أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - مونولوج لأجل الموت في الصحراء














المزيد.....

مونولوج لأجل الموت في الصحراء


حاتم سالم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 12:47
المحور: الادب والفن
    


قال : قبل أن أن تفصل روحك عن جسمك , تأكد ان ما رأيته صحراء فقط !. من كان صاحب الصوت , ليس من المعقول أن يكون صوته هو , فأنا لوحدي هنا في صحرائي. أجيبه : نعم , أنا في صحراء , أعكف على البحث عن عشبه خضراء ولم أجدها , حتى اذا حفرت الرمل لم أجد الا رملا وحسب !

عندما يقترف عمى الألوان عملية سطو على أعيننا , يعلمنا الخطيئة , أن نرى الأشياء لا كما يراها انسان العالم. قال : لتعلم ان العمى بداية الطريق إلى الصحراء , وأنت في مشيتك ستدغدغ شظايا الرمل المتطايرة مرقابك فتطعنه مرارا حتى يفلت أمل التشافي من ذهنك من شدة الألم.

دربي , لا لوائح خشبية فيه ترشدني إلى دوامة الرمل التي قرأت عنها مسبقا في كتاب للأساطير. كل ما أعرفه عنه , انه يدعى , طريق : " اتبعني للجحيم !". قال : أينما ذهبت يمينا وشمالا فذلك هو مسارك الصحيح , ألا ترى الرمل في مكان ؟ . فلا تمني نفسك بالبحث عن عشبه , هلّا علمت ان الرمل هو فتات عشب اصفَّر من الجدب. فقط انهي حياتك حيث الجحيم في نهاية الدرب.

" اتبعني للجحيم" , اتبع من ؟ , قدري الذي يلوح بالموات كلما نظرت للسماء أم اتبع رغبتي الآثمة في انهاء حياتي. حسنا يشترك الاثنان بالهدف , القدر والرغبة , أمر جميل حقا , وكنت اتساءل منذ متى يوافق القدر رغباتنا , ها هي الاجابة اذن , ان القدر يتغذى على الأراوح , يوافقنا في المسير ويرشدنا اليه طالما ان الموت رغبة الاثنين.

قدماي كأنهما كتلة حجرية متدحرجة. واني لمتأكد تماما , انهما سيتوقفان عندما يصطدمان بأول تلة مرتفعة. هذا شأن الانسان يقبل على دوامات الصحراء وكله ثقة , لكن سرعان ما يتراجع وترتد قدميه للوراء بشئ من التردد حالما ينظر لفوهة القتل الذاتي !

أظلمت الأراضين , توقف عن المسير. قال له : لم اظلمها الا لتقبل على مصيرك دون ان تستطيع رؤيته , لكي لا يكون سببا في تراجع قدميك.
خطرت للقدر فكرة , جمع الرياح الرملية , ودفنه قبل أن يصل للدوامة. ثم تأوه كثيرا !

قال أخيرا , قبل النفس الأخير : فقدان الأمل نوع من الصحاري التي نراها لكن , ليس بالضرورة ان نموت فيها كما نريد , القدر شقي , شقي جدا !

‏28‏/12‏/2010 الثلاثاء , صباحا



#حاتم_سالم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب عينين احدهما حزينة !
- لسنا أكثر من شوداريين يحرثون الجبال !
- لا شئ يوقف الأنين !
- زمانية المكان والأشياء والبحث عن حالة فوتوغرافية
- صياح الحمقى وحديث عابر عن الأصوات
- دماء مرتجعة وحب !
- شئ من أنا والكتابة
- برهان العسل : التابو المباح


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم سالم عبدالله - مونولوج لأجل الموت في الصحراء