أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - قصيدة نثر عن الحب والزمن














المزيد.....

قصيدة نثر عن الحب والزمن


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 21:00
المحور: الادب والفن
    


جردة حساب ، على مشارف عام جديد /

.....................

ـ " الحب فن بواسطته نعيقُ تقدم الزمن "

تلك حكمتكَ التي أبقتْ روحكَ قوية جدا ،
و هو ما أنجاك من النجاة ،
وذهب بكَ إلى أصعب الحب .

هو ما قادكَ إلى ابتكار نموذجكَ الفاتن ، نموذجك المستحيل ، الذي لن تجده دون أن تقتل ، في طريقكَ إليه ، كل النماذج ..

ـ " اقتلوا الزمن بالحب "

تغني أين ما حللتَ ، وها أنتَ من نافذة قطار ، ترى إلى صبي أشقر الروح على دراجة هوائية ، ذاهبا إلى موعده الغرامي الأول ، البريء : يشقُّ طريقه ، وسط زحام الحياة ، مثل نبلة تعرفُ أن القلب البديع ، القلب الذي ينتظر طعنتها ، لم يولد بعد ، لكنها تزحفُ باتجاه المكان المختار ، حيث يمكن أن تحدث معجزة ولادته .

لا السجون التي استضافتكَ ، وأنتَ تحترفُ غواية السفر عبر الحدود ، أوقفتْ نمو أحلامكَ المستحيلة خلف القضبان : لا الجوامع ، لا المعابد ، لا الكنائس ، التي صليتَ وسجدتَ على ترابها ، تمكنتْ من ترويض حصان ذاتك المنطلق أبدا ، إلى ما خلف الأديان والعقائد ، لا .. و لا البلدان التي دخنتَ سجائرها ، شربتَ رديء كحولها ، وتعرّفتَ على صبايا أرصفتها ، غيّرت من عاداتك في الطيران وأنتَ جالسٌ في مكانكَ .

حملتَ حياتكَ ، مثل موّزع للبريد :

عند كل باب لكَ دمعة خذلان ، وفي كل مكان لكَ لحن تعزفه غربتكَ عن جميع النساء اللواتي أبتكرتَ ، ثم انصرفن عنكَ إلى العطور وإلى الملابس ، لأن الروح كانت ، أبدا ، هي عطركَ الأقدس ، لكن ذلك لم يمنع من أن تكون لكَ مقايضات سرّية مع الجسد ، تبرمها رغبتكَ في أن تكون مخلصا لهذا الفن ، حتى وأنتَ في ذروة الحِداد على هذا العالم البائس :

تمنحُ القبلةَ امتياز أن تخلقَ الرحيق الوردة ،
ومن الهمسة
أن تعيد ابتكار العاصفة .



نظرتكَ إلى الوجود تلخصها صبية رأيتها في منام ، لا أحد يعيره أدنى أهمية ، لكنكَ طاردتها في الكتب والسينما ، في الإفلاس والحانات : في الخائبات ، وفي الشوارع الخلفية ، حتى إذا قابلتها أخيرا منحتَ نفسكَ امتياز أن تكون خاسرها الحقيقي ، لتربح روحُها النجاة من مأزق الشنق بحبل أغلاطها الفاتنة ، أغلاطها التي منها تولد البراءة ، ويبدأ الانشقاق عن القطيع :

ذلك ما يمنحكَ وُحدة لا تطاق .

هو ما يمنحكَ دموعا لن تسفحها إلا بعد أن تتأكد من أنها نظيفة ، فأنتَ المستكشف لزلازل لا يمكن وقوعها إلا في أرض تبتلع نفسها أمام خضّة الطفولة ، إذ تقتحم عالم الكبار ، لتربكَ القوانينَ : تطيحُ بالوهم ، ثم تضع الجميعَ على محك أنفسهم .

ذلك ما يؤكدكَ غريبا في السائد من الشِعر ، وفي الشائع من الحب .

ـ " مازلت ُ كما أنا ، أُعيقُ تقدم الزمن إلى الأمام "

تكتبُ إلى أصدقائك من كل مكان ، و في خيالك صبية : ربما كبرتْ ، ربما ماتت ، ربما اُغتصبتْ ، ربما شاختْ ، وأنتَ على دراجتكَ الهوائية مازلتَ تطوف خوابي العالم ، ذاهبا إلى موعدكَ الغرامي الأول البريء ، مثل صرخة ، تشتتُ نفسها في كل الجهات ، مصممة على أن تلتقي بأصدائها ، لكن هيهات : لا صدى .. وما من يسمعون .

.............................................
[email protected]



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغنية جان دمو
- اغنية السيدة ذات القلب الأعظم ..
- نظفوا الورقة .. !
- ديموزي : بورتريه شعري
- لا ملاك ، لا شيطان ، لا أحد ..
- لعبتُ معكِ لعبة الغرق ..
- عشتار : بورتريه شعري ..
- المثقف النظير ، الشاعر النظير ، الصعلوك النظير .. إلخ
- تعَ ولا تجي / في الذكرى السنوية لعيد ميلاد السيدة فيروز ..
- اغنية فقدانكِ ..
- لمعانُ غيابكِ يدلّ على أنكِ اللؤلؤة ..
- مو سيقى سومرية ..
- عندما طعنتُ قلبها ..
- ... معنى أن تكون شاعرا
- كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..
- في الصباح اجدني نائما عند أقدامكِ ..
- العالم عندما القصيدة نثرا / 40
- العالم عندما القصيدة نثرا / 39
- العالم عندما القصيدة نثرا / 38
- العالم عندما القصيدة نثرا / 37


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - قصيدة نثر عن الحب والزمن