أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الله محمد عبد الرحيم - وتلومون الانقسام؟














المزيد.....

وتلومون الانقسام؟


عبد الله محمد عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 14:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


وتلومون الانقسام؟
بقلم الصحفي: عبد الله محمد عبد الرحيم

المهاجرون والأنصار
أبو أحمد كواحد من الذين أجبروا على ترك الديار عام 1948 جمع أولاده العشرة حوله في "كامب الزينقو" بشمال غزة كما كان يعرف وأوصاهم أن: "يا ولدي إن الجار للجار وإن النبي صلوات الله عليه وآله وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار وإننا ضيوف مرحليين في هذه البلاد لا نطمع بأرض ولا دوار, فأرضنا تنتظر تحريرها على يد الجيش العربي المغوار", كذلك فعل أبو خليل كمواطن غزي أصلي أصيل بولده فأوصاهم أن "يا ولدي إنهم ضيوفنا نزلوا منزلهم مكرهين وإنهم لا بد لأوطانهم عائدون فالحرص كل الحرص عليهم, زادكم زادهم ولباسكم لباسهم وأن يا ولدي كونوا فلسطينيين" ويوم ما اشتعل عراك بالحارة شد فيه العصب وامتشقت الدقارين "عصا غليظة" وهاجت الهيجاء, ثم اجتمع حكماء المناطق وعقلائها لأجل حلها ولما تقاضوا عند قاضيهم وقص كل واحد قصته كانت الحكاية في الرقم "4". نعم فخليل يفخم الكلمة ويلفظها من جوفه ويقربها للهجة المصرية فلما سمعه أحمد قلده ربما ساخرا وربما مازحاً فاستعلت الحرب من يومها وأصبح واحدنا يبغض الأخر لأنه مهاجر أو لأنه مواطن ثم نعتب على الانقسام.

الرد
في آخر السبعينات كانت الحاجة أم محمد في الستين من عمرها, فيما بلغ ابنها الحادية والعشرون لما هداه عقله لإكمال نصف دينه فوقف عند دوار الحارة يرتقب جميلة ليخطبها, فلما أورده الشيطان مورداً لحق بفتاة أعجبته عيناها المختفية خلف الخمار, فلحق بها وعرف بيتها وذهب لأمه راجياً أن "يا أمي وجدت نصفي الآخر فإليها اذهبي وود أهلها فاخطبي", ولما ذهبت الأم وجدت الترحيب العميق والمودة الجليلة وحققت أم العروس وتمحصت في أصول أم محمد وولدها حتى استبان لها ما خفي وظهر لها ما أرادت أن يظهر, وكذلك فإن أم محمد أعجبت بالعروس وغبطت ولدها على حسن اختياره, وبعد انتهاء التحقيقات والتمحيصات تقرر أن يأتي محمد الساعة الثالثة عصراً من ذات اليوم ليأخذ الرد من أهل العروس. محمد لبس أطيب الملابس وتعطر بأبهى العطور وزار أهل العروس في الموعد المحدد ليأخذ الرد.
الأم المنشغلة البال ظلت تنتظر ولدها لساعة الليل المتأخرة وشيطان نفسها الشقي يحدثها أن ولدها يعيش أجمل لحظاته مع عروسه الجميلة البديعة, وفجأة دق الباب ففتحت الأم لتجد ابنها ملقى على الباب والدم يسيل من فمه ووجه قد تغيرت معالمه, فهمت تقبله وتسأله عما جرى, فقال: "إنه الرد لقد ظهر أن أهل العروس من البدو وقد شعروا بالغصب كوننا فلاحون وتجرأنا على خطبة ابنتهم فكسروا يدي وقدمي وفعلوا ما ترين". محمد ذهب ليجلب الرد بخصوص نصفه الأخر فكان الرد أنه نصفه الآخر قد تحطم لأنه فلاح ثم نعتب على الانقسام.
لا للاحتلال الغزاوي
في بداية عهد السلطة ذهبت جموع غفيرة من أهل غزة عبر الممر الآمن إلى الضفة الغربية تسلية وعملا ونزهة, وهناك حصلت إشكالات طبيعية الحدوث لكنها تطورت رغم سذاجتها, والسبب في تطورها نزعة "غزاوي وضفاوي" حتى حدثني أحد الزائرين أن جدران الشوارع في طولكرم كتب عليها بالخط العريض "لا للاحتلال الغزاوي" ثم نعتب على الانقسام.

أين المشكلة الحقيقة؟
المشكلة ليست في بضعة قادة هنا أو هناك, بل في الشعب الذي أقر الانقسام داخله منذ وقت طويل, وفي التربية التي لقنها الجيل للجيل عبر السنون, فباتت ثقافة متداولة مشروعة, بل تحولت مشكلة (البدوي والفلاح) لمشكلة (الحمساوي والفتحاوي) حتى في الزواج. المشكلة في الشعب الذي أسلم قياده لغير عقله وهداه ورشده, وربما - حديثا وغالبا - لجيبه وكرشه, فلو أن الشعب الفلسطيني خرج في تظاهرة عارمة يومية في قطاع غزة والضفة الغربية وحتى الشتات وطالب بإنهاء حالة الانقسام عبر التخلي عن حماس وفتح سويا أو إجبار كليهما على الاندماج في بوتقة سياسية يرتضيها الشعب (لأن كلاهما من المفترض أنه في خدمة الشعب والقضية) ما احتجنا لاتفاق مكة ولا للورقة المصرية. لو أن الشعب خاض حركة شل للحياة عبر إيقاف الجامعات وحركة المواصلات وأقام العديد من التجمعات وطالب حماس وفتح وكل الفصائل بالاجتماع علنا وأمام الجميع لنطبق قول الله تعالى {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}الحجرات, ما استمرأ أحد أن يماطل الآخر ويناوئه, ولكن للأسف؛ فالشعب منشغل بتأيد تصريح لذاك القائد والتفكير في عبارات خطابية لذاك القائد, الشعب للأسف منهمك في تبرير مواقف هذا الفصيل وتشريف فضله, وابتداع القصص والحكايات عن ذاك الفصيل وتحقير موضعه, وينسى الواحد فيهم أننا شعب واحد ثم نعتب على الانقسام.

الحل
الشعب: فالشعب الذي اختار حماس لتحكم فلسطين اختار مشروعها أيضاً وهو مشروع متنافي تماماً مع مشروع حركة فتح وإن توافقت الأهداف (التحرير), عليه أن يقرر مرة أخرى وبصرامة وجدية إنهاء الانقسام بكل الطرق المشروعة, ثم يعيد الانتخابات لكن هذه المرة عليه أن يحمي بنفسه نتائجها سواء أكانت مرضية للواحد فيه أم غير ذلك, ولنتخذ دولة الاحتلال "إسرائيل" خير نموذج؛ فحزب العمل الذي قاد دولة الاحتلال سنين طويلة أصبح في ذيل الأحزاب باختيار الشعب, بيد أن الله سبحانه وتعالى يقول {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران. فأين أنتم يا خير أمة؟ ولمتى سنظل نلعن الانقسام؟

ملاحظة
ما أوردته من حكايات تدلل على الانقسام لا تنفي كرم ونخوة الشعب الفلسطيني ولكنني لم أذكرها لأنها الطبيعة السائدة والتي يجب أن تبقى وتستديم ولكنني ذكرت الشواذ آملاً أن نرنو جميعا لقتلها واجتثاث جذورها.



#عبد_الله_محمد_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الله محمد عبد الرحيم - وتلومون الانقسام؟