أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرى العميدي - كنائس بغداد تطفئ قناديلها في الميلاد















المزيد.....

كنائس بغداد تطفئ قناديلها في الميلاد


سرى العميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 17:19
المحور: المجتمع المدني
    


في الزاويه القريبه من النافذه التي بعثرت الريح خلفها اشلاء الاشياء كان ينظر احد الاطفال وفي قلبه غصة الفراق لوالده الذي قتل في كنيسة سيدة النجاة وقد اكتشف لاول مره في حياته خدعة ابيه عندما لم يجد هدية العيد تحت سريره في هذا اليوم الذي كان يعتقد انها تأتي باسم بابا نويل بعربته الخياليه مما جعله لايؤمن بالميلاد بقدر ايمانه بالموت
فراح يترقب الساعات الاخيره من هذا العام المؤلم على قلبه وينتظر بزوغ فجر جديد يعيد الامل الى نفسه

جاء هذا العيد مؤلما على مسيحي العراق ممتزجا بانين الاشياء التي غادرها اصحابها وصرخات دفينه لاتزال تتقد في قلوب الثكالى فقد اختلف العيد اليوم عما سبقه من الاعوام لانه كان مصحوبا بحزن في القلوب فقد الغت العديد من الكنائس مظاهر الاحتفال واقتصرت على الدعاء والصلاة اجلالا لضحايا كنيسة سيدة النجاة التي راح ضحيتها الاف الابرياء من مسيحي العراق على ايدي جبانه لادين لها سوى القتل والعنف ومصادرة الاحلام والقضاء على الحب ليتماشى العراق مع دينهم دين البطش والقتل وترويع الناس
لم يكن العيد كئيبا هذا العام داخل العراق فقط فجميع مسيحي العراق في كل بقاع الارض يشاركون اخوانهم المسيحيين داخل العراق مظاهر الحزن وسيستغل مثل هذا اليوم للدعاء والخشوع لله سبحانه وتعالى ان يعم السلام ارض العراق وان تحمل السنه الامل والنور الذي يبدد ظلام الحاقدين

في الشوارع التي طغى عليها الثلج وهي بكامل زينتها لاستقبال العيد وقف سرمد باردا ببروده الولايات المتحده في مثل هكذا يوم وقال بشجن وألم للشرق سحر ودفئ لايوصف في اعياد الميلاد وانا افتقدها اليوم هنا
سرمد هاجر من العراق قبل خمس سنوات بسبب الدمار الذي لحق بالبلاد والاوضاع الامنيه التي كانت تدق ناقوس الخطر نحو الهجره سرمد اعطاه الغرب الامان ولكن لم يعطه الدفئ ابدا
يستذكر سرمد ايامه في الوطن ويقول كان العيد جميلا في بغداد عندما كانت القلوب خاليه من الحقد الذي اصاب بعض النفوس اليوم
كنا نجتمع حول شجرة الميلاد مع الاهل والاقارب والاحباب ونبقى لساعات طويله من الليل ولم تكن الابتسامه تفارقنا كم احن لتلك الايام لانني الان احتفل بالعيد بعيدا عن الاهل والاصدقاء الذين كانوا يضيفون للعيد رونقا خاصه يضيف سرمد بشئ من الحزن عندما اعود الى بغداد اليوم فلن اجد احدا لاحتفل معه وهذا حال العراقي اصبح غريبا في بلده وفي بلاد المهجر
سرمد اصبح اخر اهتمامه ان ينظم للمجاميع التي تعد العد العكسي لنهاية العام لانه يقول بشئ من السخريه اصبحت انام حتى قبل ان تبدأ السنه الجديده
سرمد تمنى من اعماقه ان يسود السلام بغداد في السنه الجديده وتعود حضنا دافئا تحتضن ابنائها بعد ان سرقت الغربه منهم الفرح ودعى من الله ان يهدي الله النفوس المريضه ويعيد لها الحب فبغداد لاتحتاج سوى الى الحب لانه كفيل باعادتها الى كامل مجدها

نوار الذي يحتفل ايضا بعيدا عن بغداد في هذا العيد قال الاحتفال بعيد الميلاد في مشيغان في الكنيسه كان كبيرا ولكن لايزال الاحتفال في العراق اجمل وخاصه انه مع افراد العائله والاصدقاء
العيد اليوم يختلف كثيرا لان كل فرد اصبح في دوله مختلفه ومن الصعب ان نجتمع فالعيد في العراق سيبقى الافضل ونحن اليوم نفتقد بلدنا كثيرا

يضيف هاكوب من السويد كانت فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي تشهد احتفالات عديدة يشارك فيها مختلف شرائح العراقيين وأتذكر أن البصرة كانت تشهد عدة حفلات واهم ما يذكرني برأس السنة هو عند حلول الساعة الثانية عشر ليلا تطلق صفارات البواخر الراسية في شط العرب وصفارات دوائر الإطفاء وشركة نفط البصر ولعدة دقائق حيث كان بعض البصريين يخرجون إلى الشارع بهذه المناسبة وسمعت أن ساحة التحرير في بغداد كانت المقصد الأخير في الستينات للمحتفلين في الحفلات والبيوت حيث يتم اللقاء بين الأصدقاء.



يقول هاكوب شاركت في حفل رأس السنة الميلادية في أوربا والتي حافظت على الطابع العراقي وتميزت بروح المحبة والألفة بين المشاركين في الحفل وخلال هذه الأمسية يكاد المرء أن يتخيل نفسه وهو في العراق وليس في أوربا حيث يتبادل المشاركون في الرقص والغناء وعند منتصف الليل يتم تبادل التهاني من المصافحة إلى القبل والكل متمنيا للآخر الخير والسعادة والصحة في السنة الجديدة. ولكن ما يلاحظ في هذه الحفلات أن الهدوء يعم الحفل ويبدأ تشغيل الخلويات في نداءات للأهل والأصدقاء في العراق متمنيين أن يكونوا هناك في بلدهم وبين أهلهم وأصدقائهم الذي قد يكونوا غادروا العراق بدورهم. وتظهر النوستالجيا في هذا الهدوء العام ويتغير مظهر الحفل ولاحتفال بسبب الغربة عن الوطن وعن الأصل والأهل والجيران بمختلف انتماءاتهم وأديانهم إذ أن العراقي من قومية أو دين مختلف اقرب إلى العراقي (الكلدو- آشوري السرياني) والأرميني من أي أجنبي ينتمي إلى نفس الدين أو المذهب أن عراقيتهم أغلى لديهم من أي انتماء أو ولاء آخر.

ويختم هاكوب حديثه بمشاعر الاسى هذه السنة لن نرى احتفالات بين الشعب العراقي من (الكلدو- آشوريين السريان) والأرمن وأي مسيحي آخر في داخل العراق وخارجه، ولا نسمع هنا في أوروبا إلا عن عدد قليل من الحفلات لأن الكل حزين لما حدث في كنيسة سيدة النجاة ولما يحدث لأقربائهم ومعارفهم من عمليات التهجير والترهيب والقتل وسننشغل ليلة رأس السنة بمكالمات تلفونية مع أحباءنا وأقاربنا في العراق للاطمئنان على سلامتهم وإشعارهم بأن قلوبنا معهم. وسوف يقتصر معظمنا على الصلات والدعاء ليعم السلام والمحبة في بلدنا وان يرجع شعبنا العراقي الأصيل إلى ما كان عليه من تآخي ومحبة بين مختلف أطيافه دون تفريق أو عنصرية ونتمنى هذه اللحظة حتى يرجع معظمنا إلى وطننا لأننا مهما حققنا هنا من ثروات ووجاهة نبقى غرباء بعيدين عن وطننا الأصلي.

عندما ستنام جميع مدن العالم بفرح العام الجديد ستبقى مدينه واحده ساهره حزنا فلن ينام الطفل الذي يهز حزنه القلب قبل ان يحصل على هدية الميلاد التي ارادها حجه كي يرى والده الذي لم يعد من كنيسة سيدة النجاة
وعندما يدق جرس الكنيسه حينها ستطفئ كل الشموع الا شموع بغداد تبقى متوقده اجلالا لكل الشهداء لانها تحمل احلاما والاحلام لاتموت ابدا



#سرى_العميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الزوجات عندما حلله الشرع هل حللته المرأه
- نصب اللقاء..يودعنا بدموع الفراق
- دموع تحت شجرة الميلاد
- المناهج الدراسيه..هل تسئ الى الاديب؟؟
- عذرا..النور لايرمز الى الحقيقه دائما
- كلية الاعلام وغياب الجانب العملي
- الكتابه..فن تحرر المفردات على الورق
- ..المندائيون ورحله المنفى المريره..
- تحيه الى كل معاق
- نصب الشهيد..المعمار يعانق الفن
- منتظر الزيدي..عندما استبدلت الكلمه بالحذاء
- ارمن العراق..انتماء الى وطنيين
- الجزء الذي لم يكتمل من نصب الحريه
- الدين ايمان لايورث
- الزواج المندائي..طقوس عنوانها النهر
- الرقص..لغه من اعماق الروح
- قلبي معكم يا ابناء النور
- بكين:هل يجهض الحلم قبل ان يولد
- يهود العراق..ان يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي
- المندائيون وحلم العوده الى ضفاف دجلة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرى العميدي - كنائس بغداد تطفئ قناديلها في الميلاد