أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إبراهيم أكراف - قوارب الحياة أم قوارب الموت؟















المزيد.....

قوارب الحياة أم قوارب الموت؟


إبراهيم أكراف

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 09:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كلام في الهجرة السرية

تشهد المجتمعات الإنسانية تحولات جمة،وحراكات لا يملك الإنسان إلا أن يواجهها بما ملكت يداه أو يعلن استسلامه لها وخنوعه للأمر الحاصل،والشيمة الأخيرة نادرا ما تتحصل في المجتمعات العربية،سيما حين نتحدث عن المادي،و إلا لما وجدنا ممارسات تتنافى و الأخلاق المستقاة من الضمير الجمعي؛من قبيل السرقة،الدعارة...وهنا مربط الفرس فقد تجاوزت الأمور الإخلال بالسلوكات الأخلاقية إلى تذكية الذات فداء لواقع حنظلي،وهذا ما سيقودنا إلى الحديث عن ظاهرة قديمة/جديدة؛قديمة في مجتمعات بلاد العم سام وماجاورها،حديثة في شمال الإفريقيا،ألم يكن الإسبان جيراننا يهاجرون زرافات و وحدانا سرا وجهرا إلى المغرب و الجزائر مثالا لا الحصر؟ألم يلقبوا بعبيد أروبا بالأمس القريب ؟
اليوم انقلبت الموازين،وصار المصدر مستوردا،وتفشت هذه الظاهرة حتى لكأنها داء عضال لا دواء له إلا انتظار اليقين..وأمام هذه التطورات الإجتماعية لم تنتبذ الأقلام الباحثة في حقل الآداب مكانا قصيا وإن كانت لم ترقى بعد إلى الهالة التي تحوط بها وسائل الإعلام هذه القضية الإنسانية،ففي علم الإجتماع ما تزال بيبلوغرافيانا تفتقر للدراسات،اللهم إذا استثنينا دراسات معدودة على رؤوس الأصابع وقد ظفرنا بمعرفة واحدة منها ألا وهي "الهجرة السرية؛مقاربة سوسيولوجية"للأستاذ عياد أبلال،في حين على مستوى الرواية لوحظت دينامية لا تبشر إلا بالخير،ولن يتأتى لها الرقي دون بهجة من النقد،الذي من شأنه أن ينير التجربة ويكشف عن مكامن قوتها وضعفها على حد سواء،ما دامت هذه الظاهرة قد أعلنت نفسها مبحثا قائم الذت داخل الأنواع الروائية على وجه التخصيص والعلوم الإنسانية على وجه التعميم،وقد وسم هذا المبحث ب"أدب الهجرة السرية"الذي يتناول المهاجرين الغير شرعيين أو الطالبين للجوء الإقتصادي على حد تعبير رشيد نيني في روايته "يوميات مهاجر سري" كتيمة رئيسة،انطلاقا من الحديث عن وضعيتم أثناء الماقبل،الذي يعرف دخول المفكر في الهجرة السرية في مجموعة من الإستيهامات وأحلام اليقظة التي تستمد نشوتها وتكونها من رداءة وقتامة الواقع في نفسية المرء التي ترى في الآخر بلسما لجراح الذات وهي تعزف على أوتار البطالة والحرمان..فكل شيء في الهناك نور على نور،وفي الهنا تسود الحياة مهما ابيضت وتلألأت..ففي الجنة المفقودة يتقاضون رواتبا تقيهم حمم البطالة،أما في الجحيم فلا شيء غيرالعذاب..هكذا يبدأ المرشح للجوء الإقتصادي يقنع شخصا بداخله بالعبور بأي طريقة أنى كانت ومهما كلف الثمن؛ما دامت حياته هنا موتا،إذا فأكون أو لا أكون هكذا يبدأ الحجاج يتناسل في مخيال أصحاب الحوت،ثم تأتي اللحظة الموالية بعد أن يقنع يونس ذاته إما بطن الحوت إلى يوم يبعثون أو جنة نعيم،خياران لا ثالث لهما،هكذا هي الامور كما يفكر فيها أصحاب يونس،وفي الختام تأتي لحظة الوصول إلى الألدورادو والإصطدام في غالب الحال بجدار الواقع القاسي،بدءا من الغربة في اللسان والسحنة والمكان،ما يدفع هذا المهاجر إلى محاولة الإنصهار داخل هذا المجتمع الذي يشيئه وينظر إليه وكأنه من كوكب آخر غير الأرض،تلكم هي اللامواطنة باستحقاق كما يسميها أستاذنا عبد النبي ذاكر،لكن رغم انكسار الحلم ينتكف السواد الاعظم من المهاجرين العودة مفضلين البقاء هناك والعيش عى ذبذات الإهانة المزدوجة؛إهانة المشغلين و الشعب ثم إهانة الانظمة المشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان،والتي تصدم المهاجر بالوجه الحقيقي،لتبرهن له أن ما يرى في الأخبار والمجلات ليس إلا محض أباطيل،فالديمقراطية وحقوق الإنسان هناك ليسا للجميع،وإن حديثنا على الإهانة التي تطال أبناء جلدتنا من الذين طلقهم وما طلقوه على حد تعبير الدكتور عبد السلام فزازي سيجرنا إلى نظرة الآخر إلى مهاجرينا،لكن ليس أي آخر،بل سنتوسل بنظرة المثقفين الإسبان الذين صرحوا بمواقفهم ونظراتهم إلى ماتعيشه هذه الشريحة الإجتماعية من أصناف الإهانة دون ان تملك لنفسها ضرا ولا نفعا إلا ماشاء المشغل..فما مضمون هذه النظرة إذا؟


نظرة ونظرة



لعل أول سؤال يتبادر إلى الذهن ونحن نتحدث عن إهانة المهاجر السري،هو لماذا تتم إهانة هذا الإنسان-قبل أن يكون مهاجرا-؟يجيبنا عن هذا السؤال بلا مواربة وبلغة واضحة لا غبار عليها أنطنيو دي بينا قائلا"نحن الإسبان عنصريون بسبب عدم تعودنا على الآخر"[1]في حين هناك من يرجع هذه الإهانة إلى المهاجر نفسه لأنه أخل بالأخلاق أو شيء من هذا القبيل، يرى خوان بانديرو"أن العنصرية الإسبانية تحددها المواقف؛فقد تصل إلى90 في المئة في المواقف التي يقوم فيها المهاجر بتصرفات لا أخلاقية،وقد تتراجع إلى 20في المئة أو أقل في المواقف التي يظهر فيها المهاجر كشخص مضطهد"[2]يظهر من كلام صاحبنا أن السبب الرئيس كما أسلفنا الذكر يعود إلى المهاجر نفسه إلا في قليل من الاحيان ويعزر هذا الرأي إلى حد بعيد قولهم"وراء كل مغربي-وحتى يثبت العكس-رجل مشكوك فيه"[3]وفي رأي لا يخلو من شوفينية مقيتة يقول أحد العنصريين الإسبان –دائما-"إن المكان الحقيقي للمورويوجد خارج حدود مليلية؛في الناظور أو غيرها من قبائل الريف المحيطة بمليلية،والتي ليس لسكانها غير إزعاجنا"[4] إنها نظرة أخرى تزكي ما يتلقاه الإسبان في تنشئتهم الإجتماعية عن جيرانهم الذين لا تفصلهم عنهم إلا بضع كلومترات عن المورو كما يحلو لهم تسميتهم،مما يجعل الآراء السالفة الذكر غير بريئة وإن حاولت أن تظهر كذلك.
وإذا كانت الآراء التي عرضنا لها آنفا تحاول إيجاد مبرر أو مسوغ لغطرستها ضد المهاجرين الذين حملتهم الحاجة والفاقة إلى الهناك،وفي رأي لا يخلو من الجرأة يذكر الإسبان بأمسهم القريب جدا،ويحثهم على مد العون لهذه الشريحة يقول خواكين كوستا:"إننا مدينون للمغاربة بالإحترام لأنهم أساتذتنا ومدينون لهم بالحب لأنهم إخواننا ومدينون لهم بالتقدير لأنهم ضحايانا"[5]إنه رأي له أكثر من دلالة فضلا عن دلالته الإنسانية،التي ينمحق أمامها كل ما هو شوفيني أو إليه بصلة،هي حقيقة للتاريخ ولمن يكيدون لجارهم كيدا،وكيد جيراننا الإسبان لا يتوقف عند العبث بجلد المهاجرين وجلدهم بل يتعداه إلى التدخل داخل المغرب سياسيا على وجه الخصوص وتربص الدوائر به،وما وقع بالصحراء الغربية لدليل كاف يثني عن سرد أخرى،والصور الملفقة التي تناقلتها الوسائل الإعلامية الإسبانية عما وقع في العيون ناطقة ولا تحتاج لمن ينوب عنها،و قد سئل بعضهم عن أسباب تدخل إسبانيا في المغرب،وكان جوابهم هو لتحضيره،وهذا ما لا يرضي آثورين حيث يرد في عبارة قلقة تكشف غضبه من هذه السياسة"لا نتوفر على القوة اللازمة لتحضير أحد،لأن لا القليل الذي بقي لنا من هذه القوة يجب أن نستعمله لتحضير أنفسنا"[6].
لقد حاولنا التطرق في هذه العجالة لمجموعة من النظرات المتقاطبة في موقفها من المورو،وما هي إلا زخات من مطر غزير تعج به بلاد كويتسولو في نظرتها إلى جيرانهم المغاربة.

مجرد أسئلة

-كيف نفهم قول ديبيينا السالف الذكر،والحال أن الإسبانيين عاشوا متنقلين في الأرض باحثين عما يسدون به رمقهم،والمغرب والجزائر قد احتضناهم؟
-بماذا يفسر الرابطون بين سلوك المهاجر وما يتعرض له من عنصرية القنبلة الموقوتة التي فجرتها أحداث أليخيدو غداة طعن مختل عقلي مغربي لفتاة إسبانية؟ما ذنب أولئك الذين أحرقت منازلهم وسياراتهم؟
-لماذا لا يحظى المهاجر المغربي بنفس الحقوق مقارنة بباقي المهاجرين؟
-لماذا يتم الإحتفاظ بالقاصرين المغربة؟
وتبقى أبواب الأسئلة مشرعة للتناسل وإنتاج أسئلة لا ساحل لها،وما أتينا على ذكره لا يعدو أن يكون وجهة نظر من بين أخرى ممكنة نتمنى أن نكون قد وفقنا في ملامسة ما طرحناه،وإن لم نوفق فعسى أن يكون ذلك حافزا لغيرنا لإرشادنا إلى الصواب.

الهوامش


1-عبد الواحد أكمير:الهجرة إلى الموت:أحداث أليخيدو،تقديم محمد العربي المساري،منشورات الزمن،الكتاب28،الدار البيضاء:مطبعة النجاح الجديدة،2001،ص21.
2-المرجع نفسه.ص68.
3-ن.م.ص38.
4-ن.م ص 32
5-ن.م ص 18.
6-ن.م.ص19



#إبراهيم_أكراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى معالي فرعون وهامان..


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - إبراهيم أكراف - قوارب الحياة أم قوارب الموت؟