أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نجمة سعيد - الانتفاضة: الطريق القويم لتهشيم عصا الظلم والطغيان














المزيد.....

الانتفاضة: الطريق القويم لتهشيم عصا الظلم والطغيان


نجمة سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ سنوات توصلت جماهير شعبنا بوعيها البسيط وتجربتها المريرة وخبرتها الطويلة مع سياسات نظام بن علي، إلى حقيقة جوهرية، هي أن آلة الطغمة القمعية وبالوناتها الإعلامية المسلّطة على رقابها منذ ما يزيد عن 23 سنة لن ترفع هكذا ولن يمنح الخبز والعيش الكريم بجرة قلم من لدنه، ما دام الخطاب المتخشب لجلاد الشعب بن علي يزداد تخشّبا وتعنتا وغيّا ورياء.

وعلى ضوء هذه الحقيقة تكوّنت لدى أبناء شعبنا درجة دنيا من الحصانة أبعدتهم عن أيّ وهم ممّا كان يروّجه إعلام بن علي وزمرته الضالة التي تعمل على تلميع صورته صباحا مساء، بدءا ببرهان بسيّس مرورا بعبد الحميد الرياحي وعبد الرؤوف المقدمي وبعطوط وصولا إلى بوبكر الصغير [1]...

ولهذا فإن هذا الشعب بدا متمسّكا ومنذ سنوات بهذه القناعة، بأن رفع هذه المظلمة والغبن الذي يعانيه ويعيشه لن يتحقق إلا بصموده ونضاله وتضحياته والاعتماد على استنفار كامل طاقاته وقدراته، مبلورا ذلك في هذه الانتفاضات والتحركات التي أسقطت ورقة التوت على نظام بن علي وبيّنت حقيقة زيفه وبهتانه وجرمه، ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستويين العربي والعالمي وتقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية تبرهن على ذلك. وما انتفاضة الحوض المنجمي المجيدة وبؤرتها الرديف وحراك الأهالي في بنقردان وفريانة والصخيرة وصولا إلى انتفاضة البواسل في سيدي بوزيد إلا تعبير فاضح، أولا: على الفشل الذريع التي منيت به مشاريع وخيارات بن علي الاقتصادية والسياسية، وثانيا: والأهم قناعة المنتفضين بأن إزاحة هذه الطغمة لم ولن تكون إلا بالحراك العملي والميداني. صحيح أن هذه القناعة أو الوعي، الذي ما يزال جنينيا، ينقصه التأطير والتنظيم وبعد النظر والفهم الشامل والجامع لمجريات الأمور في بعدها التكتيكي والاستراتيجي، لكن وبشكلها العفوي وتراكم التحرك العفوي من شأنه عاجلا أو آجلا أن يحدث الطفرة المرتجاة وهي الهامة والمهمة.

وها نحن نرى برغم كل ما تحشده سلطة بن علي من إمكانيات ونفوذ من أجل فرض القبضة الحديدية على رقاب هذا الشعب وتجديدها وتشديدها، إلا أن الخطط والبرامج والتدابير والإجراءات المستقاة في لحظة الفعل الثوري العفوي -إن صحّت التعبيرة- لهذه الانتفاضات استطاعت أن تخلخل أركان هذا النظام لا بل هزّته في العمق وما التصريحات المتضاربة الرسمية التي أعقبت انتفاضة البواسل في سيدي بوزيد والتي شابها التناقض والاهتزاز، إلا دليل صارخ على هشاشة هذا النظام وعدم تماسكه، لا بل أن خيار القوة والمعالجة المنية ما هي إلا برهان آخر على عدم قدرة نظام بن علي على إيجاد البدائل، كما أن سبل المناورة قد ضاقت..

وإزاء هذه الحقيقة برهنت جماهير شعبنا بما لا يدع مجالا للشك أنها نابضة بالحياة وبروح المبادرة وقادرة على كسر الطوق على خلاف ما يدعيه البعض من مثقفينا وسياسيينا، إن هذا الشعب جبانا في عمقه لا بل جينيا يعشش فيه الجبن.

فهذه الانتفاضات المتواترة والمستمرة والمتجولة في جغرافيا هذا الوطن. قد فتحت أمام أعيننا، بالرغم من التضحيات الكبيرة والشهداء الأجمل منّا جميعا، الآفاق الرحبة لمواصلة تطوير قدراتنا الذاتية على مواصلة التصدي لكل المشاريع النهّابة ولعصابة السرّاق التي استباحت البلاد والعباد، وإلحاق الهزيمة بقاطرة جلاد الشعب وأرتالها، وما قبول السلطة بناطق رسمي على الفضائية الجزيرة إلا هزيمة.. وخطابه فيها المهتز، هزيمة.. واللجوء إلى إطلاق الرصاص الحي على العز من أبناء شعبنا، إلا هزيمة..

نعم فتحت أمامنا السبيل المثل للتخطي والتجاوز على الخطوط الدنيا والقاسم المشترك، والمضي قدما بإرادة قوية وعزيمة أشد.

إنه بحق الطريق القويم، مع تنسيب الأشياء، لتهشيم هذه الغطرسة وإسقاط استهدافات طغمة بن علي وإزاحتها.

تسقط عصابة السرّاق
يسقط جلاد الشعب

نجمة سعيد

هوامش
[1] الذي يمتلك قصرا في قرطاج بملايين الدولارات بفضل رخصه وبخسه ونذالته المعهودة.



#نجمة_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نجمة سعيد - الانتفاضة: الطريق القويم لتهشيم عصا الظلم والطغيان