أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - صناعة الدكتاتور














المزيد.....

صناعة الدكتاتور


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


لا بد من صنم
لكي نموت دونه
ونسبق الأمم
بهذه الأبيات للشاعر موفق محمد أرد على الإعلامية والكاتبة هيفاء الحسيني وموضوعتها صناعة الدكتاتور ، وهيفاء الحسيني تحدثت عن شعراء الفصحى وما أكثرهم ممن مدح الطواغيت واحدا تلو الآخر ، ولأني أزعم أني شاعرا شعبيا ومن المتابعين لحركة الشعر الشعبي العراقي ، لذا سيكون ردي لها منصبا في هذا المضمار وفترة حكم البعث الفاشيست تحديدا ، بحديث أدلى به لخاصة أصدقائه الشاعر حميد سعيد يقول بما معناه ، إن نظام البعث المجتث ، وعلى المجتث أضع ألف علامة استفهام ، لأني أجد الآن اجتثاثا للوطنيين دون البعثيين ، يقول حميد سعيد أن النظام المهزوم لم يجبر أحدا للكتابة ومدح الطاغية ، وربما أشاطره الرأي بذلك ، ويمكن لنا أن نصنف الشعراء الشعبيين لعدة أصناف ، الصنف الأول غادر الساحة الشعرية تماما لينئوا بأنفسهم من الوقوع ببراثن المدح المسقط للشاعر أخلاقيا ، فمدح الطواغيت أشد كفرا وتعسفا بمصائر الشعوب ، الصنف الآخر غادر العراق مرغما ، أو طائعا ، وهم القلة من اليسار العراقي الذين جابوا منافي الدنيا ، والصنف الأخير وهم الغالبية المتكسبة بهبات القائد اللا ضرورة ممن تطوع وتبرع طائعا للمدح المقزز والمشوّه للذائقة العامة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، متى بدأ الشعراء الشعبيون بمدح طاغيتهم المهزوم ؟ ، ولأني على إطلاع كما قلت بهؤلاء ونتاجهم أقول ، أن البكر الذي مهد لصدام كان لا يسمح بمدحه بداية ، إلا أن الشاعر فلاح عسكر كتب قصيدة أهداها للبكر وبثت من خلال إذاعة العراق ، حقبة تولي هذه الإذاعة محمد سعيد الصحاف ، مما حدا بالبكر أن يستدعي فلاح عسكر ويكرمه بتعيينه في دور الثقافة الجماهرية ، التي كان عبد الكريم مكي رئيسا لها ، ( هذا أنه وردة وفه تكطعني لو تشتم / منذور كل العمر لعيون أبو هيثم ) ، وما أن سمع المداحون هذه المذلة التي منحت لفلاح عسكر ومقدارها ألف دينار عراقي (3300) دولار أمريكي ، حتى تسارع الجميع لكتابة قصائدهم للبكر حينها ، ومعلوم ( الطرازانيات) الصدامية التي أطاحت بالبكر ليأتي صدام خلفا له ، وأذكر قبيل أن يشعل صدام فتيل الحرب ضد إيران ، وبوقت أستيزار لطيف نصيف جاسم للثقافة أقامت وزارة الثقافة بما يسمى مهرجانا قطريا للشعر الشعبي ، حصل كل شاعر شعبي من هؤلاء مبلغ ثلاثون ألف دينار عراقي ، وحقيبة دبلوماسية بداخلها مسدسا وسوارا ذهبيا ، وهناك من كتب أكثر من قصيدة لتشارك معه زوجته أو أبنته بهذا المهرجان ليحصل على مذلة القائد ، ولست بصدد ذكر من شارك بهذا المهرجان كي لا ألوث مقالتي بأسماء لفظها الشعب العراقي ، والغريب بل الأغرب هم الآن نفسهم يمارسون نفس صفاقتهم السابقة مع القادم الجديد ، ولكي لا يطول بنا المقال كما يقال سأذكر هذين البيتين قيلا لصدام حسين حينها ، مما دعاه أن يعطي ذلك الشاعر ثلاثة هدايا ، بمعنى أنه أخذ كحصة ثلاثة شعراء ، وقف ذلك الشاعر أمام طاغيته قائلا له ، سيدي إني أرتبط معك بثلاث روابط ، أولهما أنا عسكري وأنت قائدي ، وأنا عراقي وأنت رئيسي ، وأنا بعثي وأنت من يقودني ، ثم بدأ قراءة أبياته مؤشرا بيده صوب صدام حسين ، ولكي يتذكر الجميع كانت تجلس خلف صدام حسين مباشرة المذيعة الجميلة ( خمائل محسن ) ، وأذكر من تلك القصيدة هاذين البيتين ،
موعجيبه إيلوذ بكتارك ذليل
أنت ياما تلوذ بكتارك دول
انت مثل الكاع لو رادت تميل
الساتر الله من يمر بيك الزعل
نعم سيدتي هيفاء الموسوي نحن من يخلق الدكتاتور ، وقديما قيل لفرعون ، لماذا تفرعنت على الناس ؟ ، أجابهم لم أجد من يقف بوجهي ، دعوة صادقة من القلب أقول ، دعونا نبني وطنا بلا فراعنة جدد .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني
- الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
- صوت الحقيقه / مهداة للصديق الشاعر عريان السيد خلف
- توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
- البعث ، والحصان الخاسر
- اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية
- حمد / مهداة لشيوعي العراق
- ( وقفوهم أنهم مسئولون ) تهنئتان
- ( لزكة مومن )
- ( صبرا أيها المتقاعدون إن موعدكم العذاب )
- ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )
- ( السيد نوري المالكي وأحلامنا الوردية )
- ( المشاكس )
- الى السيد أسامة النجيفي وبرلمانه / ( أصرخوا لأجل العراق )
- ( العدها حبايب ...!!! )
- ( سطوح أهلنه ) / مهداة للشاعرة المثابرة الأخت وفاء عبد الرزا ...
- هلاهل / لك يا رحاب كل هذه العطور
- التأريخ الشعري وصنعته المعقدة الشاعر محمد علي النجار أنموذجا
- ( وداعة الله )
- الشمس تبدد عتمة وعقد التخلف


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - صناعة الدكتاتور