أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - قصص















المزيد.....

قصص


محاسن الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


قصـــــــــص قصيــــــــرة/ زينة

محاسن الحمصي


زٍينــــــــــــــة

كعازف بأصابع رشيقة على مفاتيح بيانو تعلو وتنخفض برتم لحن جميل
جاء صوته يحمل طفولة فرحة ، مغامرة مراهق ، إتزان رجل ، مزيجُ
حلوى أود لو أذوب بمذاقها الشهي ..
" أعدتُ ترتيب البيت ، غيرت أماكن بعض الأثاث ، ابتعت أغطية ملونة
الزينة والمصابيح وضعتها حول النوافذ والأبواب ، لم أنس
نافذة المطبخ ..! الشموع في الزوايا وعلى كل درجةٍ ترافق خطواتك للطابق
الأعلى ، الألعاب تتسلق أغصان شجرة الميلاد ،تجلس في ركنك المحبب
كل شيء جاهز ومنسق ينتظر طلتك لتضيء أصابعك القناديل ،نذيب الثلوج
من خلف الزجاج بنيران الشوق ، نتدفأ بالحب ، نعانق اللحظات .."
هزتني الكلمات ، اختنق صوتي بالدمع ، سمعتني أهمس حزنا :
لا ..تنتظر من قلب شُل أن يجيء ..!!


خيانـــــــــــة

المفاجأة كانت أقوى من التفكير او اتخاذ قرار ، بلا شعور أغلقت الباب ،
لم أركض لاستل سكينا من المطبخ ، او أصوب مسدسا ، جمعت ثيابي في حقيبة
لملمت بعض الصور ، وهمتُ في الطرقات والأزقة ، أبحث عن الأسباب ،
أفتشُ عن جواب ، لماذا ...!!؟
لم أرتكب جريمة شرف ..! لكني قضيت عقوبة التشرد والأشغال الشاقة في
مدن غريبة ، كئيبة ، أغسل ، أكنس ، أتسول ، أجوع ، لأكمل الدراسة
الغربة تصقل الرجال
لم تصقلني. بت أكثر تحجرا ، قسوة ، وزير نساء متلبد المشاعر ..
الأخبار تأتيني من ذلك الرجل البسيط ، تحمل أفراحا وأتراحا فاتعلل بضيق
الوقت ، العمل ، وصعوبة السفر .
أمك اعتمرت ، أمك تحجبت ، أمك أدت فريضة الحج ، أختك الكبرى
تزوجت ، أردد المثل ( طب الجرة ) ، أخوك تخرج مهندس ميكانيك ، أختك
الصغرى أولى جامعة ، تعبتُ ياولدي متى تعود لتجد ابنة الحلال ، ونفرح بك ؟
قلبي يخفق بشدة ، نوبات ندم تعتريني ، قدماي لا تحملاني وأنا أصعد درجات
المشفى يرافقني حشد من أفراد عائلة كبرت ، تفرعت ، غادرتها مرغما .
أمس سمعته يبكي ، أمك في العناية الحثيثة. الأمل ضعيف في نجاتها ألن تراها ؟
اقتربت من الوجه المشع نورا ، الغارق في غيبوبة بين الأنابيب والأمصال ،
أتراني تخيلتها رمشتْ ، ابتسمتْ ، وبقلب الأم عرفت اني قد أسامح وأصفح
وستفارقنا مطمئنة ؟
مددت أصابعي المرتجفة لأغمض عينيها ، لمحت يدا رأيتها يوما تلامس وجهها
تزاحمني ، وتزاحم الاسرة في قلبها ، سحبت يدي ، وعدت للتشرد ..!

حنيـــــــــــن

أسكنت قلبي القطب الشمالي ليدخل في سبات واكتئاب شتوي يخرج منه صيفا
في انشغالات ليس للحب فيها نصيب بعد أن تشافى من جرح حسبته يوما لن يندمل.
قاطعت صحفا تحمل أخباره ، هربت من مؤتمرات وندوات يشارك بها ، الغيت
فضائيات قد تستضيفه ، رصصت المؤلفات ، الصور ، الرسائل أودعتها المخزن ،
تنفست بعض حرية ، طويت صفحة فيها بصمة عذاب ، صوت أنين ، تكيفت
مع وحدة الروح ، صقيع الجسد ، وأمطار المواسم في عيني .
ومن خلف أسوار الغياب جاءت كلماته تسأل : أين أنتِ ؟ واحشتيني ، في سهرة
زمن الطرب الجميل وأغنية سمعناها معا ، رايت طيفك يجالسني ، يشاركني ..!
ارتبكت ، تبعثرت ، انهار سقف الجليد برنة صوته ، وخرج قلبي الأرنب من جحره
يحدق بي منكسرا ، متوسلا ..هلا عدتِ ؟
سارعت نحو المخزن ، أضرمت اسمه النار. أحلته رمادا ، لكن الذاكرة ماتزال
تزداد توهجا واتقادا.!

تحـــــــرش


أعرف بحدسي أن تلك النظرات الزائغة ، الشحوب ، الانطواء ، فقدان الشهية
الخوف من الأصوات لطفلة في الثامنة ليست أعراض مرض عضوي ، فيروس ،
خصام مع أصحاب ،أهل ، اختفاء الابتسامة ، والبكاء المفاجيء والثورة السريعة
وراءها حكاية تحتاج الى مدارة وصبر في معرفة أسبابها ولعلي بدأت أمسك الخيط
أسحبه من ذاكرتي ، وألمس تلك الندوب النفسية التي مازلت ترافقني تبعاتها رغم مرور
الزمان ،حين يمد رجل غريب يده للسلام والمصافحة ،المعاناة التي استغرقت أعواما
للتخلص من الخوف والبرود كلما دنا زوجي الحبيب مني .
فتح حوار حساس مع طفلتي
واستجواب عقلاني مبسط احتاج مني أعصابا فولاذية وقلبا قويا وأسلوبا أقرب
الى سرد قصصي..!
حدسي لا يخيب.. ايام ضيافة في بيت عمها عرضتها لتحرش جسدي من رب الاسرة
الهاديء ، الورع ، صاحب المباديء ، لم يراع البراءة وطفلة في عمر بناته ، لم
تهتز له شعرة في تعريض الصغيرة لتجربة قاسية تجهل معناها ، مبرارتها ، نتائجها
وضميره غاب في لحظات متعة مؤقته مع التهديد والوعيد .
غلت عروقي ، طار ما تبقى من عقلي ، وأنا أراها ترتجف ، وترجوني الكتمان ..!
تمالكت ماتبقى من أعصاب ، قبلتها حضنتها واطمأنت نفسي قليلا فالأمر توقف
حد الملامسة والمداعبة ..؟
لن أسكت ولن أجعل ذلك (الوحش ) ينجو بفعلته ولو أدى الامر الى فضيحة
وانفصال زوجي ، سأحاربه ، لن تدفع طفلتي سنوات عمرها القادم خوفا ورعبا
من ذنب لم ترتكبه ساقاضيه ليدفع ثمن دناءة نفسه ، واجعله عبرة للعائلة ، لا حل
سلمي ، لا مواجهة ، ولا اعتذار .. كلمتي واعتراف ابنتي الفصل بيننا..!
صمتَ زوجي ، أدرك كم عانى معي لأشفى من الجراح لأن العائلة لم تكن لتصدقني
إذا بحت واعترفت ..!
القضية ماتزال بين يدي المحامي وطفلتي تذهب لطبيب نفسي ، وهاهي تعود من
المدرسة مسرعة لتلتهم قطعة حلوى وتبتسم ..


مناكفــــــــة


" حبيتك بالصيف " وتصمت فيروز ، لأقفز من الفراش كغزالة البراري
معلنة حالة نفسية فرحه تؤهلني لاستقبال يوم طويل تحمل ساعاته المجهول
وفي انتظار مقطع "حبيتك بالشتي " يجري نهاري سريعا ، متخطيا حواجز
الازعاج ، مشاكل العمل ، المجاملات الاجتماعية .
من يصدق ان رنة موبايل صباحية واخرى مسائية بالصوت الملائكي تحيلني
الى طفلة وديعة ، مسالمة ، تذيب الصبر في القلب فيصبح عسلا مصفى يشفي
الغضب ،الحنق، والثورة العارمة التي تنتابني حين أصطدم بخطأ بشري .. !

نلتقي ، يبادرني السلام والسؤال ، أضحك وأعلق على لكنته المحببة الأشبه
باللغة الارمنية لاصبح ذكرا ، فيقهقه كبشاوات الافلام العربية القديمة ..
أبدأ بثرثرة لا تنتهي ، وكلام أشرك به عيني ، لساني ، يدي ، شعري ، وحيوية
تطغى على كلي فاغدو امرأة مميزة ، مغرية ، تثير..!
ندخل في حديث يتفرع لاحاديث ، أطرح عليه الف سؤال في الدقيقة ، أحرجه
أحاصره ، فيراوغ ، يدنو ويبتعد ، يدور ، يلف يدخلني في متاهة إجابات
مفتوحة وحين أضعه في " خانة اليك " ينظر الى الساعة معلنا انتهاء اللقاء ، أتراه
يكابر المحسوس ، يخشى جموح الفرس ؟
أغمض عيني ، أقرب فمي ، يقول مبتسما " من كثرة الثرثرة تشققت شفتاك حاذري "
يغادر وأبقى وحيدة هنا أنتظر الغد ، يتملكني الشعور بالذنب والغضب ،
و نصفه الآخر في الفراش هناك وحيدة تنام على دفء الانتظار ..!


تناقــــــــض


أناكفه ، ويستفزني ، يتحول الهمس العذب الرقيق الى اتهامات متبادلة
- لا شيء يمنعك من الحضور ، تكاليف السفر ، اقامتك ، تنقلاتك أسددها ، شبعت
كلاما ووعودا ، تعبت من التسويف ..!
- نظرتي ليست مادية ، ولا ارتباطي بك استغلال ومصلحة ، المال لم يكن
أبدا عقبة في الطريق ، كيف أخلع الظروف التي تلفني ، تخنقني ، وأنت
الأدرى بحالي ، والأعلم بما أعاني .؟
مع كل فرض أصلي ركعتين لله ودعاء أن نلتقي قريبا ، لألقي براسي
المتعب على صدرك ، وأنهل من رضاب حبك ما ينسيني البعد ..
- كيف تصلين وتسألين الله لقاء محرما ، ماهذا التناقض ؟
أجل هو تناقض لا يرضى الله ولا الشرع ولا يدخل تحت أي بند تحليل
وإفتاء ديني ، لكنه الحب الذي يمتلكني ومشاعري التي تخرج عن السيطرة
هل بالضرورة حين نلتقي ارتكاب معصية او خروج عن النص ؟ يمكننا
قضاء الوقت في احاديث وسياحة وتجول ..فقط ان نكون معا ..!
- انا لا أكذب على نفسي ولا أضع روابط على حبي واشتياقي هل تتوقعين
أن أصافحك وأسمي عليك ، أكتفي بالنظر .. ووووو
- أرجوك. كلامك يحبطني ..هي أماني وأحلام وما شاء الله فعل يكفي أن أحبك
و أن أعيش على أمل ..
- أنا واقعي وأنت رومانسية ، لن أحضر ولن تأتي ..يغلق الخط لنستأنف حوارا
جديدا في الغد ، فكلام الليل يمحوه النهار ..


مناسبـــــــة

أمسك التقويم أقلبه، أقطع الأوراق التي تحمل المناسبات الرسمية ، الأعياد الدينية
طوال العام ، أنسقها حسب التأريخ أضعها في مشبك ، أخفيها كثياب العيد تحت الوسادة
أتلمسها بفرح طفلة تحلم بركوب المراجيح ومشاهدة صندوق الدنيا والعرائس المتحركة .
رمضان ،عيد فطر ..أنمق تهنئة تليق به ، عيد أضحى أزين حروفا تناسب وقاره ،
رأس سنة هجرية ، رأس سنة ميلادية أحمل كلماتي الأماني بسنة خير عليه ..يصمت لا يصد ولا يرد ..!
تقفر أعيادي ، يبدأ العد التنازلي ، ليحتضر العام تنتهي أوراق التقويم وألبس ثوب الكآبة ..!
واليوم ..ضحك بريدي ، توهج ، تألق ، استقبل زائرا أثيرا ، يحمل حرزا : كل عام وأنت
بخير وصحة ونشاط .. هللت فرحا ، منذ تلك اللحظة أنا بخير وصحة ونشاط ، أستعير
بيت شعر لمحمود درويش أرسله : يا مصحف القلبين أقسم أن أيامي جميلة ..

1-1-2011
كاتبة من الأردن
[email protected]



#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسريب -نص كم -
- جوليان ..سوبرمان العصر والاوان
- الجنس اللطيف ..-سكر خفيف-
- أين الخِلافُ ...؟؟
- من وحي جلسات بوح نسائية
- وبي رغبة في البكاء
- الشوق الأوسط
- ضحك الهوى
- لوحة على جدار القلب
- صمت الكلام ..على وتر
- حنا مينه ..من يُتم الى يُتم
- لمْ يَعدْ لي إلا أنا
- شطر لا .. يكتمل..!!
- دمعة في منتصف الطريق..!
- سماء تنذر بشتاء قاسٍ
- قصص قصيرة ..من وحي الأخبار
- رُدّت الروح الى ..حنا مينه
- ساعات من العمر مع الروائي..حنا مينه
- نهايات
- مشاهد من عرس الدم


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - قصص