أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسمة موسى - وداعا استاذ امين بطاح














المزيد.....

وداعا استاذ امين بطاح


باسمة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الرابعة والثمانون عاما فى نهاية العام الماضى 30 ديسمبر عام 2010 الاستاذ امين بطاح الفارس النبيل ابن النيل عاشق تراب مصر والمدافع الجسور عن حقوق الانسان وحرية العقيدة وحقوق البهائيين والذى لقبته الصحافة المصرية بعميد البهائيين . ولد امين أبو الفتوح محمد بطاح عام 1926 لأب وجد بهائيين فهوسـلـيـل أسـرة عـريـقـة من الـرعـيـل الأول للـبـهـائـييـن الـمـصـرييـن ، كان عضوا سابقا للمحفل الروحانى المركزى للبهائيين بمصر قبل اغلاقه عام 1960. وكان فارسا لامر حضرة بهاء الله . عمل بوزارة الشئون الاجتماعية المصرية منذ ريعان شبابه وتقلد العديد من المناصب واستأمنته الوزارة بمنصب مدير الصناديق الخاصة لانها كانت تعلم جيدا عفة نفسه ومحافظته على الاموال العامة الى ان خرج على المعاش برتبة وكيل وزارة .
وعاصر عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبل إلغاء المحافل البهائية، ووزع بنفسه الدعوات للاحتفال بالعيد المئوى لدعوة حضرة "بهاء الله" عام 1953، الى رجال الدولة ورجال الصحافة والاعلام , و تلقوا فيها التهانى من مجلس قيادة الثورة ولجنة إعداد الدستور. وحضرت الصحافة المصرية والعالمية لتغطية الاحتفال الضخم الذى اقامه المحفل المركزى البهائى والذى يعتبر هيئة اجتماعية ثقافية، يتم انتخابها سنويا لرعاية شئون البهائيين بمصر ويوجد مثله فى كل دول العالم، وكانت تقام فيه مراسم الزواج والطلاق واحتفالات الأعياد، وكان ينظم شئون البهائيين من خلال الاتصال المباشر مع اجهزة الدولة.
كان للاستاذ امين العديد من الحوارات الصحفية والتلفزيونية والاذاعية عن حق المواطنة وعدم التمييز بين المصريين وحرية العقيدة وحقوق الانسان والتعايش المشترك بين الاديان ووحدة العالم ووحدة الجنس البشرى. كان عضوا معروفا فى الصالونات الادبية والمراكز الحقوقية وعـضـوا هـاما في كل مـؤتـمـرات حـقـوق الإنـسـان يناقش بالمنطق فقد كان بارعا فى الخطابة, وارسل العديد من الرسائل الى المسئولين بالدولة شارحا بكل محبة قضايا البهائيين من منظور حقوق المواطنة وان البهائيين يريدون فقط اوراق الهوية المصرية مثل كل المصريين .
رحـل الـعـم أمـيـن بـطـاح ولقب "العم" الذى كان يحب ان يناديه الناس به فاينما تذهب معه الى اى صالون ادبى او مركز حقوق الانسان تجد الجميع ينادونه عمو امين بداية من عامل الشاى الى الموظف الى مدير المكان ولا انسى ان قال لى احد الصحفيين وهو يعزينى فى وفاته لقد علمنا ماذا تعنى كلمة "عمو" تعنى المحبة والحنان تعنى الشفقة وعفة اللسان تعنى العطاء لكل بنى البشر فقد كان التواضع الشديد أهم سماته. كان شديد الأدب وعذب الكلمة ولا يشبع الواحد من كلامه وحكاياته التي لا تنتهي عن مصر زمان خاصة في الأربعينات حيث عاش بها العديد من الجنسيات والاعراق والاديان فى تناغم جميل للشعب المصرى .
وقال لى ايضا احد المحامين الكبار والذى كان يحضر معه دائما الندوات فى جمعية التنوير ان الاستاذ امين كان محبا للجميع ورغم اختلافنا كمجموعة فى توجهاتنا سياسيا وعقائديا وايديولجيا الا اننا كنا جميعا متفقين على انسانية هذا الرجل ومحبته للجميع وعلمه الغزير واطلاعاته التاريخية والادبية وسعيه الدائم للتقريب بين الاديان وفهمه الصحيح ان اساس الاديان واحد وان الله حافظ لكل اديانه ولا يفرق بينها.
كان امين بطاح مدافعا عن حقوق المواطنة وحقوق البهائيين. كان متحمس بشدة لعقيدته، لكنه مؤمن بأن العلاقة بين الإنسان والله لا تخص سواهما. فالبهائية لدى بطاح هى تلك التعاليم التى يعلمها الآباء لأبنائهم فى البيت، ولهم مطلق الحرية فى اختيار الذين الذى يصطفيه قلوبهم.
اخر كلمات عمو امين بطاح: نحن لا نطالب الدولة بالاعتراف بالبهائية، كل ما نطلبه هو حقوقنا كمواطنين مصريين، واستخراج أوراقنا الثبوتية وتفعيل حق المواطنة، وليس من المعقول أن يكون هناك شخص لا يستطيع استخراج شهادة وفاة لوالدته بعد أكثر من خمس سنوات من وفاتها لأنه ليس لديه بطاقة رقم قومى .ومنتهى أمله هو أن يتمكن البهائى من استخراج شهادة وفاة لآبائه، وشهادة ميلاد لأبنائه، لأن البهائيين بالنسبة له مواطنون مصريون أولاً وأخيراً.
رحم الله الأستاذ أمين برحمته الواسعة فقد كان عاشقا لتراب مصر وكان يحلم بها منارة وسط دول الشرق الاوسط وفى كتابه " اتى امر الله " وهو كتاب تحت الطبع بث فيه كل محبته لرموز مصر الذين ساهموا فى رفعتها بين الامم ودافع فيه عن الدين البهائى وبرهن على ان اساس الاديان واحد. كان بالفعل خادماً محباً للجميع بغض النظر عن أي اعتبار اجتماعي طائفي أو جنسي. لقد كان إلى آخر أيامه مهتماً بمساعدة من هم بحاجة إلى المساعدة، مستمداً الطاقة والحماس من إيمانه وحبه للإنسانية.
ووســط لـفـيـف من اقاربه و مـحـبـيـه وأصـدقـائـه ظـهـر الـجمعة 31 ديسمبر اودع الـعـم أميـن محملا على اعناق محبيه إلـى مـثـواه الأخـيـر بالروضة الابدية . وكـان وداعـا مَـهـيـبـا مـؤثـرأ فالكل تحدث عن محبته وعطاءه وخدمته للمجتمع حوله . وانه كان مـحـبـا بـشـوشـا لذلك أحـبـه الـجـمـيـع . رحم الله الفقيد الغالـي ولكل من شـاركـونا وداعـه كل الـشـكر والتقـديــر.
"يا إله الأسماء أسئلك باسمك المهيمن على الأشياء وبنفحات وحيك وفوحات إلهامك وبإشراقات أنوار فجر عطائك بأن تغفر الّذين صعدوا إليك واللاّئي صعدن إلى أن وردن عليك إنّك أنت الّذي باسمك ماج بحر الغفران وهاج عرف الفضل بين الأمكان، لا إله إلاّ أنت الغفور العطوف" .
"ابتهل إليك يا رحيم ويا رحمن، أن تُطهر عبدك الراجع إليك، الوافد عليك، الوارد بين يديك عن وضر الذنوب في عالم الإمكان وأغرقه في بحر الألطاف واغسله في مغتسل بارد وشراب وألبسه رداء العفو بين الأبرار وطيبه برائجة طيب الإمتنان وأخلده في فردوس الجنان واسقه من عين الحيوان وأرزقه لقائك في جوارك، إنك أنت الرؤف الغفور العفو الكريم المنان.” ع ع

د. باسمة موسى



#باسمة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحوار المتمدن - تلفزيون يتحرى الحقيقة
- ميلاد حضرة الباب
- ميلاد رسول الدين البهائى
- كل الطوائف الدينية فى وداع عباس افندى
- ثمانية اعوام على رحيل فنان قدير
- حرية العقيدة للاقليات


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسمة موسى - وداعا استاذ امين بطاح