أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - إنّا معكم محتفلون














المزيد.....

إنّا معكم محتفلون


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 07:38
المحور: حقوق الانسان
    


أعلنت أكثر من جهة عراقية إرجاء الاحتفال بأعياد الميلاد هذه السنة لأسباب عدة؛ منها ظاهري، وفيها خفيّ ينمّ عن خشيةً مستقبل لا يستقدم أفراحه؛ وهي مأساة جديدة تضاف إلى مآسي هذا البلد، بعد أن صارت فيه الأعياد مدارات حزن سرمدية، كأنها متبوعة القدر بحرقة شاعر يناجي عيداً مقبلاً:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
وكأني الراغب بإعادة هذه القصيدة، ليس في ذم كافور الإخشيدي حاكم مصر في زمانه، والذي هجاه شاعر العرب الأقول المتنبي في أروع هجائية موثقّة في أرشيف العرب، ولكن لأنه هجاء يستحقّه زمن نعيشه.. زمن يحكمنا بما استنكره الشاعر، مخذولاً من عطاياه؛ كزمن غير منصف.. يهجر الناس فيه أعيادهم طوعاً ومكارهة.. أما الأحبة فالبيداء دونهم، وأما الهجرات فتترى.. فلا عيد له ما دام يسأل:
يـا سـاقِيَيَّ أَخَـمرٌ في كُؤوسِكُما أَم فـي كُـؤوسِكُما هَـمٌّ وَتَسهيدُ؟
فلا ما يسرُّ، ولا ندمان يعيِّدونَ معه.. ما أوحش أن يتنازل الندامى عن عيدهم.
آه ..كم في السنة من أفراح حتى نتنازل عن أعيادنا؟!..
كم علينا أن نتنازل؟! ..
نتنازل حزناً ونتنازل مخافة أحياناً..فإلى متى نؤجل أعيادنا.. ونوفرأفراحنا بمثل لوعته وهو يقول:
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
لأنه نزل بكذابين ضيفاً..ولأننا استضفنا بعضهم فوق رؤوسنا؛ ممن يقولون سننصف، ولا ينصفون..
وها نحن نتشتت ونبعثر أعيادنا..ننفضها وجعاً وحرقة على الأيام.. فهل سنواصل التنازل؛ أن نحتفل باطناً لذواتنا الخائفة..نختصر العيد حلماً وأمنيات.
كيف سنختصر الضوء العابق من شجرة الميلاد؟.
هل سنقول لمن سيولد؛ لا تنولد..ابق وغياهبك..لا تنبعث إلينا أملاً..أبق روحاً أجمل للكتمان..ولتكن مشيئتك نسياناً مثل مشيئتنا ؛ نؤجل إطلالتك البهية..كل شيء قابل للتأجيل حتى أنت يا ميلاد النور.. نم قرير العين..واترك مريم في مخاضاتها تهزٌّ إليها جذعاً يابساً كلما حرَّكته صرَّ من العطشّ. ابق في عطش أمك غائباً..فلن نحتفل هذا العام..تأجَّل ولا تسأل عن السبب..فالشياطين تسكن في التفاصيل..تفاصيل سيقول ضمنها ناس كثر..لا بل احتفلوا فنحن نحبكم؛ فرحين بكم، وفرحون لكم..فقل احتفلوا إنّا معكم محتفلون.
وليسمح لي القارئ ببعض البوح، وأطلب الإذن لأن المقام هنا أجلّ من أن يقال فيه وجع مفرد، أنه حزن جمعي عميم، ولكني أريد أن أقول إني ومنذ سنوات طويلة أعيش في محيط هولندي يقدس أعياد الميلاد ويصنع لها كرنفالات بيتية مجيدة، لم أقم لها الطقوس، كنت أكتفي بمبادلة الأصدقاء تهاني السنة الجديدة. هذه السنة، وبطلب فريد من أبني الأصغر آدم (6 سنوات) أحضرت شجرة ميلاد مضيئة إلى البيت وها أنا أرقبها وأكتب..هامساً: قل احتفلوا إنّا معكم محتفلون.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجتماع السياسي العراقي
- وبالمسنين إحسانا!
- لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة
- مبارك للمعارضين أيضاً!
- الزواليون
- أرْغْنُ سيِّدَة النجاة
- قرض المريض وقرظه!
- إن سعيكم لشتى!
- انتصار إنساني
- كلّه قبر مالك
- نقص القادرين
- علاج المدمن .. مهمة الدولة
- آثارهم!
- نبرة اليمين..تشدّد واقع
- سعادة العمل
- في العراق..كلّنا طبيب نفسه!
- كتابة للنسيان
- إرهاب الدواء في العراق!
- طائر التمساح!
- جدل بيزنطي


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - إنّا معكم محتفلون