أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم الموسوي - العراق من الشريعة البعثية إلى الشريعة الإسلامية














المزيد.....

العراق من الشريعة البعثية إلى الشريعة الإسلامية


عبد الكريم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ليست هناك حدود فاصلة في تاريخ مسخ شخصية الكائن العراقي، متواصلة بعضها يكمّل البعض. المسافات الزمنية القصيرة في الذاكرة لازالت رطبة تتحسس القيود الفولاذية على حريتها الشخصية وتعرف في وعيها ولا وعيها كيف تمّ ابتلاع حقوقها في ثقوب سوداء كان يؤدلجها الدكتاتور ودائرته التي نفذت فِصامه المرضي وتحول الفُصام إلى قوانين شرعيّة تتحكم في خيارات وأحلام الكائن العراقي . أصبح الفرد جزء من ماكينة عامة يديرها النظام بكلمة أو جملة تحدد المصير العام فكانت الحروب الغبيّة التي حصدت مئات الألوف من مختلف الأعمار والطبقات ثم القسوة
وطرق القتل والتعذيب والترهيب هي الشريعة اليومية التي رضخت تحت أهوالها الفرد العراقي ، شريعة مُهجنّة متعددة المصادر، بعضها من الدروس المجانية للتاريخ ( الفاشية والستالينية ) وبعضها من العمق البدوي الأصفر الموروث من قبائل الصحراء العربية الذي تنقّل عبر جيلها الأول كما أشار أليه سيد القمني ( في انتصارات سريعة كاسحة ، تمكنت أسراب الجيوش العربية ( الإسلامية ، الإضافة مني ) من احتلال العراق وفلسطين والشام ، استخدم فيها الغزاة القوة والقسوة المفرطة ، وهو تعبير حديث مخفف عن المجازر والمحارق الهائلة التي نفذها الغزاة بحق شعوب البلاد الموطوءة ، مع عمليات نهب يندر في التاريخ الإنساني مثلها ، إضافة لنموذج تلك الجيوش الفريد في استباحة الأعراض وسبي الذراري والنساء في مواقع كثيرة حاول فيها أهالي البلاد المفتوحة الدفاع عن ممتلكاتهم أو أعراضهم . انتهى ) وتبعا لِكتابهم المقدس ( فكلوا مما غنمتم طيباً حلال واتقوا الله إن الله غفور رحيم ) الأنفال.
هكذا ولىّ الكابوس الدموي الأرضي الذي فتك وهشّم شخصيّة الفرد لِيأتي كابوس جديد يتجاوز صفات الأول بِرعونة شديدة وتخلّف مُفرط في الوضاعة ، لكنه سماوي هذه المرة ، ينفذ أوامر الولي الفقيه(هرمز) القابع في برجه الفلكي وعلى اتصال يومي مع المهدي المنتظر عبر ذبذبات راديوية لا تلتقطها أقوى المراصد الفلكية في الأطلسي . يترجم الفقيه هذه الذبذبات إلى لغتين ، العربية والفارسيّة ويرسلها إلى أعوانه المبشرين بالجنة ويتم التشريع والتنفيذ السريع جدا ( للشريعة الإسلامية بِشقيها الشيعي والسني ) ، تتحول المدارس والجامعات والمستشفيات ودور الأيتام والمتاحف إلى دور عبادة تمارس فيها الطقوس الحسينية وأحكام الختان والنكاح وقطع يد السارق والسارقة والزاني والزانية وأحكام تفخّذ الرضيعة وعمرها لِتم الولوج فيها أو وطئها وإحكام شارب الخمر في الدنيا والآخرة ونوعية الحجاب وهابي أو خُميني وأهل الذمة من النصارى والصابئة ... إلى آخره من القيم الحضارية التي تفرط السماء بها لِسعادة الفرد . لِنلاحظ ، ليست هناك أحكام لِمعالجة أكوام الأمية والمزابل ومياه المجاري التي تطوّق البيوت وأحكام الكهرباء والنفط المسروق والحشيشة .....ووو،هذه ليس لها أحكام لان هذه المفردات لم تُذكر في القرآن . هكذا تتحول إدارة هذه الماكينة إلى مجموعة من المرتزقة العصابيين الراسخين في علم الدين والتطبيل ، يمارسون أبشع الطرق لتحطيم حقوق وحرية الفرد البسيط من العامة ، هذا المنكوب منذ ولادته ، ولم يكتفوا بذلك بل زحفوا كجيوش الظلام إلى النخبة المثقفة الكافرة شاربي الخمر ، ليطفئوا الضوء الخافت الوحيد على حافة المستنقع كما أمرهم الله ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مَنّا بعدُ وإما فداء ) سورة محمد .



#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الكحولي من البداوة إلى الدين
- أًخيّطُ أحلامي
- رُبَّما
- بلاد عائمة
- قبل الرحيل
- خواءٌ يسيل
- ثورُ غرنيكا
- سُباتٌ خادِع
- أدعوك
- بلا أثر
- تمثال
- يندهش
- عبثاً ، تًحاول
- تنتظرُ
- أسئلة طافية
- ومضاتٌ متأخرة
- نصوصٌ مُبعثرة
- محاولة بائسة
- بلادٌ تتعكز على الخرافةِ
- أنت ، كما يبدو ، موهوم


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم الموسوي - العراق من الشريعة البعثية إلى الشريعة الإسلامية