أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد















المزيد.....

المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 04:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما ان أعلن عن التشكيلة الوزارية الجديدة، او بالأحرى عن معظم الوزارات المشكلة، وما ان باشر بعض الوزراء مهام عملهم ـ وبعضهم لم يباشر حتى الآن ـ حتى انبثقت الوعود بتحقيق المنجزات، التي ستنقل العراق الى مصاف الدول المتحضرة، وتراوحت الوعود بين التعهد بزيادة الإنتاج النفطي، وبين سعي الوزراء الى القضاء على الفساد واجتثاثه من ارض العراق.
المؤلم هنا ان تلك التصريحات والوعود ترافقت مع الانهيار الشامل للمنظومة الكهربائية، وانقطاع الطاقة عن معظم سكان العاصمة ليلة أول أمس، برغم ان الطقس ملائم لرفد المواطن بالكهرباء طيلة الساعات الأربع والعشرين، اذ لا هو بالصيف ولا هو بالشتاء، فاستغنى المواطن عن تشغيل المكيفات والمبردات والمراوح، وفي الوقت نفسه فان المواطنين عزفوا عن إشعال المدافيء الكهربائية، وغيرها من وسائل التدفئة. فما بال الكهرباء تهيننا وتسعى للحط من كرامة المواطن بهذه الصورة المريعة؟!
لقد كانت حجة وزارة الكهرباء، وكما في كل مرة، جاهزة وهي الآن لا ترتبط بالأعمال التخريبية، التي كان الوزراء السابقون يتحججون بها لتسويغ فشلهم في تحسين تلك الخدمة الملحة، بل انها أرجعت الأسباب الى خلل فني، اذ أعلن مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء يوم الجمعة (عن خروج عدد من وحدات إنتاج الكهرباء نتيجة لمشكلات فنية في تشغيل الوحدات الغازية وادى ذلك الى فقدان المنظومة الكهربائية لما يقرب من 1000 ميكا واط ) بحسب تصريح المصدر المسؤول.
فلماذا يحدث لدينا مثل تلك المشكلات في الوقت الذي لا تمتلك بعض دول الجوار جزءاً يسيرا من ثرواتنا وطاقاتنا البشرية، في حين لا تنقطع لديها الكهرباء حتى لمجرد ثوان ٍ، وما الذي أنجزناه في إثناء السنوات السبع منذ التغيير في نيسان 2003 ، وأين ذهبت جميع تلك المليارات من الدولارات، التي منحت لوزير الكهرباء السابق، او من سبقوه والذين هرب اثنان منهم بجزء كبير من تلك الأموال المخصصة لوزارتهم، بعد ان كانوا رفعوا عقيرتهم بالصياح، والوعود بتحسين الكهرباء، ولعلنا نذكر تصريحات الوزير الهارب ايهم السامرائي، التي قال فيها انه اعد خطة طموحة للعام 2005 لزيادة انتاج الطاقة الكهربائية في عموم البلاد، وإدخال الوحدات التوليدية الجديدة وبناء المحطات الكهربائية، بل زاد في تصريحه آنذاك بالقول (ان وزارة الكهرباء في حال توفر المبالغ المخصصة لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية لتوليد الطاقة الكهربائية ولاسيما مشاريع المحطات البخارية الكبرى فانها ستقوم بتصدير الكهرباء الى دول الجوار خلال مدة 3 سنوات) بحسب تعبيره آنذاك، ولقد اعطيت المبالغ فعلا ولكنه جمعها لنفسه وهرب بها لتعينه على الحياة في الخارج، و كان وعد بان تحل مشكلة الكهرباء بصورة كاملة في عام 2009، كما وعدنا بمثل ذلك الوزير السابق كريم وحيد، كما ان الوزير الأسبق محسن شلاش لم يبخل على المواطن بتصريحاته التي وعد فيها بحل المشكلة.
واتمنى ان لا يعدنا البعض في خانة المتشائمين اذ ان الحقيقة هي التي تفصح عن نفسها، والتي ولدت حكومة جديدة، لم تزل تعتمد على المحاصصة، التي تشعب مفعولها ولم يعد مقصورا على المحاصصة الطائفية والقومية، بل تعداها الى المحاصصة السياسية، اذ ان التنافس بات يجري من قبل القوى السياسية حتى على منصبي وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، برغم التأكيدات بإسنادهما الى مستقلين، كما ان حرمان المرأة من المناصب الوزارية حتى وان تمتعت بالكفاءة، يأتي في إطار الإخفاق الجديد للتشكيلة الوزارية الجديدة، واذا صح ما قاله احد السياسيين من احدى الاذاعات المحلية بأن الاميركان ولاسيما بول بريمر هم من كانوا يضغطون باتجاه توزير المرأة، فان ذلك يمثل مصدر خطورة بالغة، إذ انه يعني، ان القائمين الآن على الوضع السياسي العراقي، يرون ان الفرصة مؤاتية لحرمان المرأة من حقوقها، برغم ادعائهم بعكس ذلك.
المشكلة، ان التشكيلة الوزارية الجديدة لم ترض حتى السيد رئيس الوزراء، اذ عبر عن قلقه من تلك التشكيلة، ويبدو ان الأمور تسير في غير صالح المواطن العراقي، بعد ان لم يجر تلبية طموحه بالالتزام بتشكيل وزارة من التكنوقراط، وبعد ان جرى تكريس المحاصصة بشكل أوسع من السابق، الأمر الذي سيؤدي ـ وكما ادى في الحكومات السابقة ـ الى مشكلات كبيرة في إعادة اعمار البلد وتحقيق الاستقرار والرخاء المطلوب. وبالعودة الى مشكلة الكهرباء في التشكيلة الجديدة، جرى التغاضي عن المطالب الشعبية بتشكيل وزارة واحدة للكهرباء والنفط، باسم وزارة الطاقة لحل المشكلات المتعلقة بتزويد المحطات الكهربائية بالوقود المطلوب لتشغيلها، وهو ما كان مثار صراع بين وزيري الوزارتين لأغراض سياسية او بمسعى البعض لما يعرف بالـ ( التسقيط السياسي) للآخر، ويبدو ان المشكلة ستظل قائمة وان المواطن هو الذي يدفع ثمن التناحر، وسيشهد صيفا آخر مرعباً تنعدم فيه الكهرباء.
وفي الوقت الذي يطالب الرأي العام العراقي بأن يتحمل السيد رئيس الوزراء المسؤولية المباشرة عن وزراء حكومته، بمحاسبتهم واقصائهم، اذا تطلب حين يخفقون، فان تصريح الناطق الرسمي للحكومة، قبل ايام والذي يحمّل فيه (الكتل السياسية المسؤولية المباشرة والكاملة عن الوزراء الذين تم ترشيحهم في حالة اخفاقهم) بحسب تعبيره، يأتي ليزيد الطين بلة، اذ ان مثل هذا الأمر يترك الحبل على الغارب، ويعطي بعض الوزراء مسوغات للتهاون والإخفاق، في إدارة وزاراتهم، إذ ان إخفاقهم في اداء مهامهم، يترتب عليه ترشيح آخرين عنهم، وفي الغالب من كتلة الوزير نفسه، وإعفائهم من المسؤولية القانونية المترتبة على هذا الاخفاق، في حين ان التصرف المنطقي يستوجب اقالة الوزراء الفاشلين، واستبدالهم على الفور بآخرين مهنيين، بغض النظر عن الكتل السياسية، وتقديم المفسدين منهم الى القضاء، ولعلنا نتذكر قضية وزير التجارة السابق الذي اتهم بالفساد والتجاذبات الحزبية والسياسية التي رافقت قضيته.
لقد أعلنت هيئة النزاهة، في آخر تصريح لها قبل ايام، ان ما نسبته 90 بالمائة من الأموال المخصصة لمشاريع الاعمار تهدر بسبب الفساد. وتلك هي القضية الحاسمة في مجمل الوضع العراقي، إذ لا معنى للوعود البراقة، عن تحقيق المنجزات الكبيرة، في الوقت الذي يتمدد الفساد، وتتزايد اعداد العاطلين عن العمل، وتتراكم القمامة من دون سياسة فاعلة لإدارتها، ، إضافة الى المشكلات الأخرى التي لا تخفى.
ونود ان نقول هنا، ان ما حدث في وزارة الكهرباء مثلاًُ، يحدث في جميع الوزارات، ولاسيما تلك المسماة بالـ (الخدمية)، فحديث (البلديات) عن مشاريع الماء في الاقضية والنواحي، يقابله شحة ماء الشرب في كثير من تلك الجهات، أما وعود العمل والشؤون الاجتماعية، بشأن خدمة المواطن، فتمخض عنه إهمال متواصل لأوضاع الأرامل والعاطلين والأيتام، الذين كشفت المصادفة وحدها عن معاناتهم في دور الرعاية بعد ان وجدوا مربوطين لأسرتهم.
فمتى نفلح في تكوين وزارات تلبي حاجة المواطن وتخلق بلدا نظيفا من الأدران؟



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية
- حضارة الماضي ام حضارة الحاضر والمستقبل
- الدفاع والداخلية في التشكيلة الوزارية المقبلة
- نحو الأداء الأمثل لمهام السلطات الثلاث
- فوضى السياسة العراقية
- مدخل لتقويم وضع التيار اللبرالي وغياب دوره في السياسة العراق ...
- (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟
- عن التشكيلة الحكومية المقبلة .. مقترحات بصدد الوزارات
- سباق الموت والتأجيل
- التهرب من استحقاقات عقد الجلسات
- محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟
- البطالة مصدر للتوترات الاجتماعية و السياسية
- الخارجية العراقية وحاجة المواطن إلى الانفتاح على العالم
- زيارات المالكي لدول الجوار وحاجة العراقيين الى الاستقرار
- بعيداً عن الوطن قريباً من الإقليم
- تقسيم العراق هل هو البديل الأمثل عن الوضع القائم؟
- دعامات القسوة وأزمة الإنسان في العراق الجديد
- معارضة برلمانية قوية .. هي المدخل لاستقرار العراق


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد