أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟















المزيد.....


أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 18:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احيي كافة الاخوة المسيحيين ابتداءاً متمنياً لهم عيد ميلادٍ مجيد ..
اكتب كلماتي وانا بين نارين :
نارُ الكلمة ورسالتها التي تدفعني لقول الحق مهما يكن الثمن ..
ونار الألم الذي استشعرته في قلوب بعض الاخوة المسيحيين والمتنصرين حديثاً في المسيحية الذين صاحوا بصوتٍ عال إن الحوار المتمدن هو فسحتهم الحرة الوحيدة للتعبير والتنفيس عن همومهم ..!
اربكتني هذه الكلمات ، واشعرتني في الحرج كثيراً تجاه ما اكتبه والمقال الذي انا اليوم بصدده ..
حقيقة لا اعرف من اين ابدأ ..
واين يمكن ان اضع سؤآلي في هذا المقال العريض الموجه للسيدة المحترمة وفاء سلطان وجمهورها الكبير الواسع ؟
اهذا هو موقعٌ للحوار والعقلانية ام للتبشير بالمسيحية العصماء ؟
ولو كان فعلاً يتيح الفرصة للتبشير بالمسيحية , هذه الرسالة النبيلة التي لا انكرها ابداً ولا اجحد فضلها عليّ شخصياً في النهل من إنسانيتها ومعين بشرهـا الوارف الدفاق , فهل يحق لكم كيل الشتائم على نبي الإسلام بهذه الطريقة دون رد ونقد ٍ وهو ابسط حق لاي كاتب تنويري غيري لا يمتهن التنوير المزيف الذي تدعون إليه ؟
كيف اصبح نقدي لتياركم العتيد هذا هجوماً على المسيحية ورمزهـا الممثل بالسيد المسيح ؟
ومنذ ُ متى اصبحتُ أنا " الدونكيشوت " المحلق بلا اجحة كما وصفتموني وحشاً شريراً يهدد حريتكم في التعبير , واستغرب كي يكون لي ذلك وأنـى ؟
******
وحتى لا ابدو منحازاً , وكي يعرف القارئ الحقيقة , أدعوه لتأمل القصيدة التالية المنشورة في موقع السيدة وفاء سلطان التي اكن لها بالغ الإعتزاز والتقدير :
الواثـقةبقلم : رياض الحبيّب

مَحَبّـتنا ومَوقِـفـنا سَواءُ -- حبيبتُنا طبيبتُنا وفاءُ

رأتْ داءً أصَابَ الشرق غصْباً -- عليهِ وفي حقيبتها دواءُ

غزتْ مُهَجَ القلوب بدون سيفٍ -- وقد غسَلَ العُقولَ الكبرياءُ
.............................................إلى ان يقول هذا الكاتب – الشاعر :
لها عِـلمٌ تُسَخّـرُهُ لنفعٍ -- ومَوهِـبة ٌ تُباركها السّـماءُ

يُـباركُها يَسُـوعُ الرّبّ فحْوى -- رسالتِهِ اٌلمَحَبّةُ واٌلرّجاءُ
القصيدة موجودة على الرابط كاملة :
http://www.linga.org/one-article/cid8/aid538.html
وسؤآلي هو :
هل الدعوى للمسيحية التي تستبطن منهج السيدة سلطان " تنوير " ؟
سيقولون ويقولون اخوتنا في الإنسانية هؤلاء إن قصيدة الشاعر لا علاقة لها بتنوير وفاء سلطان ..
هم إذن يدعوننـا لتقديم اثباتات مستقبلية جديدة وعدت بنشرها مطلع العام كهدية عيد الميلاد للجمهور الحاقد .. الذي لا يفقه من التنوير شيئاً !
*******
ننقل عن كولن ولسون في كتابه ( الجنس والشباب الذكي ) ، إن علم النفس المعاصر ، برى بأن واحداً من أصل عشرين فرداً من الناس يعتمل في داخلهم نزقٌ طبيعي للإرتقاء وتحقيق قيمة اجتماعية عظيمة ، وهي حالة تكوينية اجتماعية ربما تكون فاعلة لتحقيق الارتقاء والتقدم في الحضارة ، وبدون هؤلاء ، فإن الــتسعة عشـر المتبقين ، لم يكونوا ليحققوا كل هذا المنجز الإنساني العظيم بمدةٍ قياسية ..
هذه النسبة الضئيلة من البشر ، وجلهم من الرجال ، تتميز بروح المنافسة والسير على ايقاع الباطن اللاشعوري في تحقيق قيمة اجتماعية ، او ( الكفاح من اجل العظمة مهما كان الثمن ) كما يذكرها بالتفصيل ولسون ، هؤلاء يكون بينهم من يتسم بالغباء .. وهذا هو امتحان الله للبشرية بهم !
هذه النسبة القليلة من المكافحين نحو العظمـة ، وبالرغم من توافر طاقة وحافز لديهم في هذه الطريق ، وبالرغم من قدرتهم على السباحة عكس التيار للارتقاء ، لكن ينقصهم العقل ، قدرة فائقة وطاقات عالية لكن بلا توجيه سليم ..
فليسوا جميعاً أذكياء ، بل هم في جلهم اشرار لو قيمنا الشر كقيمة التعدي على حقوق الآخر ، لهذا السبب ، يجد تجارُ البزنس الفكري فيهم ضالتهم المنشودة لتحطيم القيم ، هم اغبى من ان يعرفوا إلى أين هم سائرون ، القائمون على تجارة الكلمة ينجحون في تطويعهم وتوجيهم حسبما يريدون ، ليكونوا مفكرين حسب الطلب ..!
والفكر حسب الطلب ، القلم المخصص ، يتعارض تماماً مع أدنى قيمة من قيم التنويـر والعقلانية الحرة ؟
أليس التراثُ والهوية ُ حقٌ من حقوق الإنسانية .. والتعدي عليه اغتصابٌ غير مشروع ؟
أليس من الغباء ما يفعله هؤلاء التجار ومعاولهم من اشباه المثقفين المكافحين نحو دخول بوابة التاريخ ، في مواجهة كل تاريخ حضارة الإسلام في معركة خاسرة بكل المقاييس ..؟
يرى فيلسوف " النفعية " أو البرجماتية المعروف ( جون ديوي ) بأن الافكار إنما تهدف لكي تساعد الإنسان على " التكيف " مع محيطه الاجتماعي ، ويرى بان مصداقية الفكرة تتضح من خلال قدرتها ونجاعتها في ابقاء الفرد ضمن بيئةٍ يعيشها متطوراً نامياً ..!
هذا هو إذن مذهب " مستنقع التنويــر " البرجماتي الجديد ، مذهب الاصوليــة المسيحانية المقنعة بالعقلانية ، التكيف مع " البيئة الاجتماعية الأصولية المسيحية " التي هاجروا إليهــا في اوربا والولايات المتحدة ..!
بالتاكيد ليس كل من هاجر إلى هناك تخلى عن هويته الإسلامية أو اي دين آخر ، أو معتقداته وميوله اليسارية التقدمية ، لكن ، حالة الإستثناء هذه في ثلة من اشباه المثقفين له اسبابها التكوينية النفسية ..
مثلما يتدرج الذكاء بين الناس ، يتدرج بين هؤلاء المكافحين في سبيل التميز والعظمة أيضاً ، الثقة بالنفس تتدرج بينهم ايضاً ، وجميعهم يحاول ان يكون عظيماً بمستوى متدرج ايضاً ، حسب ابعاد الذكاء والإرادة والثقة بالنفس التي تشكل البنى الجوهرية لشخصيتهم ..
لا نشك ابداً ان بينهم من يملك المؤهلات لان يكون ناراً على علم او امرء ذا قيمة اجتماعية ما ، ولا نقول أن هذا ليس من حقهم .. ولكن ما ليس من حقهم الصعود نحو القمة ولو داسوا على كرامة الذات الكلية في التاريخ ، قتل الروح والهوية في الامــة ..
ولا نشك ايضاً أنهم تعوزهم الإرادة القوية للتمسك بمبادئهم والشجاعة الكافية لمقاومة إغراء " الخصخصة " الرائج المعولم في هذا الكوكب والذي طال الأقلام والعقول أخيراً..
ما نشك فيه هـــو :
انهم سيحققون الاشباع في الرضا عن انفسهم النابع من تحفيز مبهم في قلقٍ دفين يشير إلى نقصٍ ما لا يفهمونه ، لن يشبعوا ذاتهم بالإنتحار القيمي ابداً ، الذات ، الجوهر الشخصي ، قد يستنزفه العمل ليصل إلى حالة من الهدوء والإنسجام المتناغم مع المحيط ، اما هؤلاء ، الباحثين عن اقصر الطرق لتحقيق الهدف فيلجأؤون إلى قتل الذات التي لم يتعودوا استنزافها لتبقى حياتهم المقبلة مليئة بالكوابيس ..
ونشك ايضاً إنهم باقون محط تقديرِ واحترام اسيادهم ، اولياء نعمتهم ، الذين يوهمونهم بالإحترام ما دامت الحاجة إليهم موجودة ، هم لا محال على موعد ِ مصير محتوم لا تقاربه آفاق غباوتهم .
مزبلة التاريخ هي قدرهم ، هي المسار الحتمي لافكارهم حال تحقيق الهدف الامبريالي ، حالهم عندئذٍ لا يختلف عن حال " سوق الجهاد " التي حاربت الشيوعية في افغانستان .
سبق وان خصخصت الامبريالية الإسلام الراديكالي الذي باعه بعض مشايخ المسلمين الاغبياء الذين تاجروا باسم الإسلام في حرب تجار الكلمة في سوق البزنس الفكري ضد الشيوعية قبل ان يتحولوا إلى المحارق في افغانستان والعراق والباكستان واليمن والصومال وشمال افريقيا ، أما اليوم ، وبعد سوق التنوير ، اميركا في طريقها إلى خصخصة الاصولية المسيحانية العربية والغربية خلال العقد المقبل من القرن الحالي الذي سيبدأ بعد ايامٍ فقط ..القساوسة و الاساقفة " الأغبياء " ، ولا نقول جميعهم ، على وشك توقيع صفقات مماثلة غايتها الظهور بما يشبه ميلودرامـا حرق المصاحف والقس الأمريكي المعروف ، وربما البابا نفسـه سيجد نفسه مكرهاً على توقيع اتفاق يخصخص الكاثوليكية العالمية يوما ، فسوق البزنس الديني مزدهرة في كل العالم ، مع احترامنا الشديد لجميع الاخوة المسيحيين ورسالة السيد المسيح النبيلة.
فنحن نناقش " البزنس " بكافة ابعاده ومستوياته ، ومنها مستوى بزنس الاصوليات الإسلاموية و المسيحية ..
هذه السوق ، متبلورة وواضحة في ثنايا النادي المقنع بالتنوير الذي ينهل من افكار مصطفى جحا والمقريزي ، اصحاب الكتب التي على شاكلة " المجهول في حياة الرسول " أو كتاب آخر يحمل عنواناً يوحي بالعقلانية " محنة العقل في الإسلام " .. والعقلانية منه براء ..
هذه الكتب كانت البداية التي تدعوا ظاهرياً لتنوير العقول لكنها في الباطن توصل رسالة بان إذا كان لابد للإنسانِ من دينٍ فليس من حلٍ سوى المسيحية ..!
هذه الموجة من الكتب الكثيرة والابحاث إنما جاءت رداً على الصحوة الإسلامية Islamic resurgence في نهايات القرن الماضي ، هذا النادي لم يأت إلينا بجديد ، هذه الثلة التي تتزعمها السيدة وفاء سلطان والسيد كامل النجار في كتاباتهم الإنفعالية بسبب طابعها الايديولوجي المتستر بالعلمنـة ، كما سنوضحها مستقبلاً ، والمنشورة في متون مدونة الحوار المتمدن .
كتابتهم في الحقيقة تشبه حيلة المفاعلات اليابانية ، تولد الكهرباء وسلمية لكنها قابلة للتحول إلى مفاعلات لانتاج الوقود النووي العسكري المخصب خلال مدة قصيرة ..!
كتابات هذا النادي قابلة للتحوير بيسرٍ وسهولة لتصبح ٍ " اصولية مسيحية " تدخل في حربٍ ايديولوجية مباشرة وصريحة مع الإسلام بعد أن يفقد سوق " العلمانية " بريقه ويستهلك بشكل نهائي في اسواق بزنس الفضاء الافتراضي الدولي ..
فهؤلاء ، وبسبب اصولية افكارهم المسيحانية الاصيلة المعتقد أو المتبناة في بلاد المهجر ، حسب قاعدة ديوي في التكيف مع المحيط الاجتماعي ، هم الاوفر حظاً في البقاء وفق تطمينات من يستندون على فكرهم بعد ان تصبح المواجهة دينية حضارية بامتياز كما قام بهندستها باتقان صموئيل هنتغتون قبل ستة عشر عاماً وهاهي بوادرها الاولى تظهر .. !
هذا هو مذهبهم ببساطة ، لابد ان يتكيفوا مع البيئة التي هاجروا إليها من جانب ، وتحقيق كفاحهم العظيم من جانب آخر ..
الكثير من المثقفين في المهجر تكيفوا مع بيئتهم ، مع ذلك حققوا النجاح المبهر وفي نفس الوقت لم يطعنوا تاريخهم ويقبحوا الإسلام حتى لو كانوا ملحدين ..
كان نجاحهم ثميناً ، ولم يتحصلوا عليه بابخس الجهود كما يفعل اعضاء هذا المستنقع الضحل الثقافة والمعرفــة ..
اولاء الذين لا يكتبون حباً بالامة لإنقاذها من براثن ميراث " محمد " كما تدعي وفاء سلطان ، هم ( برأيي ) يحاولون تحقيق الرفعة ، أن يكونوا شيئاً عظيماً عبر الآتي :
فلاشات وامضة كثيرة من عدسات المصورين ، سيارات فارهة حديثة ، شقق ومنازل عصرية باهضة الكلفة ، دعوات لقاءآت فضائية وأموال مغدقـة وآمالٌ مونقــة ..إلخ إلخ ..
لا يمكن تحقيق الرفعــة والسمو في مجتمع معرفي علمي متفوق بسهولــة مثل المجتمعات التي هاجروا إليها ..
الفاشلين في ارتقاء أولى درجات السلم منهم ، من أطباء بلا عياداتٍ او مرضى ، او كُتابٍ بلغة اجنبية ليست لديهم القدرة على مجاراة الإنتلجنسيا الغربية وما تتميز به من رقي وندرة ، فيضحون بلا قيمــة هناك .. فما العمل وما هو الطريق الذي يحققون به أحلامهم ؟
شعور قوي بظرورة ان يحدث الإعجاز الإلهي بتحقيق احلامهم باقل جهد ممكن ، لكن ليس بالإمكان أن يتحقق ذلك بطرق مشروعة , يرضى بهـا الضميــر !
وهذا ما فعله كازانوفا ، الكفاح من اجل العظمة بشتى الوسائل والحيل ، اراد ان يكون كاتباً مشهوراً كما يخبرنا عنه ولسون فاضحى في التاريخ معروفاً كزير نساء بسبب مذكراته !
لقد كتب اطول مذكرات في التاريخ ، تزيد على السبعة آلاف صفحة ..
اعضاء هذا المستنقع ، يكافحون ويحلمون ، ويكتبون الآف الصفحات ، وفي النهاية سيعرفهم التاريخ بالمبشرين المحتالين الذين ارتدوا أقنعة العلمنة والتنوير ..
ستتحول في النهاية أحلامهم إلى كوابيس لا يمكنهم التخلص منها ، فالكراهية داءٌ مقيت حتى لو توافقت معها عبقرية وما حدث لنيتشه عنهم ببعيد ..!
في مواضيع قادمة ستنشر مطلع العام المقبل القريب جداً ، اعد بتحقيق " امنية " السيدة وفاء والسيد كامل بنشرٍ نقدٍ تحليلي لنصوص مقتبسة بامضائهم ، والتي نشروها وجعلتنا نستقري سياقها العام في مقال اليوم ، وسبق وبينا المشارب الفكرية الأصولية الغربية التي تستقي منها خلايا مفاهيمهم زادها وهيكل بنائها بتفصيل دقيق جدا ، في مقالنا السابق ( الأصولية الغربية المتسترة بالتنويـر ) الذي تضمن قراءة في أفكار صموئيل هنتغتون وفرنسيس فوكوياما ..
ونؤكـد مراراً وتكراراً من جديد ، ليس نقدنا بموجه لشخوص الأعضاء في هذا النادي ، وإنما للاتجاه العام لكتابتهم ، ولا نتهمهم نحن بالتجارة وبزنس الفكر ، هم من وضعوا انفسهم في هكذا موضع حتى تتالت عليهم هذه " التقييمات " التي اطلقها اكثر من كاتب في عموم الفضاء الافتراضي الناطق بالعربية في الشبكة الدولية العنكبوتية للمعلومات ( الإنترنِـت ) .
ومن جعل نفسهِ في محلِ الشبهات فلا يلومن إلا إياهــا ..
هؤلاء " العـَـلمانيين الجدد " كما اطلق عليهم ماهر حجار في احدى مقالاته المنشوره في " قاسيون" قبل عامين ماضيين :
(( ظهر في السنوات الأخيرة – وعلى غير العادة - عدد كبير جداً من المقالات والدراساتوالكتب لجوقة من الكتَّاب والمنظِّرين الذين يدَّعون العلمانية والعقلانية، تشنهجوماً محموماً على الإسلام وتاريخه وثقافته، وزاد سعار هذا الهجوم بعدما أعلنتقوى الشر في العالم ما يُسمى بـالحرب على الإرهاب))
وكذلك يقول في نفس المقال :
(( وما الظلامية الملحقة بهتاناً بالإسلام سوى الوجه الآخر لهذه الحملة، إذ اكتشفمنظرو مراكز أبحاث الليبرالية الجديدة أن لوحة جمال حكومتهم العالمية الرشيدة، لاتكتمل إلا بخلق عدو وهمي يُقحِم شعوب العالمين العربي والإسلامي في معادلة اختياروهمية بين هذا العدو الوهمي المصنع بإرادة السيد الأمريكي وبين الحكومة العالميةالرشيدة للرأسمال الإجرامي العالمي. فكانت القوى الإسلامية الظلامية أفضل مرشحلاحتلال موقع هذا العدو الوهمي وهي التي ترعرعت تاريخياً في أقبية المخابراتالبريطانية والأمريكية، وقدمت لها خدمات كبرى في محاربة الشيوعية وكل ما هو وطنيوتقدمي في العالمين العربي والإسلامي.
وبذلك، يتحدد المشروع الحضاري للشعوبالعربية والإسلامية في أن تختار بين ابن لادن والزرقاوي والليلكي وبين السادةالأشراف بوش وشارون ورامسفيلد ورايس ))
اعضاء النادي هذا ، فريق الاصولية الغربية المتسترة بالعقلانية هؤلاء ، باتوا اكثر ولاءً لاجندات " تكيفهم " التبشيرية الجديدة ، أو تطلعاتهم التي تسوقها انتهازيتهم للارتزاق والتزلف للسادة البيض في حربهم التلمودية " الموعودة " ضـد التراث والدين الإسلامــي .. والتي كانت موجهة ضد الشيوعية في حقبة الحرب الباردة كما ذكر الحجار .
والسؤال هــو :
متى يصحو هؤلاء من احلامهم في تهيئة العالم الإسلامي ، مليار ونصف المليار ، لتقبل المسيحية التي تحقق وعدها بعودة المسيح وقيامه من بين الاموات بعودة شعب إسرائيل إلى فلسطين كما تقول الاسطورة .. فاليهود ما بعد الهولوكوست وآلامه هم التمثل الرمزي لآلام المسيح اليهودي اصلاً ؟
هل فعل الاساقفة والقساوسة وفرسان مالطـا ما فعله هؤلاء ؟
القراءة بين السطور للسيدة وفاء سلطان والسيد كامل النجار تؤكد بانهما مسيحيين بالاصل او " متكيفين " مع البيئة المسيحية .. والدعوة العامة " التنويرية " المتوازية التي يجدان في نشرها تستبطن التبشيـر بالمسيحية بما لا يخفى على عاقل ..
فكامل النجار ، ابعد ما يكون عن الإلحاد ، مقالاته قيد الدراسة وسننشرهـا مفصلــة قريباً موضحين سياق دعوتها المبطن للمسيحية تحت ستار العلمنة والإلحاد والتنوير ..وكذلك سنكشف القالب الذهني النمطي الذي يسيّر استقراءه و " تاويله " للنصوص القرآنية واحاديث نبي الإسلام " محمد " وفق رمزية ودلالة المخيال الجمعي المسيحاني ، تحليلنا سيكون اكاديمياً منهجياً ولاهل الدربة والدراية ان يدلوا فيه دلوهم ساعتئذ !
وكذلك الحال بالنسبة للسيدة وفاء التي " تتشرف " بان تكون مسيحية كما تقول لكنها ترفض الإسلام واي املٍ في تحديثه أو إصلاحه ، كما ردد هذا ايضاً كامل النجار ، كلاهما ، وفي سياق كتاباتهما المستفيضة يعتبران اليهودية رسالة قومية ، والمسيحية هي اصدق دعوة شهدتها الإنسانية للإصلاح ، اما الإسلام فهو نزعة عدوانية شخصية من شرير اسمه محمد ، تماماً كالصورة النمطية في ادبيات العصور الوسطى المسيحية ، فما علاقة الفكر الإلحادي أو العقلاني المعاصر بمثل هذه الأفكار ؟
لا اريد التفصيل اكثر ، التفاصيل في مواضيع توثيقية ومنظمة لاحقة ، ولكلِ اجلٍ كتاب ..
السؤآل الملح الذي يطرأ عبر هذه المقدمــة هـــو :
متى يصحو اعضاء هذا النادي ، والذين تصل اعدادهم بالعشرات ويمكن لاي قارئ حصرها في قائمة بمجرد الدخول إلى مقالات وفاء سلطان وكامل النجار وقراءة التعليقات ، متى ينتبهون من رقدة الوسنان الحالمـة بعالمٍ خالٍ من الإسلام والمسلمين ؟
هؤلاء الأشباح الذين لا نعرف منهم إلا الاسماء " الهلاميــة " وقابليتها على التكيف حسب نوع الردود والتعليقات ، كالمنسي وبن فرهودة و أميرة بخارى و بن المبارك ..إلخ إلخ .. إضافة للأسماء الصريحة المعروفــة الأخرى ..
فوفق فلسفة ديوي " البرجماتية " ، هذه الأسماء تخضع لقاعدة التكيف أيضاً ..
هؤلاء الذين تطاردهم كوابيس متعددة نذكرها لاحقاً ..
هم انفسهم من يحلمون باجتياح " المحيط " خارجين من مستنقع الاصولية الراكد المأفون ..!
من يدري , ربما في العام 5065 بعد الميلاد ، بعد ان تكون قد تطورت الإنسانية اشواطاً لا يمكن تخيلها باطراد ، يأتي احد طلبة دراسة التاريخ السايبري الرقمي القديم ، واقفا على اطلال الواحٍ قديمة من ذاكراتٍ صلبة ، ربما تعود لحواسيب الازمنة السحيقة ، لم ينتبه هذا الشابُ للتاريخ 2070 م ، يومها لم يكن الزمان مهماً ، قد يجدُ اسطورة مكتوبٌ فيها العجب العجاب :
ذات يوم ، وفي مستنقعٍ صغير ، كانت الضفادع تحلم باجتياح المحيط الهادئ ، الذي كان يحمل اسم " الباسفيكي" الذي يلف العالم كل العالم ، كانت تحلم ان تقتل كل السلاحف ، وتلتهم الاسماك ، وتسمم جوف الحيتان ..
كانت تحلم أن تعولم مستنقعها الآسن الصغير ليصبح نموذجا كونيا يحتذى به وتمسح بصورة مطلقة اسم محمدٍ من التاريخ ..!؟
كان حلماً فقط , لم تكن له اية مقومات واقعية ، ربما كانت الضفادع تمتلك المال و السلاح والتقنية ، لكن حيتان الباسفيكي المحمدي كانت الاقوى والاشد قدرةً على الصمود !
مالذي جرى في ذلك التاريخ بعدها ؟ هل استفاقت الضفادع من هذا الحلم .. أم استمرت تحلم وتحلم حتى تحولت احلامها إلى كوابيس تنذرها بان الاحتباس الحراري والازمة المالية يهددان مستنقعها الغني بالمتحللات العضوية ان يجف ؟
للاسف ، لم يجد الطالب البقية ، الشحنات الكهربائية كانت مفرغة مشوهة في بقية اجزاء القرص الصلب ، لتبقى الحقيقةُ في ذمة التاريخ ..
********
يقولُ كولن ولسون:
(( هل سمعت يوماً عن كلبٍ انتحر أو بقرةٍ احست بالملل ؟ ))
سبب ذلك هو ذوبان وعيها في كلية الوجود ، تماهيها المطلق مع الطبيعة ..
هذه المشاعر الإنسانية ، الملل ، الرغبة بالإنتحار ، الثورة على التاريخ وقتلُ محمد ، هي الدافعُ لان نفعل شيئاً مهماً يخلصنا من فكرة الاختناق والضيق ، فالبشر يميزهم هذا الشعور حتى يكونوا مبدعين في هذا العالم ، وعندما لا نفهم المغزى الدفين لهذا السأم نحاول قتله بالانتحار ، فتكون النتيجة قتل انفسنا ، أو قتل " أمتنــا " احياناً ..!
فالتخلي عن الهوية لتحقيق الذات ، هو انتحارٌ بوجهٍ آخر ..
السيد ولسون يرى بان " الجنس Sex" هو الحل لمثل هؤلاء ..
في موضوع قادم سنتناول به قصة الجنس ، سندرسُ " محمداً " هذا الذي ارق هؤلاء عن كثب ..
وسندرس " لوليتا " في الإسلام من زاوية المنظار الجنسي هذا , اُم المؤمنين التي باتت مثل كابوس يطارد الاعضاء في مستنقع التنويــر الإنتحاري هذا ، يحلمون بها ليل نهار واعتبروها الفكرة المركزية في نقدهم لمحمد ، لان وعيهم الباطن يبحث عن حل لكل الإشكاليات المتعلقة بهــا ضمناً على ما اعتقد ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نتعلم التنوير
- الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام
- تنويريون تحت الطلب
- الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام
- الديالكتيك و- التنوير - الانتهازي
- الاتجار بالعلمانية : تعليقات وردود
- الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً
- هوليود .. وعالم ما بعد الموت
- الصين و حضارة - التسويق - الجديدة
- الكِتابة والمسؤولية : مراجعات في ثقافة الإنترنت ( 1 )
- العِلموية والإسلام (5)
- العِلموية والإسلام (4)
- العِلموية والإسلام (3)
- العِلموية والإسلام (2)
- العِلموية والإسلام (1)
- العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر ...
- لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
- تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
- السحر السياسي الأسود
- حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟