أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل














المزيد.....

موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل

(كتبتُ هذا النصّ من وحي سماعي إلى قطعة موسيقية ألّفها وعزفها الصديق الفنّان النحّات عبدالأحد برصوم)،
فإليكَ أيُّها الفنَّان العزيز أهدي موسيقاي المتمايلة على خدودِ اللّيل!


تطفو دمعةُ حنينٍ فوقَ مآقي وطنٍ
تائهٍ في مهبِّ الاشتعال
اشتعالُ الرُّوحِ على أجنحةِ أوطانٍ
مشنوقة من بؤبؤِ عينيها
من صدغها المتورّمِ بفقاعاتِ حلمٍ
مندّى بموشورِ الأحزانِ

تسافرُ أوطانُنا بعيداً عن خفقةِ القلبِ
بعيداً عن مرحِ الأطفالِ
بعيداً عن غلالِ الحصادِ
بعيداً عن تغريدِ العصافيرِ
عصافيرنا خائفة من خشخشاتِ الغاباتِ
خائفة من اندلاعِ نارٍ
من تراكمِ تضاريسِ السوادِ

أوطانٌ مجصَّصة
بنكاحِ سمومِ الأفاعي
تتطايرُ مع هديرِ الرِّيحِ
تغورُ انزلاقاً نحوَ مراراتِ القاعِ

أوطانٌ تتدلّى على شفاهِ غيمةٍ
حُبلى بوجعِ الانتظارِ
ماتَت البسمة كلما خفَتَ رنينُ الناقوسِ
تاهتِ المحبَّة فوقَ ضجرِ اللَّيلِ والنّهارِ
محبّة مشروخة برصاصاتِ الغدرِ
بعيدة عن ضرعِ الجمالِ
تغرقُ في تضرُّعاتِ الابتهالِ
تذوبُ ابتهالاتنا من تفاقماتِ أوجاعِ الديارِ
ديارٌ مفخَّخة ببراعةِ الزنازينِ
مفخَّخةٌ بكآبة مشرئبة بالاصفرارِ
أوطانٌ مستباحة لروثِ البقرِ
لأنيابِ الذئابِ
أوطانٌ غافية على ذيولِ الثعالبِ
على رؤى مشروخة
مدموغة باسودادِ القيرِ
مكتنزة ببؤسٍ مفتوحٍ من أخمصِ الرُّوحِ
حتّى أعلى شموخِ الإنسانِ

أوطانٌ منوّطة
على نفيرِ الأحزانِ
على إيقاعِ أنيابِ الحيتانِ

تلاشى هديلُ اليمامِ
بين هديرِ النيرانِ
أجراسُ النواقيسِ خمدَتْ
من هولِ اهتياجِ الطوفانِ

طوفانُ غباءٍ يتدلّى
فوقَ شهيقِ العمرِ
يمحقُ بسمةَ الأطفالِ
يبيدُ روعةَ السَّنابلِ

طوفانُ وباءٍ متدفِّقٍ
من تلافيفِ التيجانِ
تيجانُ الهمِّ والغمِّ
تيجانُ شراهاتٍ مفتوحة
على حسابِ صَلبِ الأوطانِ
تيجانٌ غارقةٌ في بُحورِ الشرورِ
كأنَّها من فصيلِ الشَّيطانِ

يدقُّ ناقوسُ قصيدةٍ مبلَّلة بالمطرِ
مطرٌ تناثَرتْ قطراته بعيداً
عن مهجةِ الأرضِ
تبخَّرتْ في منافي السَّماءِ
بعيداً عن شراهةِ هذا الزَّمان
بعيداً عن موتٍ مفخَّخٍ
بغازاتِ ثاني أوكسيد الزَّرنيخِ

وطنٌ هاربٌ من جراحِ الرُّوحِ
هاربٌ من قلبٍ ملظَّى بلهيبِ السنينِ
هاربٌ من أنينِ الرَّوضِ
من إرهاصاتِ أحزانٍ منفلشة
من شموخِ الطُّموحِ
طموحٌ مفروش على نضارةِ الرَّملِ
طموحٌ على مسارِ اللَّيلِ
على بكورةِ القصيدة

حلَّق النَّورسُ فوقَ يراعِ الحلمِ
حلمٌ هاربٌ من أكوامِ الرَّمادِ
رمادُ العمرِ
رمادُ الطفولةِ
رمادُ الانتظارِ
انتظارُ الغدِ الذي لا يأتي
أو يأتي على إيقاعِ الدمعِ
غدٌ مبقَّعٌ باحمرارِ الجمرِ
غدٌ واهٍ مثلَ شِباكِ العنكبوتِ
وَاْهٍ مثلَ أجنحةِ فراشاتٍ
تعبرُ وميضَ النَّارِ
تذوبُ في اندلاعِ اللَّونِ
لونُ الدِّماءِ
لونُ النَّارِ
لونُ البكاءِ

طموحٌ يزدادُ ترنّحاً
على شفيرِ الفناءِ!

تسيرُ الحضارةُ نحو الحضيضِ
تصبُّ في بحيراتٍ ملآى بالأفاعي
وجعٌ عند انبلاجِ النَّهارِ
عندَ هبوطِ اللَّيلِ
بكاءٌ لا يفارقُ مدارَ الحلمِ
حضارةٌ قائمة على حوارِ النَّارِ
حضارةٌ فاقعة مستولدة من جبينِ الحروبِ
تهرسُ جماجمَ الأطفالِ
تجرحُ هدوءَ اللَّيلِ
تخلخلُ صوامعَ الصلاةِ
حضارةٌ حُبلى ببراكينِ القيرِ
معفَّرة بالسوادِ
بغبارِ البراري

هبط النَّورسُ فوقَ الشواطئ البعيدة
فارشاً أحلاماً معجونة فوقَ حبقِ الطِّينِ
طفولة مغموسة بأغاني الحصَّادين
طافحة بأزاهير النَّرجسِ البرّي
طفولة متعانقة مع نضارةِ الكرومِ
طفولة ململمة في تجاعيد الذاكرة البعيدة
تتدلَّى أغصانها فوقَ مروجِ القصيدة
فوقَ أسرارِ غيمة
فوقَ طموحِ قلبٍ مندّى
بهلالاتِ الصَّباحِ

صباحٌ من بكاء
صباحٌ مضرَّجٌ ببوحِ الأغاني
على إيقاعِ أهازيجِ الأمّهاتِ
أمّهاتٌ من نكهةِ العنبِ
غارقة في لجينِ الآهاتِ!

أيّها الفنَّان
يا أهزوجةَ حزنٍ مبلَّلٍ بالمطر
وجعٌ هاربٌ من جلافةِ الرِّيحِ
ريحٌ هائجة فوقَ هديلِ الرُّوحِ
روحنا المكلَّلة بأنغامِ الأغاني
معلَّقة بأهدابِ نجمة تائهة
في تلافيفِ الغمامِ

موسيقى محفوفة بأسرارِ البحارِ
موسيقى غافية على قبلة عاشقة
غارقة في ولعِ العناقِ
عناقُ ليلٍ معرَّشٍ بانسيابِ حبرِ القصيدة
موسيقى منبعثة من أزقة المدن الغابرة

تاهَ العمرُ بعيداً عن فيافي الأغاني
بعيداً عن تجلّياتِ الكلامِ
تاهَ في غمارِ شموخِ السنابل
تعالَ يا صديقي
كي أرسم على موسيقاكَ
مزاميرَ طقوسِ القصيدة

هل تولدُ حفاوةُ موسيقاك
من بكاءِ الأطفالِ
أم من مناغاة أمواجِ البحرِ
لسموِّ السَّماءِ؟!

يعانقُ قلبي موسيقى متمايلة
على خدودِ اللَّيلِ
موسيقى موشّحة بوهجِ الشعرِ
متلألئة بتساؤلاتٍ مفتوحة
على إندلاقاتِ جنونِ هذا الزَّمان
تساؤلات فنانٍ مشبَّعٍ بحنينِ عاشقٍ
إلى براعم عاشقة
منبعثة من نضارةِ الغابات!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى من نكهةِ الحنطة 16
- تندلقُ من محيّاكِ نكهةُ التيّنِ 15
- تنمو في خمائِلكِ زرقةُ البحرِ 14
- تورقينَ مثلَ نصاعةِ النَّدى 13
- حلمٌ ينمو في شغافِ القصيدة 12
- يا غصناً ممزوجاً بنكهةِ العبقِ 11
- تهمسينَ لي أسرارَ الأساطيرِ! 10
- هداهدُ القلبِ 9
- كأنَّكِ منبعثة من فيضِ الحبورِ! 8
- هل انبعثتِ من شهقةِ نيزكٍ؟ 7
- تعالي نرقصُ على اِيقاعِ التجلّي 6
- تزدادينَ سُمُوَّاً على مدى الدُّهورِ 5
- تسمو روحُكِ نحوَ براري العناقِ 4
- أيّتها الشَّامخة شموخَ الحقيقة 3
- يا عسلاً منثوراً فوقَ أغصانِ الخمائل 2
- كأنَّكِ مبرعمة من اخضرارِ السَّنابل 1
- وهادُكِ بحيراتُ دفءٍ من لونِ السَّماء 50
- عشقٌ متطايرٌ من لجينِ الحنين 49
- تائهة مثل غيمةٍ ماطرة 48
- تتوهَّجينَ فوقَ باقاتِ السَّنابل 47


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل