أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2















المزيد.....


تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2


http://www.alfeqh.com/women/women_details.php?fileid=2

بعض أراء المرجعيات الدينية ومؤلفي الإسلام السياسي .. في قوله تعالى... وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ

الحمد لله الكبير المتعال وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وصحبه والآل ، وبعد :

كرم الإسلام المرأة وحفظ عليها عفتها وكرامتها وصانها من نظر كل رجل أجنبي عنها .

وقد اشترط الإسلام لخروج المرأة أمام الرجال ستر جميع عورتها ، و العورة في اللغة : من العور : وهو النقص والعيب والقبح كما في لسان العرب والقاموس المحيط .

، وفي الاصطلاح : تطلق العورة على ما يجب ستره في الصلاة وعلى ما يحرم النظر إليه كما جاء في مغي المحتاج للخطيب الشربيني .

وعورة المرأة على المذاهب الأربعة جميع بدنها ما عدا وجهها وكفيها ، وفي رواية على مذهب الإمام أحمد جميع بدنها عورة .

ولكن الفقهاء الذين قالوا إن الوجه ليس بعورة قالوا إن خشي من إظهاره فتنة أو كانت جميلة بحيث يفتتن من رأى وجهها فإنه يشرع لها ستره .

قال تعالى : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن " سورة النور آية 31 .

دلت هذه الآية على وجوب ستر زينة المرأة إلا ما ظهر منها ، وما سوى ذلك فإنه ينبغي ألا يظهر .

وقد أفادت هذه الآية بوجوب ضرب الخمار على الجيب يعني على النحر والصدر حيث أنهن في الجاهلية الأولى كانت الواحدة منهن تجعل خمارها على رأسها ولا تشده ، فيواري قلائدها وقرطها وعنفها ويبدو ذلك كله منها ، وذلك التبرج المنهي عنه .

وقال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ً " سورة الأحزاب آية 59 .

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية يقول تعالى آمرا ً رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما ً أن يأمر النساء المؤمنات ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء ، والجلباب هو الرداء فوق الخمار قاله ابن مسعود وغيره .

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أم عطية قالت : أمرنا أن نخرج فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور فأما الحيض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزلن مصلاهم ، وفي رواية أن امراة قالت يا رسول الله : على إحدانا بأس ـ إذا لم يكن لها جلباب ـ ألا تخرج ، فقال : لتلبسها صاحبتها من جلبابها ، فيشهدن الخير ودعوة المؤمنين .

والعواتق : جمع عاتق وهي الجارية البالغة ، والخدور : البيوت .

وقد دل الحديث على وجوب لبس الجلباب للمرأة إذا خرجت من بيتها وأنها لا تعذر في الخروج بدون جلباب إذا لم تكن تملك الجلباب ، وقد علق الإمام ابن حجر على هذا الحديث في شرحه لصحيح البخاري بقوله : وفيه استحباب إعداد الجلباب المرأة .

و عن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن مروطهن فاختمرن بها رواه البخاري كتاب التفسير تفسير سورة النور باب وليضربن بخمرهن على جيوبهن .

والمروط : جمع مرط ، وهو : الإزار .

وقد دل هذا الأثر على فضل وشرف النساء الأول ؛ فإنهن كن قبل ذلك يلقين الخمار خلفهن من على رؤسهن ، فلما نزلت آية الحجاب ضربن الخمر على نحورهن وصدورهن .

وهذا الدليل على الخمار مع الأدلة قبله على الجلباب يدل على استيعاب تغطية العورة بالنسبة للمرأة .

لكن قد يعرض للمرأة مرض تضطر معه للكشف عن جسدها أمام امرأة مثلها من أجل التشخيص أو العلاج .

وهذا جائز بقدر الحاجة فقط كما نص عليه الفقهاء .

فإذا تعذر وجود امرأة فهل لها أن تكشف أمام طبيب رجل ؟

نعم بالشرط السابق : أن يكون الكشف بقدر الحاجة فقط كما سيتضح من كلام الفقهاء قريبا إن شاء الله .

وقد كانت النساء تخرج لمداوة الرجال في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الضرورة وبضوابط شرعية أيضا .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى . رواه مسلم في صحيحه.

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ تعليقا على هذا الحديث : فيه خروج النساء في الغزو والانتفاع بهن في السقي والمداواة ونحوهما وهذه المداواة لمحارمهن وأزواجهن ، وما كان منها لغيرهم لا يكون فيه مس بشرة إلا في موضع الحاجة .

وعن أم عطية ـ رضي الله عنها ـ قالت : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى . رواه مسلم .

وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة . رواه مسلم في صحيحه .

و عن الربيع بنت معوذ ـ رضي الله عنها ـ قالت : كنا نغزو مع النبي r فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة . رواه البخاري في صحيحه .

وقد بينت هذه الأحاديث جواز اشتغال المرأة بالطب والتمريض حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهن على ذلك ، وفيها أيضا معالجة المرأة للرجل في حالة الضرورة .

قال الإمام ابن حجر رحمه الله في تعليقه على الحديث المتقدم : فيه جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة .

وعليه فإن فقهاء الإسلام أجازوا للمرأة أن تكشف قدر الحاجة للطبيب الرجل إذا تعذر وجود امرأة تداوي .

جاء الهداية في كتاب الهداية في الفقه الحنفي: ويجوز للطبيب أن ينظر إلى موضع المرض منها للضرورة ، وينبغي أن يعلم امرأة مداوتها لأن نظر الجنس إلى الجنس أسهل .

وقد حفلت كتب المالكية بالحديث عمل المرأة بالطب والتمريض حتى تحدثت عن أجر القابلة وعن نظر المرأة من أجل المداواة حتى اعتبروا نظر المرأة للرجل أخف من نظر الرجل للمرأة كما في بداية المجتهد لابن رشد مثلا .

و جاء في كتاب مغني المحتاج في الفقه الشافعي : أما عند الحاجة فالنظر والمس مباحان لفصد وحجامة وعلاج ولو في فرج للحاجة الملجئة إلى ذلك ، لأن في التحريم حينئذ حرجا ، فللرجل مداواة المرأة وعكسه ، وليكن ذلك بحضرة محرم أو زوج أو امرأة ثقة إن جوزنا خلوة أجنبي بامرأتين وهذا هو الراجح 000 ويشترط عدم امرأة يمكنها تعاطي ذلك من امرأة وعكسه 000 ، وفي معنى الفصد والحجامة نظر الخاتن إلى فرج من يختنه ونظر القابلة إلى فرج التي تولدها .

كذلك تحدثت كتب الحنابلة عن خروج المرأة للتمريض وعن أجرة الداية ونحوه كما في كشاف القناع لمنصور البهوتي مثلا مما يؤكد أن المرأة تداويها امرأة مثلها إلا إذا تعذر .



، وقد أكد ذلك صدور قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الثامن حيث بين أن الأصل أن تعالج المرأة امرأة مثلها ، ويمكن القبول بمعالجة رجل للمرأة من باب الضرورة ، وحتى لا نقع في تلك الضرورة فعلى نساء المسلمين تعلم هذا العلم وكفاية الأمة لحاجتها ، وسوف أنقل القرار بنصه لأهميته ولما اشتمل عليه من توصية للسلطات الصحية على بذل جهودها لتشجيع النساء على الانخراط في مجال العلوم الطبية.......................... انتهى


توضيح النص الديني....


من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان هي مرحلة المراهقة عند الشباب والشابات وخاصة في مرحلة البلوغ الجنسي ..حيث تظهر العاطفة والحب للجس الأخر معن .. ويكون فيها الإنسان أكثر اندفاعا لتحقيق رغباته العاطفية والجنسية ..دون إدراك .. .. يضع التشريع بعض الحلول لهذه المشاكل الشاذة ...

لا يتدخل التشريع الديني في السلوك البشري إلى حين وقع مشكله تكون لها بعض السلبيات على الواقع الاجتماعي .. ولكن عند وقوع المشكلة الفعلية يتدخل لوضع الحلول المناسبة لمنع تكرار مثل هكذا حوادث .. المشكلة إن المرجعيات الدينية أدخلت الكثير من التشريعات في مجالات خارج حدود الحدث الديني لتشمل جوانب عده لا علاقة لها بأصل التشريع كما جعلته وحدة قياس لكثير من الأمور الدينية .. عبر مفاهيم مشتبكة مع بعضها لتشمل جوانب أخرى بعيده كل البعد عن الدين أصلا .. على سبيل المثال .. جعلت المرجعيات الدينية من قوله تعالى .. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ.. وحدة قياس تدخليه في كافة نواحي الحياة وخاصة في حياة المرأة .. حيث منعت المرأة من مراجعة الطبيب لأنها تكشف عورتها أمامه .. ومنعت الرياضة لان الملابس الرياضية تكشف العورة فوق الركبة بالنسبة للرجال .. بل جعلت المرأة كلها عوره حتى صوتها .. بعد إن غلفها أهل الدين بالجلباب والنقاب والخمار الأسود ولم يكتفوا بهذا... فبعد تغليفها وصل بهم الأمر إلى إن يجعلوا رائحتها نتنه عندما قالوا ..أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة ومرة بالرجال وريحها تعصف فهي زانية حتى تعود وتغتسل .. بل يفضلون إن تكون رائحتها كرائحة البول




من بداية سورة النور إلى الآية 27 منها.. تتكلم عن إحداث امرأة قذفت بالزنا عند دخل شخص معين إلى بيتها بطريقه غير مشروعه.. ولا نعلم إن كان هذا الاختراق للفاحشة أم للسرقة ... إلا إن الإحداث سوف تكشف لنا الحقيقية بعد فهم الموضوع بأكمله .. بدا التنزيل بالتحقيق مع الذين قذفوا المرأة عن طريق الشهادة وطلب من الذين أدانوا المرأة بأربعة شهداء [ اتهام خارجي].. ومن زوجها أيضا على إن يشهد أربعة شهادات بالله إن كان من الصادقين والخامسة عليه اللعنة إن كان من الكاذبين [اتهام داخلي] من قبل الزوج.. بما إن الشهداء لم يكنوا متأكدين ... إذن القذف باطل لا صحت له ... من الآية 27 بداء التنزيل بتوضيح أسباب المشكلة .. نجد في نهاية الآية قول الله.. لعلكم تذكرون .. أي في الحادثة ذكرى لمنع تكرارها .. على إن يكون ذكراها دوما على الذكر كنوع من الوعي الاجتماعي لذلك جاء النداء لعامة المؤمنين .. قال الله


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{27}


..تستأنسوا ..جاءت من الإنس.. وهو ما يأنس به الإنسان بوجود أهل البيت بعد إقرار السلام عليهم والسماح له بالدخول بطريقه مشروعه ..لا يدع إلى الشك عند الاختلاط لأنه تم مزاولته بطريقه مشرعه وكذلك عند الخروج منه .. بما إن التنزيل حدد الطرق المشروعة لدخول البيوت.. لكنه في جانب أخر منع من دخول البيوت الخالية من أهلها كالقفز من أعلى السياج.. لان دخول رجل إلى بيت ليس فيه احد يأتي بالكثير من الشبهات كالسرقة أو الزنا .. لذلك أكد التنزيل في الآية على الأستاذان..... قال الله ... فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ... ربما لم يكن في البيت إلا أمراه فان الاختلاء بها يأتي بالشبه أيضا.. وقد لا تعطيك الإذن بالدخول وطلبت منك الرجوع ما عليك إلا الامتثال فورا .. وان قيل لكم ارجعوا فرجعوا .. ولا يسمح لك باقتحام البيت بالقوة للدخول فيه .. كما ولا يسمح لك بإقناع المرأة للدخول إلى بيتها .. من كلمه واحده.. قال الله ....وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ{28}

لا مانع عليكم من الدخول إلى بيوت غير مسكونة أو مهجورة لا يسكنها احد .. فيها متاع لكم عند نزولكم واستيطانكم فيها .. إنما المانع وقع على البيوت التي يسكنها الناس والله يعلم في مخالفتكم للتشريع سوء إن كان ظاهرا أو مخفيا

لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ{29}


لو لاحظنا في نهاية الآية 30 من سورة النور ..لوجدناها انتهت بقوله تعالى [إن الله خبير بما تصنعون ].. نستدل من هذا إن هناك حدث اجتماعي صنعه إنسان كان بدايته البصر ودافعه الغريزة الجنسية لذلك أمر الله بالحفاظ عليهما لأنهما كانا سبب لقذف امرأة بالزنا ... ولكن في الحقيقية ..أساس المشكلة هو الفارق الطبقي الاجتماعي الذي فرضه الفكر الوثني على الشعوب .. يمكن لنا توضيح الحدث في نهاية البحث

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{30}


اقتصر التحذير على الرجال بحفظ البصر والفرج .. ولكن نجد التنزيل شدد على النساء على اعتبار إن المرأة هي المبادر الأول في تحريك البصر والفرج .. بالرغم من تساوي الجنسين من الناحية الغريزية عند الالتقاء بنفس المطلب للإشباع الغريزي .. ولكن في الإثارة والاندفاع بالغريزة.. يكون عند الرجل أكثر بكثير من المرأة .. لذلك أمر التنزيل بعدم إبدائها.. من مخلفات الفكر الوثني هو التبرج لأنه يتناسب مع إباحة الزنا كأسلوب إغراء لإثارة الزناة... لم يتدخل التنزيل في التبرج حتى وقعت مشكله فعليه أثرت تأثير بالغ في مجتمع متدين .. حدد التنزيل موضع الآثار عند المرأة هو الجسم... وليس الوجه.. لذلك لم يأمر الله بتغطيته إنما ضرب الخمور فوق منطقة الصدر ومناطق الإثارة

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ

ربما يسال سائل لماذا تدخل الدين في حياة الناس وفرض تغطية أماكن الإثارة عند المرأة .. ليس المقصود من ذلك هو اهانة المرأة ولكن التبرج في الشعوب المتدينة يجعل الرجل أكثر عرضة للإثارة لان الزنا محرم فيه من ناحية ومن ناحية أخرى التبرج في الشعوب المتدينة يجعل المرأة أكثر عرضة للمعاكسات والتحرش من قبل الذين تراودهم أنفسهم على الزنا .. كما لا يخل الأمر من تصورات خاطئة تجعل الرجل في شك اعتقادي ظني يحوم حول الزنا في النتيجة تتضح الأمور عكس ما كان يتصور[أي بمعنى هناك نظره مسمومة غير حقيقية في الشعوب المتدينة على المرأة المتبرجة ].. بعد إن منع التنزيل التبرج في الأماكن ألعامه خوفا من الاعتداء لكن أجازه لمن لا يتوقع منهم الاعتداء ... قال الله

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء

نأتي إلى تفصيل أسباب المشكلة .. رجح المهتمين بالحدث الاجتماعي إلى إنه من أسباب دخول الرجل إلى بيت المرأة بطريقه غير مشروعه ...هي الإثارة التي وقع بها الرجل وما شاهده في المرأة المتبرجة من محاسن للجسم فلحق بها حتى علم دارها ثم انتظر مرة أخرى فرصة خروجها من البيت بعد ما دخل فيه ينتظر رجوعها ... قال الله فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ.. وإما لحق بالمرأة وبعد دخولها دارها طرق عليها الباب وطلبت منه الرجوع فلم يرجع .. فأقتحم الباب عليها بالقوة ...وإما استدرجها بالمسايسة للدخول فأدخلته ولما علمت بقدم احد إفراد عائلتها أخرجته من البيت بطريقه غير مشروعه... وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ{28}
... وإما الاحتمال الثالث ضربت المرأة برجلها الأرض في احد الطرقات .. لتعلم ما ترتدي من مصوغات ذهبية عن طريق [القرقشة بالعامية ] لتصدر أصوات ناجمة عن تلاطم القطع الذهبية أو الفضية .. فاتبعها الرجل وانتظر خلو البيت من أهله فدخله للسرقة ... جميع ما ذكرناه هي أفكار تبادرت إلى أذهان المهتمين بالحدث الاجتماعي [ حديث الساعة ] كاحتمالات وراده وقد تكون توقعات ظنيه اعتقاديه في الأسباب التي أدت إلى هذه الحادثة


وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{31}

بعد إن ذكر الله أراء المهتمين بالحدث الاجتماعي واطلعنا عن أخر توقعاتهم.. يفصح التنزيل عن أسباب المشكلة .. ليؤكد لنا إن هناك أسباب أخرى تصنع في الخفاء لم يستطع العقل البشري الوصول إليها ... نأتي إلى أصل المشكلة .. ترك الفكر الوثني فارق طبقي بين شرائح المجتمع كان له اثر بالغ على الطبقات الفقيرة

قبل توضيح كل شيء لا بد من معرفة بعض المصطلحات الدينية .. انكحوا.. مفردها.. نكاح.. ولا تطلق على المتزوج إنما تطلق على من لديه رغبه وشهوة تدفعه إلى الاتصال بالجنس الأخر.. ولا تطلق إلا في الخطبة وعقد النكاح ... ذكرت الآية الايامى .. ومفردها أيم.. وتعني ابن الفقير الخادم في بيت ثري ...كما ذكرت الآية إمائكم .. ومفردها.. أمه.. وتعني الخادمة في بيت ثري .. ولا يدخلان هذان المصطلحان ضمن مفهم ملك اليمين.. سبب المشكلة هو أحب شاب من طبقه فقيرة شابه من طبقه برجوازيه .. تقدم لخطبتها ولكن لم يجد إذن صاغية.. بسبب الفارق الطبقي .. استمر الشاب بمحاولاته المتعددة للحصول على القبول به ولكن لا جدوى من ذلك .. كانت فرصة التعارف وللقاء هو الشارع وكان للتبرج والأناقة ولا سيما كانت بنت ثري دور كبير بان يلقي الشاب بنفسه في عاطفتها .. بعد إن انكشفت العاطفة لجميع الناس منعت الشابة من الخروج إلى الشارع والى الأسواق .. تعثرت فرص للقاء .. اعتقد الشاب بعد الإقامة الجبرية ستجبر الشابة على الزواج من شخص أخر.. أراد خلق مشكله لعائلتها لمنع كل من أراد الزواج منها .. دخل بيتها بطريقه غير مشروعه وبتعمد .. قذفت الشابة بالزنا.. لذلك بدأت سورة النور بالزانية والزاني ... إذن جميع ما قيل بحق بالمرأة من قذف لا صحة له .. جميع أراء المهتمين بالحدث الاجتماعي لم تكن بالمستوى المطلوب للوصول إلى الحقيقية ...
جميع الآراء التي رجحت التبرج والأناقة بالحلي الذهبية وراء الحادثة الزنا والسرقة لا صحة له ..كان سبب الحدث الاجتماعي هو عندما رفضت العائلة البرجوازية زواج ابنتها من ابن الطبقة الفقيرة .. أراد خلق فضيحة تتعلق بعائلتها وسهامها تشير إلى الشابة ليبعد كل من أراد الزواج منها على اعتقاد في المحصلة النهائية ستكون من نصيبه

تدخل التنزيل لإزالة الفارق الطبقي في المجتمع والدليل وجود كلمة وان[ يكونوا فقراء] .. لفسح المجال إما كافة الطبقات للتداخل الاجتماعي .. وعلى الذين لا يجدون نكاحا [ ألا يكونوا] كالذي دفعته العاطفة والجنس إلى هذا السلوك .. كما فسح التنزيل المجال أمام جميع الذين لديهم رغبه بالزواج الفعلي التوجه إلى ملك اليمين في حالة عدم توفر الإمكانية المادية .. بدلا من الفضائح والمشاكل


وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{32} وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ


يمكن تلخيص بعض الأمور التالية

1-عدم إدخال قوله تعالى.... وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...في مفهوم العورة لتضيق الخناق على المرأة ... ومنعها من مراجعة الطبيب أو تقيد حريتها بالدراسة والوظيفة
2-الآية صريحة وواضحة عالجت الفارق الطبقي وفسحت المجال إمام الذين ليهم الرغبة بالزواج حق الاختيار من كافة طبقات المجتمع ومن ملك اليمين
3-لا يمكن استخدام الآية أعلاه كوحدة قياس لفرض النقاب لأنها تركت الوجه واقتصرت على الجيوب
4-تدع الآية إلى المعالجة الفعلية لمشاكل الشباب الذين لديهم الرغبة بالزواج .. عندما يكنوا غير قادرين عليه بسبب التدهور الاقتصادي
5-تطلب الآية الاستعفاف من الذين لا يجدون نكاحا ولا يكنوا مندفعين بغرائزهم وعاطفتهم وتطلب منهم السيطرة عليها إلى حين حصولهم ما يرغبون





.



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيضاحات على رد الكاتبة سامية نوري
- الاختلاط بين الدين السياسي والواقع..
- النصب والاحتيال في الكتاب المقدس
- رد على مقالة كامل النجار في..هل يمكن تاريخ القران أو الإسلام
- رد على مقالة سامي لبيب في.. الدين عندما ينتهك إنسانيتنا 18
- وفاء سلطان تحت المجهر
- السنة النبوية بين الإسلام السياسي والتنزيل 2
- السنة النبوية بين الإسلام السياسي والتنزيل
- الآبار وسطوت [ الكتاب المقدس]
- قالت اليهود عزير ابن الله
- يعقوب بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة راندا شوقي في .. الوعد في مجيء الرسول الجديد
- رد على مقالة كامل النجار في.. الجهل والخوف هما حجر الأساس
- رد على مقالة كامل النجار في.. اله الإسلام في الميزان
- حرية المرأة بين النقاب والدين
- رد على مقالة كامل النجار .. في الإسلام لا يحترم العقل
- رد على مقالة كامل النجار في .. ما هي مهمة الأديان
- رد علئ مقالة ميس اومازيغ في الاسلام و العقل
- رد على مقالة عهد صوفان في .. التشكيك بالأديان أسئلة رافقت ال ...
- زواج إسحاق بين الكتاب المقدس والتنزيل


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2