بوادر انهيار الاتحاد السوفيتي في -البيريسترويكا- مقتطفات نسخ الكتروني جاسم محمد كاظم ج1

ميخائيل غورباتشوف

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 14:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بوادر انهيار الاتحاد السوفيتي في "البيريسترويكا" مقتطفات نسخ الكتروني جاسم محمد كاظم ج1
ميخائيل غورباتشوف
" اما الاتحاد السوفيتي فدولة فتية لم يكن لها مثيل في التاريخ ولي س لها مثيل في العالم المعاصر ففي غضون سبعة عقود – وهي حقبة قصيرة جدا على وفق معايير الحضارة البشرية - قطعت بلادنا طريقا لايتسنى قطعة الا في غضون مئات السنين فقد حلت محل الامبراطورية الروسية شبة الاستعمارية وشبة الاقطاعية واحدة من بين الدول العظمى في العالم ذات قوى منتجة عظيمة وقوة علمية قادرة وثقافة متطورة رفيعة المستوى واتحاد فريد يضم اكثر من مائة قومية وامة وحماية اجتماعية متماسكة لمواطنين يبلغ تعدادهم 280 مليون نسمة يسكنون اراضي تقدر بسدس اليابسة . هذة منجزات عظيمة لاتقبل جدالا والمواطون السوفيت بحق لهم ان يتفاخروا بها "ص15

"" وفي سياق تحليلنا للضع السائد في البلا د اصطدمنا او ما اصطدمنا بالجمود الحاصل في النمو الاقتصادي فقد انخفضت وتائر النمو في الدخل القومي خلال الخطط الخمسية الثلاث الاخيرة الى اكثر من مرتين واما في بداية الثمانينيات فقد هبطت تلك الوتائر الى مستوى جعلنا نقترب من الركود الاقتصادي "" ص16

"" وبدا الانخفاض حاد علنا عند الجميع في وتائر النمو وتردي مركبات المعايير النوعية وعدم تقبل جديد العلم والتقنية وتباطؤ نمو المستوى المعيشي "ص16

" وبات من المميز لتفكير قيادات مؤسساتنا ان يهتموا بتضمين هذة السلعة او تلك اكبر قدر ممكن من المواد والعمل ووقت العمال كي تباع بسعر اعلى بدلا من الاهتمام بانماء المكتسبات القومية وتطويرها "" ص17

"" وادى القصور الذاتي للنمو الانتشاري الىمازق اقتصادي والى جمود التطور اضافة الى تنامي التوتر المالي في الاقتصاد الوطني ولم يساعد الخروج الى السوق الخارجية بالنفط وغيرة من السلع ومواد الطاقة والوقود بل ادى كل ذلك الى المساعدة في تغلغل المرض في الاعماق ""ص18

"تكون ووضع اخرق فمن ناحية ثمة انتاج عظيم للفولاذ ومواد الوقود والطاقة – وهذا قطاع لم ينافس فية الاتحاد السوفيتي منذ زمن بعيد – ومن ناحية اخرى نجد نقصا وعدم كفاية فيها نتيجة استثمارها هدرا "ص19

"في بلادنا يوجد اكبر عدد من الاطباء والاسرة والمستشفيات لكل الف نسمة من السكان ومقابل ذلك فناك ثغرات جدية وتد في متوى الخدمات الطبية . اما مركباتنا الفضائية فتحدد بدقة بالغة مذنب هالي وتطير نحو الزهرة ولكن بمقابل هذة الانجازات والانتصارات التي حققها الفكر العلمي والهندسي نلمس تخلفا جليا في استخدام المنجزات العلمية بما يخدم الاقتصاد الوطني وتخلفنا كثيرا في اجهزتنا البيتية والمعيشة اليومية عن المستوى العصري "" ص19

" واصاب الضعف القيادة الحزبية وانعدمت روح المبادرة في بعض الممارسات الاجتماعية المهمة وغدا الجمود في القيادة ظاهرا للعيان فاخل بعملية تغييرها الطبيعية وفي احد المراحل ادى ذلك الى ضعف في قدرة المكتب السياسي وسكرتاريتة اللجنة المركزية للحزب على العمل وضعف القدرة على العمل هذة طالت حتى اللجنة المركزية نفسها ومجمل الجهازين الحزبي والحكومي " ص20

" وبدا انحطا ط الخلق الاجتماعي وضعف ذلك الشعور العظيم بالتضامن الذي نشا في خضم الزمن البولي الثوري وفي ابان الخطة الخمسية الاولى والحرب الوطنية العظمى وفي خلال مرحلة البناء التي تلت الحرب وبدلا من ذلك ازداد الادمان على الخمور والمخدرات وارتكاب الجريمة وقوى تغلغل انما من " ثقافة جماهيرية " غريبة عنا بكل ماتتميز بة من تفاهة وابتذال وذوق بدائي وفقر روحي "" ص20

"" وفي بعض المستويات القيادية برزت مواقف الاستخفاف بالقانون فجرى التعايش مع العديد من وقائع التغطية والرشوة والمحاباة والتبجيل والاطراء اما تململ وامتعاض الشغيلة المشروع فقد استفز مشاعر المسؤولين الذين تمتعوا بالثقة وبالصلاحيات المطلقة فاسائوا استخدام السلطة واخمدوا النقد نم اثروا حتى ان بعض هؤلاء اصبحوا شركاء في ممارسات اجرامية وبالتالي فقد غدوا منظمين لها "" ص21

"" وبشكل عام تخلف نشا الاجهزة والمؤسسات الحزبية والحكومية العملي عن متطلبالت الزمن والحياة نفسها فكانت المشكلات تتنامى بسرعة تفوق وتيرة حلها واصبح المجتمع اكثر فاكثر غير قابلا للادراة او للضبط "" ص21

" لقد اوصلنا التحليل الواقعي والنزية الى استنتاج صارم : ان البلاد على حافة ازمة توصلنا الى هذا الاستنتاج في اجتماع اللجنة المركزية الذي جرى في نيسان عام 1985 والذي حدد نقطة الانعطاف نحو النهج الجديد نهج البيريسترويكا واسسس مفاهيمها "" ص21

" وتزايد الادراك انة لم يعد جائزا الاستمرار في العيش على هذا النحو كما تنامى القلق من محو القيم العظيمة التي تمخضت عنها ثورة اكتوبر والنضال البطولي من اجل الاشتراكية وتلقى كل الناس الشرفاء بالم وحزن تدني الاهتمام بقضايا المجتمع وانعدام الحماسة والشك الذين ضربا عقول الشباب بوجة خاص والوهن الذي اصاب الاحتدام نحو العمل والنزوع نحو الثراء باي وسيلة كانت "" ص21

المصدر : البيريسترويكا . اعادة البناء والفكر الاشتراكي .
الى اين نحن سائرون : ميخائيل غورباتشوف
ترجمة الدكتور عباس خلف
الناشر شركة المعرفة للنشر والتوزيع المحدودة 1990

النسخ الكتروني
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc

#ميخائيل_غورباتشوف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات