أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هل الله ,الاسلامى,, هو المشكل الرئيسى ؟















المزيد.....

هل الله ,الاسلامى,, هو المشكل الرئيسى ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينهال البعض على المتدينين المسلمين لوما وتقريعا وتيئيسا بسبب غلوهم واعتمادهم المطلق على وجود اله يرعى الكون, وفكرة رفض التدين الالهى وغير الالهى فكرة ليست جديدة وليست من مبتكرات اشاوس التنوير العرب ,ولا المصريين بالطبع , بل هى فكرة -كما يعلم الجميع- اساتذة التنوير الغربيين وحدهم ,خصوصا فى مواجهاتهم الساخنة ضد سيطرة الكنيسة على مقدرات الشعوب الغربية ,فيما قبل عصر النهضة كما هو معلوم بالطبع , بعض اساتذة جلد الذات فى مصر والعالم العربى استنسخوا الفكرة كربونيا ,وباتوا لا هم لهم ,سوى محاولات الايهام بأن التخلف الابدى الذى يسكننا ويستلبد على مقدراتنا ,يكمن فى الاله وحده , فكل المآسى والحمم والحميات والوساخات والبلاوى المزفتة بقطران ,والتى لا مهرب منها فى مشرقنا العربى ,والمصرى على رأسها ,تعود الى سيطرة الله الاسلامى علينا؟

بعض الاخوة ينكرون كل اخطاء نيافاتهم ونيافات ابائهم ,ويتحدثون عن الف واربعمائة سنة من الاضطهاد الاتى عبر الصحراء , وبعض الاخوة الرفاق يتهكمون على فكرة الدعاء ,وعدم الاستجابة ,واخرون يصمون الناس كلها -وليس المتدينين فحسب- بأنهم صاروا عبيدا لما يطلقون عليه بالوهابية ,او ما يطلقون عليه بانتشار التدين الكاذب -الاسلامى بالطبع-بالطبع لا يفوتنا ولن يفوتكم محاولات خارجية تدور حول شيطنة الاسلام وربه والصاق تهمة الارهاب به , وغنى عن الذكر اننا هنا لسنا بصدد الدفاع الدينى عن الاسلام الذى هو أمر مقدس لدى ملايين البشر عبر الكرة الارضية ,وليس فى مصر ولا الدول العربية فحسب,فمنبرنا هنا ليس مكانا للدفاع او التبشير الدينى, كما اننا لسنا من اصحاب الثقافة الدينية التى تمكننا من هذا الامر , الذى يعنينا هنا ,ان من يحاولون شيطنة فكرة الله الاسلامى ,تحت عنوان التنوير ومحاربة الجهل والظلامية ,هم أول من يباركون الفكر الظلامى التواكلى الغيبى , كيف ؟

دعونا هذه المرة من مناقشة اصحاب النيافات والقداسات ,فهؤلاء ,او فلنقل بعضهم ,هم اول من ينحنى خشوعا وتقديسا وتبجيلا لنظرية الفكر الدينى على طريقتهم ,وهم لا يقومون بشيطنة الفكر الاسلامى ,الا لكون الدين الاسلامى مضاد منافس لتدينهم الموغل فى الخشوع لا للرب فحسب ولكن حتى لوكلائه على الارض, وبالتالى فهم متخلفون حتى عن الفكر التنويرى الغربى الذى نشأ ونما على انقاض السيطرة الدينية غير الاسلامية ,فلا يحق لبعض هؤلاء -وهم كثر- ان يدعى التنور أو التمدين حتى ولو ارتدى مسوح العولمة ؟

الذى يهمنا هنا هم بعض الكتاب من اساتذة التنوير المتعلمن , الذين بدلا من ان يقتربوا من الناس , وبدلا من أن يقوموا بالتنظير المجدى لفكرة التنوير والبعد عن الخرافة اذا بهم يشدوننا الى الخرافة ذاتها ,عن طريق الايحاء المستمر بأن سبب التخلف هو الرب الاسلامى وتمسك الناس به , وكأننا لو اصدرنا فرمانا تنويريا فى الصباح الباكر بالغاء المساجد ومنع الصلاة بالمنازل وتجريم اى شخص يتم الابلاغ عنه بتهمة الدعاء الى الله , وتعديل الاسماء العربية المتخلفة من قبيل محمد وعلى وحسن والاء وشيماء لتصبح جان وجورج الاول وكاترين دى ميسيس ,فاننا ولمؤاخذة سوف نفط الى اعلا عليين ونصبح الاوائل على قمة العالم ؟

ان اختصار فكرة التخلف فى الايهام بانها تكمن فى نظرية الاتكال الدينى الاسلامى فى العالم العربى هو محض وهم ,وتدجيل ,واستسهال,فهناك دول غربية بالمضمون المدحى التنويرى ,ولا تزال ترزح تحت نير التخلف ,لا اسلام فيها ولا تدين سواء صادق ام كاذب ,وخير مثال لما نقول هو ما يحدث حاليا فى بيلا روسيا ,ولمن لم يتابع نقول انه كانت هناك انتخابات رئاسية بين الرئيس الحالى فى جمهورية بيلا روسيا ضد سبعة منافسين اخرين مناوئين له لاسباب غير دينية اسلامية ,فلا يوجد بين هؤلاء السبع مرشحين بالطبع مرشح واحد من الاخوان المسلمين ,ولا كان هناك مرشح مدعوم من قبل المملكة السعودية,ولم يقم ائمة المساجد بالدعاء لمرشح السلفيين ,فليست هناك فى بيلا روسيا مساجد من الاصل , لكن المهم فى الموضوع ان الانتخابات انتهت بفوز الرئيس الحالى بفترة رئاسية رابعة ,وبالقبض على السبعة مرشحين المنافسين بعد سحلهم وشرشحة سنسفيل اللى انتخبوهم ؟

خذ مثال اخر عصرى متمدن وفى دولة افريقية صديقة للبيئة الغربية لدرجة ان النخبة المسيطرة عليها رفضت رفضا باتا ان يطلق عليها العرب كلمة ساحل العاج ,واصر السادة اصحاب المقامات الرفيعة من سفراء تلك الدولة ان اسمها هو كوت دى فوار الذى هو بعد الترجمة من الفرنسية الى العربية ,ساحل العاج برضه ,لكن البعد عن العرب غنيمة ,والقرب من الغرب وخصوصا فرنسا هو الحل ,وليس الاسلام هو الحل , المهم ان فرنسا التى تركت لها نخبة مسيطرة تتكون من اصحاب الاسماء والتدين الغربى المتمدن لكى تحكم البلاد , وتم استبعاد الشريحة الاكبر من السكان وخصوصا الذين يعيشون فى الشمال ,لان لديهم تدين اسلامى واسماء اسلامية ,وهو مرض عضال كما هو معلوم يمكن الاستشفاء منه بعد حكم البلاد وتنويرها عبر النسخة الكوتديفوارية المتفرنسة التى استمرت فى السيطرة عشرات السنين برغم كونها اقلية , المهم جاء وقت حصاد عمليات التنوير الكوديفوارية ,وتم عقد انتخابات رئاسية بين الرئيس الحالى المسيحى بابابجو وبين منافسه من الشمال الحسن وتارة فى اطار من الاجواء التنويرية المتعولمة التى تتيح بالطبع لاى فرد الترشح لرئاسة الجمهورية ,خصوصا اذا كان من أهل البلاد الاصليين ,وليس مستوطنا مثلنا , المهم وقعت الواقعة وفاز الاستاذ حسن وتارا على منافسه بابابجو,فاذ بكل القيم التنويرية التى هى من شيم الكرام وحدهم تسقط وتندحر فى الوحل ,واذا بكوت دى فوار تصبح اسخن واضل سبيلا من ساحل الترعة البولاقية فى مصر , وتم رفض نتائج الانتخابات وتدخل الجيش وهاج الجنوبيون وقامت المظاهرات ضد التدخل (الطرى المتراخى) من بعض الدول الغربية التنويرية ؟

الذين يحاولون الصاق تهمة التخلف بالمسلمين وبفكرة الاله الاسلامى ,واختصار كل المسألة فى هذا الصدد ,هم لمؤاخذة لا يقرأون اية احداث ,ولا يتابعون ما يحدث على الارض ,او انهم اسرى افكار معلبة ايديولوجيا ,تعادل تماما فكرة التعلب السلفى المرفوضة ,انهم لا يقدمون اية حلول سوى التطاول على مقدسات الملايين شئنا ام ابينا, ويبرئون المجرم والمتهم الحقيقى بنشر التخلف والفقر والجهل والفساد ,والتى هى ظواهر مادية محلية وكونية ,لا تقتصر على المحتوى الثقافى والتراثى وحده ,كما يحاولون الايهام , ولا تخص الدين الاسلامى وحده كما يروجون , فى اطار فكرهم الغيبى الدنيوى , المكافىء للغيبيات الدينية ..



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوات الدم وسودنة مصر ,او لبننتها
- الاقليات المحظوظة ,والاقليات الغير محظوظة؟؟
- مصر فى حاجة الى استيعاب التنوع وحرية التعدد,,,حرام عليكم
- بعد احداث العمرانية ,, ما العمل ؟
- نموذج مصرى غير مؤدب تجاه الاخر
- المشكلة تكمن ايضا فى المبشرين الجدد ؟
- الارهاب فى العراق ,,الاسلام ليس شريكا
- نصيحتى الى اليسار المصرى خصخصوا احزابكم الرسمية
- البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر
- ضرب نار فى فرح العمدة
- هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال
- السودان وفلسطين ,الفتنة الطائفية اكثر جاذبية
- ديموقراطية رجال الاعمال ,,,بمناسبة اقالة ابراهيم عيسى مرتين
- فى التضامن مع بولس رمزى,على مشعلى الحرائق الصمت.
- العلمانية فوق االجميع
- الدولة المدنية المأمولة والمأمونة ,بسيطة خالص
- احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس
- هاجم وانتقد الاسلام فهو الارهاب
- دولة اسرائيل فى العالم ,كالنادى الأهلى فى مصر
- رسالة موحدة الى اخى بطرس بيو والى اخى عدلى جندى


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هل الله ,الاسلامى,, هو المشكل الرئيسى ؟