أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - أيتام على مائدة اللئام















المزيد.....

أيتام على مائدة اللئام


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 16:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تأجيل ثم تجهيل ثم إلغاء..هذا هو الخط المرسوم المطلوب من رئيس الوزراء اللبناني السير عليه، بعد أن تحالفت المصالح السينية" السعودية ــ السورية" فيما بينها رغم تنافر التوجه في أسسه وغاياته، لكن الضغوط المُمارسَة أتت أكلها وباشرت اندفاعها للظهور على السطح، فبعد أن كان موعد صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخامس عشر من الجاري، تم تأجيله بناء على ارتباط المصالح والضغوط منطلقة من باريس في لقائها للأسد إلى زيارة الحريري لطهران والرياض، إلى تبديل اللهجة وتمهيد الأرض لبنانياً لتصبح سالكة أكثر بعد التهديد والوعيد بالفوضى من حزب الله..الموعود بأكثرية حكومية تطيح " بالثلث المُعَطِل" لينتقل إلى خانة الثلثين الأكبر والأكثر تأثيراً وعدة قبل أن يكون عدداً، فصراع الديكة الايراني ــ السوري على مناطق النفوذ اللبنانية باتت أكثر وضوحاً للمراقب والمشاهد..بعد تصريح السيد علي خامنئي الشهير أخيراً، أن قرار المحكمة الدولية" لاغياً وباطلاً" ، وهذا يعني اسمعي ياحليفتنا السورية جيداً، أننا لسنا بحاجة لبوابتك أو وساطتك لدخول مناطق نفوذنا حيث يقبع ابننا البار" حزب الله" ـ رغم أن السيد خامنئي يعلم جيداً طول الباع والذراع السورية في لبنان ومعاقله التحالفية، التي لاتقتصر على حزب الله وحده، بل تجاوزته لتضم تحت جناحيها القسم الأكبر من جماعة 14 آذار...بعد أن شدتهم مُرغَمين مُعَفري الأنوف لزيارات توبة واستغفار متكررة، وهاهي تحاول تطويع وترويض ابن القتيل" رئيس الوزراء" بلا وزارة الآن..حيث تتعلق أمور الحياة السياسية وتتوقف عجلة الطاحونة الوزارية عن الدوران بانتظار موقف رئيس الوزارة، الذي تزداد أنشوطة الضغط على رقبته شداً يصل حد الاختناق..والمساومة لدرجة الانتحار، فبعد أن ابتعدت النارعن قرص النظام السوري وتوجهت سهامه المحكمية نحو " حزب الله" اتخذت المحادثات السينية " السعودية ــ السورية" طابع التهويل من القادم..فإن كنت يارئيس الوزراء تحب لبنان، ولبنان أهم من أبيك وموته ، وأهم من سمير قصير وبيير الجميل وجبران تويني وكل من ذهبوا من أعضاء حكومة والدك بالحادث المدمر، ناهيك عما سبقها من اغتيالات طالت رؤوساً هامة وفاعلة وكبيرة، فما عليك سوى التضحية ،ولا أمامك إلا طريق النسيان ــ كما نصحك صديقك وحليفك بالأمس القريب الزعيم ابن الزعيم "وليد جنبلاط" ــ وهاقد بدأتَ تستوعب الإشارات القادمة من الملك عبد الله وابنه عبد العزيز، ثم من ساركوزي إلى حد ما كي يرضي الحليف الجديد لفرنسا في الشرق الأوسط" النظام السوري" طبعاً.
وعامل التجهيل بدأ يأخذ موقعه في الساحة اللبنانية..سواء من خلال تصريحات رئيس الدولة" ميشال سليمان" أو ماصدر عنك في باريس ، حين اعتبرت مثلك الأعلى" مانديلا" وماضحى به من أجل وطنه ونسيانه الثأر من سجانيه من أجل وحدة بلاده!!،( مجلة الاكسبريس الفرنسية في عددها 01722 في 18 الجاري) هذه النغمة تعني ماتعنيه في عامل إغماض العين عما جرى والسير في ركب مايُراد لك أن تفعله وتتنازل عنه..وحينها سيكتب تاريخ النظام السوري واللبناني " المقاوِم" ممثلا بحزب الله وصحبه العونيين..يتبعه القومي الاشتراكي.. تضحياتك بعين الاعتبار بأن يضمنون لك مركزك كرئيس للحكومة، أما إلى أي مدى ومدة؟!، فهذا يعود لمقدار الطاعة التي ستأخذها بالحسبان بعد أن ينقلب الميزان السياسي والقبان النفوذي اللبناني لصالح من يسدد خطاك وخطى حكومتك كي لاتحيد عن صراط" الوحدة الوطنية" بثمن بخس ...اسمه نسيان الاغتيالات..لأن لبنان أغلى ممن راحوا..ولأن الكشف عن أسماء القتلة...يعني كشف العورات..وتعرية المقاوِم ومن يقف خلفه ويملي عليه ويخطط له...ثم يلقي به في بئر يوسف ، وهو العالم بأنه قادر على إنقاذه كما أنقذ رقبة أجهزته الأمنية.
المحكمة..".مُسيسة"..هكذا قال الأسد لساركوزي..المحكمة أخذت بشهادات الزور..المفبركة! أما مافبركه نظامه من شريط أبو عدس وأخوانه..فهذا شأن سوري بحت...أو لبناني السلطة السابقة مع النظام السوري ..لهذا يسمح النظام السوري برفع دعوات ضد ثلاثين شخصاً من رجال سياسة وإعلام وحكومة لبنانيين ..ولا يعتبر هذا ماساً بالسيادة اللبنانية!ــ " الأخبار اللبنانية 10 كانون الثاني" ــ، إنما أي سيرة تأتي على لسان ساركوزي وأعوانه حول حقوق الإنسان في سورية..تذهب فوراً لخانة السيادة والقرار السوري، وتحال إلى مجلس تأديبي قطري يبت بها بمعزل عن الغريب...لأن أهل مكة أدرى بشعابها!..وجعبة قطر وجيبتها تصب في جيوب الحكومة السورية...تحت اسم الأشقة الأوفياء!
أما كيف ومن يوقع ضمان عدم العودة لدفاتر الاغتيالات والتصفيات لحساب" الوحدة الوطنية"! ــ حسب مفهوم سوريا وحزب الله...لا مفهوم العالم برمته ــ فهذا لايعلمه إلا من سيعيد ترتيب البيت اللبناني..ويقلب ثوب الأكثرية ــ وقد حصل ــ إلى ثوب أقلية تأتمر بأمر حزب ديني مُسيس ومُجَّير لأجندة غير لبنانية، بمعنى آخر انقلاب لسياسة المنطقة برمتها لتصب في النهاية بصالح امتداد واتساع رقعة النفوذ الإيراني، وليس كما تتوهم السياسة السعودية ، التي بلعت الموس على الحدين..معتقدة أن سياستها في تطويع الحريري ستلقي بالنظام السوري في الأحضان العربية وتبعده عن الأحضان الإيرانية...وهذا ظاهر مرحلياً...ومع كل محاولاتها لم تستطع تذليل صعاب العلاقة المصرية ــ السورية !، أما على المدى البعيد، فالمكسب سيكون سوري ـ ايراني بجدارة من خلال تقاسم المصالح والنفوذ في لبنان والعراق، فبعد صعود المالكي ومايصدر من مراسيم تخنق أكثر فأكثر حياة المواطن العراقي وتصفي التنوع لصالح النوع المالكي الوحيد الموالي لإيران، وفي لبنان أصبح الباب يعبر ويخرج منه الهواء باتجاه الريح السورية..دون حاجة لأي قرارات أو محاكم دولية
مما سبق وقلناه ، أرجو ألا يفهم أني من أنصار الحريري، أو أننا لانحرص جميعاً على وحدة لبنان ونرفض أن تعمه الفوضى أو تعود لشوارعه صورة السابع من أيار السوداء، مع أني أعتبر الكشف عن القتلة حق لكل لبناني ويهمني أن أعرف من قتل سمير قصير وجبران تويني أكثر مما يهمني مصير أو المخطط والمنفذ لمقتل الحريري..ولأن الأمور متلازمة ومترابطة واليد الفاعلة هي واحدة دون أدنى شك ويعرفها أصغر طفل لبناني وعربي...ولا يعقل في تاريخ البشرية أن يتم التسامح مع قتلة ، ويتركوا دون عقاب فمن سيردعهم لاحقاً؟ لكن لبنان لايملك قراره ولا مصيره..وهنا تكمن المشكلةــ رغم ماصدر من تصريحات على لسان الأسد " أنه لابرنامج محدد ولا مشروع سيملى على لبنان من خلال اتفاق سوري ـ سعودي"!!إذن لمَ التأجيل؟، وما معنى تطمين الرئيس ميشال سليمان بإن جهود سورية والسعودية ستثمر قريباً ويعد فيها اللبنانيين بمناسبة الأعياد؟ ولم التأويل؟...لماذا استمرار الضغط والتهديد، لماذا يرفض طرف ما الإذعان لمحكمة كان هو من الموافقين على إنشائها..كما أنها أنشئت بأمر دولي..فلمذا يعمل بكل لحظة على إحباط نتائج تحقيقاتها؟ من هو صاحب المصلحة في هذا الإحباط؟..وماذا سيكون عليه مصير لبنان فيما بعد؟
الأيام القادمة ستميط الثام عن المخفي..وعن مايدبر للبنان..هذا البلد الصغير...لعبة الكبار في المنطقة والعالم...أما آن له ولشعبه أن يستريح؟ الا يحق له أن يعيش بسلام؟
ــ باريس27/12/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غصون الميلاد
- بين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحوار المتمدن همزة وصل
- الطفولة الضائعة بين الوهم والواقع
- التصحر وفوضى التخطيط يعيد تشكيل المدن السورية
- اللعنة السورية
- ممَ نخاف وعلى ماذا؟!
- أوركيسترا عربية تغني الموت أو السجن
- ( المسلمون يقتلون أبناءهم، الذين من صلبهم)!
- ماذا يقول الجيل الثاني في المنفى؟!
- من حديقة - مارون الراس- إلى - حديقة إيران - دُر.
- حرية الفرد( المواطن السوري)!.
- قناديل طل الملوحي ومعاول البعض
- الحكاية ، حكاية صراع وجود وبقاء
- سيدا- آيدز- أو - نقص المناعة- الوطنية السورية
- الحب = العهر = الموت !
- الوجوه المتعددة لانتصارات الإسلام الاجتماعي والسياسي الجديد!
- هل يمكن الغفران؟
- اعتراف واعتراض موجه للمعارضةالسورية
- حساسية
- حجاب، نقاب، جلباب، تشادور، برقع، بوركة، قناع، ملاية...!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - أيتام على مائدة اللئام