقد اننا نهدره فبات الوقت يهدرنا هدرا .....
الا نقول نحن نقتل الوقت ، كتعبير مجازي عن أشكال عبثية لتمضية الوقت تقوم بها شرائح واسعة منا .
تبدو لي حياتنا مثل عربة يحاول سائقها أن يقودها للأمام لكن عجلاتها مشدودة للخلف ومحكوم عليه
الرجوع للوراء مسافات طويلة ....ولأن السياقة للخلف غير مريحة فإنها نادرا ما تتم بدون حوادث .
لذلك نحن نعيش داخل دوامة من الحوادث الكبيرة منها والصغيرة بدون وعي منا .
نحن والزمن ساكنان لا يلتقيان .
علاقتنا مع الزمن دائما مشدودة للخلف ،نحن نتأخر في مواعيدنا الشخصية والعامة ،نتأخر في إنجازاتنا الإدارية والاقتصادية و السياسية ....وو
ربما لأن بنياتنا العقلية ذات هندسة اركيولوجية ...
ولن تتحسن علاقتنا مع الزمن إذا لم نعد ترتيب علاقتنا معه هنا والآن ووفق المعايير الكونية الحداثية
و الآنية .
عائشة التاج .الرباط ‏01‏-01‏-2011



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات حاسمة في حياة إبراهام السرفاتي وعمران المالح .العشق ال ...
- رحيل أهرام من المفكرين العرب : فجيعة، رهبة ، وتأمل.
- هل يأفل نجم المفكرين من نوع نصر حامد أبو زيد ؟
- جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ
- الكتابة فعل وجودي بامتياز
- تأملات في المرأة الحب والمساواة . بمناسبة عيد المراة لسنة 20 ...
- فحوصات طبية لفائدة موظفي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة وا ...
- عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري
- منظمة الصحة العالمية تحت نير مساءلة البرلمان الأوروبي
- خطر التشبيك العرقي داخل مؤسسات الدولة ، آل الفاسي الفهري نمو ...
- الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية
- صرح إعلامي مميز
- القيم ما بين الأصالة والمعاصرة
- هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - نحن والزمن ،ساكنان لا يلتقيان .