أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق إطيمش - تاء التأنيث أللعينة ...














المزيد.....

تاء التأنيث أللعينة ...


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 15:46
المحور: كتابات ساخرة
    


تاء التأنيث اللعينة
ما كان يُسمى بالبرلمان العراقي في العهد الملكي المقبور إقتصر في تعيين معظم أعضاءه من قبل رأس السلطة الحاكمة آنذاك على رؤساء العشائر الذين لم يكن يعنيهم العمل البرلماني ، الذي يجهلونه تماماً ، بقدر إهتمامهم بالمجيئ إلى بغداد في فترات إنعقاد البرلمان ليسكنوا أجنحتهم في الفنادق التي خصصتها وتكفلت بها الحكومة لهم طيلة المدة التي يمارس بها البرلمان أعماله . وانتظارهم نهاية الشهر الذي يستلمون به رواتبهم ومخصصاتهم عن عملهم النيابي . كان هؤلاء الشيوخ يدخلون قاعة البرلمان ويخرجون منها دون أن يعوا ما جرى فيها من نقاشات سطحية يقودها بعض " ألأفندية " في هذا البرلمان العتيد لتضفي عليه الطابع الإعلاني الذي تتناقله الصحف والإذاعات معلنة عن النشاط البرلماني لهذه المؤسسة التي لم تكن في الواقع إلا مدعاة للتهكم والنكتة من قبل العراقيات والعراقيين الذين أخذوا ينشرون القصص الواقعية والخيالية عما يدور في جلسات المؤسسة التشريعية العراقية آنذاك . فعلى سبيل المثال كانت القصص الكثيرة تُروى عن النواب النائمين أثناء جلسات المجلس. وعندما يجري في جلسة ما التصويت الشكلي لإتخاذ قرار مُقرر مسبقاً يتلقى هذا النائب النائم " ضربة عِكِس " على خاصرته من النائب الجالس جنبه ، يفز على أثرها النائب النائم مرعوباً رافعاً يديه وصارخاً بأعلى صوته "موافج ، موافج " . حتى أن هذا المشهد ظل يتكرر مع النواب النائمين حتى بعد إنتهاء الجلسات . فحينما يهم زملاؤهم بإيقاظهم لكي يخرجوا من القاعة يصرخون بدون وعي منهم " موافج ، موافج " . وحينذاك فقط يعلمون أن " ضربة ألعِكِس " هذه ليست للتصويت بل للخروج من القاعة .
إلا ان هناك حادثة تروى وقد يشكل شيوعها في ذلك الوقت القناعة بصحتها ، لاسيما وإن أكثر هؤلاء الشيوخ النواب لم يكونوا جاهلين بالسياسة والعمل البرلماني فقط ، بل أنهم كانوا أُميين بمعنى الكلمة . ألحادثة تقول بأن الحكومة العراقية قررت آنذاك فتح جامعة بغداد وهيأت لذلك مشروعاً ينبغي موافقة مجلس النواب عليه . وفي الجلسة البرلمانية المخصصة لنقاش هذا المشروع إعتلى المنصة وزير المعارف سابقاً ( أي وزير التربية بلغة اليوم ) ليشرح هذا المشروع . وحينما سمع بعض هؤلاء الشيوخ بنية الحكومة على فتح جامعة قام أحدهم وصاح بأعلى صوته بأنه يتبرع " بالسجاديد " ( وهي الأفرشة التي تُفرش في الجوامع ) ، وهذا التبرع حفز نائباً آخر ليقف ويقول بأنه يتبرع " بالبرگان " ( أي الأباريق التي تستعمل للوضوء ) . وصاح ثالث بأنه يتبرع بالتُرَب ( ألأحجار التي يستعملها الشيعة للصلاة ) والسِبَح . واستمر ضجيج التبرعات من قبل الشيوخ مما دعى وزير المعارف لأن يصيح بأعلى صوته : يا ناس جامعة ، جامعة ، مو جامع . وهنا وقف أحد النواب مستفسراً عن الفرق بين الجامعة والجامع . فأجابه الوزير بأن الجامعة هي مدرسة عالية . فرد عليه النائب قائلاً : " معالي الوزير ، ليش كل هاي المصاريف والبنيان الجديد ، خو ناخذ مدرسة من هاي المدارس العدنه ونحطلها تعلاوة ، وأبوك الله يرحمه "
فهل تغير تعريف الجامعة اليوم ، خاصة عند وزير التعليم العالي الجديد ، عن تعريفها من قِبل " نواب الشعب " بالأمس ...؟ معطيات الواقع تجيب بلا على هذا السؤال . والسبب في كل ذلك واضح ولا يحتاج إلى بحث طويل . فالجامعة ، حسب المفهوم "العلمي " في لغة الساحة السياسية العراقية اليوم هي مؤنث . والأنثى ناقصة عقل ودين . لذلك فإن الرجل مسؤول عن حشمتها وصيانتها من التبرج والخلاعة والإختلاط بالجنس الآخر . هذه الوصايا التي تلقاها الدكتور وزير التعليم العالي الجديد تنسجم تماماً والتطلع نحو بناء جيل المستقبل الذي يجب أن لا يعرف ماذا يعني الإختلاط ، او بالأحرى يجب ان يتم تعليمه بكل الوسائل مساوئ وآفات وأضرار وعقوبات وكل ما يترتب على هذا ألإختلاط اللعين الذي يريد الكفار فرضه علينا والذي سيجرنا إلى الإبتعاد عن تقاليدنا والتنكر لتراثنا والهبوط إلى المستويات الدنيا في هذه الحياة التي قدمت لنا ألأمثلة الكثيرة على مساوئ هذا الإختلاط اللعين داخل وخارج وطننا . الجامعات العراقية التي ينتشر فيها الإختلاط وتكثر فيها الميوعة هي من صفات الأنثى التي يجب ان يُصار إلى كبح جماحها قبل أن يستفحل خطرها، فالأناث لا يؤتمن شرهن وإن كيدهن لعظيم . وربما يجري البحث الآن في أروقة وزارة التعليم العالي حول إمكانية التخلص من جنس الجامعة وإعطاءها جنساً جديداً ينسجم وتطور المرحلة التي تمر بها جامعات القرن الواحد والعشرين من عمر البشرية ، ويلبي متطلبات الحفاظ على التراث والقيم والتقاليد التي فقدها المجتمع العراقي طيلة فترة ممارسة هذه الأنثى اللعينة الجامعة لكل هذه الموبقات ويتماشى مع التوجه الرجولي الذي إنعكس بشكل واضح على الوزارة العراقية الجديدة . وقد تشير نتائج هذا البحث مستقبلاً إلى التوصية للسيد وزير التعليم العالي الجديد برفع تاء التأنيث هذه عن الجامعة لتؤدي دورها المطلوب منها في التعليم العالي والبحث العلمي بجنسها الذَكَري الجديد ، وأبوك الله يرحمه.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الديمقراطي العراقي بين الشك واليقين
- بحث البطون وبحث العقول
- خطاب العقل وخطاب القتل
- اليعقوبي يفتي لنفسه
- نعم...نحن بعض المأجورين...فمَن أنت يا رئيس مجلس محافظة بغداد ...
- قوانين الدكتاتورية في خدمة ديمقراطية الملالي
- فرسان جُدد لحملة قديمة ...
- الأعراب أشد كفراً ونفاقاً (التوبة 97) وعائض القرني خير مثال ...
- صورة واحدة لطا غيتين
- ايها الكورد ...البعثيون قادمون لكم ، فتأهبوا لأنفال جديدة
- المقصود كان عيد الأضحى .... إصبروا فالعجلة من الشيطان
- شيئ من الفلسفة ... فلسفة المرأة مثلاً
- الدولة الدينية دولة دكتاتورية شاءت ذلك أم أبت
- إنقاذ عمال المنجم المنهار في شيلي درس حي في إحترام الإنسان
- مع الحوار المتمدن دوماً
- الموقع الإعلامي الحر روج تي في سيستمر صوتاً هادراً للشعب الك ...
- تمديد الثورة الكوردية لوقف إطلاق النار .... محتواه وأبعاده
- تصرفاتكم أخجلتنا ....فمتى تخجلون أنتم يا ساسة العراق ...؟
- كفوا عن هذا اللغو البائس
- إطعام جائع ....أو بناء جامع ...ما الأحب عند الله ...؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق إطيمش - تاء التأنيث أللعينة ...