أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - نظرات في كتاب (قراءات أولى)*














المزيد.....

نظرات في كتاب (قراءات أولى)*


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


نظرات في كتاب (قراءات أولى)*
*عبد الزهرة لازم شباري
من الطبيعي إن النقد في الماضي والحاضر أستمد مقوماته التي يتجلى بها الكاتب في الأساسيات التي تتمحور حولها أحداث الرواية أو القصة وحتى القصيدة الشعرية وعلى مختلف الأصعدة في العلم والمعرفة أو الفلسفة، مستعيناً في تحليل المحاكاة التي حوله من هذه الطقوس التي يبني عليها الكاتب مقومات الولادة القيصرية لتلك الرواية أو القصة والقصيدة معاً .. من هذا نرى الكاتب المبدع جاسم العايف يتجلى بكتابه(قراءات أولى) مبتدأً بإهدائه الجميل إلى أمه وهو يقف إجلالاً لها واحتراماً لتلك المربية الفاضلة التي جسدت بتربيتها تلك المواقف الإنسانية والإبداعية لدى وليدها وغذته ذاك اللبن الطاهر لترنو إليه ليقف على قدميه كاتباً بيّضت كتاباته أمهات الكتب والمجلاّت المحلية والعربية حيث تنحدر هذه القراءات التي سمّاها الكاتب جاسم العايف بمقالات في لغتها وبناء موضوعاتها شعراَ ونثراً تحدراً أصيلاً من اللغة نفسها التي أنجزتها تلك النصوص التي كتب عنها ، وهي تحمل سمتين أساسيتين تندمج في مسار واحد وهو النص الذي يلهمه بالكتابة عنه إبداعياً بعيداً عن العلاقات التي قد تبنى بين الكاتب وبين الشاعر أو القاص ولو أن هناك بوادر تظهر في بعض كتاباته وفي هذه المقالات بالذات تنم عن علاقة واضحة بينه وبين تلك المقالات وكتّابها. السمة الأولى وهي الشرعية الواضحة للتحدر الثقافي الذي ينحدر من الكاتب جاسم العايف بالمسؤولية الأدبية التي يبني بها موضوعاته ، والسمة الثانية هي حبه الواضح إلى تشريح النص وسحبه إلى ذهن القارئ من الغموض إلى البيان الذي يفهمه المتتبع. من هذا يبدو لقاريء مقالاتْ العايف وهو يتمعن بقراءتها يلاحظها أنها تحاول بناء محاور عديدة واهتمامات متشعبة لمعالجة وافية يراد الغرض منها تعريف القارئ بمركزية النص والمعنى الذي يدور فيه الحدث الذي بنيت عليه محاور الموضوع سواء إن كان شعراً أو رواية أو قصة ، كذلك أراد الكاتب أن يؤرخ من خلال هذه المتابعات الجادة لقراءته هذه الكتب المهداة إليه من أدباء عاشوا معه فترة شبابه وزمنه الحالي زمن تلك الإرهاصات والمعاناة التي بدأت حقاً بعناق الحلم ثم المعانات التي مرّ بها هو نفسه ، فقوله عن زميله القاص (مصطفى عبد الله) الذي كما يقول عنه بدء نشاطه الأدبي في البصرة كاتباً للقصة القصيرة في أواسط الستينات، وبقيت اهتماماته مستمرة. وراح العايف يسطر ذلك الزمن الأجوف الذي يلتقي به مع القاص مصطفى وصاحبه ( كاظم الصبر) وإبداعاتهم في كتابة القصة والسيناريو والأبريت كأوبريت ( الجرداغ) الذي يحمل كما يوضح آفاقاً كثيرة لما فيه من التحدث عن معاناة العوائل التي تعمل في مكابس التمور الأهلية المنتشرة بالبصرة في ذلك العهد الذي تسلطت في القوى الدكتاتورية والرأسمالية ، حيث يفرض أصحابها شروطأ قاسية وتعسفية على العوائل لقاء أجر زهيد لا يكاد يسد الرمق. وفي ( كاردينيا.. الملاذ والأسى) يتناول كتاب الشاعر (فوزي كريم) ويسطر العايف عن ( الراوي) ومعاناته في منفاه وكيف راح يحمل حسرات فراقه من أهله ووطنه مع أكياس الشاي والسكر وصابون الرقي الذي كما يقول عنه ( سلاح الأعزل) راح ليذوب في خضم الغربة ولم يبق منه إلاّ قصائده المفجعة إذالأفعال عاجزة عن العزاء والسلوان ثم يتابع عدد من الشخصيات الأدبية التي عانت نفس المعاناة والعذاب في لجوئها في ديار الغربة وفي أوطان أخرى غير وطنهم الذي عاشوا فيه منهم: عباّس فاضل رسّام الكاريكاتير الذي مات بفعل سم دس له،و شريف الربيعي الذي مات هو الآخر بسرطانه الذي طاف به كل البلدان، ومحمود جنداري، منهل نعمة، جعفر حمودي، وموتهم بعد ذلك بفعل التعذيب، ويختم قائمة المشردين اللذين هرستهم السنين بموت عبد الجبار عباس و حسين مردان، وغيرهم كثير. تتفتح ذائقة العايف بتذكره هذه القامات الأدبية بروحه التي تعّج بالذكرى والأسى لهم شعراء وكتّاب وروائيين وآخرين غيرهم كثير!! حيث تذهب ذاكرته بعيداً على (جناح ليلكه)، الأشعار الأخيرة للشاعرة الإعلامية القتيلة (أطوار بهجت) بالكتابة عنها والتحليل لتلك القصائد الجميلة التي رسمت بها حياتها اليومية الدافقة وروحها المعذبة، بقصائدها التي تميل نحو العفوية والتي تتمحور حول عواطفها الذاتية المغلفة بإحزانها الأنثوية كما يقول عنها. ما أختاره العايف في هذه المقالات وما كتبه عن جملة الكتّاب اللذين تأثر بهم وما طرحوه في كتاباتهم، وأدراك فحوى العلاقة بينه ككاتب متفحص ، وبين العالم المحيط به، هذه العلاقة التي امضى بها العايف عقوداً من عمره الأدبي، راح ينمي به روح البيان الأدبي فاضحاً الوضع الذي يمر به من قمع وظلم وكبح للحريّات في عالمنا الذي نعيش فيه ، لأن سمة ومهمة الكاتب رصد وتحليل وإضاءة هذه العلاقة بينه وبين ما يراه وما يقرأه بوعي وإدراك وفهم متمكن ْ ،لذا نراه يفضح الظلم والتعسف الذي يمر به شعبنا ومن بينهم الأدباء والشعراء والكتاب في تحليلهم بعض الغايات الفلسفية والأدبية، وما انتصاره للدكتور( نصر حامد أبو زيد ) في كتاباته التي أدت إلى إبعاده كدكتور و أستاذ أفنى عمره بالتأليف والأبحاث في موضوعه الذي أسماه (حق التفكير.. وحد التكفير) إلاّ دليل على هذا الإحساس والمعاناة التي يمر بها الكاتب ومتضامناً مع غيره من أبناء جيله من الأدباء والكتّاب في هذه الأمة. لا أريد إن أتعمق في تحليل مقالات العايف في هذا المطبوع الذي يظم خمسة عشر موضوعاً عن جملة من المبدعين واسلب من القارئ والمتتبع فرصة التمتع بقراءتها، ولكني أهدي قرائنا الأعزاء الاهتداء إليه والإطلاع عليه لأهميته في تعميق وترسيخ الوعي الاجتماعي والإنساني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قراءات أولى/جاسم العايف/ اصدارت اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- البصرة/33 /
دار الينابيع في دمشق/ بدعم شركة آسيا سيل للاتصالات



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في كتاب :قراءات أولى ل ( جاسم العايف )
- -بداية البنفسج البعيد-.. البحث عن النقاء على أنقاض الواقع
- فهد الاسدي..فن السرد الواقعي ونصاعة الموقف الإنساني
- أضوء 14 تموز 1958 و آثام الماضي
- المربد السابع نجاحات.. و-لكن-..!؟
- (حكايات الرأس والقدم) في جلسة إتحاد أدباء البصرة الثقافية
- -التدوير الدرامي-و الناقد المسرحي حميد مجيد مال لله في جلسة ...
- عن البريكان... و-البذرة والفأس-
- (المثقفون و الانتخابات).. ندوة لرابطة(إبداع) الثقافية في الب ...
- الرقيب الحكومي – السلطوي العراقي يمنع دخول مجلة( نثر) الفصلي ...
- (تحت المطر).. ثنائيات الموندراما
- فواعل (العنف) بعد 9 نيسان 2003
- تجليات التوظيف السياسي للفكر الديني
- رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب: يحاور المثقفين وا ...
- القاص والروائي عبد الجليل المياح..بورتريه خاص*
- مَنْ يقتل الصحفيين ويهددهم و يخشاهم..!؟
- بعض ملامح المشهد الانتخابي القادم
- أدباء البصرة يواصلون حواراتهم حول:مؤثرات وآليات العملية الإب ...
- أدباء البصرة .. حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع ال ...
- اتحاد ادباء البصرة..يستذكر الروائي- عبد الجليل المياح- بمناس ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - نظرات في كتاب (قراءات أولى)*