أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - في بدعة - البحور الخمسة -















المزيد.....

في بدعة - البحور الخمسة -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقارنة غير موفقة من وحي خيال شاعري مترامي الأوهام يوازن مراسل – الحياة – في دمشق بين نظرية وزير الخارجية التركي " صفر مشاكل " وما يسميه بخيار " البحور الخمسة " الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد في احدى تصريحانه من دون أن يسميه المراسل بل اعتباره خيارا سوريا ضافيا عليه هالة من الأهمية وكأنه خلاصة ماتوصلت اليها صفوة مفكري العالم واستراتيجييه للتصدي لأزمات القرن الحادي والعشرين من أجل تحقيق السلام العالمي والمصالحة بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها وحل القضية الفلسطينية وتسوية قضايا الشعوب والبلدان والقوميات على أساس حق تقرير المصير وحل المعضلة اللبنانية وانقاذ سوريا من العزلة والأزمتين الاقتصادية والداخلية وليتابع القارىء معي مسوغات المراسل ودلائله الهشة في تشاطئ وتشارك بحوره الخمسة مع انجازات الآخرين وضربها بصفر مشاكل النمر الأناضولي والنتيجة حتى في حسبة التلميذ الابتدائي هي الصفر : ( كانت «صفر مشاكل» انعكاساً لتطور الاقتصاد التركي. وتعكس «البحور الخمسة» بدء سورية في قطف ثمار الإصلاحات الاقتصادية الجارية في البلاد من جهة والاستعداد للمستقبل بحثاً عن أسواق جديدة وتعاون الكتل في الأقاليم المختلفة والحفاظ على ديمومة الدور السوري من جهة ثانية. لذلك، من الطبيعي أن تكون هناك «شراكة» بين الرؤيتين مراعية اعتبارات كل شريك ومصالحه الوطنية، ستترجم في الأيام المقبلة بانعقاد الدورة الثانية للمجلس الاستراتيجي والتحضير لاجتماع رباعي رفيع في بداية العام المقبل ) .
بادىء ذي بدء نقول أنه لم يعد سرا أن من يعجز عن حل مشاكله الخاصة فردا كان أو حزبا أو جمعية أو نظاما سياسيا حاكما يحاول بشتى السبل توجيه الأنظار نحو الخارج اما هربا من مسؤولية أو تهربا من مساءلة وعقاب وفي الحالة السورية ينطبق الأول لانعدام الديموقراطية والمؤسسات التشريعية وتغييب المعارضة والرأي العام من أحزاب وصحافة واعلام ونقابات حرة ومنظمات المجتمع المدني بعكس ماهو قائم في تركيا التي يقودها نظام – صفر مشاكل – هذه الجارة التي لايمكن مقارنتها بنظام بلادنا كما فعل المراسل المأمور ففيها ورغم ملاحظاتنا الكثيرة على مواقفها الشوفينية وخاصة تجاه حق تقرير مصير الكرد والشعوب الأخرى غير التركية وتجاه بعض الحريات العامة الا أنها تعيش ديموقراطية نسبية في مجال التعددية وحرية الأحزاب والصحافة والاعلام والراي وتوفر المؤسسات الدولتية الحديثة بما فيها البرلمان والقضاء الذي أحال قبل أيام ماءتي ضابط عسكري من الرتب العليا الى التحقيق والمحاكمة وتبوئها مكانة متقدمة على الصعيد الاقتصادي في مجالات الصناعة والتجارة والخدمات والبناء والطرق والجسور وهي المصدرة الأساسية للسلع الرئيسية والتموينية الى دول الجوار والعديد من دول المنطقة والعالم في ظل ميزان تجاري مربح مع قوة عسكرية كبرى متنامية في ظل عضويتها بحلف الناتو وانتظارالعضوية بالاتحاد الأوروبي ومركز اقليمي هام جغرافيا وبشريا يحظى باحترام الآخرين يؤهلها للقيام بدور الوساطة في حل الأزمات الاقليمية الشائكة كل تلك الميزات من عناصر القوة والنفوذ شكل سببا وجيها لانبثاق نظرية تصفير المشاكل من جانب استراتيجيي الحزب الحاكم في تركيا منذ أعوام والبدء بتطبيقاتها على الصعيد العملي التي مازالت تشهد بعض العوائق والتباطؤ على الصعيد الداخلي خصوصا بشأن الملف الكردي وبعض النجاح على صعيد الانفتاح واعادة العلاقة مع أعداء وخصوم الأمس وخطوات أكثر تقدما في مجالات اقليمية ودولية وعلاقات عامة وخلاصة القول لم يبلغ المآل بعد مقام التصفير الكامل بل يمكن القول ببلوغ تصغير المشاكل كثيرا أوقليلا وهو يعني بالنهاية نوعا من التقدم نحو الأمام .
أما حول اختراقات - البحور الخمسة - التي تتجاوز القارات والسيطرة على شطآنها وتحول يابستها الى – مربط خيل – نظامنا فيبدو انها تحققت بغفلة عن الشعب السوري بل فاجأته مما جعله في حالة الدهشة والاستغراب لابتعاد مازعم عن صلب الحقيقة فالنظام الفاقد لمصادر القوة الداخلية السياسية " وليس الأمنية الموجهة ضد الشعب " والاقتصادية والعسكرية لايفرض شروطه على المقابل والنظام العاجز عن اقناع شعبه وكسب ثقته وعن تحرير أراضيه لايستطيع من اجتياز نهر – جغجغ – فكيف بالبحار فهل حبكت خيوط هذه القنبلة الصوتية من أجل اقناع السوريين بأن الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع الجار التركي تبرم بين قوتين متكافئتين موقعا ووزنا ونفوذا وأن اتفاقية – أضنة – الأمنية عام 1998 لم تكن اجحافا بحق الوطن والشعب والمبادىء وأن النظام لم يكن مضطرا لتقديم التنازلات بل عن طيبة خاطر ان كان بشأن لواء الآسكندرون أو بخصوص التآمر على كرد البلدين والاستعداد لمنازلة كرد العراق في الوقت المناسب أو أنه المنتصر في ابرام الاتفاقية الراهنة لدى اجتماع المجلس الاستراتيجي الحالي في أنقرة بين سوريا وتركيا حول مختلف المسائل الثنائية والاقليمية والدولية وخاصة في موضوع استجداء النظام لقبول أنقرة العودة الى دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب لاستكمال التفاوض بين الجانبين .
لم يلاحظ السورييون وخاصة المتابعون لشؤون العلاقات السورية الدولية وبينها الاتفاقيات الاقتصادية المزعومة أن زيارات الرئيس المتواصلة الى البلدان الأجنبية واختراقه البحور الخمسة قد حققت خطوات نحو التخفيف من الأزمة المعيشية ووتيرة الغلاء الفاحش أو عالجت موجة الفقر والحرمان أو أوقفت الهجرة بين الداخل أو نحو الخارج أو عززت من القوة الشرائية لدى المواطن العادي أو وفرت فرص العمل لملايين العاطلين عن العمل أو وضعت خططا لمواجهة نتائج الجفاف في مناطق عديدة وخاصة في الجزيرة السورية أو تراجعت قليلا عن القمع الأمني وملاحقة المواطنين وسجن المعارضين واعتقال المئات والآلاف وتقديمهم الى محكمة أمن الدولة والمحاكم العسكرية وحرمان ذوي المشتبه بهم المتواجدين خارج البلاد من الحقوق المدنية وحق متابعة المعاملات القانونية .
من باب المقارنة ولكن ليس على طريقة المراسل يمكن القول أن لحكومة تركيا أسبابها الموضوعية في سرد وتعداد انجازاتها بشأن مشروعها – التصفيري – وماحققته خلال الأعوام الأخيرة فماذا يمكن أن يقدم نظامنا الشمولي الدكتاتوري من جديده المفيد للسوريين بعد اختراق البحور الخمسة ؟ هل جداول الاستبيانات العالمية المعتمدة واستطلاعات الرأي الموثوقة حول موقع ودرجة بلادنا في مجال القمع والفساد والأمية والفقر وعدد السجون والمعتقلات والمساجين لأسباب سياسية وأعداد المنفيين والمهاجرين والمهجرين وأرقام المجردين من حق الجنسية والحقوق المدنية أم كميات الأسلحة الفتاكة المرسلة الى أرباب الطائفية السياسية في لبنان لتسعير الحروب والاقتتال أم عدد الارهابيين المرسلين الى العراق أم عدد المرات التي تدخل النظام فيها لمنع التفاهم بين الأطراف الفلسطينية المتخاصمة ؟ قبل مدة أخبرني أحد الأصدقاء السوريين المتابعين للحالة الوطنية عن ملاحظة جديرة بالتوقف عندها وهي أن الرئيس الأسد دأب خلال تصريحاته بمناسبات اختتام زيارات الرؤساء المتبادلة في دمشق والعواصم الأخرى على الاشادة دائما بمزايا وعلائم التطور والتقدم لدى الآخر وبلاده ان كان ضيفا أو مضيفا وليس لديه كما يظهر مايقوله بشأن شعبه وبلاده .
الى جانب السبب الداخلي هناك أسباب أخرى لتلك القنبلة الصوتية من أهمها الهروب من استحقاق المحكمة الدولية بشأن جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وما ينتظر من صدور القرار الظني خلال أيام المتضمن حسب كل الاحتمالات اتهاما صريحا الى مصادر القرار في النظام السوري اضافة الى حليفه حزب نصر الله وكذلك اخفاء فشل مشروعه بشأن العراق والتغطية عليه ولكن وكما يبدو من تطور الأحداث لايمكن اطفاء شعلة الحقيقة هذه المرة حتى لو تم استحضار مياه بحورهم الخمسة .


• - ( بين خياري " البحور الخمسة " و " صفر مشاكل " التركي ) – ابراهيم حميدي مراسل الحياة بدمشق – 22 – 12 – 2010 .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حق تقرير المصير - كرديا
- - أزمة كركوك وآفاق الحل - في مؤسسة كاوا
- الاخاء العربي - الكردي على الطريقة - البصرية -
- أبعاد ودلالات انفراج الأزمة العراقية
- ألا يستحق الكرد - طائفا - عربيا
- قراءة أولية في دعوة العراقيين الى الرياض
- عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق
- ثلاثية الوطن والقوم والاقليم -مؤسسة كاوا
- صلاح بدرالدين يعزي برحيل اسماعيل عمر
- سوريا وتركيا في مواجهة استباقية ضد الكرد
- حوار مع السياسي الكردي صلاح بدر الدين
- تقرير مصير الشعوب شرط لبناء الدولة الحديثة
- على شعب كردستان أن يصدق من : العلاوي أم النجيفي
- - ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير
- هكذا نفهم - بناء الذات -
- مرة أخرى حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع
- أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
- صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - في بدعة - البحور الخمسة -