أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد قانصو - دولة الإنسان !..














المزيد.....

دولة الإنسان !..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 07:58
المحور: حقوق الانسان
    


.. كان الإنسان ولا يزال محور الوجود وموضع العناية وغاية الغايات في التشريعات والنظم, وعلى الإنسان تدور رحى الآمال والتطلّعات, وله تسخّر الطاقات وتوظف الخبرات, ولأجله يكون بناء الدول وانتظام القوانين والنظم, وباسمه ترتفع صروح الحضارة ويتطاول بنيان المجد والرفعة ..
الإنسان المحور ينشد النظام بالفطرة ويحتاجه كضرورة لا يمكن إهمالها أو تجاوزها, ولذلك فإنّ مشروع الدولة الذي لا يضع الإنسان في أولوياته محكوم بالفشل والسقوط لا محالة, لأنّ الدولة التي لا كرامة فيها لإنسانها هي مجرد تصور وخيال لا حركة فيه ولاحراك, ولا يمكن الرهان عليه أو الثقة به.
لقد ثبت بالتجربة أنّ انتماء المواطن لدولته وإيمانه بوطنه رهن بمستوى موقعيته في هذه الدولة ومحله في الوطن , فالأنظمة التي تضع في أولى حساباتها مصلحة مواطنيها وتسعى لتوفير الحياة اللائقة والكريمة لهم وتسوسهم بالعدل والإحسان, هي أنظمة تُكتب لها الحياة وتدخل بقوة في سباق الحضارات وتضمن لذاتها الموقع المتقدّم والمميز بين الأمم الراقية المتقدمة, وهي بهذه السياسة المتبصّرة تحصد ولاء الشعب الذي لا بدّ وأن يبادلها الإحسان بالبذل والوفاء ويحميها بغاليّ الدماء .
إنّ مشكلتنا في أننا لم نفكر بعد ببناء دولة الإنسان, لقد حاول كل منا أن يبني دولة على قياسه, دولة بحجم مكاسبه ومصالحه وبحدود امتداده الجغرافي والطائفي, ولا ضير لديه إن قامت صروحه على حساب غيره, ولا همَّ عنده إن تقدّمت مصالحه على حساب الآخرين وحقوقهم .
إنّ الآحادية التي ينطلق بها ولاة الأمر في ممارسة الحكم والسلطة وبحدود الذات والمنفعة هي المشكلة الكبيرة والعثرة الثقيلة في طريق الوصول الى دولة الإنسان , وطبيعي أن هؤلاء يناون بأنفسهم عن تذوق مرارة ما صنعوه وما يصنعونه بأيديهم, ليبقى الشعب من يتجرّع مرارة سمومهم ويقاسي ويلات سياساتهم, فتجعله وحده في عراء البؤس والفاقة يستجدي وطناً يحميه من جور الدهر وقساوة الأيام .
وحتى لا نعفي الشعب من مسؤولياته وهو المسؤول عن صناعة السلطة وانتاجها, أو على الأقل مقرّ بوجودها ومستسلم لإرادتها, لا بدّ أن يمارس هذا الشعب حقّه في الرفض لاستنساخ الوجوه وتكرار الزعامات المؤبدة بحكم الوراثة العائلية أو الطائفية, ضروريّ أن يجرّب تداول السلطة وإتاحة الفرصة أمام التجديد في الفكر والرؤية والممارسة.
إننا نحتاج إلى تبديل زعاماتنا احتياجنا الى تبديل ملابسنا وبيوتنا وسياراتنا وهواتفنا, وأظن أننا شعب يألف التغيير ويهوى الحداثة في الشكل والمظهر, فلما لا نجرّب الحداثة في الجوهر وننتج سلطة تحملنا على قارب الأمان إلى دولة الإنسان ؟!..

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية وآلامها !..
- عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..
- الجريمة في منطلقاتها وعلاجاتها ..
- رادار للمسير .. وأيضاً للضمير !..
- كي لا نكون شهود زور !..
- الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..
- الوحل !..
- للقلوب مفاتيحها ..
- يوم ذُبحت هديل ..
- الباب الأخير ..
- هوية محمود ..
- يوميات جميل ..
- قِفَا نبني .. ولا نبكي !..
- حكومة أمونة
- سكينة ..
- أيها الحزن الصديق!..
- المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر
- أحلام ..
- لا طبقية في الإسلام
- كُسفت شمس الفكر .. يا سيدي الإنسان !!.


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد قانصو - دولة الإنسان !..