أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال شاكر البيابي - المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل














المزيد.....

المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدرس المناهج الدينية للأطفال في المرحلة الابتدائية بأسلوب تحريضي " دعوي " ضد الآخر المختلف والكافر والزنديق والمشرك..إلخ ولا يمكن أن تجد منهجا واحدا يدعو لقيم التسامح والمحبة وحق الإنسان الأصيل في المغايرة ، أو على أقل تقدير يناقش أوجه الاختلاف بين الأديان والمذاهب نقاشا موضوعيا بأسلوب منهجي يسمو على لغة التحريض والطعن .
أو لنقل يحترم الاختلافات بين المذاهب الإسلامية الأخرى حرصا على وحدة الوطن الذي يضم أطيافا متباينة من المذاهب الإسلامية ، لكن كل ذلك مجرد أحلام وشطحات خيال ، إذا ما نظرنا للايديولوجيا السلفية المسيطرة على مناهج التعليم والإعلام عندنا .
فأهم سمات التعليم الديني السلفي في مدارسنا ، التلقين ، والإملاء ، والتحريض ، وغسل الأدمغة ، وترهيب الأطفال منذ نعومة أظافرهم في المدارس الابتدائية من الحياة والآخرة والله. وتلقينهم أفكارا متطرفة من مثل أن "الفرق الضالة " والمسيحيين واليهود كلهم في النار، لأنهم أعداء الله ورسوله ، والله تبارك وتعالى يقول : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (1 ( هذا فضلا عن تكفير أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى – وإن كان بشكل مبطن في الآونة الأخيرة - مثل الشيعة والصوفية والأشاعرة( الذين هم أصل المذهب السني!).
إن من أدبيات الأصولية السلفية ، إخضاع الآخر بذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا مصيره النبذ والنفي، أو الاستئصال ، وأبرز مؤشراتها - في واقعنا السعودي- الرهاب الفكري إزاء الحياة والآخر المختلف ناهيك عن الصورة النمطية المخيفة التي تقدح في أذهان ووجدان الأطفال عن الآخرة وعذاب القبر وسطوة الإله ووسوسة الشيطان التي تقدم لهم كمسلمات عدم الإيمان بها - لاسمح الله - له عواقب وخيمة في الحياتين!!
وعندما نتصفح كتاب الدين للصف السادس الابتدائي(الذي يشمل مقررات التوحيد والفقه والحديث والتجويد) سنجد أن أكثر كلمتين تكررتا بشكل مستمر في صفحات الكتاب برمته هما الشرك والكفر..!
ومواضيع (مقرر التوحيد) على وجه التحديد ، تبالغ في تلقين الأطفال كيف يخشون الله ويرهبونه ، لا كيف ولماذا يحبونه ، والتحذير من أنفسهم الأمارة بالسوء، وأفكارهم البريئة، وتساؤلاتهم "الشيطانية"، بأساليب فجة وموغلة في الخرافة ، ومن خلال فهرس المقرر سنرى الزخم الهائل من الترويع الذي يغسل به عقول أطفالنا(2)، ولنتخيل بعد ذلك مصير هذه العقول الغضة .
في صفحة (26) يقول المؤلف في مقرر التوحيد للصف السادس الابتدائي عن شرك المحبة:" المحبة هي أصل العبادة ولهذا يجب على المسلم ألا يحبَّ أحداً أكثر من حبه لله ولا مثل حبه له وإلا وقع في الشرك" وفي صفحة (27) يقول عن الشرك الخفي ، مستشهدا بحديث منسوب للنبي الأكرم (ص) :" الشركُ في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل" وفسر ابن عباس هذا الشرك بمثل قول الرجل لصاحبه :"ماشاء الله وفلان". بهكذا مواضيع ضبابية يلقن أطفالنا في الصف السادس الابتدائي.
علما إن هذه المناهج - كما يقال- خضعت لغربلة فكرية جادة ، وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وما صاحب ذلك من ضغوطات خارجية وداخلية أيضا تطالب بتغيير المناهج والتي ما برحت تقض مضاجع مسئولي التعليم عندنا، وعلى ضوء ذلك نقحت من الشوائب ومن الأفكار المنغلقة على أيدي كبار الأساتذة والمشرفين التربويين لكي تتواءم مع متطلبات العصر وحاجياته من جهة، وتعكس صورة التسامح والمحبة في الدين من جهة أخرى ، ناهيك عن كونها مشعلا تنويريا يحتاجه الناشئ على الصعيدين الدنيوي والأخروي..!
بدءا ينبغي علينا أن نتساءل عن الهوية الفكرية للمشرفين التربويين والأساتذة والعلماء " الربانيين" الذين أشرفوا ووضعوا اللبنات الأولى لمناهجنا الدينية التعليمية، وواقعا هم خير خلف لخير سلف.
ومن الضروري أن نتساءل :
لماذا حواضننا الدينية في مجتمعنا السعودي مفرخة للإرهاب؟!
وهل الإرهاب دخيل وطارئ على نسيجنا الاجتماعي كما يتساءل أحد "التنويريين "؟
ثم أليس الحديث عن وحدة وطنية ، يعد نوعا من التزييف والضحك على الذقون ، طالما استمر تدريس الأطفال لمذهب واحد يقصي بقية إخوانه ، شركاء الدين والوطن؟
وهل من المبالغة في القول إذا زعمنا أن تطعيم الأطفال بالكراهية والحقد ضد أخوانهم من المذاهب الأخرى ، يعد طعنا في قلب الوحدة الوطنية ، بعد أن تحولت مدارسنا إلى دور تبشيرية"دعوية" تحريضية؟!
لقد طالعتنا الصحف المحلية قبل أيام" بأن سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ دعا إلى تخصيص قناة فضائية للتصدي للأفكار الضالة." ولستُ أدري ، إن كان سماحة المفتي - حقا- لا يدري بأن أول بذور "الأفكار الضالة " تنمو في أحضان مدارسنا ..!
وكيف يمكن تحقيق أقصى قدر ممكن من مناخات التعايش والوئام بين أبناء الوطن والتعليم الديني يشوه ويطعن في كل مفاهيم التعايش بين المختلفين؟!


هامش:
(1) العنكبوت : 46
(2)الدرس الأول : أهمية التوحيد .
الدرس الثاني: الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يدخل في الإسلام.
الدرس الثالث: طلب القربة والشفاعة من الأصنام .
الدرس الرابع: أنواع الشفاعة.
الدرس الخامس: كل عبادة لغير الله ضلال.
الدرس السادس: عبادة الأنبياء والصالحين والأشجار شرك.
الدرس السابع : غلظ شرك أهل الزمان.
الدرس الثامن:الشرك وأنواعه.
الدرس التاسع: الشرك في الطاعة والمحبة.
الدرس العاشر: الشرك الأصغر والشرك الخفي.
الدرس الحادي عشر: الكفر وأنواعه
الدرس الثاني عشر: بقية أنواع الكفر الأكبر.
الدرس الثالث عشر: الكفر الاصغر.
الدرس الرابع عشر: النفاق وأنواعه.



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الفلسلفة «العدمية» لنيتشه
- أنا أفكر، إذن أنا موجود
- لا يوجد في البنات صغيرة !!
- من يذكي النزعات الطائفية في أوطاننا ؟!
- حرق القرآن الكريم..كلنا ندين بشدة ولكن..!
- الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!
- شخصنة الاختلاف
- عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم
- (المرأة ومجتمع التناقضات)


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال شاكر البيابي - المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل