أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عصام - وصية عصام لغسان














المزيد.....

وصية عصام لغسان


غسان عصام

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


" إفتح عينيك صوبهما نحو الارض، إحمل الحجارة برموش عينيك، كسر مرارة الهزيمة التي لم تكن فيها، تمرد على الوصاية العربية، كن على إستعداد شد خيوط نعلك، وخلي بندقيتك مستيقدة بجانبك.

إبسط يدك ليس لتضعها في يد من إغتصبوني وافتضوا بكارتي، من قتلوا ابيك وأخيك وعمك وإغتصبوا ريتا في يافا،وإنما لتعيد مسك البندقية من جديد وتضع يدك على الزناد وتعلم أن تطلق الرصاص للأمام لا الخلف وصوب رشاشتك نحو صدر المغتصب الصهيوني فهو لا يعدو أن يكون صدرا من ورق تخترقه حجارة طفل الثامنة من العمر، أنصب المتاريس خلفك وأمامك أقتل كل من إستباح عرضي ودمي، دمر كل بيت مبني بأجساد الاطفال ومصبوغ بالدم الطاهر.
وإن نفذ الرصاص من بندقيتك يا بطل، إن أنت أفرغتها بالكامل في صدر ورأس وظهر المغتصب خد الحجارة التي في رموش عينيك وإقدفها في إتجاه الورق الطائر ونحو الورق الزاحف نحوك ولا ترهبك ضخامتها فكلها طائرات ودبابات من ورق ولا تخجلك الحجارة التي في يديك فبها نبني بيوتا تصمد في وجه الاعاصير و الزلازل هي سلاح لا يصبه الصدئ ولا يتعطل الا ادا تعطلت يدك أما بندقيتهم فلا تحملها ايد صلبة كيديك ياولدي.
وإن اتسخت يداك بثراب الحجارة فاغسلهما بدموع الارامل واليتامى وزينهما بحناء دم الشهداء الابرار.
أرسم صورة النصر على تربتي، على صخري على شجر الزيتون، إرفع رايتي ورايتك وخليها ترفر عاليا في سمائي الملبد بغيوم دخان بارود البنادق والمدافع، وارفع أشرعة الحرية والكرامة.

صوب عينيك نحو السماء أترى تلك النجمة الساطعة هناك في السماء؟ أتراها يا غسان؟ هناك بقعة دم تحيط بها، إسمع هناك صوت مدوي يدعوك للتقدم إنه صوت عصام ويتامى وأرامل عصام، وشجر وصخر وتربة وحجر عصام...تقدم إذا وكسر الجبن الرسمي الرجعي المسالم والمساوم، تقدم واشحد الهمم..همم من تراخت عزيمتهم وفقدوا الثقة في الحرية وفي الخلاص...حرض على المقاومة والموت بشرف أو العيش بشرف، ولا تضع يدك في يد الكامبديفديين وأصحاب أوسلو وقمة البيضاء السوداء، ضع يدك في يد أخيك وأختك، وفي يد رفيق دربك، ولا تيأس غن طال المسير، وإن أكملته وحدك.. وإن راودك اليأس أنظر في عيون الصبايا والرضع واليتامى الذين ينتظروا أن تمنحهم الطبيعة القوة لحمل السلاح، زتذكر ما ذنب ريتا التي اغتصبت في يافا، وتذكر شجاعة إنصاف التي سقطت في أرض المعركة بجنين وشهداء عين الحلوة والمية مية، تذكر يا ولدي أنك لست وحدك من يعشق الحرية ومن يسقط في فلسطين، تذكر زبيدة وسعاد وعادل، تذكر عبد الرزاق الذي سقط بخونان المغرب يوم غزة، تذكر أن كل الوطن أنت، وأنك أنت وحدك هو الوطن،وتذكر أن الوطن القادم لا يأتي إلا بالمدرعة والبندقية.

سريا ولدي ولا يخيفك الجسد المطفئ بجوارك فغدا تنفخ فيه الروح ويحيا ويقاتل معك ولأجل الوطن، قم ياولدي فعنقي الممتد من قلبي يئن ويتعذب تحث ثقل البياض لقد مللت ياولدي من رؤية ايد ليس فيها سوى البياض..البياض..البياض...

إحمل الراية الحمراء تمرد على السلام الاعرج الذي لم ولن يصل إلى صبرا ولا إلى شاتيلا أو برج البراجنة، إمل الراية الحمراء الملونة بدم الشهداء..بدم الاب والاخ والعم والخال والاخت.

إغضب..إغضب وإنتصب بقامتك وإرفع هامتك في وجه المنحنين على الدوام، كن جسرا مانعا قويا تعود عليه إفواج اللاجئين والمرحلين ويطرد عبره الغزات السالبين،جمد قلبك ضد قلوب الغباوة..اولئك الفرحين بنشوة الهزيمة أمام طائرات ورق ودبابات ورق ورشاشات ورق وجنود من ورق في حزيران الاسود
فلتغضب..فلتغضب وتحرض الناس على الغضب إن لم يكونوا قد غضبوا بعد، إغضبوا ضد من إشترى فلسطين وضد من باعها، إغضب ضد من إستباحها وضد من أهداها.
قم يا غسان..قم وارسم الغد الاتي لتجعل العصاميين المسلوبين والغسانيين الجياع المستعمرين والمقتلين يفرحون بالنصر. آنئد تسمع زغرودة عصام العائدة إلى حضنك.
إنهض ياولدي واجعل دربك دمك وارسم طريقك بدمك حتى إن مت قبل أن تبلغ الحرية تكون قد رسمت البداية لغسان / لطفل الحجارةالذي سيأتي بعدكن وأنا يا ولدي سأحضر ليلة ذفنك ولكن لن أبكي..لا أحد سيبكي بل سأملأ الدنيا زغاريد وتهاليل لأنها ليلة عرس.. أجل ليلة العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي في ليلة ولا في ساحة.
ياولدي الذي أبعدني عنك الاعداء كن نبراسا يضيء الطريق المضلم نحو الوطن القادم الذي لن يأتي إلا عبر دراع الوطن المقاوم ".



#غسان_عصام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداعات سعيدة السجينة/الشهيدة
- نفحات من عطر الشيوعيات
- نداء إلى كل الشيوعيين والتقدميين والديموقراطيين
- صرخة من اجل الحرية
- أصل قضية المرأة وسبل تحررها


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عصام - وصية عصام لغسان